نار الشك والغيرة
أولاً، أشكر مجانين على المساعدة الجميلة. مشكلتي... أنا فتاة أحب شخصاً وهو يحبني وعمر علاقتنا 9 سنوات ونريد الارتباط ببعض عندما ينتهي من الدراسة، فهو باقي له سنة ونصف وينتهي. أنا أحبه بشدة وأعشقه ولا أرى سواه، وهو أيضاً يبادلني نفس الشعور... أنا أثق به وبصدقه معي، وتحدث مع أمه عني بأنه يريد أن يخطبني وأمه لا مانع لديها. مشكلتي أني أغار عليه بشدة؛ لا أريد أن ينظر لسواي، حتى عندما ينظر لأي امرأة في أي مكان ونظرته من غير قصد أتضايق وأزعل منه وبعض الأحيان أشك فيه، حتى عندما يتحدث عن أي واحدة في موضوع عادي أتضايق وأشعر بأن أريد أن أمتلكه وأمتلك أفكاره.
هو يشعر بهذا الشيء ويتضايق كثيراً وتصل إلى حدوث المشكلة بيننا وأشعر أنني متسرعة في قراراتي وفي حكمي عليه، فعندما يدخل إلى الانترنت أتضايق وأشك في أنه يتحدث مع غيري وهو يقول ويحلف لي بأنه يدخل لينزل برامج أو أغاني وأنا متأكدة من ذالك، ولكن الشك ما يزال موجوداً إلى أن يخرج من الانترنت.
ممكن يكون سبب هذا الشك عندما يدخل الانترنت أنه قبل سنة تقريباً دخلت على إيميله -ورقم الإيميل لدي من زمان لأنه لا يخبء عني أي شيء فدخلت- وفتحته واكتشفت أنه يخونني بأن يتحدث مع بنات على الماسنجر، وجدت اسم لكم بنت وواجهته بذالك واعترف بأنه يتحدث معهن للتسلية فقط وأنه يحبني ويريدني، وأنا في اللحظة هذه زعلت منه وأصبحت لا أحدثه لفترة ولكنه اعتذر لي وندم على ذالك ووعدني بعدم تكرار هذا الشيء مرة أخرى ولأنني أحبه رضيت ورجعت علاقتنا كما هي وأحسن من أول (الحمد الله).
ما تزال الشكوك والغيرة مسيطرة علي ولا أعرف ماذا أفعل، أنا خائفة أن يستمر هذا بعد الزواج ويسبب لنا المشاكل،
أرجوك أيها الدكتور أريد حلاً لهذه المشكلة فإنها تضايقني كثيراً وأفكر بها طوال الوقت وسوف أكون شاكرة لك.
13/01/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ذكرت بأن عمرك يقع دون الخامسة والعشرين وأنك ما زلت طالبة وعمر تعارفكم تسع سنين أي أن علاقتكما بدأت وأنت ما زلت طفلة على أعتاب المراهقة واختيارك له كان على أساس معرفة وخبرة طفلة وما ترين أنت أنه غيرة وتملك أراه حيرة بين تعلقك به وخبرتك الحالية في الحكم على سلوكه ففكري بإعادة تقييمه بعقلك وخبرتك ونضجك الحالي كي تستطيعي تحديد مصدر الخلل هل هو في سلوكه فعلا أم في مشاعرك.
إن فعلت ووجدت أنه ينسجم مع ما ترين أنه الإنسان الذين ترغبين في الارتباط به انتقلي للتعامل مع مشاعرك التملكية وقاوميها من خلال المناقشة المنطقية بأن الحب والزواج لا يعني صك ملكية وأن ما يبقيه إلى جانبك ليس خوفه منك بل المفروض حبه لك فإن زال حبه أو ضاع مع النضج والأيام وتغير الأحوال فهل تقبلين لنفسك زوجا غير محب يختارك فقط لأنك أمامه وبذلك تفقدين أحلى ما في مشاعر الحب والارتباط وهي تبادل هذه المشاعر.
يحتاج هو للتعرف ولا أقول العبث على غيرك من الناس فتيات وشباب من جهة كي ينضج ومن جهة أخرى كي يستطيع أن يقدر مزاياك ويزداد إدراكه لقيمتك.
شيء من الغيرة على المحبوب مرغوبة ولكن زيادتها تعكس نقص الثقة في النفس فأنت تخشين إن فقدته ألا تجدي زوجا غيره وحين يدرك المحبوب هذا الأمر يبدأ في إعادة النظر فيمن يحب ليرى عيوبه أكبر مما هي بالفعل فحددي الهدف من غيرتك وشكك.
هناك مقولة بالانجليزية أطلقي طيرك فإن لم يعد تأكدي أنه لم يكن لك منذ البداية فغيرتك لن تحفظه وشكك لن يمنعه من العبث. اعملي على تدعيم ثقتك بنفسك وأعيدي تقييم سلوك وأخلاق من تحبين فإن وجدت فيها ما يزعجك لن يجدي شكك ولا غيرتك في تغييره فالإنسان يتغير ولكن فقط حسب قناعاته الشخصية وبناء على رغباته.