إنه الجزر!!!
خطيبي غلبااااان..!؟
أختي الحبيبة أميرة بدران، السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته.... أنا صاحبة مشكلة الجزر التي نشرت في أغسطس الماضي. استمعت يا أختي الغالية إلى فضفضتي حينها وأود أن أتابع معك ما حدث فيما بعد، وأحتاج إلى عونك اليوم أيضاً كما احتجت إليه دوماً. في سبتمبر الماضي تقدم إليّ شاب يعمل هنا أيضاً، يكبرني ببضع سنوات وهو من نفس جنسيتي، حدث بيننا قبول مبدئي بدأ على إثره التعارف ونحن الآن في مرحلة الخطبة، حيث أن الزفاف سيقام بموطننا إن شاء الله بيوليو القادم. خطيبي غلبان، غلبان جداً بالمعنى الحقيقي لكلمة غلبان؛ هو طيب القلب حنون، إلا أن هناك بضعة نقاط تؤرقني ولا أعلم إن كان قلقي هذا عادياً أو أنه شيء يستحق التوقف أو فسخ الخطبة. والنقاط كالتالي:
1- خطيبي من بلد ريفي قروي.. لا أعلم إن كان هذا سيؤثر بشكل ما على طريقة تفاهمنا، هو رحب الصدر وطيب القلب وهذا ما يذلل مشاكلنا كلها دائماً طيبيتي وطيبته. ولكن عاداتهم لا تشبه عادات المدن.
2- دخل خطيبي لا يكاد يصل إلى نصف دخلي، بل أن راتبي يمثل ضعفين وربع بالنسبة لراتبه، وراتبه لا يكفي لاستئجار شقة بمفرده حتى وهو يعمل مهندساً أيضاً. أعرف أن هذه أرزاق ونني سأحب مساعدته في بداية حياتنا ولكنني في نفس الوقت أخاف أن أجد نفسي أنا القائمة على مصاريف البيت مما يجعلني تلقائياً رجل البيت، وهذا ما لا أبتغيه في زواجي، فهذا سيسبب الكثير من المشكلات.
ملحوظة: حاولت أن أساعده في الحصول على وظيفة أفضل في الشركة التي أعمل بها والشركة التي تعمل بها شقيقتي، إلا أنه لم يتم قبوله أبداً لأن إمكانياته ضعيفة قياساً بخبرته ووظيفته بسيطة يستحق أن يشغل أفضل منها، إلا أنني أشعر بأنه في قرارة نفسه يشعر بأنه قليل الشأن مما يجعله راضياً بما هو فيه، وكلما طالبته بالسعي إلى وظيفة أفضل يقول لي أنه ليس لديه وقت للبحث عن وظيفة وأنه مشغول جداً بعمله..! لدرجة أني صرت أبحث بنفسي عن وظيفة له بمواقع التوظيف وبشركات لي بها بعض المعارف..
الغالية أ. أميرة، ماذا ترين فيما سبق؟؟ وهل تلك النقاط تسبب قلقاً حقيقياً؟؟
وهل تشكل عيوباً قد تسبب لي المشاكل فيما بعد؟؟
21/01/2008
رد المستشار
اعذريني يا ابنتي فيما سأقوله وتحمّليني.....
فأنا لا أرى قلقك فقط هو ما يشغلني عليك ولكن تهمس كلماتك بأنك غير مقتنعة به؛ فأنت ترينه غلبان وغلبان جداً! ولم تحدثيني عن أي شيء يعجبك فيه غير أنه طيب!! فتدفعينني دفعاً لأرى ما تحدثت عنه فقط، فما هي الطيبة؟ هل الطيبة انعدام الطموح؟ هل الطيبة تجعلني أشتري رجلاً حتى وإن كنت غير مقتنعة به وسأكون أنا الرجل الحقيقي في البيت؟ هل حين أقول: قد يمكننا تقديم بعض التنازلات "المقبولة"، تعني أن تكوني أنتي من تملكين القوامة؟
قد أفهم أن تساعديه في المعضلة الكبرى وهو الحصول على شقة ولكن على أن يكون طموحاً لديه خبرة تؤهله لمستقبل أكثر إشراقاً، ولقد ذكرت بالحرف لك من قبل أن هناك فرق بين رجل مُستغل ورجل أصابته قصر ذات اليد ويحتاج لعون يوقفه فقط على قدميه لأنه وحده سيقوم بما يجب عليه فعله فوراً وبكل ما يملك، ولكن من حديثك يبدو أنه لن يتحرك قيد أنملة؟ فهل أنت التي تملكين الوقت وحدك للبحث عن عمل له؟ فما الصعب في أن يبحث على النت مثلك في مواقع التوظيف ويسأل بين معارفه؟.
إذا لم تكوني قد جنيت عليه في حديثك عنه أو قصرت، فأتصورني عرفت شخصيته من حديثك؛ فهو ذاك الرجل الطيب الهادئ الذي لا يريد من الدنيا شيئاً سوى الستر ولقد وصل للحال الذي يحتاج فيه إلى الزواج فهو ليس طامعاً وليس مزعجاً فكما ترميه الأمواج يذهب.
ولا مانع من أن نتحدث بصراحة أكثر... فهناك سيدات لا تتعايش إلا مع تلك الشخصية وتحتاج إلى هذا الصنف الذي لا يثير مشكلات إلا قليلاً رغم مكابدتها لشعور الرجولة التي تعيشها قلباً وقالباً، وتظل نظرتها له نظرة دونية رغم احتياجها لتلك الشخصية! وتمر سنوات العمر ويأتي الأبناء ويتعلم الأبناء أن الرجل هو "ماما"!. وهناك سيدات تتعايش مع تلك الشخصية وتراها كم هي رقيقة حنونة ليست مثل الشخصيات المروّعة التي تراها وتسمع عنها فتحمد الله على عطاياه وتقدره وتتعايش بسلام وهدوء دون تحليلات ودون منغصات. ولكن الفرق بينهما أن أولئك السيدات لا ينظرن إليه نظرة دونية وتحب فيه تلك الوداعة وتقدرها حتى وإن تحملت في المقابل مسؤوليات جسيمة ومرهقة. فأي الصنفين أنت؟ الرد على هذا السؤال هو من سيجيب على إكمال مشروع الزواج منه أم لا!
فلقد صار مهماً أن نحدد ماذا نريد من الزواج تحديداً دون مواربة ودون الطمع في أمور أخرى لم تكن في الحسبان حين وجدنا ما نريده! فمنا من يريد الزواج من أجل الاستقرار فقط فلا حب ولا "وجع دماغ"، ومنا من يتزوج لشهوته، ومنا من يتزوج ليحيا حياة هادئة آمنة، ومنا من يتزوج من أجل المصلحة، ومنا من يتزوج من أجل المال ومنا... ومنا... ومنا... فالحاذق من يحدد احتياجاته تماماً "قدر الإمكان" ليعرف عما يبحث وعما يريد دون تنازل عما يحتاج إليه ودون طمع فيما لن يجده.
قد تتصوري أنني قاسية كما يحلو للبعض تلك الفترة أن يتهمني بذلك، أو تتصوريني جافة المشاعر، وهذا غير صحيح، ولكنها الحياة التي علّمتنا كيف نحيا بأقل خسائر ممكنة وبأعلى وسائل للسعادة في إطار ما نملك. بقي أن أصارحك بأمر هام؛ وهو أني فزعت حين رأيت متابعتك وفكرت كثيراً هل أتحمل حقاً تبعات التوجيه في الاستشارات! فتراني كم مرة أصبت وكم مرة أخطأت؟ هل حقاً أنا حمل خراب بيت أو ضياع فرصة أو غيره؟! لكني وجدت نفسي كما أعهدها لا أطيق إلا البوح بما أراه في عيني "حقاً" فأسأل الله أن يتغمدني برحمته إن أخطأت وأن يرزقني الثواب إذا أصبت... وفقك الله يا "غفران".
ويتبع >>>>>>: إنه الجزر !!! م1