مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى!
أشكر لكم ردكم على مشكلتي مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى!، غير أنكم لم تقدموا لي حلولا بخصوص النهوض بشخصيتي، وتدراك ما بقي، لأن آخر الأخبار أنني تسرعت كعادتي وأخبرت الهندي بأنني لا أرغب بالزواج به،
بل الأدهى والأمر أنني أخبرت شخصا آخر متزوج مسئول في العمل أنني أحبه مزاحا، لكن بعد ذلك اتصلت به لأعلمه بأنني كنت أمزح، لكنه لم يقتنع، وأبدى رغبة في مصاحبتي ويرغب بمعاشرتي بالحرام كما لو أنني عشيقته، وأخبرني أنني من فتحت الباب له، وأنني لا يمكنني أن أقرر في أي وقت أشاء متى أشاء، إنني في حيرة إنني أصلي وألتزم بالأذكار الشرعية وأقرأ القرآن فماذا دهاني، لقد خسرت احترام نفسي وفقدت الثقة بها بل إنني أكرهها شديد الكره.
لماذا أنا هكذا وأين يكمن العيب؟ أرجو منكم مساعدتي على تخطي هذه المحنة، والله أسأل أن يوفقكم لما فيه خير العباد.
وجزاكم الله عنا أحسن الجزاء
وبعد ذلك بيومين وردت هذه الاستشارة من نفس الأخت صاحبة المشكلة تحت عنوان : أريد حلا.
لقد أرسلت لكم مشكلتي وقد رددتم علي تحت عنوان مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى!، لكني أحس أن الداء ليس في الزواج أو لا ولكن الداء بداخلي، فأنا لا أستطيع اتخاذ أي قرار في حياتي، ولا أعرف كيف أتمكن من ذلك أو متى يأتي علي وقت الإحساس بأن لي قرارات ثابتة.
كما أنه تنتابني شخصيتان داخلي: فواحدة تدعوني للالتزام بأوامر الله والثانية تدعوني للتبذل وأن ألعب دور الفتاة اللعوب، إذ أحيانا يأتيني ذلك وأنا بالصلاة حيث أتخيل الجنس وأشياء أخرى.
كما أنه وبدون شعوري أغير مشيتي أحيانا بالشارع ونظراتي كذلك، لكنني بعد لحظة أتذكر ما أفعل فأسارع للالتزام في الحركة، كما أن ذلك الأمر يعاودني مرة ومرة إلى أنني أصبحت أكره نفسي، لأنني لا أعرف من أكون فلا أنا قادرة على الفتاة اللعوب ولا قادرة على الالتزام لقد تعبت كثيرا،
ساعدوني جزاكم الله عني ألف خير فأنا هنا وحيدة ليس لي أصدقاء سوى الشخص الذي أخبرتكم عنه، ولا يمكنني العودة لأنه يجب علي إذا غيرت رأيي وفق العقد دفع مبلغ كبير عائلتي ليس لديها أي قرش منه، كما أن عودتي لن تزيد إلا الطين بلة، فأنا أحس الآن أنني أحسن حالا من ذي قبل، وللعلم فهذه الحالة كانت تنتابني قبل مجيئي إلى هنا (الخليج) فلها تاريخ قديم معي.
من فضلكم جاوبوني بسرعة
ومع السلامة
24/11/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، ونشكرك على متابعتك، نبدأ أولاً بقول كل عام وأنت بخير فأنا أكتب هذا الرد على متابعتك في ثالث أيام عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليك وعلى كل المسلمين بكل خير إن شاء الله.
اليوم أيضًا سافر مستشارنا الذي أجاب على إفادتك الأولى، أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، إلى بلدنا الشقيق لبنان، وسيعود خلال يومين، لكنني وجدتُ متابعتك ملحةً خاصةً بعد أن أرسلت ردا مباشرًا من خلال بريد المشاركات، ثم أتبعته باستشارة أخرى للصفحة، فشعرت بإلحاح الأزمة عليك، وقررت أن أنوب عن الدكتور أحمد عبد الله، في غيابه.
والمشكلة الملحة بصدق في حالتك هي ذلك الاستعجال الذي يكادُ أن يودي بك، فأنت اندفاعيةٌ إلى حد التهور، وأقرب مثل هو عدم انتظارك لرد الدكتور أحمد عبد الله عليك، ورفضك للرجل الذي يعرضُ عليك الزواج لأنه يخاف الله فيك، ولا أظن بدايةً أن فرصة الزواج منه ضاعت إن كنت ترغبين في ذلك الزواج، ولكن أخشى ما أخشاه هو ألا تستوعبي جيدا ما قيل لك في أول ردنا السابق عليك: أخشى أن تظني أن لديك مشكلة واحدة حاليا، وهي علاقتك بالهندي، وتنسي أن هناك مشكلة أهم وأقدم وأخطر هي شخصيتك وصفاتك.
فنحن منذ البداية إذن قلنا لك أن المشكلة ليست في علاقتك بالهندي، أي ليست في الزواج من عدمه، لكننا هنا سنقول لك أن الزواج جزءٌ كبيرٌ من حل مشكلتك خاصةً في مثل ظروف الغربة، ففيه ما يعينك على عدم التفسخ في تعاملاتك وعلاقاتك، ونحن لا نربط السفر إلى دبي بما تصفين أنه يحدثُ لك، ونحن نعرف أن الاضطراب في تصرفاتك موجود منذ أن كنت في بلدك الأصلي، لكن المشكلة هنا هي أن وجودك في بلد إقامتك الحالي دون رفيق داعم لك هو مشكلةٌ أكبر من كل مشكلة.
أنت بحاجة إلى علاج نفسي ومعرفي مكثف وسريع، يعتبرُ بمثابة إنقاذ لمستقبل فتاة بأكمله، فهل تستطيعين الحصول على ذلك العلاج في الغربة وبمفردك؟ لا أظن، بينما قد يكونُ في زواجك من شخص متفهم ما يجعل ذلك العلاج ممكنا، خاصةً في الوقت الذي أنت عاجزةٌ فيه عن العودة إلى بلدك، والذي لن يحل المشكلة وإن أبطأ قليلاً من حدة التدهور الحادث الآن.
وأما الحالة التي تستشيرين بشأنها وهي أن بداخلك شخصيتان واحدةٌ تدفعك إلى الالتزام وأخرى تدفعك إلى الابتذال، فليست هنا المشكلة، بل إن هذا يمكنُ أن يكونَ حال كل فتاةٍ في ظروف مشابهة لظروفك، وربما في داخل كل بني آدم (فهناك النفس الأمارة بالسوء وهناك النفس اللوامة)، وهناك فارق طبعا بين مقدار تحكم كل قوة من هاتين القوتين في سلوك الفرد، ولعل العامل الأهم في تحديد ذلك الفارق هو مقدار الاندفاعية التي يتسم بها سلوك ذلك الفرد.
وأما أنك أحيانا أثناء الصلاة تفكرين بالجنس وغير ذلك، وأنك أحيانا أثناء المشي تتعمدين الإغراء في مشيتك ونظراتك، وهو ما يفهم من قولك: (كما أنه وبدون شعوري أغير مشيتي أحيانا بالشارع ونظراتي كذلك، لكنني بعد لحظة أتذكر ما أفعل فأسارع للالتزام في الحركة)، فلا نستطيع اعتبار هذه السلوكيات دالةً على اضطرابٍ نفسي معين لأنها لا تكفي للتشخيص ، وقد تكونُ في الإطار الطبيعي لفتاةٍ في مثل سنك.
وأما قولك: (أصبحت أكره نفسي, لأنني لا أعرف من أكون فلا أنا قادرة على الفتاة اللعوب ولا قادرة على الالتزام)، فهو إشارةٌ إلى عدم رضاك داخليا عن تلك السلوكيات المنفلتة وهو ما يشير إلى يقظة النفس اللوامة لديك، ولهذا السبب أنصحك بسرعة العلاج النفسي المعرفي والسلوكي، وربما العقَّاري أيضًا إذا رأى طبيبك النفسي المعالج ذلك، وأنا هنا سأحيلك إلى إجابات سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تجدين فيها بغض ما يفيدك، وذلك تحت العناوين التالية:
الحلم "البين بيني"00 ! والشخصية الحدية
عاشقة الأكشن جريئة وتبحث عن الحنان
نقاب فعباءة فبنطلون !! إحترس من حواء
البحث عن الحب في جحور الأفاعي
ومن المهم يا عزيزتي أن تعرفي أننا في حالتك لا نتكلم عن حالة عارضة من اضطراب السلوك تأتي وتزول فتكونُ عابرةً على أي حال وإن عاودت الظهور وسببت المشاكل من فترةٍ لأخرى، وإنما نتكلم عن مشكلةٍ تتعلق بسمات الشخصية أي أن اضطرابك السلوكي مزمن وكما نبهك مستشارنا الدكتور أحمد عبد الله من قبل حين قال: (وإذا استمر الحال ما هو عليه فأخشى أن مشكلاتك ستزداد)،
وقدرتنا في هذه الصفحة لا تزيد عن محاولة الفهم والإفهام قدر استطاعتنا إضافةً إلى تقديم الإرشاد النفسي بقدر ما يتاح لنا من معلومات، لكن حالتك لا تسمح بأن تكتفي بالكتابة لنا وانتظار الرد، كما أن الحل العملي الوحيد لحالتك هو اللجوء بعد الله إلى العلاج النفسي الذي يرجى منه أن يقلل من اندفاعك وطيشك، وربما شخص طبيبك المعالج اضطرابا نفسيا معينا لم نستطع التكهن بوجوده من خلال إفادتك.
كما أنك تحتاجين وبسرعة أن تعلني للشخص الجديد زميل العمل المتزوج الذي أشرت إليه في رسالتك عبر بريد المشاركات أنك أخطأت في حق الله وحق نفسك وحقه هو أيضًا، وأن عليه أن يعينك لا أن يهدم علاقتك بالله وبنفسك، وعليك إذا استدعى الأمرُ أن تستعيني بعد الله بالهندي لأنه كما فهمنا من إفادتك الأولى واحدٌ ممن يخافون الله في من حولك فلا تخسريه من فضلك، واطلبي معونته إذا تأزمت الأمور بينك وبين ذلك الزميل المتزوج.
عليك أن تسارعي باتخاذ خطوات جادة باتجاه تلقي العلاج النفسي، وأنا لا أنصحك بأن تفقدي كل من يقدرونك ومنهم نحن في هذه الصفحة فنحن نشعرُ بنقائك وصفائك كما نذكرُ جيدا ما تعرضت له من ظروف نشأة غاية في السوء، ولا تنسي أن الهندي أيضًا فقد يساعدك في العلاج دون أن يشترط الزواج منك على أن تحرصي على عدم الوقوع في الحرام مرةً أخرى، وليس معنى أننا نصر على أن عليك أن تلجئي لأقرب طبيب نفسي من مكان إقامتك أننا نتخلى عنك، ولكننا فقط نؤكد أن قدرتنا على المساعدة محدودة، وأن حالتك لا يصح أن تبقى طويلا في الغربة دون علاج، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى ! م1