أنا بنت أبلغ من العمر 19سنة، الموضوع باختصار أنا فتاة فقدت أمي في سن مبكرة كان عمري 10 سنوات ونظراً لعدم المراقبة فقد كان عمي الصغير -الذي كان يبلغ من العمر27 سنة- يتحرش بي جنسياً حتى سن الـ 16، ثم انتقل للعمل في مكان آخر بعيد، فكنت وبصراحة أتضايق منه بسبب ما كان يفعل ولكن كنت ساكتة لا أعرف السبب، هل لأني كنت أحس باهتمام في الوقت الذي كان أبي مهتما بزوجته أو كنت أحس بنشوة في بعض الأحيان أو الخوف من الأب لا أعرف السبب.
بعد فترة أقام عمي الثاني الأكبر منه معنا في المنزل وكان عمري 17سنة، والغريب أنه كان هو الآخر يتحرش بي بنفس الشكل فبعدها صرت أراقب تصرفاتي أحاسب نفسي على لبسي وكلامي ونظراتي لهم، ولكن كنت طبيعية، لا أعرف لماذا يتحرشون بي، كرهتهم وكرهت نفسي ولم أكن أعرف السبب.
صرت أخاف من أبي وأخواني، كنت أحلم بكوابيس صرت أمارس العادة السرية بجنون، فبعد أن تعبت من المعاملة السيئة من أبي الذي كان يضربني بسبب زوجته التي كانت تختلق المشاكل صرت أحادث الشباب على التلفون، حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه خالي شقيق أمي وكان حنون جداً بكيت من شدة الفرح لأنه المنقذ بالنسبة إليَّ وتصورت أن معاناتي انتهت، وأخذ يسألني عن حالي بعد غياب 7سنوات عنا فبعد شوط كبير من المحاولات أخبرته أن هناك سرا في حياتي وراء انطوائي فأخبرته، وليتني ما فعلت فأخبر والدي وضربني وعذبني وشتمني بأقبح الألفاظ، لو اكتفى بإخبار أعمامي أن لا يدخلوا البيت.
وبعد ذلك خالي أقنع الوالد أنى أذهب إلى الكلية برفقته فوافق أبي وكان خالي يوصلني، كان عمري في هذه المرحلة 18 ففي أحد المرات عرض علي المخدرات (الحشيش) وقال لي أن لا إدمان فيه، فقط سوف ينسيني الماضي، وبعد حوالي الشهر كنت سكرانة بفعل الحشيش خالي اغتصبني في الكرسي الخلفي للسيارة.... كنت أدافع عن نفسي وأبكي وأصرخ وأتوسل فأحسست لحظتها أنه ليس خالي بل ذئب بشري. في هذه الأثناء أبي جاء بالعريس وهو رجل كبير في السن عمره 40 متزوج ومنجب وأجبرني عليه، مر على حادثة الاغتصاب تقريباً سنة.
فأنا حالياً شبه إنسانة لأني أخاف وأرى كوابيس ودائماً أتخيل نفسي أنتحر، انطوائية لا أثق في نفسي ولا أثق بأحد، أكره نفسي أحياناً وأشفق عليها أحياناً أخرى، لا أعرف لماذا ثلاثة من محارمي.. هل أنا السبب؟ أم ماذا؟؟ وماذا فعلت ليفعلوا بي هذا؟؟
أكره أبي وأكره المجتمع، وتراودني أفكار أسوء مما تتخيل، أتمنى أن أموت أحياناً، وأتمنى أن أعيش بسعادة أحياناً أخرى، أما بالنسبة لزوجي فكل ما يشغل باله أبنائه.. وأنا وحيدة يتيمة ضائعة لا أحد لي في الدنيا... أرجوك ساعدني في حل هذه الكارثة. أرجوك يا دكتور الدموع لا تفارق عيني، نومي كثير جداً، وأحس بأشياء صعب أوصفها.
الرجاء السرية التامة
المشتتة
27/01/2008
رد المستشار
الابنة المتسائلة "نور"؛
أثرت في كثيراً كلماتك الأخيرة, فمع شعوري بكل ما مررت به من قسوة وألم, فأنا أقدر مشاعرك الحالية من فقد الثقة في النفس وكره الآخرين, وهكذا نرى النتيجة الحتمية لهذه التحرشات اللعينة والتي تكون ضاغطة أكثر عندما تكون من المحارم, كما نقول (حاميها حراميها), ولهذا ننادي بتشديد العقوبة على فاعلي هذه الجرائم لما تخلفه بعدها من أثار نفسية مدمرة على نفسية المجني عليها, وتؤثر على علاقتها بنفسها أولاً وبمن حولها فيما بعد, وعلى فهمها لطبيعة العلاقة الجنسية السليمة, وتترك شروخ في الذاكرة عن هذه العلاقة يصعب محوها, وتحتاج إلى مجهود لإزالة هذه الأفكار ووضع أفكار سليمة عن العلاقات الزوجية الصحيحة.
وبعد يا ابنتي دعينا نترك هذا الماضي بكل ما فيه من مآسي, ونتجه صوب الآن والمستقبل, فما حدث قد حدث ولن يجدي النظر إليه, إلا النظر بعين النقد والتعلم من الدروس. فما تعانيه حالياً من وجهة نظري هو ما نسميه في الطب النفسي بـ(كرب ما بعد الصدمة) وهو يكون بسبب تعرض الإنسان أو مشاهدته لحادث يؤثر على سلامته وحياته ويتبع ذلك مجموعة من الأعراض التي ذكرتها مثل إحساس الذنب, القلق, كره النفس, كوابيس, أفكار انتحارية, كره الآخرين ممن كانوا سبباً في هذه المشاعر, الحزن, الأسى, الإحساس بفقد السيطرة, فقد الثقة بالنفس... مما يحتاج إلى مراجعة طبيبك النفسي لوصف العلاج الدوائي والسلوكي للتخلص من هذه الأعراض إن شاء الله.
ولكن لن نقف هنا مكتوفي الأيدي, والكوب ليس فارغاً تماماً, فهناك الكثير في دنياك لتملئ به كوب حياتك, فأنت الآن والحمد لله زوجة, وبعد قليل ستكونين أما, وهناك المجتمع من حولك أين صديقاتك, قريباتك, أين دراستك... فهيا يا بنيتي لا تتوقفي عند هذا الحدث الكئيب وانطلقي في حياتك...
عسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً
واقرئي على مجانين:
أميرةٌ لفرط براءتها مسكينة!
لا ضررَ ...ولا ضرار!
التحرش بالمحارم.. السكوت أخطر من الفعل
غشيان المحارم: أبي يتحرش بي وبأختي