السلام عليكم
أولا أرجو المعذرة من طول خطابي ولكن كل نقطة توضح شئ.
ثانيا أرجو الإجابة من الناحية الدينية والنفسية/الاجتماعية.
الموضوع أنا فتاه 33 سنة متوسطة الجمال لم يشأ ربنا أن يرزقني بعريس من قبل وأنا متقبلة هذا لأنها إرادته وحده وأيضا حدود معارفنا قليلة جدا جدا فأنا من البيت للعمل ولا أقارب ولا أصدقاء ولكن حاليا منذ حوالي شهر تقدم لي شخص من العمل (مطلق وله ابن) أول مقابلة مع أمي كنت ارتحت نفسيا وكنت فرحة تماما بالرغم من انه شكلا لم يكن الشخص الذي أريده (ولم اقصد ملك جمال) وأنا اعلم جيدا أن اختيار الزواج يكون أساسا مبنى على الدين وهو من أسباب حيرتى.
وخاصة أنى نفسيا ارتحت من انه رآني شكلا وموضوعا (سمينة ونظارة) واليوم الرابع عملت استخارة وأحسست بالراحة وفي ظهر اليوم الخامس لم أعلم ما الذي حدث في رغم عدم صدور أي شئ منه أو من أي أحد بتاتا ولكنى منذ ذلك الوقت وأنا في حالة غضب شديد وهيجان داخلي وقلق وبكاء شديد شديد.
وبالرغم من أني دائما أحاول عمل ريجيم وكنت عملته من قبل ونجح ولكنى الآن دائما لا اشعر بالجوع بتاتا أي ممكن أن أظل اليوم كله بدون أكل وإذا أكلت مثل ما أكون أتعمد أن آكل (بافتراء) آكل وأنام وهذا خطأ كبير وليس لي نفس أبدا لعمل ريجيم بالرغم من أنى نفسي دائما أن اصبح نحيفة وخاصة إذا تزوجت وهذا شئ ضروري.
وأصبحت دائمة التفكير في كل لحظة وبين اللحظة والأخرى لدرجة أنى أتمنى الموت حقيقي بأي شكل من الأشكال ومنذ ذلك وأنا في صراع حتى أنى من أسبوع كان احتفال ما في العمل وأرادوني معهم وعند بداية حضوري لأول الحجرة ولمحته وصرت في حالة ثورة شديدة ولم أتمالك نفسي وفريت إلى حجرتي وبكاء بكاء ، وبعد أربعة أيام تمت مقابله بيني وبينه خارجا ، وكنت وضحت تماما له كل شئ (أني أساسا لم أكن أتمنى طول حياتي أن أتزوج رجل لم يكن متزوجا من قبل مثل أمي وما حدث لنا في حياتنا من هذا وأني، وذلك حقيقي، حقيقي في أي شئ في حياتي إذا لم أكن أحبه أو أتقبله لن أعطى فيه من قلبي وإذا عملته لن يكون بالصورة التي أرضاها).
وأن إذا كانت هنالك دبلة ستكون على هذا الأساس التجربة إذا تمت أم لا ووافق وتمت بسلاسة ويسر ولكن في الاحتفال مثلت حقيقي بالفرحة ولكن داخليا لم اشعر بأي سعادة أبدا أبدا وأيضا في ثاني يوم في العمل كان تأدية واجب بالفرح بالرغم من أن الجميع في غاية الفرح لي وله وكل الناس كانت تشكر فيه جدا أنه أخلاق ومؤدب ولكنى أيضا لم اكن سعيدة وأحاول أن لا أنظر إليه.
وبعد الظهر أحسست بالضيق الشديد والخنقة وأفكر كثيرا هل أتقبله لأن دائما صعب العثور على الشخص المتدين والمؤدب وهذه المواصفات كنت أريدها من ربنا والجميع يشكر فيه كثيرا جدا أنه فعلا رجل، وأنا والجميع لدينا الإحساس الفعلي بأنه يحبني من قلبه وأنا أيضا كبيرة سنا وأهم شئ أنى أخاف أن يجازيني ربنا بالشخص الذي أريده ولكن بالمواصفات الغير محترمة.
وأنا الآن في شدة الحيرة بالرغم من إيماني الشديد بربنا انه سيفعل كل ما هو خير دائما وأحاول أن أهدئ نفسي وأمحو التفكير من رأسي وسرعان ما ارجع إلى التفكير الكثير فإذا ظللت بهذا الإحساس هل أتم الموضوع أم لا وكثيرا أفكر أن أتمه ولكن أخاف من نفسي وأنا كثيرا لم أكن أتحمل أن أتخيلني معه لوحدنا بالرغم من أني سأحاول كثيرا كثيرا أن أعطيه كل ما يقوله ربنا ويأمرنا به.
معلومة مهمة دائما أفكر وأرى من تجارب من حولي أن إذا خاب أحد في زواجه لن يوجد مشكلة أن يجربها المرة الأخرى ربما تكون الصالح وبخصوص الابن كنت فرحة وقلت لنفسي ربما يكون ثوابا من ربنا وهذا الشخص به مواصفات كثيرة كنت أتمناها سبحان الله أن يجدها شخص متدين ومؤدب اسمه من الأسماء التي كنت أحبها في الزوج واسم ابنه أيضا من الأسماء التي كنت دائما إذا فكرت أن يكون لي ابن أن يكون اسمه هو وأيضا مثلا أن يكون معي في العمل وأشياء أخرى وأيضا يوجد في الحياة ما يحسه الإنسان إذا كان الله راضى عن هذا الشيء أم لا ففي اليوم الذي سبق الدبلة سبحان الله من غير ميعاد التقيت مع المدير وأعطاني مكافأة على عملي (فعندئذ الإنسان يقول أنه فأل جميل).
وهنالك أيضا حقيقة سامحوني أنى أشير إليها فأنا من خلال عملي أتعامل مع شركات، وهناك شخص أشعر بالميل إليه رغم أنى أعرف أنه متزوج وهذا حب من طرف واحد، الرجل لم يقل لي أي شئ ولكنه بالمواصفات التي كنت أتمناها في زوجي و احبه جدا وعلى الرغم من أنى اسأل نفسي كثير هل إذا طلب منى الزواج فأنا كم أتمناه ولكنى كثير جدا أقول أني لن أوافق لأن ليس من طبعي أن أخرب البيوت ففي أول مقابلة مع خطيبي كنت ارتحت ومحا من تفكيري هذا الشخص ولكنى لا اعلم ما الذي حدث فأنا في نار أفكر كثيرا أنى أتزوجه لأني بأمانة كبيرة سنا واحب أن أربي هذا الابن معي ونادرا ما يجد الإنسان شخص يحبه هكذا ومحب لبيته ومتدين ومؤدب مع أنى اشعر انه يوجد به جزء من التكبر وأيضا أقول مثلما يقول الكثير أن الحب يأتي بعد الزواج ولكنى عاما لا احب لي وله الطلاق أبدا فالزواج عندي إلى آخر يوم في الدين إلا إذا أراد الله شيء آخر وكثيرا أقول أني لن أتزوج أبدا ولكن طبيعة الإنسان تحكم وإذا رفضته ربنا سيجازيني فأنا لا أعلم كيف أعمل.
وعذرا أني تحدثت في هذا وقت مبكر ولكنى أريد الحل إذا استمريت هكذا بعد مرور الوقت بعد شهرين إذا قلت أنها تناسب فترة للتعارف بيني وبينه وأيضا انتم تغلقون باب المشاكل بين الحين والآخر. فأرجوكم الحل المباشر وخاصة أني في البيت أمي لا تتحدث معي بسلاسة وأيضا كل الأمور عندي بنسبة 50% أي حلول وسط فلا أستطيع الفصل بينهم وتعبت من كثرة التفكير.
10/11/2003
رد المستشار
الأخت السائلة العزيزة، أهلا بك، الحقيقة أن ما ورد في إفادتك يشيرُ إلى تذبذبٍ فكري، واختلاطٍ في بعض المفاهيم، إضافةً إلى قلقٍ دفين ناتجٍ عن مخاوف غير واضحة، وأنا سأحاول الرد على ما أستطيع الرد عليه من أسئلتك بالترتيب، مصححًا ما ألمسه من مفاهيم مغلوطة في نفس الوقت:
أول ما تجبُ مناقشته معك هو أهمية المعايير الشكلية عند اختيار الزوج أو الزوجة، فنحنُ لا نستطيع إنكار أو حتى إغفال أهمية تلك المعايير، لكننا فقط نقول أن البشر يختلفون فيما بينهم في مدى الأهمية التي يعطونها للمعايير الشكلية ضمن المعايير الأخرى (كالخلقية والدينية والاجتماعية والثقافية إلخ..)، فهناك من يعلي من قيمة مجموعةٍ من المعايير على الأخرى، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نصح الرجل المسلم قال له في حديثه الشريف الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه
وحين نصح أهل العروس قال صلى الله عليه وسلم (فعن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم: "إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ، فزوِّجوهُ، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي)، ولكنه في ذات الوقت جعل من حق البنت أن تقبل أو أن ترفض، المهم لكي لا أطيل عليك، فإن الدين والخلق هما أهم المعايير التي نقبل من أجلها الخطيب أو نرفضه.
وثاني النقاط التي تجبُ الإشارة إليها هيَ أن المقصود بالاستخارة هو أنك تلقين عبء الاختيار على الله عز وجل، فتنيبين إليه وتطلبين منه إما أن يتمَّ الأمر إن كان فيه الخير لك في دنياك وأخراك أو ألا يتمه إن كانَ فيه غير ذلك، ثم تطلبين منه عز وجل أن ينزل على قلبك السكينة والرضا بما سيكونُ فإن تم الأمرُ فأنت راضيةٌ وواثقةٌ في أن الله أعلم منك بالخير لك، وإن لم يتم الأمرُ فأنت أيضًا راضيةٌ وواثقةٌ في اختيار الله لك.
ما أريد أن تفهميه هو أن الحالة المزاجية السيئة التي أصابتك لها أسبابٌ أخرى في الغالب غير موضوع الاستخارة، فيمكنُ أن تنتجُ تلك الحالة المزاجية السيئة (على سبيل المثال) كما يظهرُ من إفادتك من عدة أسباب :
أولاً: من الواضح أنك عانيت معاناةً طويلةً مع صورة جسدك ومع أكلك، فأنت غير راضية عن صورة جسدك كما يظهر في قولك "رآني شكلا وموضوعا (سمينة ونظارة)"، ثم أتبعت ذلك بقصتك مع الريجيم (الذي تصفينه بأنه نجح) ثم تقولين "ولكنى الآن دائما لا اشعر بالجوع بتاتا أي ممكن أن أظل اليوم كله بدون أكل وإذا أكلت مثل ما أكون أتعمد أن آكل (بافتراء) آكل وأنام وهذا خطأ كبير"، وهنا أقول لك مع الأسف لقد نجح الريجيم في إنقاص وزنك عما سبق (حتى الآن)، وضعي تحت ما بين هذين القوسين الأخيرين ما شئت من الخطوط لأن المعنى في غاية الأهمية، فقد كانَ ثمن ذلك النجاح المؤقت أنك أصبحت تجهلين لغة جسدك فلا تفهمينه حين يقول لك أنه جائع ، وحينَ تأكلين تأكلين بافتراء كما تقولين لأنك أيضًا لا تفهمين جسدك حين يقول لك أنه شبع، وهذه أحد عواقب الحمية المنحفة خاصةً المتكررة أو التي تدوم طويلاً! كل هذا والحمية المنحفة (الريجيم) كانت ناجحة!، وهنا نحيلك إلى إجابات سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)
"الإنجاز يعين على الإنجاز" متابعة تأرجح الوزن
اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)
فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين !
فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين ! متابعة
وننصحك أيضًا بقراءة المقالات التالية على موقعنا مجانين دوت كوم :
أكذوبة كبيرة اسمها الحمية المنحفة
تأرجح الوزن
أكذوبة الوزن المثالي
رؤية المرأة لجسدها من منظور اجتماعي
هل البدانة مرض ؟
وبعد ذلك أشرت إلى ما لا تدرين به وهو أيضًا أحد عواقب إنقاص الوزن من خلال اتباع أي من برامج الحمية المنحفة وهو الاكتئاب والذي يظهر بجلاء في قولك "وليس لي نفس أبدا لعمل ريجيم بالرغم من أنى نفسي دائما أن اصبح نحيفة وخاصة إذا تزوجت وهذا شئ ضروري".
والذي لا تدرين أنت به هو أنك تعانين من أحد اضطرابات الأكل ربما غير مكتمل الصورة لأنك غالبًا ما تمنعين نفسك عن الأكل أو تنسينه أو تتناسينه طوال النهار لأنك لا تشعرين بالجوع، لكنك تأكلين أكلاً شرها في المساء، وهنا أحيلك أيضًا إلى إجابتنا السابقة:
اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي
وأنا أذكر لك كل هذا لكي تدركي أن عدم رضاك عن جسدك وفساد علاقتك به وفقدك لغة الحوار معه واكتئابك وغير ذلك من الأشياء التي لا تدركين أبعادها النفسية قد تكونُ أهم أسباب الحالة المزاجية السيئة التي تمرين بها والتي لا تدرين لها سببا، أو ترجعينها إلى نتيجة الاستخارة.
ثانيا: نصل بعد ذلك إلى ذلك الرجل الذي تقولين أنه يعجبك وأنك تتمنينه مع أنه متزوج، وهكذا توضحين لنا صراعًا آخر يدور داخلك، لكنك واعيةٌ به على عكس صراعك مع الجسد والأكل، لأقول لك باختصارٍ شديد أن عودة تفكيرك في هذا الشخص لا تعني أكثر من نتيجةٍ (أكثر من كونها سببًا) للحالة المزاجية السيئة، فمن الواضح أنك ذات عقلٍ راجح وأنك حسمت هذا الأمر من البدء، ولكن الكائن البشري في ضعفه النفسي يصبح استسلامه لما يتنافى مع قيمه ومبادئه أسهل، ولأنك واقفةٌ لنفسك بالمرصاد، وعلى أبواب الارتباط بشخص آخر في نفس الوقت، فقد أزعجك جدا أن تعود أفكارك في ذلك الشخص الذي يجذبك شكله، لكنك ترفضين موضوعه، الرأي عندنا هو أن هذا الأمر لن يزيد عن كونه انشغالاً عابرًا ستنتصرين عليه.
وأما زميلك الذي تقدم لك فإن ما فيه من المزايا (التي هيَ مزايا بالنسبة لك أنت بالذات) أكثر بكثيرٍ مما فيه من العيوب فهذا هو ما يستنتجُ من إفادتك التي وصلت فيها إلى حد كون اسمه واسم ابنه من الأسماء المحبوبة لديك، وعليه فإن عليك أن تكملي تنحية نفسك عن هذا الصراع لأنك استخرت الله سبحانه وتعالى وسلمته أمرك في هذا الموضوع، واقرئي الإجابات التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة
وعليك أن تبدئي في إصلاح علاقتك بجسدك وبأكلك ، وإذا وجدت بعد قراءتك لإجاباتنا التي أحلناك إليها أنك تعانين بالفعل من اضطرابٍ ما لم نستطع تشخيصه في ردنا عليك فإن عليك أن تستخيري الله وأن تلجئي إلى أقرب طبيب نفسي متخصص، وتابعينا بأخبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته