رأي في وسواس الحب
لا تمشِ مع كلمة لو فهي حرف امتناع للامتناع
كان رد د.وائل نظرا لأني محب قديم.... لكن رأيي مخالف.
فليس بهذه البساطة ننصحه بالتزوج من امرأة أخرى محترمة إلا بعد أن يتأكد هو أولا من نفسه وأنه سيعيش مع امرأة أخرى لا ذنب لها مختلفة عن المرأة التي يحبها وأنه قادر على المعايشة والتطبع الجديد مع نوعية أخرى.
سيلاقي تغيرا حتما في الصفات والسلوك.... الخ، فلا يتزوج امرأة زوجة ليعاشرها ويتركها معه حتى تؤدي المدة المحددة وتنتهي مدة صلاحيتها فيستحل هجرها لتنهار أو يصدر الزوج قرار العفو والصفح بعد إملاء الشروط ستكون هناك نهاية.
رفع دعوى طلاق ــــــــــ خلع
سيحولها وسيرغمها للاستسلام لأوامره ولتتقمص ست أمينه لكنها قد تفشل في التلبية ستستلم لفترة خوفا من هبوب عاصفة الطلاق
فالتنازل درجات وعند أول تنازل يكون فتح النار............ فالتنازل درجات وأسوأه تنازل الروح ـــ يؤدي لانكسار، فالبدن يتحمل ــأما الروح لا ثم تفقد القدرة على الكلام ثم يشتكي البدن استسلام لتفادي الصراعـ إنكار مشاعرنا لإرضاء الآخرين.............. تنازل الزوجة ـيعتبره الزوجـ حق مكتسب، فظلت تختزن مشاعرنا فلم يعد لديها ما تعطيه بعد أن اعتصرها، تبدأ المتاعب عندما يحاول طرف حماية نفسه فهناك (فقه الزواج)، هناك جهل بفقه الزواج وقاصده الشرعية، لابد أن نتعلم أصول العشرة عشرة بمعروف ـ فراق بإحسان.
(نظرية الاحتواء)
من أهم شروط الزواج الناجح بجميع مفاهيمه هل ستكون موجودة فبدونها سيكون (سجن الحرمان) لجميع أطرافه فلا تعش أنت وأسرة داخل تابوت فالجواز بهذا الشكل سيكون فشل... مثل يضرب، هل الأصعب..... الفراق بالموت أصعب أم الاغتراب عن الأحياء وفراقهم على سطح الأرض؟.
الزواج الذي يجيء بسرعة يروح بسرعة، هذا رأيي لهذا الشاب إذا تزوج بهذه الصورة وهو عايش مع زوجة وفي كيانه امرأة أخرى يحبها كما ذكر، ستكون نهاية هذا الزواج ــ بطلاق شفوي أو زواج مع إيقاف التنفيذ أو الزواج يقع في براثن امرأة متحررة ، لكن كيانه محتاج لهذا ولا يجده مع الزوجة فالزوج سيشعر زوجته دائما بالنقص والدونية وعليها أن تتحرر لنفسها وتتغلب على المفاهيم الموروثة التي تؤدي لتعب النفس وتعب الأعصاب وعليها أن تواجه الشدائد، فالأسرة وحدة واحده الصح الزوجة ــ حبيبة ــ وملاذ للزوج.
الأولاد امتداد له وفلذة كبده
الزوج ــ الحبيب ــ الحامي ــ أب للأبناء............. حب + مودة لأفرادها.
غير ذلك حتما سيكون (تصدع أسري ــ عدم أمان)............ لابد من أهمية كل شخص في حياة الآخر، أهمية ــــ كلام + فعل. فلابد هناك صدمة نفسية.......... فهل يوجد تعسف بدون عقاب.
الحديث (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
هذا الزواج مثل الوجبة الجاهزة السريعة فهذا زواج وقتي يتزوج لأنها أعجبته ثم مش دي عايز أسيبها ــ السيبان سهل.
أصلها مش زى ــ ملهمتي الغائبة ــــــ الخ.
فما رأي رجال الدين لابد أن ندرس لأولادنا من خلال ندوات مفهوم الزواج حتى لا يقعوا في براثن طلاق مبكر ـ أو متأخر............... فبعد المعاملة ــ سخرية ــ إهمال ــ استهزاء ــ جرح للمشاعر.
ستفيق لنفسها وستحتاط من أن تدثر من الزمن وغدره فليس هذا هو الحب الأصيل، فالمقدمات لا تسفر إلا عن تلك النتائج فصاحب القرار هو الأول والأخير في حياته.
فيا هذا الرجل أعد النظر ولا تقدم على هذا الجرم في حق نفسك وحق الزوجة وما يتبعه لأنك ستحاسب عليه يوم الدين فلا تقع في هذا الجرم لأن عقابه جسيم وهذه الزوجة لن تغفر لك فهل ستتحمله فلماذا يا أولاد الحلال اعلموا قبل أن تغرقوا ولأنك ستقع في أيدي جمهرة من النصابين لأنك ستكون لقمة سائغة لأنك تعيش بدون احتواء وهؤلاء النصابون يلبسوا كل أنواع الثياب للخداع فاحذروهم مهما لبسوا أي نوع من "النيولوك" فالشيطان دائما يلبس ثوب الملائكة.
أين مربط الفرس، يقدم على امرأة مرفوعة من الخدمة ــ عش لنفسك حتى ينسى ما بك إلى أن يشاء الله بأن تعيش مثل هذه التجربة بكل هذا الحب وكل ما كنت تفعله للمحبة وتعيش معها وأنت لحبيبتك عمال تبلع الزلط وتنام على السلالم فلا تعش على الأطلال ــ نسترجع زمن يعود فأنت تحتاج لعملية تطهير من الداخل ــ ارمي كل المشاعر التي أعطيتها لمن لا تستحق فبعد أن باعوا المشاعر وخانوا لا شكوى لغير الله فلا تسأل كيف جرى الذي جرى فكل شيء بقضاء وقدر فالقدر محتوم فلا مفر من وقوعه
فلا تقع في دوامة الشقاء لنفسك ولمن حولك حتى لا يهمد القلب ودي مش جدعنة
فلا تتزوج زوجة ــ مهمشة ــ أهملتها في حياتك لعدم أهميتها ووصى الرسول (أوصيكم بالنساء) وقال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
ناقش مناقشة موضوعية وَصِل لحل مع نفسك حتى لا تعيش مع زوجة في غربة أما ما أنت عليه...... فأقول فيه: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).
الصبر في البلاء؛
(عجبا لأمر مؤمن إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له). فهذا عذاب الدنيا اسمع نصيحتي وفكر مليا ولا تقدم إلا بعد التأكد من نفسك، وأنك ستعيش الحالي ــ الحاضر ــ المستقبل بمثل كامل مشاعرك كما عشتها بالماضي بمنتهى الصدق والنقاء الكامل من كل قلبك قبل عقلك حتى تسعدوا جميعا لأنها بدون ذنب فلا تأخذها في الرجلين.
والظلم كما ذكرت شيء قاسي وخف من فعله "ويا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم"، واعلم أن هذه الزوجة حتى بدون علمها ستحس ما بداخلك على مر الزمن وأنها كامرأة كانت تتمنى أن تعامل وتحب وتحس كمثل الحبيبة الملهمة الغائبة وليست امرأة مبرمجة ما أقساه فلهذا سيكون شيء إرادي بداخلك تجاه هذه الزوجة ولا تقوى على شعورك لأنه لا ذنب لك فيه وكذلك هي ولذلك لا تقدم بل أفضل على ألا تتزوج أصلا وعش كما قسم الله لك من طائر لطائر هائم في ملكوتك ولا يتحمل ذنب أحد في أنانيتك ونرجسيتك لأن الرجل عندما لا يحب سيكون في أبشع صورة بلا عاطفة وكل ما يفعله يعتبره كتير قوي فهي "لا تستأهل أي حاجة" أرجع أولا لربك واستخر الله واعلم أنه (لا يصح إلا الصحيح).
ودائن تدان فإذا ظلمت سيرده لك مثلا في الابنة فتذوق طعم المرارة مرة أخرى. فهناك محاسبة للإنسان عن كل أفعاله ولا يتذرع بقدره فهو مسئول عن كل ما يفعله إلا في حالة المرض النفسي الذي يفقد توازن الفعل.
فإذا أقدمت وأنت على هذه الصورة فستكون إنسانا يتملكن إحساسا لا يقدر عليه أحد وسيملكك الشيطان فتتحول لإنسان كالآلة آلة شر في واقع حياتنا ستطلب من زوجتك الطاعة والطاعة مفهومها عندي.
(الملائكة) فعبادة الملائكة منهم ــ الساجد ــ الراكع ــ القائم إلى يوم القيامة وهم يسبحون الله.
الليل والنهار ولا يسأمون إلى أن ينفخ في الصور قاموا قائلين ما عبدناك حق عبادتك فهم يدركون عظمة الخالق, فهل يجوز للإنسان بشر أن يطالب بالطاعة معاذ لله كمثل هذا فنحن ليس ملائكة فتوجد عيوب بالنفس وتقصير بل مطالبين دائما أن نخرج من هذا وندخل في إطار آخر لأهواء ــ هذا مستحيل ستطلب المستحيل الذي لا يرضاه عليك أحدا في مشكلتك فأنت إنسان عشت الحب فوق العادي فهل ستعرف العيش بدونه من يقول الحب شيء والجواز شيء لا يؤيد لابد أن يوصل الاثنين معا.
الدكتور مصطفى السعدني كتب سابقا عن السادية والمازوخية فلا تعش كإنسان يقولون ما لا يفعلون وتعيش بهذه النظرية في حياتك..... لكن عندما تتقي نفسك مما أنت عليه وتشفى مما أنت فيه وعليه وتكون صادقا ونقيا وأنت مقبل على الارتباط وكما ذكرت كما عشت الإحساس السابق تود بكل صدق أن تفعله مع زوجتك في علاقة حلال 100% سيباركها الله.
أما إذا خنت نفسك وأقدمت وأنت كما أنت فاعلم أن الله عليك بالمرصاد خف من غضب الله واعلم أن هذه الزوجة ستود الفرار منك في الوقت المناسب فماذا جنيت؟؟
فمن الأول الطيب أحسن من إرسالك للمشكلة مليئة بالمشاعر وكلها حسرة وأنا معك.
والمشورة عشان تنسى تزوج هي فكرته في هذه الإنسانة، بصورتك هذه ستكون مهما كانت ــ لا شيء فأنت لا تراها أصلا. وهي مع الزمن ستتغير معك لأنها إنسانه قتلتها في مقتل، هل حسبت حسبتك الرد لابد أن يكون كامل متكامل لكل الأطراف.
وليس الراسل للمشكلة ــ جراحه هو ينزف ــ يحس بالألم. فلماذا تجعلونه قاتلا ومنتقما في أولاد الناس. فأنا لا أعلم ماهية الشخصية التي سيتزوجها. جايز تكون من بني آدم الطيبين الذين لا يقدروا على القسوة، وجايز تكون جبارة وتأخذ حقها تالت ومتلت وفي النهاية قلبي معاه وهي آمين.
عاوزك تحط نفسك مكان هذه الإنسانة ارتبطت بك بجوارحها ومشاعرها وقابلتها ـ كما فعل معك.
القاتل والمقتول كلاهما في النار لماذا يا رسول الله. كل واحد كان همه قتل الآخر، فلا أحد يعرف من له الحق ومن عليه الحق.
لاحظ أنك الآن الكل متعاطف معك لأنك في وضع المظلوم أما الوضع الآخر ستدور الدفة بعيدة عنك لأنك ستكون الظالم أما الناس وأمام الرب فستكون خسران الخسارة بعينها سيروا لا تنظر للوراء ــ اطوِ هذه الصفحة من حياتك
انظر..... هل كسبت؟........ هل فرحت؟..........
هي خسرت
بل استمرارك معها سيكون كل يوم فيه خسارة لك.
الرأي يا صاحب الرأي وكلنا على باب الله.
أنهي بكلمة مفروسة ولا مملة ولا الاثنين يا راجل يا طيب.
1/1/2008
رد المستشار
عشت سنوات قليلة من صباي في الخليج، وهناك سمعت لأول مرة كلمة "ممحون"، وأعرف أن لها معنى وصف أو سب جنسي ما، ولكن أعجبني الاشتقاق اللغوي الذي يعني أن فلانا: شخصا كان أو أمة في محنة لا يغادرها، ولا تتركه!!
تأملوا معي قصة هذا الشاب "المختلف"، ومثله كثيرون، يعيش أوضاعا سائدة تجعله يتصل بفتاة يعرف وتعرف هي أنه لا أمل في ارتباط، ولكن لأن البشر حينما يتجاورون يتواصلون ويتصلون فالذي يحصل أن العلاقات تنشأ بلا أمل، وبلا أي نوع من الاعتراف الاجتماعي أو الشرعية، لأن أوطاننا ما زالت تكذب على نفسها وعلى الله وعلى الناس فترى في الجهر أن أي اتصال بين رجل وامرأة هو غير مقبول، والارتباط بين خليجية وغير خليجي غير مقبول، ومثل ذلك في ارتباط الخليجي بغير الخليجية، وقائمة طويلة تعرفونها تحت بند "غير مقبول"، بينما فيما وراء الأستار يحصل كل شيء، والأستار هنا هي ترسانة من آليات الإنكار والاستعباط والاستهبال والتحايل واللف والدوران وخداع الذات، وتغييب العقل وصحيح الشرع، وخلط هذا كله ببعض مكسبات الطعم والرائحة والألوان الغربية الوافدة عبر العولمة، وأوضاع كثيرة مختلفة لا يتصدى لإصلاحها أحد!!
قوانين الإقامة والجنسية والعمل في بلدان الخليج لغير المواطنين تحتاج إلى مراجعات جذرية، وأوضاع التنمية في الأقطار العربية الطاردة للعمالة والمواطنين تحتاج إلى نهضة جذرية، ولا يبدو هناك أمل في هذا ولا ذاك، ويا رب أكون متشائما!!
هذه بعض السياقات التي تؤثر في حياة كل واحد منا يا عزيزي الدكتور وائل، ويا مدام صاحبة المشاركة، وسأعود لاحقا للسياقات التي يبدو أننا لا ندركها أو يدركها ولا نعرف تأثيرها المباشر أو غير المباشر على تفاصيل حياتنا اليومية واختياراتنا!!
أخي "المختلف" يتطور في علاقته مع أختنا "المختلفة"، ويخادع نفسه، وتخادعه هي فيما يخص إمكانية الزواج، ولم لا وكلنا يكذب ويخدع وينافق نفسه والآخرين لتستمر الحياة "المختلفة" أو "المتخلفة" التي نعيشها، وهو مجرد اختلاف في ترتيب الحروف!!
وبعد فترة تستيقظ الحقائق فتكون الصدمة، ومواجهة الحقائق في حالتنا من أعتى وأبشع الرذائل التي نتواطأ جميعا على الهروب منها، بحيث يمكن أن نفعل أي شيء ولا نواجه أنفسنا، ولا نواجه أبسط الحقائق!!
صورة العالم والناس وعلاقتنا بمن حولنا ترتسم في ذهننا على نحو مشوه ومخالف للحقيقة تماما، ونحن نقاوم الحقيقة ليستمر الوهم لأنه أشهى عندنا من العسل، وأفضل حتما من طعم الحقيقة اللاذع!!
يرفض أخونا بكل ما أوتي من قوة أن العالم ليس كما هو مرسوم في رأسه، وليس كما رتب تفاصيله وتضاريسه في تصوراته، وليس كما خدع ذاته وبنى خريطة مستقبله على أسس من وعود واهية وكلام لا يغني في مواجهة الواقع شيئا!!
هل توقفت يا بني ـولو للحظةـ لتتأمل هذه الفتاة ذات العشرين ربيعا وتخبطها من قبل ومن بعد، فتاة تتخبط في سياق كله يتخبط، وأنت تصر على القتال في غير معركة، أو في المعركة الخطأ، تذكرني بأخي العراقي الذي أحب خليجية ورسم لها ولمستقبله معها خرائط في رأسه هو، فمن المسئول عن هذا غيره؟! من المسئول عن أوهامك غيرك أنت؟!
الفتاة تتسلى وتخرج من علاقة إلى أخرى دون نضج ولا مسئولية، وعندها ما يبرر هذا فالسياق الذي تعيش فيه يمنحها شعورا زائفا بالتفوق والندرة، وأنها فقط ممكنة لبعض الرجال دون غيرهم، وهي إما تتسلى مع غير الممكنين بالنسبة لها، أو هي لا يعجبها أحد ممن يمكن أن ترتبط بهم، أو إن مواطنيها يفضلون من تخدعهم بأن من سيتقدم لواحدة منهن للزواج الجاد فإنها لم تعرف قبله، ولن تعرف بعده، فهي حورية من الجنة، لم تكلم رجلا على إنترنت، ولا هاتف جوال، ولم تواعد ولم تتبادل كلاما غراميا، وهو الأول في حياتها وسيكون الأخير!!
هذه خدعة يعشقها مغفلون ويجدون من تحسن أداء هذه التمثيلية حتى يتم الزواج الذي يرضى عنه المجتمع الخليجي، إذا تم!!
ولأن الناس تتعلم والشباب الخليجي ليس مغفلا ولا يعيش على القمر فإنه نسبة العنوسة ترتفع أكثر وأكثر!!
وهذه هي الأوضاع التي نتعايش معها!!
من المسئول مما في رأسي غيري؟! ومن المسئول عما في رأسي أي واحد منا؟!
طفلة في العشرين تقول لك، وأنت ترسم في ذهنك بيتا وحديقة، وأطفال يلعبون وأسرة خليجية يفتح الوالد فيها ذراعيه لك، والأم تحتضنك مرحبة، والعائلة تهتف بك: مرحى..... مرحى!!
من المسئول عن هذه الصور ـبل التخاريفـ غيرك؟!
وأخي د. وائل يسارع إلى إعطاء البعد النفسي التشخيصي، وربما أشفق عليك من قول ما هو أكثر!!
وأنا أقوله لك وأضيف أن مثلك كثيرون، ملايين منا يخدعون أنفسهم، ويملأ ون رؤوسهم بتخاريف فارغة لا تغني من الحق شيئا، وتخبطات وتناقضات مسئولة عما يعيشون من معاناة، بينما هم يلومون الظروف أو الآخرين على تلك المعاناة!!
لا عليك بعد ذلك يا أخي إن ظل قلبك معلقا بها لأننا لسنا ماكينات بأزرار، ولا يخضع الحب غالبا لقوانين العقل والحكمة والمنطق، وقديما قالوا: الحب أعمى، ولكن هذا شيء وأن تعتقد عاقلا راشدا أنها تحبك أو أنها لك، أو ربما ستكون لك، فهذا محض تخريف وأنت المسئول عنه وأرجو أن يتكامل كلامي هذا مع تحليل أخي د. وائل بما في ذلك من احتمالية احتياجك إلى مراجعة الطبيب المتخصص كما أفاد.
أما مشاركة المدام فتثير عندي الكثير من التأملات والأفكار، فهي مثلا لا تنتبه إلى أن صدمة رجل في حبه الأول ولو خداعه لذاته كما في حالة السائل هنا، من شأن صدمة كهذه أن تضعه في حالة من فقدان الاتزان وربما فعلا يعمم نوعا من الحكم المتسرع أن النساء جميعا مثل من تركته أو تركها، أو حالت بينهما السياقات والظروف المختلفة!!
تستنكر هي البساطة فينصح د. وائل له بأن يحاول توجيه قلبه إلى أخرى، بينما لا ترى في نصيحتها هي له بالانتظار نوعا من التبسيط!!
العاشق الولهان الخارج من علاقة لم تكتمل يتعالج بالزواج على طريقة "وداوني بالتالي كانت هي الداء"، وليس هذا رأي د. وائل، إنما هي الحلول الممكنة التي تطرحها مجتمعاتنا السعيدة/ الممحونة يا سيدتي!!
في مجتمع طبيعي إنساني يفهم ويعقل سيكون متاحا أمام هذا المحب المصدوم أن يخرج من صدمته إلى الحياة ويواصل مسيرته ويدخل في علاقات طبيعية أخرى فيكتشف أن النساء كثير، مثل الرجال، وأن من فعلت به هذا ليست كل النساء، وأنه هو من يختار ويصنع مصيره، وأنه ليس مضطرا للزواج إلا حين يجد نفسه جاهزا مستعدا، وإلا حين يجد من تعجبه ـمن جديدـ ويكون قادرا على فهم اختلافها ومعرفة تضاريس شخصيتها، بل والتواصل العاطفي معها من جديد بعد صدمة فراق الحب الأول.
بهذا يمكن أن يتأكد من نفسه، ومن أنه قادر على التطبع الجديد الذي تحكين عنه، في حالتنا يا سيدتي؟!
البنات المحترمات من أمثال حضرتك جالسات في بيوتهن وطريقة زواجهن معروفة: يتقدم العريس فيجلس مع البنت المحترمة مرة أو مرتين مدة المرة الواحدة نصف ساعة، وبعدها يقرر وتقرر والأهل يسألون ـأو المفروض أن هذا يحصلـ وأنت تقولين لا تتزوج حتى تتأكد، فكيف يتأكد يا سيدتي؟ وكيف يبدأ علاقة بمن لا يعرفها؟
وكيف يمكن أن تحصل منافسة أو مقارنة أو إخلاء لقلبه من فتاة كان على علاقة بها، وربما وصلت هذه العلاقة إلى مستوى عمق كامل مقارنة بعلاقة هشة بفتاة "محترمة" لم يأخذ فرصة ليعرفها أصلا، ويقرر هل يناسبها هو، وهل تناسبه؟!
وفي نفس السياق: لماذا لا تتقصى هي عنه لتعرف أنه كان مرتبطا بعلاقة عميقة، وخارج من صدمة عاطفية عنيفة؟!
لأنها "بنت محترمة" لم تسأل، وربما تركت هذه المهمة لأهلها، فهل يسألوا؟!
وهل يخبرون الفتاة المحترمة البريئة التي ستعاشر غدا ذلك المصدوم الذي يداويه المجتمع ويداوي نفسه على طريقة: "وداوني بالتي كانت هي الداء"؟!
الأسرة المتماسكة التي تحلمين بها، وتصفين فيها، وتتغزلين بجمالها كيف تتكون في هذه البيئات الخانقة القائمة على أسس واهية؟
لا عجب أن لدينا في مصر وحدها حالة طلاق كل ستة دقائق، والناس تستغرب في بلاهة ويتحسرون: لماذا يحصل لنا هذا؟! وما الذي تغير؟!
أليس تراكم الغباء في تصرفات كل الأطراف يبدو تفسيرا معقولا يا سيدتي؟!
الغباء في سلوك المحب المصدوم الذي ينساق لرأي الأسرة والمحيط ويندفع ليداوي جراحه على حساب إنسان آخر بريء هو البنت المحترمة التي يتزوجها على طريقة الوجبات السريعة كما تقولين، وهو يقول: داوني بالتي كانت هي الداء!!
والغباء في سلوك المجتمع ككل الذي يرفض زواج المحبين لأسباب واهية ويحصد الجميع شقاءا وتعاسة مقابل لاشيء!!
المحب المصدوم تعيس، والحبيبة السابقة تعيسة، والزوجة الجديدة تعيسة!!
ولا تنسي الغباء في سلوك البنت المحترمة وأهلها بالتقصير العم في إعطاء كل علاقة حقها، وكل زواج ما يستحقه من وقت وجهد، والتقصير الخاص بعدم التحري والتقصي وحسن تدبير وتقدير الأمور في الارتباط بمصدوم ترك ملهمته للتو، وكأن أبنتهم ممرضة أو معالجة نفسانية للباشا المجروح!!
وهي لا تحسن معرفة ولا تقدير ما هي مقبلة عليه!!
مسئولية من يا سيدتي هذا الذي تسمينه "الزواج الذي يجيء بسرعة"؟!!
وإذا كان كلنا راع وكلنا مسئول فلماذا لا ندين كل طرف أخطأ على قدر مسئوليته في محصلة الخطأ، ونكتفي بلوم طرف دون بقية الأطراف؟!
وماذا سيفعل لنا رجال الدين يا سيدتي، وأنت تطلبين رأيهم، ماذا يفعل الدين ورجاله في أمة تستمسك بالغباء والتخلف تعتبره شرفا وتقاليد رجولة واحترام، ونقول لهم تعلموا الزواج فيرد جهبذ أو جهبوذة (لا أعرف مؤنث جهبذ!!) بالقول: نتعلم ماذا والصراصير تتزوج والفئران تتزوج بالفطرة كده، ومش محتاجة تعليم؟!
ماذا تتوقعين من نتائج وهذه هي مقدمات حياتنا وطريقة سلوكنا وحكمتنا في تقدير الأمور؟!
فهل بعد هذه يمكننا إدانة زوجة تورطت في هكذا زيجة فصبرت وتماسكت من أجل أولادها مثلا، ونقول لها: لماذا لم تثوري على تقاليد مجتمعك؟!
نحن جميعا مطالبون بهذه الثورة لأننا جميعا ندفع الثمن، ولكن أشكال المعاناة تتنوع!!
لكنني وحتى تحصل هذه الثورة أتفق مرحليا معك في نصيحتك لهذا "الشاب" "المختلف" أن يتمهل ولا يجرم في حق أخرى يتزوجها مندفعا، ومنتهزا فرصة سماح المجتمع وغفلتها هي وأهلها عما ينبغي أن يكون في شأن أي زواج إنساني، وليس زواج الصراصير!!
أتفق معك في نصحه أن يتعافى، والوقت مهم في هذا، ولكن مجرد مرور الوقت ليس كافيا، إنما أطالبه أن يبحث عن علاقة إنسانية جديدة يخطو فيها متدرجا، وربما يبتعد عن الخليج وبناته، والإنترنت تفتح مجالا للتعارف والحوار مع كل بنات الأرض، ومقصدي هنا أن يعرف هذا الابن العالم والنساء، وأن هذا الفتاة لم تكن شيئا غير واحدة من مليارات، وحين يتعرف على غيرها سيعرف ويرى بنفسه أنها لم تكن كما يظنها "مختلفة"، وربما يرى بعد وقت أنها كانت أفضل بنت في العالم فيعود للنوم على "الدرج" عن حق، بعد أن عرف أنها الأفضل ولاشيء ولا أحد مثلها في أركان الأرض الأربعة!!!!
وأهم من التعارف ويتكامل معه أن يعود المصدوم إلى ربه وإيمانه لأنه من هناك فقط ينبع احترام الذات وتماسك الإنسان في الشدائد، واستغناءه عمن استغنى عنه!!
وعندي رجاء أن ينزل كل صاحب خبرة في شأن من شئون المشاعر أو الأسرة أو الحياة ليعلم غيره، فالدين النصيحة، والملائكة وحتى الحوت في البحر يستغفرون لمعلمي الناس الخير، ولو تعلمنا من بعضنا لتحسنت الكثير من أمورنا، والإنترنت لا يكفي يا سادة ويا سيدات لإنجاز مهمة التعليم هذه، نريد "مدرسة لتعليم فقه الزواج"، فهل تشارك فيها المدام أم ستكتفي بانتظار رجال الدين، والتعليق على إجابات د. وائل؟!!
واقرأ أيضًا:
اللعنة المشتهاة: المحب أعمى مشاركة2
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب.
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عاجز عن الحب الثاني : سجين السراب مشاركة مستشار