مشاكل قوس قزح
لا أدرك ما هي مشكلتي؟ أقصد مشاكلي؟ ولكنها كبيرة جدا جدا ليست من نوع "تعرضت لتحرش جنسي من أحد أقربائي وأنا صغيرة"، لكن يوجد شيء جنسي في حياتي منذ أن كنت في السابعة ربما من عمري وهو العادة السرية اكتشفتها مصادفة، وغذت خيالي وقتها بعض من المجلات الإباحية التي كان يقرأها أبي حينها قبل أن يتدين و للآن وأنا لا أقدر أن أنفك عنها بل أنها المتعة رقم 1 في حياتي حين أتعرض لأي موقف مزعج ألجأ لغرفتي وأمارسها وأتحسن لحظيا ثم أعود وأندم، منذ 3 أعوام بدأت أعمد لمشاهدة أشياء إباحية في الإنترنت وبعدها أمارس العادة ولكن ما يدفعني لرؤيتها هو الفضول أكثر من الرغبة في استثارة نفسي. ولا أعتبر نفسي مدمنة مشاهدة أشياء إباحية لأني أشعر باشمئزاز من رؤية العلاقة الجنسية، أكثر ما يتبادر لذهني خلال الممارسة هو صور المجلات القديمة التي رسخت في ذهني، وهي أكثر ما يحرك شهوتي.
أعطيت مقدمة عن مشكلتي الجنسية هذه لأني قرأت في مكان ما في وقت ما وإذا كنت فهمت ما قرأت فإن الأمراض النفسية دائما تعود أسبابها لأمر جنسي، ولكن مشكلتي الحقيقة هي: أن أنا لست كما أحب. أكره شكلي وصوتي وحركاتي لهذا أعمد إلى أن أكون شخصا آخر حين أذهب للعمل، وقبلا حين كنت في الكلية، أضع بعض مساحيق التجميل وليست المشكلة أنها مساحيق كثيرة، ولكن المشكلة أنه من المستحيلات -أياً كان عددها- من المستحيل أن أخرج خارج البيت للعمل بدونها ومهما ضاق بي الوقت فلابد من التجمل بالمساحيق لمدة لا تقل عن نصف ساعة مرتين أو 3 مرات يوميا! أرى نفسي أتحول لفتاة مشرقة بالمساحيق، وإلا فإني سأبدو كرجل عجوز نحيل شاحب الوجه، أمي تعترض على وضعي المساحيق، وتقول أني أجمل بدونها وأرد: "نعم لأن القرد أيضا لابد وأنه يبدو جميلا في عيني أمه"!، أخواتي يقلن أن بشرتي صافية لا تحتاج المساحيق ورموشي طويلة وناعمة لا تحتاج أن تثقل بالماسكارا كل يوم وفمي كما تقول أمي أحمر لا يحتاج أحمر شفاه، ولكني لا أرى ما يرون وأظن أنهم لا يفهمون في الجمال والأناقة.
ولأني أظن أن صوتي يشبه صوت ذكر خشن ولا رقة فيه ويبدو وكأنه يخرج مكتوم وخانق من حنجرة مكتئبة لا تعرف البشاشة، وحين كنت في الجامعة لم أسمع صوت فتاة إلا وكان رقيقا وناعما جدا حتى من صوتها خشن فإنه يظل فيه شيء من المرح الأنثوي، فبدأت أغير صوتي وأصبح صوتي فجأة جميلا وناعما وطفوليا لأني أتعمد ذلك فأنا لست أنا، حركاتي في البيت أظنها لاشيء لا أشعر كأني أفعل أي حركة في البيت فحين أتكلم سواء غاضبة فرحه حزينة أبكي فأنا لا أحرك إلا شفتاي لا أشعر أن هناك ضرورة لأبدي أي انفعال أمام أهلي، خارج البيت في العمل حين أكون في مزاج جيد وحين أشعر أن مكياجي متقن أبدأ أتحدث للآخرين، وأبدي حركات بيدي ووجهي وأكون في قمة النشاط والبهجة، وحين يكون مزاجي سيئ أكتفي بأن أكون الفتاة الحزينة الجميلة الصامتة.
إذا قلتم لي أنت جميلة وصوتك جميل كوني كما أنت واخرجي للعمل كما أنت في البيت سأقول إذا كان هذا ضروري فسأبقى في البيت وسأترك عملي ولن أخرج من البيت ليراني الآخرون كرجل.
انجذبت لزميل لي في العمل وأشعر بانجذابه لي نتكلم كثيرا كل يوم في العمل وفي البيت لم أبدي له أني معجبة به ولم يبد هو إعجابه أيضا ولكن لمعان عينيه وهو يراني وارتجاف شفتيه أمامي مع أنه صاحب شخصية قوية وفذة أمام الآخرين نساء ورجالا ومع كل ما يقدمه لي فهو يشعرني بعاطفته القوية تجاهي وحنانه واهتمامه بي حتى زميلاتي في العمل لاحظن ذلك. حين أفرح فلا أفكر إلا به وأتمنى أن يشاركني الفرحة حين أحزن لا يخطر لي سواه ليواسيني، حين أنجز شيئا مهما بدا سخيفا وصغيرا فهو الوحيد الذي أرغب أن يشاهد أفعالي.
في الصباح الباكر -وجوده في العمل- هو ما يدفعني للنهوض من فراشي كل يوم بحماس تحسدني عليه أخواتي. لم يسمح لنفسه يوما أن يتغزل بي أو يقول كلمة أعجاب في شكلي لأنه رجل حقيقي يعاملني كأميرة داخل زجاج هش.
وأنا كذلك لن أسمح له أن يقول كلاما لا يجوز أن يقال بين ذكر وأنثى بغير أن يكونا متزوجين، لا أقبل لنفسي أن أكون "جيرل فريند". ولكننا نتبادل الحديث معا أيضا ونحن لسنا متزوجين فإذا كنت أظن أنه لا بأس أن نتحدث طالما نحن لا نتحدث في الغزل والحب والفواحش فلماذا لا أقدر أن أخبر أهلي وأمي بأني أحدث شاباً في الهاتف ليلا، لماذا أكتب عنه هنا في موقع المشاكل؟ لماذا اشعر بالإثم؟ فبلا إضافة لأني أعرف أنه يتحدث مع فتاة ليست أنا الحقيقية، فهو رجل متزوج وأكبر مني بخمسة عشر عاما، وأيضا أنا لا أتخيل أني من الممكن أن أتزوج يوما ليس لأني خائفة على غشائي فموضوع الغشاء لا يهمني أبدا ولا أهتم لو فقدته أو لا!. ولكن لا أتحمل فكرة الزواج فكرة أن أتواجد مع رجل في بيت واحد وغرفة واحدة، لابد علي كل مساء أن أضع عني المساحيق، وصوتي لابد أن يظهر حقيقيا حين أتواجد معه أمام أهلي وإلا فسيستغربون لماذا أغير صوتي أمامه،
أيضا أخاف أن يزيد وزني مع الحمل وأخاف أن أدخل غرفة الولادة وأن أبقى 9 أشهر وبداخلي كائن حي، كل هذا يبدو بالنسبة لي كابوسا فظيعا لا يمكن أن أضع نفسي فيه أبدا.عندي رغبة في الزواج من شخص يشبه زميلي في العمل تماما بكل ما فيه ولكن أريد أن نتزوج و تبقى الأمور بيننا كما هي الآن تماما، لا أريد الانتقال للعيش معه في بيت واحد، ولا أرغب أن أتعرف إلى أهله أو يتعرف على أهلي، أريد أن يضاف إلى أحاديثنا أحاديث التغزل والحب والحنان بدون أن أشعر بالإثم!!، أريد أن أحدثه وأهلي يعلمون أني أحدثه، وأعلم أن ذلك لا يمكن إلا لو كنا متزوجين، حينها لن أمانع إذا أراد أن يلمسني أو ألمسه، لن أمانع أن أبقى في حضنه ليلة كاملة مرة أو مرتين في الأسبوع, أريد منه الكثير من القبلات والأحضان والكلام العذب الرقيق، ولكن لا أريد أن نمارس الجنس كاملا مثل الأزواج، أريد أن أبقى عذراء للأبد -لو كنت لا أزال كذلك- ولكنني أرغب بممارسه خارجية من حين لآخر.
الآن أريد أن أتحرر من إعجابي بزميلي لأني أرى نفسي أزداد إعجابا به وصوت عقلي وديني يقولان لي لا سبب وراء انجرافكما بالحديث حتى لو كان حديث بريء خالي من الفواحش، وحين تمر 12 ساعة بدون أن يحدثني حينها أشعر بحزن عميق وعدم رغبة في الحياة.
ماذا أفعل؟!، ماذا بي؟!
هل سأكون طبيعيه يوما ما؟!.
4/2/2008
رد المستشار
الابنة "قوس قزح"....
تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين، بعد رسالتك الطويلة التي اهتمت بذكر تفاصيل في جوانب معينة، وأهملت تفاصيل هامة لجوانب أخرى في حياتك، مثل علاقتك بوالدك ووالدتك، أظن أن لديك سمات وسواسية قهرية كثيرة في شخصيتك تدفعك للمبالغة في الاهتمام بمظهرك الخارجي، والمبالغة اليومية في وضع المساحيق الضارة على بشرتك، ثم الاهتمام المبالغ فيه في تنعيم وترقيق صوتك، وذلك كله رغم أن المقربين منك، وهم ليس لهم مصلحة في نفاقك والكذب عليك، يقولون أن بشرتك جميلة وناعمة ولا تحتاج لكل هذا المكياج!، وهذا القدر الضار من المساحيق الكيميائية التي تبالغين في استخدامها قبل خروجك من المنزل!، وأن صوتك مقبول كفتاة ناضجة؛ بدليل أنك تستطيعين جعله رقيقاً وناعماً إن أردت؛
والمشكلة الأكبر أنك تلومين نفسك بعد ذلك؛ لأنك تُظهرين نفسك بصورة غير صورتك الحقيقية، وهذا الإحساس يؤلمك ويعذبك؛ لدرجة أنك تفضلين الجلوس في المنزل وعدم الخروج والذهاب للعمل إن طُلب منك ذلك، لديك أيضا وساوس عن سلامة غشائك، وهل هو سليم أم لا؟، ولذا قررت مع نفسك أن تحلي هذه المشكلة بالزواج من شخص متزوج وله أولاد ومثل أبيك في العمر أو أكبر، بحيث لا تسمح له حالته الصحية بممارسة جنسية كاملة معك، وهذا أيضا من وهم الوساوس القهرية في تفكيرك!، ومن أدراك أن هذا الزوج سيقبل بهذه العلاقة الزوجية غير الكاملة؟!، ومن أدراك أن زميلك في العمل والذي هو في عمر والدك يريد علاقة تنتهي بالزواج على الصورة التي في فكرك عن الزواج؟!، وهو بعد لم يصرح بذلك ولا أنت!.
ابنتي العزيزة؛
أنت تفكرين في أمور وهمية وغير واقعية على الإطلاق، وأخشى أن يكون نهاية تلك الأوهام كوابيس مزعجة لك ولأسرتك، أقل هذه الكوابيس هو شبح العنوسة والوحدة رغم رغبة كثير من الشباب الأكفاء في الزواج والارتباط بك، وكل ما أريده منك هو التوجه إلى طبيبة نفسية ببلدك وأظنها موجودة، وحتى قبل العلاج النفسي بالحوار المستمر من خلال الجلسات النفسية أنت بحاجة لأحد عقاقير "الم.ا.س.ا"؛ كالفافيرين أو اللوسترال لفترة معقولة لا تقل عن العام (ولو بجرعات صغيرة أو متوسطة)، مع استمرار الفضفضة والتغيير التدريجي للأفكار الوسواسية الخيالية في عقلك، وذلك عن طريق الحوار المستمر مع طبيبتك النفسية المعالجة؛ عن شكلك وصوتك وممارسة العادة السرية، وعن العلاقة الجنسية في الزواج، وعن الخصائص المناسبة والمطلوبة في زوج المستقبل وعن الغشاء وغيرهم من المواضيع الدقيقة والحساسة، وكلما كنت صريحة في مناقشة أفكارك كلما كان العلاج من نوبات الكآبة والوسوسة والقلق التي تعانين منها أسرع وأنجع.
ابنتي الغالية؛
إن لم أكن مخطئاً، أظن أن لك استشارات ومشاركات سابقة على موقع مجانين وعقلاء، ولو كنت أصغر عمراً، بمعنى أنك مازلت في سنوات المراهقة لالتمست لك بعض العذر في تلك الأفكار الوسواسية التي تفكرين فيها، أما وقد تخطيت الخامسة والعشرين من العمر فمن الحكمة أن تفكري كما تفكر الناضجات من الفتيات في الترحيب بتكوين بيت وأسرة وأبناء وعلاقة زوجية مستقرة ناجحة مع رجل يتناسب وضعه المادي والاجتماعي وعمره مع ظروفك.
أطيب تمنياتي لك بالتوفيق والهداية والرشاد في حياتك، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>: قوس قزح تعاني من الوسواس م