السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحبتي في الله، أحييكم وأبارك لكم هذا العمل الكبير وهذا المجهود الضخم في سبيل نشر الفضيلة ومحاسن الأخلاق بين أفراد المجتمع الإسلامي عبر صفحات موقعكم الموقر (مجانين) وبعد،
أنا واحد من الكثيرين الذين يعانون في صمت رهيب من ذلك المرض اللعين المسمى الشذوذ الجنسي، وقبل أن أكتب إليكم أخذت بنصيحتكم وقرأت عبر موقعكم كمّاً هائلاً من المواضيع والردود حول هذا المرض وبالفعل اندهشت لتواجد حالات شبيهة جداً لحالتي وقد استفدت كثيراً من ردودكم خاصة البرنامج العلاجي لهذا الداء، غير أنني حديث عهد بتصفح موقعكم لذلك فأنا في بداية تطبيقه.
لكن مشكلتي تبدو أضخم مما قرأت وتحتاج إلى رد سريع وخاص بسبب الظروف التي أمرّ بها، وهذه تفاصيل حياتي التي تستعينون بها في تحصيل العلاج المناسب. أنا شخص عمري 30 عاماً، تعرّضت في طفولتي (خمسة أعوام تقريباً) إلى تحرش جنسي من ابن عمي الذي يكبرني كثيراً ولم أكن أعي ما يقوم به معي، واستمر على هذه الأفعال عدة أعوام ولم أكن أعارض، مع العلم أنني أصغر أخوتي سناً، لذلك حظيت بعناية مبالغ فيها من طرف أمي وأخواتي حتى صارت تصرفاتي أقرب إلى النساء، وبعد أن بلغت سن الرشد انقطعت عن الاتصال بابن عمي لكن للأسف ترك في نفسي ذلك المرض الخبيث. منذ ذلك الوقت أصبحت أميل إلى بني جنسي ولا أبالي بالجنس الآخر، فرحت أمارس العادة السرية وأتخيل ممارسة الجنس مع الرجال، وتطور الأمر إلى ممارسة الرذيلة مع أصدقائي، نعم فقد كان كل من يتقرب إليّ بعلاقة أخوة أجعله بعدها يعشقني وكأنني فتاة عاهرة رغم أنني لا أملك مظهراً يثير ذلك عدا تصرفاتي الحنونة.
أحيطكم علماً أن أصدقائي أخلاقهم طيبة ولم يتصوروا يوماً أن يفعلوا ذلك، أما أنا فضميري يؤنبني دائماً على أفعالي هذه ولم يؤدي ذلك إلى تغيير مجرى حياتي رغم أنني هجرت أخيراً أصدقاء السوء من المرضى أمثالي، وأعلمكم مدى خوفي من الله على أفعالي فأنا دائم الصلاة ولم أتذكر أنني تركتها يوماً أو أديتها في غير وقتها وقد اخترت لمرضي هذا كحل أخير الزواج ربما يخلّصني من هذا المرض.
كتبت إليكم لأستفسر منكم حول هذه الخطوة علماً أن زواجي لم يبق عليه سوى 6 أشهر (أوت/ آب 2008)، فإن كان هذا القرار صائباً فأريد منكم حفظكم الله برنامجاً سريعاً يجعلني على الأقل أجتاز هذه الفترة بخير ولا أحرم زوجتي من حقوقها الطبيعية.
وأسعد بردكم السريع لمشكلتي هذه، أو أن يتكرّم عليّ أحد الأطباء المشرفين بالموقع بالتواصل معي عبر بريدي الإلكتروني ومتابعة حالتي بإعطائي العلاج المناسب خلال هذه الفترة (6 أشهر) وأجركم على الله.
وختاماً أسأل الله أن يوفقكم ويثبت الأجر لجميع القائمين على هذا الموقع
والسلام عليكم.
10/02/2008
رد المستشار
حضرة الأخ "أبو أنس" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
الغريزة الجنسية هي طاقة مهمة في حياة الإنسان، وضرورية من أجل التكاثر وتتابع النسل البشري. ولكنها كالسكين الذي يمكن استعماله من أجل الخير في تحضير الطعام، كما ويمكن استعماله في قتل النفس البشرية.
بعد قراءة قصتك، والتي كنتَ في البداية ضحية بما قام به ابن عمّك، أصبحت بعدها الجاني على مَن يحيط بك من الأصدقاء، واليوم بعد أن سردت لنا قصتك بصدق وإظهار المعاناة، كما وأبديت لنا مدى إيمانك وتعلقك بالباري عزّ وجلّ، يتبيّن لنا أنك ممعن في ما أنت فاعل دونما إظهار أية ممانعة ومحاربة لتلك المواقف المؤسفة والضعيفة عندك.
يقول الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه إن المحبّ لمَنْ أحب مطيعُ
كما وأن الحياة عقيدة وجهاد، فإذا ما كنت قد آمنت بأن ما تعمله خطأ، إذاً عليك محاربة هذا الخطأ بالقوة والإرادة والجهاد، لا بالقيام بما يسوؤك ومن ثم الندم والبكاء على الأطلال.
هل سمعت بمعركة أخذت بدون قتال وكفاح وجراح؟!
أما سمعت قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر والذي هو جهاد النفس؟
إذاً، عليك بالاستعداد للمعركة! وأول سلاح هو سلاح الصبر ومن ثم الإرادة، كما ويجب أن تعرف بأنها معارك متتالية، فإذا ما ربحْتَ معركة في صراعك مع الغريزة؛ عليك الابتهاج والاحتفال ومن ثم عليك الاستعداد لمعركة أخرى ربما تكون أصعب حسب ظروفها ووقتها.
قد تكون قرأت التعليمات في التفاصيل: كاعتزال الأصدقاء الذين تقضي معهم هذا الشذوذ، ومن ثم عدم الإنفراد في مكان واحد مع أي شخص من نفس الجنس، خاصة في أماكن مغلقة. ولربما يتطلّب الأمر منك تغيير مكان عملك أو سكنك.
نعم! لا بأس بفكرة الزواج، لا بل عليك الإسراع بها لتوجيه الشهوة في اتجاهها الصحيح.
أخيراً وليس آخراً، يجب أن لا تنسى بأنه:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا.
وفقك الله يا "أبو أنس" للوصول إلى تنقية النفس وتطهير الروح!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.