خوف
أشكركم من كلّ قلبي وأرجو من الله أن يعطيكم الصحة والبركة.
المشكلة هي الخوف:
- الخوف على أي شيء أطلبه؛ فمن شدة الحرص والعاطفة الجيّاشة تراني أنهار وأحزن حتى قبل المحاولة، وأثناء المحاولة يكون حالي قلق جداً.
- أصبحت أخاف أن يظهر هذا الخوف أمام الناس، وبعد ظهوره تعبت أكثر وهذا يزيد الضغط جداً.
- أخاف من المدح لأني أمام مسؤولية الحفاظ على هذه الثقة.
- عندما أحب أي شيء أخاف فقدانه.
- عند دفع ما يزعجني، أخاف أن أفشل فأحزن.
- وعند السعي لشيء، أحزاني تقطع الطريق عليّ خشية عدم الوصول.
أمثلة من الطفولة:
- الخوف من امتلاك كرة قدم خشية أن يسرقها أحد الأطفال ولا أعرف حمايتها.
- كنت بارعاً في كرة القدم وبعد اختياري للعب مباره مع مدرسة ثانية على كأس للمدرسة خفت جداَ من الخسارة ومن عدم اللعب جيداً وكان أدائي مخزٍ جداً.
أمثلة من المراهقة:
- مثل أي شاب كان لدي رغبة في أن أكون قوي الشخصية؛ يعني لي حضور وعلاقات جيدة وأملك كبرياء وأحفظ كرامتي خاصة أن بيئتي تحب المسلم القوي. انقلب الأمر رأساً على عقب من شدة الحرص على حضوري أصبحت أخاف التحدّث وأخجل وأخاف من الاجتماعات ومن المبادرة والنقد، حتى طفل صغير يمكنه إرباكي.
- إذا أخطأ أحدُهم في حقّي أشعر أن التعبير عن مشاعري غير مناسب لما سيظهر من تلعثم وقلق وضعف من شدة الضغط العصبي، وإذا كان ممكن أن أعبّر عن مشاعري يكون تعبيراً مبالغاً فيه جداً ويسيء لي.
- أحببت فتاةً كان ممكن أن تكون زوجة صالحة من شدة حرصي عليها وعاطفتي الجيّاشة نحوها أصبحت أتلعثم أمامها ويظهر عليّ اصفرار في الوجه ومع باقي الفتيات أتكلم بشكل عادي.
كيف عالجت الأمر:
- بالمواجهة: وفي كل مرة أفشل أزج بنفسي في اجتماعات وأحاول التحدث رغم وجود الخوف إلى أن ملّ مني الرّفاق من هذا الحال غير المستقر وتعبت من المقاومة دون فائدة.
- جربت الدواء النفسي: رغم بعض الآلام والخمول دون فائدة.
ما هو الحل؟؟.
وشكراً.
2/2/2008
رد المستشار
حضرة الأخ "أحمد" حفظك الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنّ بناء الشخصية يبدأ من الطفولة، لذلك يحضّ الإسلام الوالد على أن يؤاخي ابنه سبعاً بعد أن يكون قد ربّاه لسبع. أي أن المفروض بعد إكساب الولد المعرفة تشجيعه وإعطاؤه المعنويات مع تصحيح بعض الأخطاء التي قد تصدر من خلال التطبيق العملي للأمور الحياتية.
إذاً يا أخ "أحمد" قد كان يلزمك ذلك المشجّع الماهر الذي يقوّي ثقتك بنفسك فيجعلك عنصراً ماهراً في المجتمع. وكثيراً ما نجد في المجتمع المحيط بنا أناساً إحباطيين بكل معنى الكلمة؛ فلطالما واجهنا في عياداتنا زوجاتٍ محبطات فاقدات للثقة بأنفسهن يكدن لا يقمنَ بأي عمل إلا بعد التردد الكبير مع التأكد من إمكانية الخطأ أكثر من الصواب، ذلك لأن الشريك لا يرى إلا الأكل مالحاً أو ما نقص من ترتيب المنزل في الوقت الذي لم يرَ بأن الطبخ كان جاهزاً والبيت نظيفاً بشكل شبه كامل.
هذا في الإطار العام، أما في إطارك الخاص؛ كيف تتخلص من عقدة عدم الثقة بالنفس؟
أولاً: علينا التّأكد من إرضاء النفس بحسن العلاقة مع الباري عزّ وجلّ، وإذا ما رضيت عن نفسك، إذاً تنتقل لكسب رضا الآخرين عنك.
ثانياً: عليك إيجاد المناخ الاجتماعي الإيجابي، أي أن تجد في مَن حولك مَن يرى أن قميصك جيد ونظيف، ويتلاءم بعض الشيء مع باقي الملابس، وليس مَن يقول لك دائماً عن أخطائك في اللبس والتسريحة والمظهر.
ثالثاً: عليك إيجاد الأصدقاء الذين يرون فيك العنصر الإيجابي في المجتمع والذين يمتدحون خصالك الجيدة، والابتعاد عن الأصدقاء الذين لا يجدون فيك حسنة واحدة.
رابعاً: عليك أن تجد مناخاً للعمل الصالح؛ فغالباً ما يكون عندنا رؤوساء لا يشكرون العامل أبداً، لا بل يعملون كل جهدهم على إحباطه لكي يعطي المزيد، هذا النوع من أرباب العمل قد يكون سبباً لإدخالك في عدم الثقة بالنفس، فهو غير راضٍ أزلياً ولا يمكن أن ترضيه بشتى الوسائل.
يا أخ "أحمد"،
أنت بالنسبة للناس إما أخٌ لهم في الدين أو نظيرٌ لهم في الخَلق، وأنت عبدٌ لأهم سيد في الكون، فيكفيكَ افتخاراً أن تنتمي إلى مجموعة أفضل الكائنات، وأصحاب "أحسن تقويم" ومن ثم لمجموعة "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...". أخيراً، طالما أنك عرفت المشكلة وإن لم يكن الحل في ما ذكرنا، فأنت باحث عنه، فاطمئن لأن مَن سار على الدرب وصل!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واقرأ أيضاً:
باب تأكيد الذات
كفاك خوفا: أكد ذاتك فورا
الخوف والثقة بالنفس