السلام عليكم
مشكلتي ببساطة وأرجو ألا أكون سخيفا بعض الشيء هي أهلي فهم دائما ما يريدونني في المركز الأول أو في المراكز الأولي دائما خصوصا في الدراسة وهذا يسبب الضغط علي أعصابي أكثر من اللازم فأنا لا أكره أن أكون متفوقا في الدراسة فمستواي والحمد لله جيد جدا في الدراسة ولكن كلما قلت لأهلي أنني حصلت علي درجة جيدة في امتحان ما طلبوا مني درجة أفضل منها...
وأنا بصراحة أكره هذا وأشعر باليأس في التنافس مع أوائل صفي ودائما ما أشعر بخوف عندما أعرض لأهلي نتائجي الدراسية وقد اضطررت في الأشهر الأخيرة اللي تغيير بعض علاماتي الدراسية في الشهادة عن طريق برامج الكمبيوتر بل ووصل الأمر إلى أنني قمت بتجهيز شهادة تقدير لنفسي!!!
وذلك فقط لأنني أعلم أن أهلي لن تعجبهم نتيجتي إطلاقا ولذلك اضطررت لفعل هذا و دائما ما أشعر بالإحباط عندما أريهم درجاتي المدرسية حتى لو كانت جيدة فأنا والحمد لله محبوبا من أصدقائي ومميز بينهم وبصراحة فإنني شخصيا لا أعتبر التفوق الدراسي الشديد سوف يكون له فائدة في الحياة العملية... فأرجو حلا لمشكلتي هل أستمر في الكذب علي أهلي خوفا منهم أو أصارحهم بحقيقة ما فعلت؟؟؟
وشكرا.
27/02/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
بني ستواجه في الحياة الكثير من الصعاب والمشكلات فهل ستلجأ للكذب لحل كل معضلة أو لتجنب أي لوم؟؟ أنت تعرف بأن حبل الكذب قصير مهما طال!!! إن بدأت الكذب لن تستطيع الفرار من شراكه فهو كدوامة البحر يسحبك بعيدا مع كل كذبة بعيدا عن الصلاح وعن السعادة والاستقرار فخذ عهدا على نفسك من أجل نفسك بأنك لن تكذب.
أشعر بالتعاطف مع معاناتك من توقعات والديك العالية التي لا يمكن أو يصعب تحقيقها في كثير من الأحيان ولكن بعض الإنصاف للأهل واجب فهم يتوقعون منك بمقدار ما يقدمون غالبا من اهتمام وحب ومصاريف للدراسة فيجب تعلم تقدير بذلهم ومقابلته ببذل مشابه من الاجتهاد بالدراسة.
تعلم أن توقعاتهم العالية هذه تعكس نوعا ما تقديرهم لك وفخرهم كذلك بقدراتك فلا تنظر لها بسلبية ولا تسمح لها بأن تصبح مصدر ضغط عليك. أنا معك بأن بعض الأهل يبالغون في هذه التوقعات أو يفرضونها بصرامة تفقدها قيمتها الحقيقية وهو أمر خاطئ ولكن التعامل معه لا يكون بخطأ أكبر منه يهددك بفقدان احترامهم وثقتهم بك واحترامك وتقديرك لنفسك فمشكلتك ليست سخيفة كما اعتقدت بالعكس.
استمع لتوقعاتهم وطموحهم بك وأعمل على تحقيق ما تستطيعه وفق قدراتك فقط وفي كل مرة لا تنجح في هذا عدهم بأنك ستحاول في المرة القادمة أو ناقشهم بأنك تبذل طاقتك وحريص مثلهم وزيادة على النجاح والتميز.
في النهاية قد لا تكون الدرجات ولا حتى الشهادات معيار النجاح الوحيد في الحياة ولكنها تبقى أحد أهم المفاتيح المتاحة فلماذا لا تأخذ بها طالما حباك الله بقدرات عقلية وظروف مادية تسمح بهذا. وكما أنك ترى بأن الشهادات ليست المعيار الوحيد للنجاح في الحياة العملية أقول لك بأن فرص اللهو لن تنتهي كذلك بل العكس كما يشير الواقع.
أنت أعلم بطبيعة والديك وبما يناسبك أكثر من مصارحتهم بما فعلت أو الاكتفاء بالتعهد أمام الله بأنك لن تعود لما ستره الله عليك من كذب وتزوير فالله أحق أن تخشاه لأنه هو من حرم علينا الكذب ونعت الكذابين بأبشع النعوت.