قوس قزح تعاني من الوسواس
قوس قزح .......
يا دكتور سعدني أنت ذكي حقا!، حقا أدهشني أن ذكرتني بقوس قزح بالرغم من محاولاتي للاختباء لقد طلبت منك شيئا يومها برسالة (أرجو أن تتكتم على ما طلبت، أرجوك) فهو يقرأ من موقعكم وأنا أخبرته بما جاء في مشكلتي المعروضة سابقا (وهو من تحدثت عنه في مشكلتي آخر مرة). لقد جعلتني في حيرة لما لم تجبني بنفي أو إيجاب؟ بعد أن قرأت قوس قزح عدت للبحث عن مشكلتي القديمة ووجدتها ما تزال هناك وبصراحة شعرت بقلق شديد لا أزال أشعر به للآن فأنا ذكرت كل التفاصيل له! الكثير، لم أظن أن كل شيء ذكرته له كتبته قبلا!، لدرجة لم أقدر أن أقرأ ما كتبته كاملا؛
أرجوك هذه المرة أن تنفذ طلبي القديم، وشكرا لأنك لم تضع رابطا لها أسفل مشكلتي الحديثة وإلا لكان الأمر كارثة، وإذا كنت قد نسيت هذا أو لم تضعه لأنك غير متأكد أنها أنا فأنا أرجوك ألا تضعه إذا، أرجو أن تتفهم طلبي، وحين أرسلت مشكلتي القديمة لم أكن قرأت القوانين جيدا، وأيضا كتبت التفاصيل لحاجتي الشديدة وقتها ولكن بعد ذلك تعلمت درساً؛ لهذا تعمدت أن أغفل النصف الباقي من التفاصيل التي قلت عنها أنت أنها مهمة، ولا ضرورة أن أكتبها هنا طالما أنت تعرفها، ولن أكتب مجددا هنا بعد اليوم حتى لا أضعكم في موقف حرج كما الآن؛
ولكن أرجو فقط لطفا أن تفعل ما أخبرتك، كما لا توجد طبيبة أنثى في منطقتي، وهذا مؤكد 100 بالمائة، وهكذا خياري هو الدواء سأبحث عنه في منطقتي، الرجل الذي تحدثت عنه ليس كبيرا جدا بالنسبة لي فهو يكبرني ب 15 عاما فقط أو أكثر قليلا ربما 17 لكن لا يصل للعشرين حتى فلماذا تصفه أنه كوالدي، وأظن أن الشخص المكتئب يكون أكبر من سنه دائما فأنا ربما أساويه بالعمر حتى لو لم أكن كذلك في شهادة ميلادي،
أترقب ردك القادم بقلق شديد!!.
ولك مني الشكر وفائق التقدير
24/02/2008
رد المستشار
الابنة الغالية.....
ذكرتني استشاراتك ومشاركاتك بنكتة مشهورة وقصة قديمة، ولنبدأ بالنكتة وهي: أن واحد بلدياتنا ذهب لطبيب شهير ودون أن يقول المريض شيئا عن تاريخه المرضي ولا حتى كشف عليه الطبيب الكبير قال المريض له: يا ترى يا دكتور عرفت علتي ومرضي؟، فرد الطبيب الكبير قائلا: وهل أخبرتني بأي شيء عن الأعراض التي تعاني منها أو حتى قمت بالكشف عليك؟!، فرد بلدياتنا على الطبيب قائلاً: أمال أنت طبيب كبير إزاي؟؟؟!!!، وهذا هو مفهوم بلدياتنا عن الطبيب المشهور الكبير!!؛ لابد أن يقوم هذا الطبيب بالتشخيص ووصف العلاج دون أن ينبس المريض ببنت شفة!!، وكأن الطبيب "مخاوي للجن"!!، أو "يشم على ظهر يده" كما يقول العامة!!!؛
وأنا لا أشبهك ببلدياتنا يا باشمهندسة، حاشا لله، ولكن علمتني الأيام: أن لا أحاول إخفاء أي شيء عن طبيبي المعالج مادمت قد وثقت به، وإن كنت على قدر من الذكاء فكثير من الناس لديهم قدر أكبر من ذكائي، ولنأتي الآن معا إلى القصة فهي: أن مربياً فاضلا أحضر فيلا ضخما وثلاثة أشخاص معصوبي العينين ووضع يداً واحدة لكل منهم –كلا على حدة- على جزء معين من جسد الفيل؛ ثم سأل الأول منهم ماذا تحس؟!، فرد قائلا: جزع شجرة ضخمة!؛ وذلك لأنه لمس ساق الفيل، وسأل الثاني: ماذا تحس؟!؛ فرد قائلا: خرطوم ضخم لإطفاء الحرائق!!؛ وذلك لأنه لمس خرطوم الفيل، ثم سأل الشخص الثالث: ماذا تحس؟!، فأجاب بثقة: سوط جلد معلق!!؛ وذلك لأنه لمس ذيل الفيل!!.
والنكتة والقصة لهما مغزى عميق ألا وهو: أننا يجب أن نعطي الحقائق عن أنفسنا بصدق كامل، وبصورة "بانورامية" متكاملة؛ وذلك إذا أردنا النصيحة أو الاستشارة الطبية حتى يستطيع المتخصص أن يعطينا العلاج الصحيح والنصيحة المفيدة البناءة، أما أن نظهر بعض الحقائق فقط عن أعراض مرضنا ونخفي الكثير منها عن الطبيب المعالج فهذا يضلل الطبيب المعالج ويضر بصحة الشخص المريض نفسه.
ولقد حاولت تجميع الاستشارات والمشاركات التي أظن أنها متعلقة أو شبيهة بحالتك، ولكنني أشعر أن لديك غالبا مشاكل أسرية قديمة تتعلق بعلاقة أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وبالذات بين والديك، لم تذكريها بعد!، وعليك أن تقذفي بها وبشجاعة على مائدة البحث عن حلول لمشاكلك النفسية مع طبيبك المعالج أو طبيبتك المعالجة، والعلاج الناجع يأتي مع المصارحة والوضوح والشفافية مع المعالج محاولة لاقتلاع جذور المشاكل التي تعانين منها.
ابنتي العزيزة؛
كما قلت لك من قبل أنت بحاجة إلى تفهم أكثر للحياة ولطبائع البشر المختلفة، وللتنوع الشديد في شخصيات من تتعاملين معهم، وأن بعض الناس قد يبدون لك بشكل مثالي وكالملائكة أمام عينيك ولكنهم في مخبرهم قد يتفوقون على إبليس في شرورهم، وقد يفيدك أن تزوري أكثر من طبيب نفسي من الجنسين ولكن ليس في وقت واحد، فيجب أن تستفيدي من الخبرة الكاملة لكل منهم، وبعد أن تشعري أنك لا تستفيدين جديدا من المعالج فيلزمك حينئذ التغيير بشرط الصراحة الكاملة في طرح ما لديك من مشاكل نفسية، ولا مانع أن يكون ذلك على جلسات علاجية نفسية متعددة ومتتابعة.
أما مواضيع وأفكار الزواج والارتباط لديك فهي بحاجة لمناقشات مطولة مع الطبيب المعالج بعد جرعات دوائية مقننة من العقاقير النفسية ولمدة شهور طويلة تحت إشراف الطبيب أو الطبيبة المعالجة.
ابنتي الطيبة؛
دعواتي القلبية الحارة بالشفاء العاجل لكل معاناتك مع التوفيق والسعادة في الحياة، وتابعينا بأخبارك ولكن لا تنسي الوضوح والصراحة.