السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أشكركم على هذا الموقع وما تقومون به من جهود لتوجيه الشباب ومساعدتهم... هذه أول مرة أكتب لموقع مجانين، مع أني متابعة لمواضيع الموقع منذ أكثر من سنتين وقد فكرت في الكتابة لكم في أكثر من موضوع... فأنا بحاجة للنصيحة والمشورة وأنا متأكدة أنكم لن تردّوني... وبالذات أود أن أشكر الدكتور وائل الذي أحس أنه والد الجميع...
أنا فتاة عمري 24... أعمل في وظيفة في شركة ممتازة والحمد لله من خمس سنوات تقريباً، موهوبة، جامعية ووفقني الله في إكمال دراستي والحصول على درجة الماجستير من الخارج....(من عائلة متعلمة تتكون من أب وأم ولي أختان تكبراني).... قبل تقريباً 4 سنوات... أخبرني والدي أن ابن صديقه المقرّب يريد التقدم لي... هو يصغرني بسنتين- أي كان عمره 18 في ذلك الوقت وكان يعمل ولكن لم يكمل تعليمه...
أنا لم أكن واعية كثيراً في أمور الزواج- فرفضت نظراً لفرق السن والمستوى التعليمي... كما أن البيئة التي تربينا فيها مختلفة كثيراً، وثقافاتنا مختلفة... مرّت الأيام وبعد عامين تقدّم مرة أخرى -أنا مبدئياً كنت رافضة الموضوع- ولكن أهلي وأخواتي قالوا لي أنها قد تكون فرصة جيدة ويجب أن أفكر في الموضوع أكثر لأن الشاب خلوق وسمعته جيدة- وأنه هو الذي أراد الزواج واختارني أنا بالذات للقرابة بين عائلته وعائلتنا (هم من نفس قبيلتنا) ومما سمعه عني.... المهم أتوا للخطبة رسمياً وحصلت النظرة الشرعية... هو متحدث جيد وشكله أظن فوق المقبول، ويهتم بمظهره- ولكني لم أحس أن هذا الإنسان ممكن أن يكون زوجي، أنا لم أكن مقتنعة تماماً ولكن كل العائلة كانت سعيدة ومؤيّدة للموضوع، وأردت إرضاء الجميع، فهم من تهمهم مصلحتي! فوافقت.
مرّت حوالي 5 - 6 شهور على الخطبة وأنا في تلك الفترة كنت مشغولة ببحثي للدراسات العليا.. أفكاري كانت مشوشة وكنت في حالة توتر شديد، وكانت تأتيني حالات بكاء شديدة، لم أحس أني مخطوبة وكنت أكره حتى مجرد الحديث في الموضوع، حدّثت أهلي أني لم أكن مرتاحة فطلبت من والدي إذا كان بإمكاني التحدّث إليه قليلاً (في وجود والدي)- مع أن هذا الطلب كان صعباً جداً خصوصاً في مجتمعنا- ولكني كنت أريد حسم الأمر- فوافق والدي وكلّم الشاب الذي وافق بدوره وقال أن هذا من حقي... وجاء إلى بيتنا وجلست معه قليلاً- لا أدري لم أحس بأي انجذاب تجاهه، أحسست أننا من عالمين مختلفين وبيئته وطريقة تفكيره مختلفة عني... وبصراحة، أنا توقعت أن يغيّر هو رأيه لأن حالتي النفسية في تلك الفترة كانت سيئة جداً ومظهري لم يكن في أحسن حالة، ولكنه كان متمسك بي، مما زاد عندي الشعور بالذنب.. فهو مثل ما يقولون شاريني.
صليت استخارة كثيراً، حتى أني ذهبت لاستشاري نفسي لأني أردت رأياً خارجياً بعيداً عن ضغوطات أهلي كنت أشعر بنفور ولم أكن مقتنعة تماماً، فرفضت لعدم ارتياحي وأخبرت أهلي بإغلاق الموضوع نهائياً. بعد ذلك نسيت الموضوع تماماً ولم أشعر بالندم وكنت أحس أن هذه نتيجة الاستخارة. أتتني فرصتين للزواج ولكنها انتهت سريعاً لأن من تقدّموا لم يكونوا ذوي دين...(في وقت ما في هذه الفترة مررت بحالة أحسست فيها بإعجاب بأحد الموظفين بالعمل... هو شاب يكبرني بسنة كانت أول مرة أحس فيها بهذا الشعور رغماً عني، المهم لم يحصل بيننا شيء لأننا في مجتمع محافظ وأنا ملتزمة ولم ولن أسمح لنفسي بالخطأ، تعاملي معه محدوداً جداً ولا أراه كثيراً. في البداية رأيت فيه المواصفات التي أريد خلقاً وشكلاً ونسباً، ولكن مع الوقت لم يبادر هو بشيء قتقبلت أنه لا يبادلني أي شيء، وحاولت التغلب على شعوري اللاإرادي تجاهه حتى أصبح الموضوع الآن عادياً).
الآن -وبعد سنتين تقريباً- قبل أسابيع، عادوا أهلي لفتح موضوع الشاب الأول مرة أخرى، فهو لم يتزوج إلى الآن وأكمل دراسته الثانوية، ونظراً للعلاقة بين عائلتينا فالموضوع ممكن فتحه مرة أخرى، والكل يظن أني أضيع فرصة قد لا تتكرر وأني سأندم على قراري. كل من أعرف يؤيد الموضوع، لا أريد أن أقرر فقط لإرضاء أهلي أو لشعوري بالذنب فأظلمه وأظلم نفسي معه... لا أدري، عندما أسمع محاولات الجميع بإقناعي أحس أن تفكيري خاطئ؛ أهم شيء الدين والخلق، وما سمعت عنه أنه مستقيم ويصلي وأخلاقه طيبة... قد أكون أنا من أضع الحواجز لنفسي، مع الوقت بدأت أنظر للأمور بعقلانية وعمق أكثر.
أحس أني مع تكرار أهلي للموضوع بدأت أقتنع قليلاً، أو ربما مجرد استسلمت، ولكن أحياناً أرى أن تفكيري وقراري صحيحان! لا أدري... فأنا ما زلت غير مرتاحة أو مقتنعة بالذات بفرق السن وأحس أنه لا توجد بيننا أمور مشتركة غير العائلة، وأخاف ألا نكون مناسبين لبعضنا، ولكن لا أريد أن أندم في المستقبل، فقد تأتيني أو لا تأتيني فرص أخرى أفضل، فنحن في مجتمعنا قد لا تأتي فرص كثيرة ولا يركّز كثيراً في أمور التوافق كالعلمي و... ما دام ذا دين وخلق، فالاستخارة والموافقة أو الرفض... أخبرت أهلي بإغلاق الموضوع ولكن الموضوع يشغل تفكيري... أنا الآن في مرحلة بحاجة شديدة لتغيير جذري في حياتي، حتى أني أفكر في ترك عملي والالتحاق بعمل آخر للتغيير، منذ فترة دخلت في دوامة من الاكتئاب... أجد صعوبة في تأدية عملي؛ فقدت الرغبة والمتعة التي كنت أجدها في ممارسة هواياتي، أحس أني بحاجة أن أبدأ حياة جديدة.
الآن، وبعد أن عرضت عليكم الموضوع الذي أريد رأيكم ونصيحتكم فيه سأعود إلى الوراء وأحكي لكم القليل مما مررت به في حياتي. الحمد لله حياتي مستقرة وكل شيء متوفر لي، وأهلي لا يقصّرون في حقي، ولكني في حياتي مررت ببعض من الأمور التي تناقشونها في الكثير من الاستشارات وأظن أنها أثّرت عليَّ نفسياً.
(في طفولتي؛ والدي دخل في مشاكل مالية وتركنا لفترة 7 سنوات، أي عشت فترة الطفولة والمراهقة وهو غير متواجد، ثم عاد... كان عمري حينها حوالي 15-16 سنة وعودته بعد الغيبة كانت بمثابة الصدمة لي، فعائلتي لا تعترف بالتعبير عن الأحاسيس والمشاعر، ولكني كانت لي ردة فعل أني أحسه مثل الغريب ولاشعورياً أتفاداه وكلامي معه قليل، إلى الآن رغم مرور عشر سنوات...
علاقتي معه فيها فجوة مع أنه طيب وحاول نوعاً ما تعويض البعض مما فات، ولكن مثلاً لا يصرف على البيت وكل واحد منّا مسئول عن نفسه، وفي تلك الفترة كافحت أمي وعملت لتوفر لي ولأخواتي حياة مستقرة، وأدخلتنا أحسن المدارس. كما أني عانيت من الوسواس القهري ولكن بفضل الله والدعاء والمجاهدة لسنوات تخلّصت منه؛ بدأ معي في الإيمانيات عندما بدأت الالتزام أكثر بالصلاة والعبادات في سن المراهقة، وكانت تأتيني أفكار في الله والعقيدة، ولا يعلم مدى معاناة الموسوس سوى الموسوس فهو عذاب... وتنكّر الوسواس من نوع لآخر؛ مثل الخوف والتردد، ولكن مع الوقت وبعد سنوات وبالدعاء تخلّصت من أغلبه تدريجياً. من جهة أخرى لن أدخل كثيراً في التفاصيل، ولكن في صغري تحرش بي خالي- وكان هو مراهقاً في وقتها؛
لم يحدث شيء كبير والحمد لله ولكنه كان يلمسني ويفعل أشياء خاطئة، وأنا كنت صغيرة وغير واعية للأمور، المهم كبرنا وانتهى الموضوع، والآن علاقتي مع خالي عادية وهو ملتزم بالدين. هناك نقطة لم أبح بها أبداً لأحد، وهي أن الشاب الذي خطبني أول ما رأيته رأيت أن شكل وجهه به لمحة تشبه خالي -أنا لم أربط هذا بأي شي- ولكن بعد مدة طوييييلة بعد أن بدأت تحليل الأمور استبعدت أن يكون هذا أمراً مهماً.. ربما عندما أراه أسترجع الماضي، فأنا من النفسيات القابلة للتأثر النفسي الشديد وربط الأمور بطرق غريبة أحياناً)...
أنا آسفة جداً على الإطالة وكتابتي غير المرتبة، ولكني حاولت توضيح الصورة، لا أدري كتبت للمشورة أم الفضفضة؟!... لم أصدق أني وجدت باب الاستشارات مفتوحاً فبدأت بالكتابة دون ترتيب لأفكاري.... أرجو عدم نشر رسالتي، أو على الأقل الأمور التي بين قوسين لأنها أمور حساسة قد يقرأ أحد أعرفه الموضوع...
وأرجو الرد،
ولكم جزيل الشكر....
02/03/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا بأس بالتعبير عن النفس وإن أرهق المستشارين فهم مأجورون إن شاء الله. تريدين رأيا محايدا في موضوع ارتباطك ورغم شعورك بالملل ورغبتك في التغيير إلا أن الزواج يصعب النظر إليه كوسيلة للتغير فهو أمر تترتب عليه التزامات كثيرة لا يكون الانخراط فيها سهلا ولا الرجوع عنها كذلك.
ورغم حاجتك للاستقرار وقناعة أسرتك بالشخص إلا أنك إنسانة متعلمة مدركة على الأقل لحاجاتها ونكرر دائما أن قرار الزواج لا يجب أن يكون قرارا عقلانيا فقط بل يجب أن نسمح للعواطف بالمشاركة في القرار لأنها في الغالب ما يحافظ على استمرارية الزواج وأقصد بالعواطف شعور بالراحة أو درجة من الانسجام والأنس بالشخص المعني فإن لم تجدي هذه الأمور فهو إنسان يحصل فقط على درجة النجاح دون تميز مهما ردد أهلك بأنه مناسب فمشاعرك لها رأي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا القرار.
سعدت حقا بفضفضتك التي سمحت لي أن أعرف معاناتك السابقة من الوسواس القهري لأقول بأن استمرار تفكيرك في الأمر وانشغالك به مع رفضك الواضح له قد يكون مجرد صورة أخرى أو بقايا من تفكيرك الوسواسي فإن وجدت صعوبة في التخلص من هذه الأفكار يكون من المناسب أن تراجعي طبيبك مرة أخرى.