لا أستطيع المذاكرة
السلام عليكم، أعتذر جداً لطول رسالتي، ولكن كل التفاصيل المكتوبة مهمة!.. وأرجو أن يرد على مشكلتي د. مصطفى السعدني، أو د. وائل. أرسل تقديري لكل القائمين على هذا الموقع وأود أن أحكي لمجانين حكايتي؛ فقد بدأت بقلق قبل الامتحانات في السنة الثالثة بالجامعة، لا أستطيع بسببه المذاكرة وكنت إذا مشيت لفترات طويلة تتحسن حالتي وذهبت إلى د. محمد غانم وشكوت له الأعراض.
لا أستطيع المذاكرة، أشعر باللامبالاة، أريد أن أعود إلى المحافظة التي تقيم بها أسرتي، فقد كنت مغتربة فكتب لي "ستابلون" فتحسنت الحالة بعض الشيء، وبعد الامتحانات ذهبت إلى طبيبي وتوقفت عن الدواء بعد استشارته وعاودتني نفس الأعراض قبل الامتحانات في السنة التالية وتناولت الدواء ولم أتحسن فقد اقتربت الامتحانات جداً ولم أستطيع المذاكرة وأعدت السنة.
وفي السنة التالية كان الضغط أخف والمواد في ترم واحد فقط، فنجحت بلا دواء فقد انتابتني نفس الأعراض ولكنني استطعت أن أذاكر، ثم حضرت دورة في جمعية رابعة عن التنمية البشرية وكانت هناك محاضرتين ل د. ياسر نصر عن آلية التغيير فأعجبتني الفكرة وكانت تسيطر عليّ: أن أتغيّر بلا دواء، ولكن بتقوية نفسي من الداخل وأحلّ مشكلة الامتحانات بطريقة جذرية، فذهبت إلى د. ياسر نصر قبل امتحانات آخر العام في السنة الأخيرة وأخبرته أنني لا أريد دواءً ولكن تكوينا وبناءً فقال لي أن هذا لا يمكن تحقيقه تحت ضغط مثل ضغط الامتحانات وكتب لي "فيلوزاك 20 مللي" بمعدل قرص واحد يومياً، ولم تتحسن الأعراض كثيراً؛
وبعد الامتحانات أوقفت الدواء وذهبت إلى د. ياسر نصر فنهرني بشدة لتوقفي عن الدواء وكان يعاملني بطريقة استفزازية وأخبرني بموعد لجلسة ولاحظت وجود غرفة مجاورة تجلس فيها فتاة على جهاز كمبيوتر تشبك يديها أمامها وتنظر لي نظرة استفزازية فتجاهلت الأمر، وفي موعد الجلسة كانت معي خالتي وأخذ يحقّر من شأني ويعايرني برسوبي بالجامعة ويستفزني، ودارت المناقشة عن مجانين و(الجنوب) وكان يرفضهما وكنت أحبهما، وكان هناك أستاذاً كنت أقدّره وأتعلّم منه وكنت أتخذه قدوةً لي فنهرني بشدة وأخبرني بأمورٍ حطّمت هذا الأستاذ كقدوة لي وأخبرني أن تركيبتي النفسية لا تصلح أن تتعلم من هذه الشخصية، واضطربت أفكاري... أخبرني أن المشاكل الجنسية التي تعرض على مجانين لا بد أن تكون سريّة وأن 90 بالمائة من قرّاء مجانين وصفحة مشاكل وحلول للشباب يدخلونها لقراءة القصص بطريقة تحمل معنى.
ولم يكتفي بتحطيم قدوتي فقط؛ قلب لي أفكاري وأخبرني أنّه يمكنني التوقف عن الدواء، وقررت عدم المجيء له مرة أخرى وانقطعت عن (الجنوب)، وفتحت الغرفة المجاورة لأصلي فوجدت فتاة تجلس على جهاز الكمبيوتر علمت بعد فترة أنها كانت تشاهدني وتشاهد انفعالاتي بكاميرا في غرفة الكشف وتستمع إلى الجلسة وقررت أني نجحت أن لا أذهب إليه مرة أخرى... ولكن حدثت مشكلة لأخت لي فقد انتابها اكتئاب مصاحب لرهاب أيضاً قبل الامتحانات فأخذتها إليه فكتب لها دواءً والحمد لله تعرفت على أخواتي وحددت هدفي وتحسنت حالتي ولم تنتابني الأعراض مرة أخرى، فقد أخذت "الفيلوزاك" قبل الامتحانات بفترة كافية..
وبعد الامتحانات أخافتني كلماته، وأردت أن أطمئن أنه لن يحدث لي شيئاً، فقد أنهيت دراستي وانتهت الامتحانات ونجحت فأعطاني اختبار للذكاء الوجداني للأستاذة الدكتورة منى الأعسر -على ما أتذكر- فكنت أجاوبه وأنا تفكيري مشتت ومجهدة وأعطيت الامتحان لسكرتيرته وانصرفت وحدد لي موعداً للجلسة التي تليها وكانت قبل المغرب، فدخلت غرفة الكشف فوجدتها مظلمة إلا من لمبة وحيدة مضاءة مثبتة على كرسي ضخم وهالني الأمر وهالني ما حدث من أستاذي؛ فقد أخذ يلمح تلميحات ويستفزني ويقول جملاً مثل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج من امرأة ثم وجد تغير في جسدها فطلّقها، وأن 99 بالمائة من الصف يعاني من الازدواجية وأنه لا يستثنيني من هذه الازدواجية ولا يستثني نفسه،
ووجدت أستاذي غريباً في كلماته وتلميحاته وأخذ يقول لي أنه عندما يغضب الإنسان فإنه يلخبط، ووجدته يتجه إلى جانب الغرفة ويمسك سلكاً وكنت قد سمعت أذان المغرب منذ فترة فأردت أن أنهي الجلسة للصلاة فأعطاني الاختبار مرة أخرى لأجاوبه في بيتي وأعطيه إلى سكرتيرته بعد أيام فركزت في إجابتي وكتبت توضيحات على الأسئلة، فقد كان هناك سؤالاً عن القانون يقول هل يمكن أن تعمل عملاً يخالف القانون إذا ضمنت أن تفلت من العقاب قد أجبته نعم في الاختبار السابق فكتبت أنني يمكن أن أخالف القانون بفعل أراه يعز إسلامي مثل الانتماء لجماعة الإخوان،
وأوضحت إجاباتي أكثر وكتبت عن حالتي وشخصيتي توضيحات ومساعدات وأخبرته بأنني علمت بتسجيله للجلسة من اتجاهه إلى جانب الغرفة في نهايتها وتواجد الفتاة على الجهاز في المرة السابقة التي كانت تصاحبني فيها خالتي وأعطيت الاختبار لسكرتيرته، وانتابتني حالة جميلة من الخشوع والإقبال على الله عز وجل والإقبال على العبادات وكان موعد جلستي بعد شهر فعدت إلى محافظتي التي بها أهلي وأخذت أفكر فيما حدث وتفسيره وتذكرت موضوعاً قرأته في إحياء علوم الدين أن النفس تتحكم فيها ثلاثة قوى قوة الغضب وقوة الشهوة وقوة الحكمة وأخذت أفسر ما حدث، وكنت قد علمت أن المرض النفسي يكون نتيجة ترسيب مشاعر سلبية في العقل الباطن نتيجة مواقف مرّ بها الإنسان، فوجدت أن تفسير ما حدث أن طبيبي كان يريد أن يستدعي العقل الباطن وأن يغيب العقل الواعي وأن العقل الواعي هو على ما أعتقد أنه قوة الحكمة وأنه لكي أهزمه وأغيبه أقوّي القوتين الأخريين التي من المفترض إذا كان الإنسان طائعاً ويجاهد نفسه فإنه يتحكم بهما قوة الغضب وقوة الشهوة، فالحل لكي أغيّب هذا العقل الواعي أن أقوى قوة الغضب وقوة الشهوة وهذا ما كان يفعله هذا الطبيب الذي كنت أيضاً أعتبره أستاذي وقدوتي وهالني تأويلي وغضبت غضباً شديداً لما كان يفعله بي أستاذي لقد أخافني وجعلني أشعر أنني داخل معتقل في غرفة الاستجواب وأن هذا الكرسي الضخم المثبت عليه اللمبة الوحيدة المضاءة بغرفة الكشف هو كرسي الاعتراف وأنه كان أحد أفراد الأمن الذي يقوم بانتزاع الاعترافات من المعتقلين وبكيت واكتأبت وأصبح تفكيري لا يهدأ وصدمت في أستاذي أنه يقوم بما يقوم به هذا في عمله وبعد شهر وفي موعد جلستي التالية..
ذهبت لأتأكد من تأويلي فتغيّرت لهجته واعتذر لي فصرخت بأنه أتعبني وسألته عن مشروع كنت أود القيام به فأخبرني بأنني أحتاج إلى دراسة دبلوما عنده، وهذا يستحيل لبعد إقامتي وخرجت غاضبة من العيادة وكنت قد لاحظت صحبة ورد جديدة أمامي مثبّت بها كاميرا ولم أدرك أنها كاميرا إلا بعد انصرافي واستعادة شكلها في ذهني وتأكدت تماماً أنه كان يسجل جلساتي وأن لديه فريق يعاونه ويطلعه على حالات مرضاه وخرجت مضطربة مشتتة الذهن فلقد تحطم قدوتي الثانية أيضاً أمامي وبشكل أكثر عنفاً وقسوة وكنت لا أعلم ما الصواب وما الخطأ وهاجمتني تخيلات أخذت فترة طويلة آلمتني.
تمت خطبتي وكنت مترددة في القبول أو الرفض وبعد ستة أشهر أو أربعة أشهر فككت خطبتي وكنت مترددة بشكل جعلني أشك أنني مريضة فاليوم هذه الشخصية مناسبة وغداً غير مناسبة وهكذا وعدت إلى د. ياسر نصر لأنني لا أعلم طبيباً أخاً غيره، فوجدته في نصف الجلسة الأول يتكلم معي بطريقة عادية ونصف الجلسة الأخرى أجده يلمح تلميحات ويعود لطريقته القديمة وكنت قد أرسلت إليه إيميلاً أخبره فيه أنني علمت بأمر التسجيل والكاميرا فأخبرني في هذه الجلسة المنقسمة إلى نصفين أنني ذكية وأنني يجب أخذ الدواء وكان يضحك ويخبرني أنه كلها أسبوع من الدواء وتنتهي معاناتي ولكنه قال لي أن هذه المرة يجب أخذه شهراً وانصرفت مضطربة مشتتة الذهن كالعادة وأخذت "الفيلوزاك" لمدة شهر وعشرة أيام فوجدت حالة جديدة قد انتابتني فقد شعرت بسكينة وهدوء وإقبال على الله عز وجل وعلى العبادات وكنت أشعر بشعور جميل وأنا أصلي لم أكن أشعر به من قبل وظننت أن هذا بسبب الدواء فلم أتوقف عنه بعد شهر كما قال الطبيب وأمددته عشرة أيام وكنت أتصل ب د. ياسر نصر فلا يرد عليّ وتخبرني سكرتيرته بأن أتصل به في موعد متأخر واحدة مساءً، فاتصل به فترد زوجته أنه نائم وكنت أحاول الاتصال به كثيراً لأوقف الدواء فوجدت بعد اتصالي أغنية على الموبايل الخاص به وتعجبت وأردت أن أتأكد من الرقم فقلت موبايل د. ياسر فانقطع الاتصال ولم أفهم ماذا يحدث وهل هذه حركة من حركات فريق د. ياسر لاستفزازي ثم اتصلت به لأسأل عمن كانت تستمع إلى جلساتي على الكمبيوتر فصرخ بي أنني مختلة عقلياً ولا يريد أي تعامل معي نهائياً وأنه لم تكن هناك كاميرا إنه الموبايل وأتعجّب من أستاذي الذي يكذب فيما شاهدته عيناي.
وانهرت تماماً وأسألكم هل يصح أن يقول طبيباً نفسياً لمريضه أنه مختل عقلياً هل يصح هذا؟ بعدها شعرت بتنميل في جسدي كله واتصلنا به لبعد المحافظة التي أقيم بها عن المحافظة التي تتواجد بها العيادة فأخبر أمي أن الحالة قد تطورت ووصف لي "زيسبيرون" بدلاً من "فيلوزاك" فشعرت بعد أخذه أن حالتي ازدادت سوءاً فشككت في الدواء فاتصلت ب د. أحمد لأسأله فأخبرني أن "الفيلوزاك" و "الزيسبيون" يعملون نفس العمل وأن حالة التنميل التي انتابتني بعد الحالة الإيمانية القوية تشي بأن هناك شيئاً قد تغير في تفكيرك وليس للدواء دخلاً.
وكنت أتصل ب د. ياسر لأسأله عمّا حدث فيدّعي أنه د. أحمد وأتصل ب د. أحمد فيدّعي أنه د. ياسر وأخبرني د. أحمد أن د. ياسر يشك أنه حدث لك خلل كيماوي أو عضوي وكنت أسأله ما الذي تفعلونه بي فيخبرني بأنه اتحاد الأطباء العرب من أجل مريضة ويذكر محافظتي التي أقيم بها، وكل هذا وأنا لا أفهم.. ووجدتني أكلّم سكرتيرة د. ياسر بلطف وأخبرها أنني كنت أبحث عنها وأغلق الموبايل وأنا أكلم د. ياسر وأقول له أنني ذاهبة إلى الفكرة وليس الشخص، وأخبرته بموعد سفري ووجدت أحد أفراد فريق د. ياسر معي في أتوبيس السفر وأنا تصحبني أمي، وحدث أمرًٌ جعل أمي تأخذني إلى عيادة د. محمد غانم وليست عيادة د. ياسر نصر التي بها سكرتيرته.
فوجدنا مساعدة د. محمد غانم د .نهلة، ووجدناه مسافراً فوجدتها تنظر إليّ وكأنها تعرفني وأخبرتني بأن لديّ حساسية من "الزيسبيرون"، وكنت أدور في غرفة الكشف وأجلس وأقف ولا أستطيع التحكم في حركاتي، فكتبت لي "أكينتون" و"أفيل ريتارد" و"زولام"، ووجدتها تنظر لي نظرة سوء ظن لا أعلم سببها وتقول لي (أمال لو بقيتي حامل ماذا كنتي ستفعلين).. وتحسنت حالتي بعد أسبوع وكنت أشعر بثقل في جسدي وكنت أسألها فتخبرني بعد أسبوع من كشفي الأول أنها أعراض جانبية للأكينتون تعاكس ما فعله بي "الزيسبيرون"..
ووجدتها تقلّد حركاتي كما كان يفعل د. ياسر نصر، وتشبك أصابعها أمامها كما كان يفعل أفراد فريقه ووجدت أخواتي بعد أيام من زيارتي ل د. نهلة يسألونني أسئلة شعرت بها أني أتهم على إتصال ب د. ياسر و د. نهلة وأنهم يختبرون حديث النبي- صلّى الله عليه وسلم- عن آية المنافق ويسألونني عن اختبار الذكاء الوجداني وعمّا كتبته ل د. ياسر في توضيحاتي في الاختبار الثاني.. وكأنهم يعلمون ما كتبته ويقومون بنفس ما كان يقوم به فريق د. ياسر من حركات استفزازية ثم أخبروني أنني كويسة وأنه لا ينبغي أن أتخذ قدوة غير رسولي- صلّى الله عليه وسلّم-، وكنت أخبرتهم قبلها أنني كنت ذاهبة لأبحث عن فكرة فوجدتني داخل عيادة طبيب نفسي.
وزاد غضبي لمعرفة أخواتي تفاصيل حالتي واكتأبت لسوء ظن د. نهلة بي وسوء ظن فريق د. ياسر بي، وتعبت وأعطتني د. نهلة بعد أن أوقفت الدواء السابق تدريجياً، أعطتني "فلوفيكسال" و"بروزاك".. الأسبوع التالي كنت قد شعرت بإجهاد شديد في كل جسدي لا أعلم سببه، وكان د. محمد غانم قد أتى من السفر فغيّر الدواء إلى "أريبركس" و"زيوسين" وأخبرني أنّ عندي اضطراب وجداني، ووجدت "الأريبركس" مكتوب في نشرته أنه لعلاج الهوس المؤقت ثنائي القطبية، وطالت حالة الإجهاد التي انتابتني. وأردت أن أسأل د. ياسر عمّا فعله بي هو وفريقه فذهبت إليه فأخبرني أنني أتوهم وأتخيّل كل ما حدث وأن ما عندي اسمه اضطراب ذهاني..
كذب عليّ أستاذي مرة أخرى ونهرني بشدة وأعاد عليّ جملة "أنت مختلّة عقلياً" أكثر من مرة. عدت إلى د. غانم فغيّر كلامه وأخبرني أن عندي اضطراب ذهاني كما قال د. ياسر ولم يغيّر الدواء هو هو لعلاج الارتفاع في المزاج ثم أخبرني أنني أتوهم وأن د. نهلة لم تسيء بي الظن فصدقته، وزال عني الإجهاد ولكن "الأريبريكس" كان يجعلني لا أستطيع الجلوس في مكان لمدة طويلة، وكانت تدمع عيناي وحدها، فذهبت إلى د. غانم فغيّر الدواء إلى "أبيكسيدون" وأخبرني أن عندي اضطراب وجداني مرة أخرى ففهمت ما حدث: لقد اتفقا -هو و د. ياسر- أن يوهماني أن ما حدث تخيلات حتى يحافظ د. ياسر على أسرار عيادته واكتأبت مرة أخرى.
وعندما أردت أن أفهم ما حدث لي وسببه د. غانم و د. أحمد قالوا لي أن أنسى ما حدث! أمّا د. ياسر فأخبر أمي أن ما حدث تخيّلات وأنني (أقول هذا الكلام على أناس كثر وليس هو وحده)، وهذا لم يحدث وأنا مريضة ويجب أن أكمل علاجي مع طبيب آخر بعيداً عنه!!!
وما أريد أن أسأل عنه هو ماذا حدث لي بالضبط؟؟؟ ما معنى حالة الإقبال على العبادات ثم التنميل ثم الإجهاد ثم الدموع؟ أريد أن أفهم ما معنى ما حدث لي وما معنى قول د. غانم لي أن عندي شوية لخبطة في المخ؟ ماذا حدث بالضبط؟ وهل قانوناً يصح للطبيب النفسي أن يقوم بتسجيل جلسات مريضه دون استئذانه وليس صوتاً فقط ولكن صورة أيضاً ويطلع الآخرين على حالة مريضه ويفشى لهم أسراره وعيوبه الشخصية؟ كل هذا دون أدنى اعتبار لمشاعر المريض ومدى تأثره عند علمه بما يحدث. هل تتعاملون بهذا الشكل مع مرضاكم؟
أريد أن أفهم هل هناك من الأطباء من يقوم بمثل هذه الطرق أيضاً؟ هل هذا طبيعي عندكم؟؟... أنا الآن متعبة مما حدث وقد مرّ عليه ما يقارب العام ولم أنسى ما حدث (الجلسة المظلمة وصدمتي في أساتذتي واضطراب حالتي ومزاجي). فما الحل؟ تأتيني أفكار بأنني أريد حقي القانوني من ناحية تسجيل الجلسات فيديو، فكيف آخذ حقي وعن طريق من؟؟. لقد ازداد وزني كثيراً عندما كنت أتناول عقار "الزيوسين 60 مللي" وأتناول الآن عقار "الأبيكسيدون" و"الديبريبان" ووزني يزداد أيضأً.. إن ما حدث قد أثّر عليّ تأثيراً سلبياً من ضعف ثقتي بنفسي وضعف ثقتي بطريقي وضعف إرادتي وضعف إنجازي وهمّتي، فهل من علاج وكيف؟؟
أقصد هل يكفي العلاج الكيميائي فقط؟؟.
وشكرا لكم كل الشكر
02/03/2008
رد المستشار
الأخت المهندسة "مريم"؛
تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على موقعك، لقد أرسلت رسالة مليئة بالتفاصيل الدقيقة؛ والتي تدل على أن تشخيص أستاذنا الدكتور محمد غانم لحالتك دقيقا وصحيحاً، وواضح من رسالتك كمية الغضب والسخط على أطبائك النفسانيين المعالجين!، فهل مرضك الذهاني الوجداني الثناقطبي الذي أصابك –وكان يسمى قديما الاكتئاب المتناوب مع الهوس- هو ذنب من ذنوبهم؟!.
سيدتي الفاضلة....
ماذا استفاد د. ياسر نصر من تصوير الجلسات معك صوت وصورة بكاميرا؟!، هل هددك أو ابتزك بمعلومة أو خطأ ما في حياتك ذكرته له أثناء أي جلسة من جلسات العلاج النفسي معه؟!؛ أنا شخصيا لا أظن ذلك أبدا؟!، لأن ذلك يعرضه فورا للمساءلة القانونية، ويُفقد ثقة مرضاه فيه؟!، وهذا خطأ لا يقع فيه أي طبيب عادي غير متخصص ومبتدئ وليس أستاذا جامعيا يُدرِّس الفضيلة قبل العلم لطلابه!!، وإن أخطأ د. ياسر –وأنا لا أظن ذلك به على الإطلاق– فهل أخطأ كذلك د.أحمد ود. نهلة ود. محمد غانم؟!، هل أخواتك وإخوانك ووالدتك وخالتك أعداء لك أختي العزيزة؟!، أنا أيضا لا أظن بهم ذلك على الإطلاق!.
والآن أنا على يقين أنك بحاجة إلى زيادة ثقتك بأطبائك النفسيين المعالجين حتى يؤتي علاجهم معك أكله وثماره الطيبة بإذن الله، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أكذب الحديث الظن" وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على الضلالة" أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأقول أختي العزيزة أن تشخيص الاضطراب النفسي قد يختلف من مرحلة لأخرى –وهذا نراه كثيرا في مرضانا النفسيين– فقد يبدأ الاضطراب مثلا برهاب الامتحانات أو القلق العام، ثم يتحول في بعض المرضى إلى اضطراب فصامي أو اضطراب وجداني ثناقطبي كما في حالتك؛ حيث تجتمع وتتضافر العوامل الوراثية مع العوامل البيئية والاجتماعية والأسرية المحيطة بالمريض على إظهار الاضطراب النفسي الذهاني؛ وتبدأ الظنون والشكوك والضلالات في الظهور ولا مانع من وجود بعض الهلاوس السمعية والبصرية، وهنا من الأسلم للمريض وأهله أن يبدأ المريض العلاج بالعقاقير النفسية المضادة للذهان على الفور وتحت إشراف طبيب نفسي متخصص كالأستاذ الدكتور غانم –أكرمه الله – وهو كأستاذ وزميل لنا لم نسمع ولم نعرف عنه إلا الخير كل الخير في تخصصه، وقد يحدث بعض الأعراض الجانبية من العلاج بالعقاقير مثل الرعشة في الأطراف وبعض التيبس في العضلات والدوخة وكثرة الرغبة في النوم والكسل، وعلاج هذه الأعراض الجانبية سهل بإعطاء أدوية مضادة مثل الأكينتون؛ لذا قد يلزم زيارة الطبيب النفسي المعالج عدة مرات كل عدة أيام حتى تستقر حالة المريض، ولا أنصح أبدا هؤلاء المرضى بكثرة تغيير الطبيب النفسي المعالج، ولا أنصحهم أيضا بكثرة تغيير الأدوية النفسية؛ لأن الدواء الواحد غالبا ما يحتاج إلى ستة أسابيع على الأقل كي يُظهر كل تأثيره العلاجي على المريض.
أختي العزيزة،
دعواتي الحارة لك بالشفاء العاجل من مرضك النفسي، مع تمنياتي بازدياد ثقتك بالأطباء النفسانيين المعالجين لحالتك، ولزيادة المعرفة عن حالتك
أقرئي على الموقع الاستشارات التالية:
سادسة طب رهاب واكتئاب!
نعم الاضطراب الثناقطبي –الهوس- مرض مزمن
كيف أعامل المريض الثناقطبي؟
الاضطراب الثناقطبي مع السكري ثم ماذا بعد؟
الاضطراب الثناقطبي المختلط
وأكرر تضرعي لله تعالى بالشفاء العاجل والتام لك من كل عرض أو مرض نفسي، وتابعينا بأخبارك.