السلام عليكم،
أعاني من مشكلة صداع يأتي على فترات مختلفة وخصوصاً مع الضغط العصبي وقلة النوم ومعه عدم القدرة على الكلام.. وبمعنى أصح، أشعر بأن الكلام ثقيلٌ على لساني وليس لدي الرّغبة في التحدث، وإذا نطقت الكلام أشعر بصعوبة في خروج بعض الحروف مثل "ط، ت،د"... وقد يكون الحل هو التحدث ببطء شديد أو الامتناع عن الكلام.. وإذا تكلّمت أشعر بأن الذي أحدّثه لا يفهمني، وقد يطلب مني أن أعيد كلامي أو الانتظار قليلاً حتى يتفكّر في كلامي مما يعصبّني زيادة!!!.
هذه المشكلة جاءتني أول مرة من شهر مع ضغوط العمل والخطوبة والزواج وقرارات الحياة الصعبة.. قد تأتي هذه المشكلة في وقت العمل مع التّعرض لضغط شديد وعدم القدرة على التركيز.. أو مع خطيبتي في حالة طلبها أو تحدثها بأشياء قد تكون صعبة عليّ "ومعنديش حيل أجادل معها".. وخصوصاً مع عدم الانتظام في النوم... وقد يتنهي الموقف بعصبية شديدة مني. من 7 سنين تعالجت عند طبيب أمراض نفسية لمدة عام ثم سافر الطبيب ولم استكمل العلاج.. وكان تشخيصه لمرضى باكتئاب وعدم وجود ثقة بالنفس.. وأعطاني "انفرانيل".. وكانت أعراضي اكتئاب وحزن شديد.. بكاء شديد.. ورغبة للشذوذ الجنسي والظهور بمظهر فتاة.. فسرها الطبيب بأني بكل تأكيد غير شاذ جنسياً ولكن هذه طريقتي للهروب من الحزن. ومع اندماجي أكثر مع المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية سأكون بخير وخصوصاً بأن أساس شخصيتي سليم. وأعتقد كان الطبيب على حق.. بعد ما سافر لم استكمل العلاج مع طبيب أخر ولكن الأمور تحسنت. وبعد الخطوبة فأنا بعيد عن الشذوذ الحمد لله. بل لا أعتبره مشكلتي على الإطلاق.
بالإضافة.. أعاني من مشكلة عدم توكيد الذات.. بالرغم من وجود تقدم شديد في السنتين الأخيرتين. لكن مازلت أعاني من هذه المشكلة في شخصيتي.. وقد أوصف من بعض زملائي(مريض بالأخلاق)! لأني ذوق زيادة عن اللزوم.. أعاني من مشكلة أخرى وهي رفضي الشديد للمجتمع حيث أعيش.. ورغبتي الشديدة في ترك هذا المجتمع.. أمنية حياتي هي ترك الحياة هنا وأكون عالم في بلد من بلاد العالم المتقدم، لا هم لي سوى القراءة والتعلم والتعليم!! وبالطبع هذا لا يرضي أناس كثر من حولي مثل عائلتي أو خطيبتي، الذين أعتبر أفقهم ضيق وكل همهم أن يكون عندي شقة ومرتب كريم يعيشني أنا وعائلتي!!! وكأن هذه هي الحياة فقط؟!!.. ولكن لا أدري ماذا أعمل.. أنا فعلاً في صراع شديد.
وخصوصاً أني لا أريد زعلهم سواء عائلتي أو خطيبتي. أنا لا أشعر بالراحة إلا في القراءة، سياسة، رياضة، تاريخ، دين، أي شيء فيه تسلسل منطقي وأركز فيه يشعرني بالراحة الشديدة، أو حتى كتابة تقرير بأسلوب علمي قد يريحني نفسياً.
مشكلتي الأخرى وقد راسلتكم بخصوصها من قبل، وهي خوفي من عدم وجود هدف في الحياة سوى الزواج والخلفة والأكل والشرب..... إلخ، هذه ليست الحياة التي أرغبها بل أريد حياة أعمق من هذا فأنا لست بحيوان كل همه الشهوة، نفسي أكون راضي عن نفسي عند وفاتي، ما تفسيركم للصداع، هل هو سببه عضوي أم نفسي؟ هي أعرض نفسي على طبيب أمراض نفسية مرة أخرى؟ هل أصارح خطيبتي بهذا؟ هل أصارح خطيبتي بأني كنت أعالج من عدة سنوات وكنت آخذ مضادات للاكتئاب؟ مع العلم بأنها لن تتفهم هذا... (قليل من الناس عنده وعي بالاكتئاب).. ما رأيكم في مشكلتي مع الاندماج في الحياة والناس؟ وما رأيكم في مشكلتي في هدفي في الحياة وعدم تفهم الناس لي في هذا؟
أتمنى مساعدتكم...
أخوكم.
02/03/2008
رد المستشار
حضرة الأخ "ج" حفظك الله.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
على ما يبدو أنه عندك مشكلتين يا سيد "ج"، مشكلة عضوية والأخرى نفسية. الأولى تتعلق بأوجاع الرأس، لكنك لم تذكر لنا أكانت آلامك عند الجبهة، خلف العينين، نصف الرأس، أم من الخلف ناحية الرقبة... ومدة الألم ومع ماذا يترافق. (مع زوغان عيون، عدم تقبل الصوت والضوء،...) في كل الأحوال إننا نعتقد أن أوجاع رأسك هي أوجاع رأس توترية، تستلزم تناول مهدئ خفيف عند المساء قبل النوم مثل "Lexotanil" مع استعمال بعض عقاقير أوجاع الرأس العادية، ولا أكثر. لأن آلام رأسك لو كانت قوية جداً لأخذتك بيدها إلى الطبيب لأخذ الاستشارة.
أما بالنسبة للموضوع النفسي؛ فجميل جداً أن تحس نفسك "عبقري زمانه" الذي لا يفهمه أحد، والذي يعيش بين النجوم، يقنع نفسه بالمُثُل، من تعلم وتعليم، ورسالة... في حين أنه وصل أو كاد يصل إلى حد الشذوذ من الناحية الأخلاقية، أو الجنسية.
يا أستاذ "ج" دعنا نحب أن نعتبرك إنساناً عادياً مثل كل الناس، بفضيلته ورذيلته، بإيمانه وطقوسه، بعمله وتقصيره... مثل كل الناس، يحب أن يعيش، يعمل للخير، يعبد الله. وعلى فكرة لم تقل لنا شيئاً عن عبادتك، هل أنت تصلي، هل تزكي، هل تزور مريضاً... أم تحفظ الرحم.
يا أستاذ "ج" هذه هي الحياة، لم تعشها قبلاً كي تكون خبيراً فيها. ابقَ في أرضك، وأَحِبْ أهلك وأخوتك وجيرانك، وخطيبتك. علمهم حبك، والحلفان باسمك.
تزوج وخلف أولاداً جميلين يعبدون الله ويحرسون الوطن، يزرعون، يبنون، يحصدون، يسكنون، ويموتون "كل نفس ذائقة الموت"... بالطبع سوف يموتون مثلك بعد أن يكونوا قد خلّفوا وراءهم سمعةً حسنةً وصيتاً طيباً، وعملوا لله، ووصلوا إلى الجنة.
لك منا ألف تحية وسلام، ودعاء بأن تلبس جلدك ذات يوم، وتحس بأنه على حجم جسدك، لا أوسع ولا أضيق. وأن تلبس مجتمعك وتحسه بحجمك. وأن تلبس دينك فتكبر به إلى أن تصل إلى رتبة "عبد"، عبدٌ لله.
"وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسولُه"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ على مجانين:
عسر المزاج المرشح للتحول لاكتئاب
فشل في فشل: تفكير نكدي