السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خير الجزاء على خدمتكم للناس.
أمّا بعد، لا أعرف ماذا أقول... هنا المشكلة منذ صغري؛ كنت لا أجد أحداً أكلمه وأتعامل معه سوى أهلي المقرّبين، وأظن أن المشكلة عندما كبرت أصبحت عند مخاطبتي للغرباء: أحاول الاختصار قدر استطاعتي، حتى وصلت إلى أني أنهي الكلام معهم!.
فأنا فلسطيني في السعودية غالباً في البيت، كان زوارنا قلة إن جاء أحد، لا يوجد من عائلتنا في المدينة التي أعيش فيها، كان البعض ثم انتقلوا لمصالحهم.
مرّت السنين حتى كبرت وصار عمري 17 عاماً، عندما أتحدث لا أعرف كيف أتحدث- حتى مع أهلي- أتأتئ غالباً عند التحدث، لا أعرف أن أعبّر عن رأيي.
أتمنّى أن تساعدوني،
وجزاكم الله خير الجزاء.
02/03/2008
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك..... أعتذرُ بدايةً عن تأخر الرد عليك فقد تأخرت مشكلتك لدى أحد المستشارين وكنت أردت ردهُ بالذات عليك لأنني كنت أتوقع منه إضافة من الجانب الاجتماعي وهو ما أراه مهما في حالتك، ففضلا عن كوننا مجتمعاتٍ ضد توكيد الذات لأننا فقدنا جوهر إسلامنا وأصبحنا لا ننحازُ للحق والانحياز للحقِّ هو توكيد الذات في الإسلام..... كثيرٌ على الموقع يا ولدي يتحدثُ عن توكيد الذات وأنت تحتاج هذا... وتحتاج إلماما بمعلوماتٍٍ لتغير أفكارك.... مثلما تحتاج تدريبات علاج سلوكي تجدها في روابط عدة ستوضع لك في آخر النص.
أنت الآن ابن 17 عاما ما شاء الله، ولكتك منذ طفولتك تعاني وأهلك غير واضحي الدور في محاولة مساعدتك واليوم أنت في السابعة عشر لا تستطيع الحديث مع الغرباء وتأتئُ مع الأقرباء والأهل.... ما شاء الله وهم أيضًا يتفرجون فقط أو لا أدري بأي شيء يبررون لأنفسهم أن لا دور لهم؟؟
ثم ما معنى قولك فلسطيني في السعودية؟ أو لنقل عضو عائلة فلسطينية تعيش في المجتمع السعودي... وإشارتك إلى أنكم كنتم لذلك معزولين إلى حد كبير اجتماعيا فلماذا؟.... أذكرُ وأنا طفلٌ في الثانية عشرة من عمري في قرية بدوية في السعودية أذكر أن الفلسطينيين كانوا محسودين على قدرتهم على الاندماج في المجتمع السعودي مقارنة بغيرهم... فهل تغير شيء يا بني وأصبحت مثلك مثل مريض حقيقي أعالجه يصف لي وضعه في المدارس السعودية الحكومية وهو طفل فلسطيني وكيف كان مضطهدا ومنبوذا وكدت وقتها لا أصدقه!........... عندي تساؤلات هنا عن التغيرات التي من الواضح أنها حدثت في مواقف المجتمعات العربية من الفلسطينيين الموجودين بينهم على الأقل.. أسئلةٌ كنت آملُ من أساتذتنا في علوم الاجتماع أن يجيبونا عليها وما أزال في الانتظار.
تختصر مشكلتك في عبارتين -حتى معنا تحاول الاختصار قدر إمكانك!!!!!!- فتقول: (المشكلة عندما كبرت أصبحت عند مخاطبتي للغرباء: أحاول الاختصار قدر استطاعتي، حتى وصلت إلى أني أنهي الكلام معهم!) والعبارة الأخرى: (مرّت السنين حتى كبرت وصار عمري 17 عاماً، عندما أتحدث لا أعرف كيف أتحدث- حتى مع أهلي- أتأتئ غالباً عند التحدث، لا أعرف أن أعبّر عن رأيي) إذن المشكلة تدور في فلك اضطرابات القلق الاجتماعي المفرط الذي يقوض أضلاع مثلث الكلام..... وتحتاج فيها إلى كثير من الوارد ضمن قسم تأكيد الذات.... ولعل هذا ما يجعلنا نأمل في تلبية طلبك بالمساعدة.
لابد بالطبع من عرض نفسك على طبيب نفساني يعالجك من الرهاب الاجتماعي وهم أي الأطباء النفسانيون في السعودية مهرةٌ في علاج هذه العلة لأنها كما تشير الانطباعات الإكلينيكية وبعض الدراسات أكثر انتشارا أو لجوءً للطبيب النفساني في بلدهم، أو ربما تكون مبالغا أنت في وصف أعراضك وتكون المسألة مجرد خجل اجتماعي مفرط لا يرقى لدرجة الرهاب الاجتماعي وهنا تكون المسألة أبسط يا بني لكنك تحتاج في جميع الأحوال إلى زيادة معلوماتك عن تأكيد الذات وفنون التحدث مع أو أمام الآخرين، وهو ما أنصحك بتعلمه مسترشدا بروابط نقدمها لك من مجانين وبغيرها.
تشير بياناتك غير الظاهرة للقراء أنك تصف درجة تدينك بأنك "غير ملتزم".....، وغير ملتزمٍ هذه تستلزم كثيرا من التوضيح فهل أنت لا تتعلم الدين أم أنت تجد نفسك عاجزا عن الالتزام به؟ ثم ما مقدار عدم الالتزام هذا وهل هو لشعورٍ بذنب أم لعدم رغبة في الالتزام؟ هذه وأسئلة كثيرة يا بني تدور برأسي وأحتاج ردا منك عليها.
ومن المهم كذلك جدا يا بني أن نعرف أين دور أفراد أسرتك؟ ومن منهم الأفضل ليبدأ معك رحلة العلاج؟ نحن في انتظار التفاصيل.
واقرأ على مجانين:
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
الخوف الاجتماعي : ضرورة المعاناة للعلاج
الرهاب الاجتماعي : الاسترخاء ثم المواجهة
الخوف الاجتماعي: صمت وامتقاع
مشاركة في الرهاب: عالجت نفسي بنفسي!