السلام عليكم ورحمة الله،
R03;
أشكر لكم سعة صدركم وتعاونكم معنا وأتمنى هذه المرة أن ألقى الاهتمام بمشكلتي وتردوا عليه سريعاً.. لأني داخلة على سنة كاملة وأنا أحاول إرسالها دون فائدة.
أنا أعيش حياةً ربما تخوضها شوية مشاكل وعدم استقرار، ويمكن مشكلة عدم الاستقرار هذه عادة سيئة عندنا بالعائلة كلها يمكن لو قلت لكم أني مبكملش شهر بمكان واحد فإني أتكلم جادة، غير طبعاً أني عشت معظم عمري بالخليج وسفر مستمر، بعد استقرارنا كنت أفكر أننا استقررنا بجد، لكن طبعاً مرض التنقل هذا مزمن ولا حل له...
المهم أن هذي مشكلة من سلسلة المشاكل التي أعيشها يومياً، لكن مشكلتي الأخيرة -وهي مش أخيرة أوي- هي معي من فترة طويلة وابتدأت تزيد معي الآن بطريقة جعلتني محلاً للأنظار وهي أني عندي اكتئاب بس من نوع خاص.. يبدأ معي بالضبط من أول ما أصحو من النوم حتى ما الليل يدخل.. عايزة أقول لكم أني عكس الناس تماماً؛ لا أقدر على عمل أي حاجة بالنهار وأعمل كل حاجة ليلاً..
والآن الموضوع زاد معي، أنا أختنق من النور والنهار، طوال اليوم بالنهار الستائر مقفلة والنور مطفأ وأنا قليلة الكلام والحركة، طوال اليوم منطوية في غرفتي أجتنب كل الاجتماعات بالبيت وفي الخارج.. أهلي بدأوا يكرهونني، هذا عدا أنني أعطل كل الخروجات والمصالح حتى وقت المغرب والليل يدخل، ليلاً أتحوّل لشخصية ثانية جداً: مرحة ومتكلّمة، وصلت لدرجة أني أعمل شغل البيت والأكل لو كانت والدتي معتمدة عليَّ بالمهام ليلاً وهم نائمون..
هذا طبعاً غير أني لا أحس بأي متعة بالنهار؛ يعني مثلاً الأكل لا أتغدّى حتى الدنيا "تليل" على الآخر وهذا يضعني في موقف محرج مع ضيوفي.. في مرة أخرّتهم معي حتى الليل بسبب أني لم أحب أن تفوتني متعة الأكل بالنهار! ومرّة تقدم لي عريس وكان موعده للأسف الساعة 4عصراً وأقول لكم أن الموضوع فشل بسبب حالتي هذه. بجد اختنقت من نفسي؛ غير قادرة أشتغل أو أدرس دراسات عليا لأن طبعاً كل هذا يكون بالنهار.
أنا طبعاً أخرج وأمارس حياتي عادي لكن من غير أي متعة وأحس باختناق واكتئاب فظيع وأكون ماشية في الشارع حاسة أني عايزة أنام ومرهقة جداً. أحب النور الخافت أو الأفضل من غير نور خالص، والغريب أني أستطيع القراءة في الظلام، وملحوظة ثانية أحب قولها لكم: أن هذه الحالة تزيد معي جداً وقت العصر وقبل المغرب، أحس أني عايزة أقتل نفسي وأحاول النوم حتى يمر الوقت.
أيضاً، أحب لبس اللون الأسود جداً أو الألوان السادة الهادئة، لكن الألوان القوية كالأصفر والأحمر والألوان المزخرفة لا أقدر أشوفها أصلاً. شيء آخر أساسي جداً في حالتي ويمكن متساوي في نفس حجم مشكلة الظلام، وهو أني كما لا أحس بأي متعة بالنهار نفس الحكاية وأنا مع الناس؛ يعني أفضل جداً الجلوس بمفردي ولو أقول لكم كم أنتظر الفرصة لسفر أهلي أو خروجهم حتى أختلي بنفسي، وحلمي الوحيد أن يكون عندي بيت خاص لا يسكنه أي شخص غيري مع أني اجتماعية جدااً ومتكلمة جداً لكن لا أعرف لم الموضوع زاد معي الآن، يعني أحب الحفلات والاجتماعات لكن لوقت بسيط وليس أكثر من ساعة وتبدأ تسكني هذه الحالة مع عصبية واختناق وأبحث على أي مكان أقعد فيه مع نفسي، وطبعاً موضوع الأكل طبيعي أني أتحجج بأي حجج واهية حتى أبعد وأقدر آكل وحدي، لأني لو شربت حتى كأس عصير قدام أحدهم لا أحس بطعمها.
وأخيراً، أنا أعتذر على طول المشكلة ورجاءً تتقبلوها بصدر واسع وأجد عندكم الجواب الشافي لحالتي إلى لأول مرة أتكلم فيها معكم لأني لا أحب أن يلاحظ أحد أو يعرف عني هذه الأحوال.
وجزاكم الله خيراً.
02/03/2008
رد المستشار
أهلا بالأخت الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.....
إن ما تعانين منه يا عزيزتي ليس اكتئابا من نوعٍ خاص بل هو الاكتئاب بعينه!!
وأنت عكس الناس نعم هذا صحيح، ولكنك لست عكس مرضى الاكتئاب الذين يكون وقت الصباح (بشكل عام) هو أصعب لحظات اليوم وأتعسها، ولذلك تفسير بيولوجي عضوي لن نخوض فيه..
وما لديك من أعراض: حزن وضيق خاصةً في الصباح معيق عن الحياة الاجتماعية والدراسية – أفكار انتحارية – حب العزلة – نقص المتعة ... كلها أعراض حقيقية وجوهرية لاضطراب الاكتئاب الأساسي. وحالة عدم الاستقرار لعبت دوراً محرِّضاً (وليس السبب) لهذه المعاناة.
وكما أقول دائماً: إذن هذا مرض وعلاجه متوفر والشفاء منه ممكن والحمد لله. وعلاجه بشقين علاج دوائي وعلاج نفسي معرفي سلوكي بجلسات ولعدة أشهر.. ونحن هنا لسنا لنصف لك دواءاً أو نعالجك نفسياً برسالة أو باثنتين..
بل نترك هذه المهمة لطبيبك النفسي.. إنما هذه الرسالة وهذا الرد هي خارطة الطريق على سبيل الشفاء بإذن الله تعالى..
R03;واقرأ هذه العناوين على مجانين
قطعة ثلج في قبر بارد
اضطراب القلق الاكتئابي
من عدم التأقلم إلى الاكتئاب
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير.