عروس وعريس على الطريقة الخليجية!
آنستي العزيزة memy صاحبة مشكلة: لعبة الأسرة:
قرأت رسالتك بإمعان وتعاطفت معك جدا، وقررت أن أساعدك قدر المستطاع لحل الإشكال الذي ينغص عليك حياتك, فقد كنت أعمل كطبيبة في الخليج وتعاملت مع حالات عديدة مشابهة, وأجد من واجبي أن أمد يد المساعدة لك.
السحاق كلمة عامة يستعملها الناس لأي علاقة جنسية بين امرأتين ولكن من منظور الطب الحديث فهي تشمل مجموعة من العناوين التي تختلف تماما في مدى قربها أو بعدها عن ما يمكن اعتباره حالة صحية أو مرضية، هنا ترد مجموعة من الأسئلة: هل المرأة تستمتع بممارسة الجنس مع مثيلتها أكثر من ممارسته مع الرجل؟ أم العكس؟ أم لا فرق بين الحالتين؟ ولمن لم تمارس الجنس مع الرجال (كما في حالتك) نسأل هل أنها تتخيل أحيانا أنها تضاجع رجلا ما و تستمتع بهذه التخيلات أم لا؟
فقد تصل الدرجة بالبعض أنها تقرف وتشمئز من منظر الرجل العاري ولا تحب أن ترى الأعضاء التناسلية للرجل, بل ولا تحب أن تشاهد عملية جنسية بين رجل وامرأة، فيما تستمتع فقط بمشاهدة جسد الأنثى وأعضائها.
باختصار المرأة التي تتلذذ بالجنس مع مثيلتها ليست بالضرورة (غير طبيعية) بل يمكن أن يكون ذلك بسبب الغريزة القوية والشهوة العنيفة والتي لا يمكن إشباعها مع الجنس الآخر بسبب الضوابط الدينية والاجتماعية فتنفس عنها مع مثيلتها كنوع من التعويض, فتصبح هذه الممارسة بديل استثنائي لما هو ألذ منه وهو الممارسة مع الجنس الآخر المسألة الثانية هي هل أن المرأة تمارس الجنس مع مثيلتها على اعتبار أنها دائما تقوم بدور الشريك الايجابي (يعني الرجل)، وتجبر الأخرى على لعب دور الشريك السلبي (يعني الأنثى)؟ أم العكس؟ أم أنهما تتبادلان الأدوار؟؟ وهذا يعني الكثير حيث أن من تكون أنثى دائما فإنها في العادة لا تعاني أي مشكلة عندما تنخرط في علاقة جنسية مع رجل.
أما التي تقوم بدور الرجل دائما فإنها على الأكثر سيصعب عليها أن تحقق انسجاما جيدا في العلاقة الجنسية مع الرجل وخاصة في المراحل الأولى من العلاقة (أعني في الأشهر الأولى من الزواج)، وفي حالة تبادلهما للأدوار نسأل هل أنك تصلين إلى النشوة الكاملة (Orgasm) في الحالتين وبنفس القوة والسهولة؟؟ أم أن إحداهما هي التي تجعل لذتك أكبر؟ ووصولك إلى النشوة أسرع وأكمل.
لكي أتمكن من مساعدتك عليك أن تشرحي لي حالتك بالتفصيل مع الإجابة عن الأسئلة السابقة ووصف لوضعك الحالي من حيث عدد الممارسات في الأسبوع أو الشهر وعمقها وطبيعتها والمدة التي تستغرقها والكيفية؟ وهل تصلين أنت وصديقتك إلى النشوة دائما أم أحيانا؟ أم أن النشوة قد تتكرر أكثر من مرة أثناء نفس الجلسة, وما هو شعورك بعد الممارسة مباشرة, وما شعورك في الأيام التي تسبق اللقاء والأيام التي تعقب اللقاء, وما طبيعة الكلام الذي يدور بينكما قبل وأثناء وبعد الممارسة؟, وهل تكلمتما عن مصير علاقكتما.
بالمناسبة أنت لم تذكري هل صديقتيك الأولى والثانية متزوجتان أم لا؟ وهل أنك تريدين الزواج لكي تتخلصي من حالتك أم لأنك تريدين الزواج فعلا بكل ما فيه من استقرار نفسي وجسدي وعاطفي واجتماعي؟ بالنسبة لي أعتبر بداية الحل لمشكلتك تكمن في:
• فهم المشكلة على حقيقتها وبعمق فكما أن للدين رأيه في المشكلة فللعلم كذلك رأيه الواضح والصريح والدقيق فيها, وعليك أن تتعرفي على رأي العلم في حالتك وهل هي حالة مرضية فعلا؟ أم أنها تقع ضمن الاختلافات الطبيعية (Normal variations) لبنات حواء؟ الإقلاع تماما عن الإحساس بالذنب والشعور بالدونية، ولوم الذات ووصفها بأبشع الصفات إلى درجة الاعتقاد بأنك (لا تستحقين أي رجل بسبب ما تفعلينه), فالفطرة لا يمكن أن تكون سليمة مائة في المائة في كل شيء، وتكون في نفس الوقت سيئة ومنحرفة في ناحية واحدة فقط , وأنا متأكدة أنك بالفعل إنسانة ممتازة وأن مشكلتك ضائعة بين الكثير من عوامل الجهل والتصورات الخاطئة عن غرائز المرأة ورغباتها.
بعد تشخيص حالتك بدقة بعيدا عن كل التهويل الذي يحيط بها في مخيلتك, يمكن أن تبدئي العلاج إذا تبين أن هناك انحرافا في سلوكك الجنسي قوة شخصيتك وقوة إرادتك كفيلتان بنجاح العلاج بعد أن تكوني قد وضعت المشكلة في حجمها الحقيقي، يمكن أن يتبين لك بعد التحليل والتشخيص أن حالتك ليست سوى نوع من أنواع الاختلاف الطبيعي، وأنها لا تحتاج إلى علاج أصلا بل يكفي أن تنتظري الفرصة لكي تبدئي ممارسة الجنس مع زوج المستقبل إن شاء الله وبشكل طبيعي تماما
الدكتورة (عين) في
27/11/2003
رد المستشار
الأخت الدكتورة (عين)، أهلا وسهلا بك، وشكرًا على مشاركتك في صفحتنا، وعلى تفاعلك وتعاطفك مع الأخت صاحبة المشكلة، الحقيقة أننا نتفقُ معك مع معظم ما جاء في مشاركتك، فيما عدى مفهوم واحد فقط سنعود إليه بعد قليل، ونحن حسب ما اعتدنا في هذه الصفحة ننشر المشاركات كما تصلنا، أي أنه ليست لدينا رقابةٌ على آراء المشاركين، وإنما عندنا المستشار الذي يقوم بالتعليق عليها.
الحقيقة أنك كنت رائعةً ودقيقةً في أسئلتك التي وجهتها للأخت صاحبة المشكلة، وبشكل يجعلنا نستشفُّ أنك على درايةٍ بالطب النفسي أو بعلم النفس الإكلينيكي، أي أنك أكثر من قارئة حول الموضوع، وأكثر من مجرد مهتمةٍ به، ونراك جمعت ما كنا نتوسم من صاحبة المشكلة أن تفهمه وتستشفه بنفسها من خلال ما أحلناها إليه من ردود سابقة لمستشاري صفحتنا، ولم نكرر قوله لها بالطبع في ردنا عليها، ونحن نشكرك ونقدر كل ما ورد في مشاركتك.
إلا أن نقطةً واحدةً نختلف معك فيها وبشدة مع الأسف، ونعتقد أنك بمزيد من البحث ستعرفين أننا على حق، ونحن ربما عرضنا لكثيرٍ من الجدل حول المفهوم الذي يقبع حول قولك في إفادتك: (فهم المشكلة على حقيقتها وبعمق فكما أن للدين رأيه في المشكلة فللعلم كذلك رأيه الواضح والصريح والدقيق فيها, وعليك أن تتعرفي على رأي العلم في حالتك وهل هي حالة مرضية فعلا؟ أم أنها تقع ضمن الاختلافات الطبيعية Normal variations لبنات حواء؟)، فنحن هنا نقف مختلفين معك بكل تأكيد كما قلنا ذلك متفرقا على هذه الصفحة من قبل.
إلا أن كلامنا تقريبا كله فيما يتعلقُ بالنظريات العلمية فيما يتعلق بالجنسية المثلية، غير المثبتة حتى يومنا هذا، (وإن كان التفسير الذي يطروحونه كثيرًا ما تكونُ قرائنه أوضح في حالة السحاق أو الجنسية المثلية في الإناث، منها في حالة الجنسية المثلية في الذكور)، كل كلامنا جاء ونحن نناقش الجنسية المثلية في الذكور توجهات وميولا وسلوكيات، ولذا فإننا هنا نحيلك أولاً إلى بعض المشكلات التي سبق ظهورها على هذه الصفحة فيما يتعلق بالجنسية المثلية بين الذكور ميولاً وسلوكيات:
الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن!
الميول المثلية ووساوس من فقه السنة م
الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! م1.
ففي هذه المشكلات تناثرت أقاويل العلم التي قبلناها وأقاويله التي رفضناها وبينا أسبابها وأسباب رفضنا لها، ونظرياته، كما تناثرت أيضًا بعض تأويلات النصوص الدينية التي رفضناها وواجهناها بالعلم وبالتغير الناتج عنه في الفهم وكيف يجبُ أن يتغير التأويل الديني بناء عليها، لكن ما فعلته أنت في عبارتك تلك التي نكررها هنا ، لكي نرفضها أكثر لا لنؤكده:
فأنت تقولين: (فكما أن للدين رأيه في المشكلة فللعلم كذلك رأيه الواضح والصريح والدقيق فيها, وعليك أن تتعرفي على رأي العلم في حالتك وهل هي حالة مرضية فعلا؟ أم أنها تقع ضمن الاختلافات الطبيعية Normal variations لبنات حواء؟) ونحن نقول لك كمسلمين أولاً، أن العلم الصحيح يستحيل أن يختلف مع الدين الإسلامي الصحيح، وأن المقابلة التي تضعين الدين فيها مع العلم الغربي هي مقابلة مرفوضة، فواحدٌ قد يضل باعتراف أهله أنفسعم وهو العلم، وواحدٌ لا يضل لأنه الحق من عند الله.
كما نقول لك أيضًا بصوت المعتبرين أنفسهم عالمين ببعض بواطن الأمور التي أصبحت تحكم تطور التوجهات وتطور الأفكار، فيما يتعلق بموقف الطب النفسي من الجنسية المثلية، وموقف البحث العلمي أيضًا، نقول لك أن رفض الفطرة البشرية السليمة لعلاقات المثليين كان وما يزال في أوروربا وأمريكا (مصادر العلم الذي تتكلمين عنه) قويا إلى الحد الذي يدفع من يملكون الحرية الجنسية إلى المعاناة بسبب سلوكهم المثلي وطلب العلاج من الطبيب النفسي، وكانت الجنسية المثلية حتى عهدٍ قريب أحد مواضيع الدراسة في الطب النفسي، وظلت لفترة قصيرة تختزل إلى الجنسية المثلية اللا منسجمة مع الأنا Egodystonic Homosexuality، ثم وتحت ضغط عوامل مختلفة، ليست علميةً، وإنما متعلقةٍ بحقوق الشواذ.
وأيضًا بتكلفة العلاج النفسي المكفول من الدول، تحت كل هذه الضغوط وغيرها أصبحت الجنسية المثلية اختلافا طبيعيا يقع ضمن الاختلافات الطبيعية لبني البشر! وهنا أرى من المناسب أن أحيلك إلى رد سابق على هذه الصفحة بعنوان: التأتأة والأيزو و"السادة العلماء" إعادة نظروخلافنا معك يقبع في نقطة أن لابد لكل صاحب عقيدة سليمة أن يفند مقولة العلم هذه وأن يبحث عن وجود أساس علمي سليم لها من عدم وجوده، وما قمنا به كان كذلك فإذا النتيجة أن لما حدث من اتخاذ الأمر بصورة عادية في المجتمع الغربي، وقبول أن يعيش الجنس الثالث بين الناس بحرية، كل ذلك اتضح أنه مبني على غير مثبتات بشكل علمي محايد أبدًا!.
وما حدث في الطب النفسي الغربي لم يكن مبنيا على أسس علمية، بقدر ما كان تحقيقا لمصالح جماعات ضغط معينة، وإزاحة لعبء تكاليف العلاج عن كاهل الدول، ولو أن الأمر كان كما صدقت اختلافا طبيعيا (بحيثُ أن بعض الذكور خلقوا مثليين، وبعض الإناث خلقوا مثليات) لو كان كذلك لما حرم الدين الذي يصلح لكل البشر، فعل اللواط بالشكل الذي حرمه به!.
ونحن ندرك وذكرنا من قبل أيضًا أن حكم السحاق ليس كحم اللواط، وأنه قد يكونُ مجرد التعزير في بعض الأحيان، قلا خلاف بين الفقهاء في أن السحاق حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {السحاق زنى النساء بينهن}، وقد عده ابن حجر من الكبائر، واتفق الفقهاء على أنه لا حد في السحاق، لأنه ليس زنى، وإنما يجب فيه التعزير لأنه معصية.
وأما ما نود تكراره هنا فيما يتعلق بقولك بترجمتك لكلمة Orgasm بالنشوة الكاملة، فهو أن الكلمة قد عربت إلى إرجاز كما جاء في الترجمة العربية للتصنيف العاشر لمنظمة الصحة العالمية للاضطرابات النفسية والسلوكية ICD-I0، ومن كلمة إرجاز هذه قمنا باشتقاق لفظة استرجاز الإناث كمقابل مقبول وأكثر علمية للفظة استمناء لنعني بها العادة السرية في البنات.
وفي النهاية نكررُ شكرنا لك، وندعوك إلى مشاركتنا دائما بآرائك.
ويتبع >>>>>: عروس وعريس..الطريقة الخليجية! مشاركة1