أنا والريجيم
مشكلتي قد تبدو عادية أو ليست بالأصل مشكلة ولكني أشعر بكرب شديد -والذي برأيي أجمل توصيف للاكتئاب-. أنا عمري 22، وأدرس بالسنة الخامسة طب، والتي كنت أحب الدراسة فيها بشدة إلا أنني هذا العام فقدت الرّغبة بكل شيء!
أنا أعاني من البدانة -وزني حالياً 96 كجم وطولي 164سم- وهو أعلى ما أوصل، وغالباً ما أبدأ عنده بمحاولة فقدان للوزن. فمن الصف الثاني الإعدادي ووزني يزيد بسرعة نتيجة تغييري لعاداتي وربطي المرضي طوال الوقت بين الأكل والمذاكرة، وبينه وبين الاكتئاب والقلق والامتحانات والاحتفالات وأي شيء! وقد اعتدت كل صيف على فقد كمية كبيرة من الوزن (بين 15-22) كجم أعود لأكسبهم وأكثر كل عام -خاصة أثناء الثانوية العامة-، أمّا آخر عامين فقدت حتى الرّغبة في فقدان الوزن، وأقصى ما أفعله رجيم غير ملتزم لأسبوعين ثم أعود لآكل أكثر، وكأنه عقاب أو انتقام من ذاتي حيث لا أتوقف عن الأكل خاصةً ليلاً أو عند جلوسي بالمنزل...
تجرحني التعليقات والنظرات حتى البريئة، يؤلمني رؤيتي لصورة يرى الجميع أني أبدو جميلة فيها ولا أركّز أنا إلا على بدانتي. امتد الموضوع الآن لكل شيء؛ فإهمالي لدراستي غير طبيعي فأنا من المتفوقين في دراستي رغم اعتيادي على ساعات قليلة للغاية من المذاكرة قبل الامتحانات، وتعوّدي على التأجيل والتسويف، ولكن لم يكن ذلك أبداً بتلك الدرجة التي تجعلني أدخل امتحانات دون حتى قراءة سريعة للمنهج بالرّغم من صعوبة هذه السنة وأهميتها للجميع، حتى أني فقدت الهمّة أو الاهتمام بالنتيجة، وحتى فقدت الرّغبة في العمل بهذا المجال.
أما أخطر ما يحدث لي أني أهملت عبادتي بشدة؛ فأنا الآن أقصّر في الصلاة بشدة، وأحياناً أتركها لأيام ولا أجد أي اهتمام لسماع كلام عن الدين أو الاستماع للقرآن، حتى أني بدأت أشك في عقيدتي والعياذ بالله، بالإضافة إلى وساوس غاية في الإزعاج والألم. مع العلم أني كنت في فترات سابقة حريصةً على الطاعات والنوافل وغض البصر وحفظ القرآن، باختصار "ماليش نفس" الكلمة التي أصبحت شعاري العام!!
لا أفعل سوى مشاهدة التليفزيون لساعات وساعات أو تصفح الانترنت بلا هدف -أو أحياناً لأهداف لا أرضى عنها-. مما أضاف لمشكلتي خطبة أختي الصغيرة التي كنت متأكدةً من أنها سترتيط قبلي، ولكن الضغط النفسي عليّ ممن حولي ومن نفسي فأنا بحاجة شديدة لعلاقة تعيد لحياتي بعض الpassion الذي فقدته. أنا في كرب شديد واكتئاب لا أجد منه مخرجاً -مع اعتيادي على الاكتئاب على مدى السنين- والذي يراه الجميع مجرد كسل وهيافة وإدمان للتليفزيون.
لا أعلم ما الحل؟ وما أصل المشكلة وزني ولا ديني ولا الدراسة ولا رغبتي في الارتباط ولا عدم ثقتي بنفسي -التي اعتدت على أن تكون زائدة عن اللازم-.
أعتذر على الإطالة والانغماس في الذات الذي لابد أن يبدو في الرسالة.
وشكراً.
09/03/2008
رد المستشار
أهلا بالأخت الكريمة طبيبة المستقبل؛
من الملاحظ تركيزك (كغيرك ممن يعانون من زيادة وزن) على تقليل الوارد الغذائي من حيث الكمية وإهمالهم العناية بنوعية النظام الغذائي وتوقيته، وكذلك عدم إتباعهم لنشاط فيزيائي ما ذو روتين ثابت لا يأخذ من الوقت إلا ساعة من نهار كالمشي وغيره من الرياضات الخفيفة.
ثم أجد لديك ملامح اكتئاب قد يكون هو سبب أو النتيجة للسمنة لديك..
بإمكانك اللجوء لعقار البروزاك (Fluoxetine) المضاد للاكتئاب والذي يعمل في نفس الوقت على تقليل الشهية وإنقاص الوزن.. ولكن لا بد من اللجوء للعيادة النفسية للتقييم ووصف العلاج.
أتمنى لك كل الصحة والعافية
واقرئي على مجانين
انهي المعركة مع السمنة2
ويضيف د.وائل أبو هندي : الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به ابننا ملهم غير التذكير بأن استخدام الفلوكستين في حالتك سيكون لعلاج الاكتئاب وربما لبعض تقليل الشهية في بداية الاستخدام ولكن ليس على المدى الطويل واقرئي على مجانين عن حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا لتعرفي أكثر وأهلا بك دائما.
واقرئي أيضًا:
الم.ا.س.ا لتقليل الشهية فخ عميق!