السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرّضت في الصغر للاستغلال الجنسي، الجاني لم يعنّف حتى، بل العنف والإهانات وجّهت لي دوماً. فكّرت بعدها في ذلك اليوم بالانتحار أو الهرب من المنزل، منذ ذاك الوقت إلى اليوم وأنا أحلم أحياناً 3 أحلام. أحلم أني أهرب من البيت، أخرج ولا أدري إلى أين، وأحلم أن هناك من يريد أن يغتصبني ويحاول استمالتي، أمّا الحلم الثالث فهو أني أرى أمامي دوائر المتاهة وأنا أغوص فيها وكلما غصت كلما تكبر هي.
لا أستطيع أن أنسى كل ذلك، كما أني لا أحب الخروج من البيت إلا للجامعة وأشعر بالاكتئاب، ليس لي صديقة مقرّبة لأحكي لها أو بالأحرى انطوائيتي لا تسمح لي بأن أكلّم أحداً في سر كهذا حتى لو كانت صديقتي، وعلاقتي بأهلي بعيدة عن التفهّم مليئة بالقسوة، قبل نومي أحكي لنفسي حكاية وفي بعض لحظاتها أتخيل الملامسات الرومانسية والخاصة، إذا أحسست بالرّغبة وتملكني الخوف لأي سبب... لا أشعر بها، إذا كانت هناك بعض التلامسات الجسدية ولو كانت عادية أو صدفة ولو من بنات جنسي (من صديقة أو أخت أو..) فأنا أشعر بالخوف... ومن تم أستحلي ذلك قليلاً، وفي معظم الحالات أحاول الابتعاد. يتملكني أحياناً اكتئاب حاد، وأحياناً حب للحياة، أي تذبذب بين الفرح والحزن.
في صغري كنت دائماً أنام وأنا أبكي أو أصرخ وإذا استيقظت أستيقظ متعبة نفسياً رغم أني كنت أنام كثيراً ونومي عميق، في صغري أثناء النوم كنت حينما أنام أقول كل ما يحصل معي في الصباح. لدي وسواس نظافة حيث أني بالحمام أنظف نفسي جيداً ولكني أظل أنظف أكثر رغم أني متأكدة أني تنظفت جيداً. عندي قريب لي أحبه ولا أراه إلا مرة أو مرتين بالسنة لأنه يقطن خارج المملكة، لكن حين أكون سأراه -بعد دقائق- أحس بالغثيان لدرجة لا أريد أن آكل ولا شيء (لأني لو أكلت ممكن...) وأعراض الحب وارتعاش في اليدين.
فهل أنا معقدة من الجنس؟؟؟؟؟
16/03/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
أحب أحيانا الأسئلة الواضحة لا عزيزتي أنت لست معقدة من الجنس كما أنك لست مكتئبة وهي أمور مفرحة كما ترين. يتسبب في معاناتك المساحة الواسعة التي تحتلها من نفسك وتفكيرك خبرة التحرش التي تعرضت لها كطفلة وكتمان ألمك الناتج غالبا من خوفك أكثر من ألمك من الخبرة.
تفكيرك الزائد بالحادثة مع ما لديك من رغبات طبيعية يجعلك سريعة الاستثارة لأي ملامسة حتى وإن كانت غير مقصودة. ويدفعك للنفور من رغباتك الطبيعية ارتباط شعور اللذة لديك بشعور الذنب نتيجة استمتاعك بما حدث أثناء التحرش بالإضافة لشعورك بالألم كونك تحملت اللوم على ما حدث فتنكرينها تجنبا للشعور بخليط هذه المشاعر وهو أمر يعاني منه بعض من تعرضوا لتحرشات جنسية.
خففي عن نفسك الشعور بالذنب بمعرفة أن الشعور باللذة لا يعني الموافقة على ما حدث ولكنها استجابة عصبية لمنطقة شديدة الحساسية والاستجابة وقد تدخل ضمن ردود الفعل أكثر من الفعل, ولا تلتفي لما وجه لك من لوم فطريقة المسئولين في التخلص من الشعور بالذنب نتيجة تقصيرهم في تحمل مسئولياتهم وحماية صغارهم لوم النقطة الأضعف وهي الضحية.
أما ما تعانيه عند مقابلتك لقريبك الذي تميلين له فهي ردود فعل بيولوجية نتيجة شعورك العالي بالقلق ويمكنك ضبطها عن طريق المناقشة المنطقية لما يصاحبها من أفكار لا منطقية وبمراجعة ما كتب على الموقع من الطرق السلوكية في ضبط القلق. وافصلي بين مشاعرك ورغباتك الحالية وما تلقيته من لوم بعد حادثة التحرش فالرغبة الحسية أمر طبيعي زرعه فينا من خلقنا لا نلام عليه ولكنا نتحمل مسئولية ضبطه وتوجيه طرق إشباعه.
تناسي ما كان في الماضي واجتهدي وانشغلي بتحقيق أهدافك في الحياة وتجنبي المثيرات الجنسية من حكايات ومواد إعلامية كي تستمر سيطرتك على حاجاتك ولتخرجي من دوائر المتاهة.
واقرئي أيضًا:
تحرش جنسي Childhood Sexual Abuse
تحرش جنسي Sexual Abuse تعرض
تحرش جنسي: Sexual Abuse غشيان المحارم