لا يصلح لي لكن أحبه..!؟
اتصل بي شاب من أنسبائنا -وليس أقاربنا- وطلب مني أن أتحدث معه وقال لي بأنه قدر رأني في حفلة منذ فترة بعيدة وأعجب بي وأنه بعد أن أكمل دراسته الجامعية والتحق بوظيفة جيدة يرغب بالتحدث إليّ، وأنه يرغب بالتعرف عليّ وذلك لأنه يرغب بالارتباط بي.. هذا الكلام حدث بيننا من المكالمة الأولى فلم أردّ عليه بل ذهبت إلى أمي وأخبرتها بما حدث فقالت لي: "إذا الشاب جيد ويعمل بمهنة جيدة فلا مانع من الارتباط به"، وعلى ذلك لأساس بدأت علاقتي بهذا الشاب.
بدأنا نتحدث في كل شيء عن ارتباطنا وهواياتنا وحياتنا المستقبلية وأصبح هو كل شيء في حياتي، أتحدث معه طوال الوقت في الصباح والمساء، بين كل ساعة، ويأتي لرؤيتي رغم أن المنطقة التي يسكن بها بعيدة عني حوالي الساعة، يعني معظم وقتنا نقضيه مع بعضنا وتحدث بيننا أمور عاطفية مثل كل العلاقات، ولكن بعد فترة أخذت تحدث بيننا مشاكل كثيرة وأصبح يمنعني من الخروج والاختلاط بصديقاتي بحجة أن سمعتهم غير جيدة، وكنت أطيعه وأنا أفكر بأنني إذا أطعته الآن سوف أمتلكه وبعد الزواج أفعل به ما أريد وأتصرف كيفما أريد، ولكن المشكلات أصبحت تكبر بيننا وهو عنيد جداً وأصبحنا نفترق عن بعضنا لعدة أيام ثم نعود مرة أخرى.. ولكني اكتشفت بأنه لا يرغب بالارتباط بي وأنه يتسلّى بي، فقد سمعت من أهله بأنه كان خاطباً لفتاه أخرى في بلده ولما واجهته قال لي بأن أهله يكذبون وأنه ترك خطيبته السابقة، ولكني أحس بأنه يكذب عليّ حيث أن جميع أفعاله غامضة وليس صريحاً معي.
لقد أحببته بشدة لدرجة أنه إذا طلب مني أي شيء أعمله له، وعندما يقع في أي محنة أساعده فيها خاصة مادياً، ولكنه دائماً يلعب بأعصابي ويخونني ويصادق بنات أخريات مع أني معه وعلى علاقة به. والآن بعد مرور سنة على علاقتنا يقول بأنه لا يرغب بالارتباط بي لأننا لا نتفق مع بعضنا وعقلياتنا مختلفة، ويقول لي بأن نبقى على علاقتنا الحالية بمعنى الصداقة والحب فقط ولا تتطور العلاقة لغير ذلك، ولكني لا أرغب بذلك بل أنا أرغب بالارتباط به لأني أحبه ولا أستطيع الابتعاد عنه وقد حاولت كثيراً تركه ولكني أعود إليه مرة أخرى، مع أني أعلم بأنه لن يرتبط بي وأعرف بأن ما أفعله غلط ولكني لا أستطيع الابتعاد عنه.
حاولت كثيراُ ولم أفلح وعندما أبتعد عنه تصبح حالتي النفسية صعبة جداً، وطول الوقت أبكي ولا أرغب بالخروج ولا أتحدث مع أحد إلى أن يعود إلي ولكني في أعماقي أعرف بأنه لا يصلح لي وأنه ليس الرجل المناسب لي وبأنني لا أرغب به زوجاً لي، ولكني أيضاً لا أستطيع الابتعاد عنه، وعندما يفارقني أفعل المستحيل ليعود إليّ وأتصل به وأبكي وأرجوه وأذل نفسي له لكي يعود لي وبعد إصرار مني يعود، ولكني الآن وبعد كل هذا العناء أرغب بتركه ولكن لا أستطيع!!!
أرجو المساعدة وحل مشكلتي وإخباري بما هي الطريقة التي أستطيع بها نسيانه وتركه من غير رجعة لأني فعلاً لن أندم على تركه.
وشكراً لجهودكم.
23/03/2008
رد المستشار
لقد وقعت في يد نذل ساعدته على زيادة نذالته بترددك واحتياجك المزيف لأي شخص تقضين معه وقت وإن كنت على يقين من أنه لا يبثك مشاعر حقيقية بل ولا تتمنين أن يكون لك زوجاً؛ وأعتب على والدتك التي فاتها أن تفهم شخصه وأن تكون سنداً لك في اتخاذ القرار الذي تأخر لتكون لك الحضن الدافئ بعد أن يترك بقلبك ذلك البرد القارص بعد اختفائه؛ والآن سأوضح لك عدة نقاط هامة:
... أنت أصبحت تحتاجين لأن تحترمي نفسك وتصوني مشاعرك أمام "نفسك" قبل أن يكون أمامه وأصبح هذا الاحتياج أهم وأكبر من ذل القرب بجانبه يلعب بك الكرة ويحصل على أموالك .
... ستمرين بفترة مؤلمة وهي ما نسميها "مراحل الفقد" فكوني على وعي ومعرفة بمراحلها حتى لا تتصوري أنك لا تستطيعين المرور من تلك التجربة أو إنهاءها بداخلك فهي فقط مجرد "وقت" وسيساعدك على المرور بها أسرع أنه نذلاً ولا يستحق التفكير فيه وأنك لا تتمنينه زوجاً ولا حتى صديقاً مادمت تلك أخلاقه وأرجو أن يضع الدكتور وائل الرابط الخاص بذلك.
... كلما وجدت نفسك ستضعفين وستتواصلين معه تذكري إحساسك المرير وأنت معه أو بعد لقائه وأنت تعلمين خيانته وغدره بك واتفقي مع والدتك أن تساعدك على ألا تتواصلي معه فتذكرك أو تقضيا وقتاً معاً وقت فورة الاحتياج.
... تأكدي أن كل ما يؤلمك ليس حبك له لأن حبك له ضاع حين اكتشفت مؤامرته عليك وأنك مجرد اسم في قائمة سبقك فيها فتيات وتلاك كذلك أخريات وإنما ما يؤلمك بحق هو فقدك لمشاعر الحب وحالة الحب لا أكثر وغدا ستقابلين من يستحق أن يفوز بإخلاصك وحبك.
... ابتعدي عن كل ما يذكرك به من أشياء أو أماكن أو أصدقاء مشتركين ولا تتتبعي أخباره أبداً ولو داهمك التفكير فيه أحلّي مكانه التفكير في حقيقته أو أمراً آخراً تهتمين له.
... إذا استطعت أن تمارسي أي رياضة فافعلي فهي تعمل على تناغم الجهاز العصبي والنفسي وإخراج الطاقات المكبوتة.
... استعيني على نفسك بالجلوس مع صديقات لك تحبينهم ويحبونك واقضي أوقات معهم كما كنت تفرغين له أوقات حتى وان كنت غير مقبلة في البداية ولكن استمري؛ ولا تبخلي على نفسك بالفضفضة أو الحديث عن مشاعرك واحترام حزنك وبكائك على ما مررت به من تجربة مؤلمة فهي مفيدة وتساعدك على التخلص من الرواسب وستسبب لك الارتياح.
... اشغلي نفسك بعملك وبهواياتك حتى تقلّصي فترات تفكيرك بما مررت به.
... لا تفقدي الثقة في نفسك أو في الرجال فهم ليسوا سواء فكما أن هناك النذل فهناك الشهم وكما يوجد القاسي يوجد الحنون فلا أحد يشبه أحد ولا تقفين على رأس تجربتك تشاهدينها كل لحظة وتنعين حظك أو تجلدين نفسك ولكن خذي منها ما يقويك ويجعلك أكثر حرصاً وأكثر احتراما لنفسك ولمشاعرك ودينك حتى تكوني نعم الفتاة ليهبك الله نعم الشاب.
... ولتلجئي لله عز وعلا في تخفيف العبء عن قلبك الصغير ولتقتربي منه بالدعاء.
واقرأ أيضًا:
صدمة نفسية: اضطراب التأقلم
رد فعل الأسى عند الفاجعة
كيف أتعامل مع فقد الحبيب؟