وأعاني من الخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا طالب في السنة الأخيرة من الثانوية وأعاني من الخوف من الكلام في المجتمعات سواء في مجتمعات البيوت أو المدارس أو أي مكان، وخاصة المواد التي يتطلب من الطالب القراءة فيها.
واللي ألاحظه أنني في مادة أحس بالخوف الشديد أكثر من المادة الأخرى صحيح أني أخاف من تلك المادة ولكن ليس مثل الخوف من المادة الأخرى، مع أن كلا المادتين يطلب المدرس من الطالب القراءة من نفس مكانه.
والتأثير الذي قبل هذه المواد الارتجاف ((ونشفان الريق بشكل غير طبيعي ويتغير الصوت بشكل واضح))، طبعا أنا لم أذهب لطبيب ولم أستخدم أي علاج لان الظروف لا تسمح لي بالذهاب
استعملت اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وأنا استعملت في بعض المجتمعات اللي تقام في البيوت أثناء وصول المدعوون؛ أقول في نفسي أنا واثق من نفسي وأحاول أخفف عني والحمد لله في بعض الأحيان نجح معي هذا الشيء وخف الخوف بشكل جيد (ولم تنجح هذه الطريقة في المادة اللي أحس إني أخاف منها بشكل كبير).
وهناك أسئلة أريد الإجابة عليها:
هل الجلوس وحيدا والتفكير في هذه الأشياء والترقب متى سيأتي هذا الشيء له أثر سلبي؟
وهل العادة السرية لها دخل بهذا؟
أتمنى وأتمنى وأتمنى أن أجد الإجابة التي تعينني على التخلص مما أعانيه، وأكرر أنني لا أستطيع الذهاب لطبيب لأنني لا أستطيع أن أقول لأي أحد بهذا الشيء.
R03;وأرجو من الجميع الدعاء لي بالشفاء
وجزاكم الله خير
18/2/2008
رد المستشار
أهلا بالأخ الكريم؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.....
بدايةً ما وصفت في رسالتك من المعاناة يمكن تلخيصه بقولك ((الخوف من الكلام في المجتمعات سواء في مجتمعات البيوت أو المدارس أو أي مكان)) مع الشعور بالارتجاف وجفاف الفم.. إلخ، والذي يعود لحالة الخوف التي تؤدي إلى تحرر هرمون الخوف المعروف بـ ((الأدرينالين))..
الابن الغالي: حالتك هذه تندرج تحت زمرة من الاضطرابات النفسية يدعى الرهاب الاجتماعي Social Phobia ، وعلى العموم الرهاب Phobia هو خوف يتميز بما يلي:
1- فيه مبالغة وعدم تناسب مع الموقف أو العامل المخيف.
2- غير منطقي وغير مقنع.
3- لا يستطيع الشخص التحكم بالخوف إراديا (خوف لا إرادي).
4- يؤدي للهروب وتجنب الموقف المخيف.
وجرثومة الرهاب الاجتماعي هي فكرة تدني صورة الذات والشعور بالدونية أمام الآخرين، والعدوى والحضانة لهذه الجرثومة (علماً أن الجرثومة تعبير مجازي تشبيهي) يبدأ من سنين الطفولة الأولى عبر ظروف التربية. على العموم أنت بحاجة يا عزيزي لنمط من العلاج المعرفي السلوكي يدعى العلاج النفسي التوكيدي توكيد الذات Self Assertion ، ولنا في هذا الموقع زاوية خاصة بهذا النمط للأستاذ الدكتور مصطفى السعدني أنصحك بتصحفها.
الأخ العزيز؛ علاجك لا بد له بداية من مراجعة عيادة نفسية لتقييمك وإثبات التشخيص، ومن ثم قد تحتاج لجلسات أسبوعية تتركز حول تمارين تقوية الشخصية Ego أو العلاج التوكيدي كما ذكرت، وقد تشارك الجلسات مع علاج دوائي مساعد.
واعلم أن اللجوء إلى الله هو الطريق لكل خير ولكل شفاء، هذا أكيد ولكن لا بد لنا أن نأخذ بأسباب الشفاء ((وعلى الله فليتوكل المؤمنون)) ((وعلى الله فليتوكل المتوكلون)).
أما الأجوبة على أسئلتك:
السؤال الأول: هل الجلوس وحيدا والتفكير في هذه الأشياء والترقب متى سيأتي هذا الشيء له أثر سلبي؟
والجواب: الجلوس وحيداً والتأمل أمر طيب بالمجمل، ولكن الترقب والخوف هذا يدل على أنك لم تتعرف بعد على سبب ما تعاني منه والذي حاولت توضيحه لك فيما سبق.
السؤال الثاني: هل العادة السرية لها دخل بهذا ؟
والجواب: العادة السرية عند من يمارسها من المتدينين خصوصاً وجميع الشباب عموماً غالباً ما تسبب شعور عميق بالذنب، أما ما تولده من إحساس مؤلم بالوحدة فهو الإحساس الأعمق!، وهذا الشعور بالذنب يزيد من الإحساس بالدونية لديك مما يزيد من أعراض الرهاب الاجتماعي.. كما أن حالة التوتر والقلق والوحدة لديك تزيد من لجوئك للعادة لتفريغ ذلك التوتر..
إذا العادة السرية نتيجة وليست سبب..
أنت تقول ((وأكرر أنني لا أستطيع الذهاب لطبيب))
وأنا أقول لك: أكرر أيضاً أنه لا بد أن تأخذ بالأسباب وتراجع عيادة نفسية أو أخصائي نفسي ليساعدك ، لأن رسالتي هذه خارطة الطريق وليست وصفة طبية.
واقرأ هذه العناوين على مجانين
الرهاب والتعتعات
بين الحياء والخجل تمشي على استحياء
رهاب الإناث مرة أخرى
انهي معركتك مع العادة السرية ومع شهوتك
أنهي معركتك مع العادة السرية ومع.. مشاركة
أنا عندي أكثر من 30 حالة وسوسة
أنا... والطب النفسي... والصور!!
تابعنا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير وأسأل الله لك (((قوةً))) من عنده فهو القوي العظيم، يزرعها في داخلك وتؤتي أكلها بكل حينٍ بإذن ربها ((توفيقاً ونجاحاً وفلاحاً))..
مع تحياتي