السلام عليكم،،،
جزى الله خيراً كل القائمين على هذا الموقع. لقد حدث أمراً لأعز صديقة لي وكنت أعتبرها أختي، لقد تحرّى عنها رجال من أمن الدولة وسألوا أباها عنها، فقام بأخذ موبايلها وفصل التليفون، ومنعها من الخروج ومنعنا نحن صديقات المسجد من زيارتها، وفسخ خطوبتها لشاب ملتزم.
والآن أنا حزينة، لقد حرمني أبوها منّها وهي في أشدّ احتياجها لي وأنا في أشد احتياجي لها، ولقد قمت بزيارتها بعد هذه الأزمة فطردني من المنزل وحرمني من رؤية أختي، وأتحرّى الأوقات التي لا يتواجد بها في المنزل فلا أفلح في رؤيتها إلا مرات قليلة.
هل أنا أخطأت بارتباطي الزائد بها، فلقد كنت أبثها كل همّي وفرحي وهي كذلك، فكيف أحيا الآن بدون أختي؟..
23/03/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.......
أمن الدولة مرة واحدة!!!! اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم ومع ذلك ليس وضع صديقتك ولا حبس والدها ما يزعجك بل شوقك إليها واعتمادك عليها وهو أمر يعارض فئتك العمرية ويشير إلى مشكلة أعمق عزيزتي من مجرد مشكلة صديقتك مع الدولة ومع والدها.
يعكس التعلق بهذا الشكل مشكلة في شعور الشخص بالأمن نتيجة معاناته من اضطراب في الارتباط أثناء طفولته يجعله أقل قدرة من غيره على الاستقلال لعدم إنجازه مهمة الثقة في النفس والعالم المحيط أثناء العامين الأولين من حياته فتتشكل لديه أزمة في الثقة ويبقى طوال حياته محتاجا للتعلق بآخر يشعره بالثقة والآمان.
لا ينفي هذا وجود المشاعر البشرية الطبيعية بين الناس من حب وتعلق وإعجاب بين الأصدقاء ولكن إن وصل الحال للشعور باستحالة الحياة دونهم نكون عندها ندق أبواب الاضطراب.
أزمة الثقة كانت من رأي أريسكون أما أليس فيرى أن من الأفكار اللا منطقية الشائعة والمسببة للاضطراب اعتقاد الفرد بضرورة وجود شخصية قوية يعتمد عليها طوال الوقت وهو أمر كما ترين لا يمكن تطبيقه في الحياة ورب ضارة نافعة فأزمة صديقتك قد تكون السبب في اكتشافك لنقطة هامة في شخصيتك يجب أن تعملي على تقييمها.
في الوقت الحالي تحتاج صديقتك لأشخاص أقوياء ثابتين يدعون لها ويكونون مستعدين لدعمها حين تستطيع الوصول لهذا الدعم فلا تبالغي بالتعلق بها أو بغيرها واجعلي ركن الأمان في حياتك علاقتك برب العالمين فهو الحي الذي لا ينام وهو القوي الذي لا يضام وطبقي قول الشيخ ابن تيمية حين قال ما يفعل بي أعدائي فنفي سياحة وحبسي عبادة وجنتي قرآني في صدري هكذا يكون الشخص قويا بعلاقته بربه شاعرا بالأمن في كل حال فإن غابت أختك سبحان الودود الموجود على الدوام يسمع ويرى فاطرقي بابه بإلحاح.