رد.. ماريــــــــــــا
السلام عليكم ورحمة الله؛
لا أعرف كيف أشكرك حقا, لا أستطيع إلا أن أقول: الله يجزيك الخير الوافر. لقد تأثرت واستفدت بردّك جدا جدا حتى أنني قرأته مرتين, وسعيدة جدا به. وشكرا لك. أقل كلمة يمكن قولها...
بالنسبة للمدرسة المختلطة, أنا فعلا لا أنكر أنني مررت بأصعب أصعب أصعب المواقف في مدرستي وكثيرة هي اللحظات التي ندمت عليها لأنني بهذه المدرسة وكان ذلك في الصف التاسع والعاشر ولكن الآن في هذه السنة أستطيع أن أقول أنني أصبحت أكثر وعيا بكيفية التصرف مع الشباب وحدود التعامل (من تحدث وابتسام وجد ولعب وغيره من الأمور اليومية..).
ليس لدي أي مشكلة بالتعامل مع الشاب حقا (حسب الشاب، فهناك من أحتقرهم ويسقطون من عيني لسفاهتهم... فلا يهمني أمر التحدث إليهم إذا إذا صدف) فمن الصغر وحتى الآن أنا في هذه المدرسة (هي مدرسة كانت جيدة جدا فكان سببا لوجودي بها إضافة إلى أسباب أخرى, لا أريد الإطالة بالحديث عنها) ولكن الآن بدأ كبار الأساتذة بالاستقالة وتدنّى مستواها ومديرها وما أدراك ما مديرها!!! لكن السنة القادمة آخر سنة فيها والله يختمها على خير وسلامة!
الفكرة التي أريد أن أوضحها لكن طال الحديث بالتفسير الممل, هي: هذه أول أول مرة أعترف بأعظم أعظم فضل لله عز وجل لي وكانت نعمة وهبة من الله فكانت نقطة تغيّر شاسعة جدا, لولاها لكنت غير إنسانة وغير نفسية وغير آراء, ألا وهي الحجاب في آخر الصف الثامن.
من هنا بدأت رحلتي واجهت صعوبات عدة لكن الآن بفضل الله اجتزتها وأتمنى الثبات. لذلك جوابي عن سؤالك, ألا تؤثر جو المدرسة المختلطة بشخصيتك الإسلامية؟ نعم أثرت كثيرا ولكن بفضل الله أتمنى الثبات... مسألة ثانية: كثيرا ما أحمد الله لأنني في هذه المدرسة... فنحن مقسّمين إلى شعب حسب مستوى التحصيل الدراسي وغالبا ما يكون في الشعب الأولى (أنا فيها الحمد لله) شباب نقول عنهم مؤدّبين نوعا ما ويحترمون البنت مهما كانت (مسيحية، مسلمة، محجبة، طويلة، بشعة....) وبالتالي حسب تعامل البنت مع الشاب ومدى العلاقة التي لا تتجاوز الضروري وأحيانا تكون علاقة أخوة عادية حقا.
من جهة ثانية,من كثرة ما أسمع عن المدارس للبنات فقط من قمع وشدة, أحمد الله لأنني في هذه المدرسة التي تعلمت منها الكثير وخضت تجارب عدة تفتقر إليها غالب البنات....((أنا لا أعمّم كل البنات لكن الغالب عليهم)) حيث وللأسف الشديييييييييييييد كثيرا ما أرى البنات الخارجات من المدارس المتسكعات في الشوارع والمتبرجات بألوان مقرفة, آملات نظرة من شاب أو _طلطيشة_ تسرّ بالهم وقلبهم, دون العلم بحقيقة الأمر وسخافته, وأعتقد لو أنهم كانوا بجو مختلط متوازن ((متوازن: شباب ذوو أخلاق واحترام <الشعبة الأولى>)) لكان خيرا لهم.
أرجو جدا ألا تفهم من كلامي أنني مع الاختلاط الدائم, فكم وكم مرة حذرنا الله ورسوله الكريم من الفتن ولكن في هذا العصر لابد من فهم الواقع والتعامل باعتدال وقبل كل شيء التربية... حيث مع وجود هذا الشكل أو الصنف من البنات يوجد مكافئ لهن من البنات الواعيات والمتربيات... لقد وجدنا المشكلة.... التربية هي أساس الإنسان, إما يصلح بها أو لا!.
زبدة القول:لذا... أنا في حيرة ((خفيفة, قليلة, عادية)) بأمر المدرسة, يعني أوافق الانتقال منها ((حيث بسببها تأخرت وقصرّت بأعمال يجب القيام بها لله عز وجل وتكون بذلك أثّرت على كوني مسلمة مؤمنة)) ولا أوافق للأسباب ذكرتها... وكما ذكرت بأن السنة القادمة آخر سنة والله يختمها على خير. يعني الزمن لا يرجع للوراء ولا أستطيع العودة للماضي وتسجيل (حالي) في مدرسة أخرى ولا أستطيع تغير لواقع الحالي لذا اعتدت على الوضع وأسعى للأفضل.
اسمح لي بتوضيح أمر هام... عندما قلت ((هذه مشكلة لا يساعدني فيها إلا أنت!)) لقد قلتها وأنا قاصدة تماما معناها فحقا لا أحد يساعدني إلا أنت في هذه المشاكل. قد ألجأ لأخي في بعض الأمور اليومية والمواقف. أمي للأسف ((أنا أصغر إخوتي وأمي –الله يرضى عليها ويطول بعمرها– عمرها قرابة 50 سنة)) وهي عاشت ظروف قاسية ومات أبوها في صغرها وعاشت مشاكل عائلية كثيرة وهي وحيدة على 4 شباب وليس لديها غير رفيقة وحيدة. ولعل هذه الأمور أثرت على كونها أم لكن غير صديقة حقيقية لابنتها, وكثيرة هي المرات التي أحاول فيها محادثتها في أمور أصدقائي, ماذا يجري في الصف وكيف ضحكنا على هذا الموقف إلخ.... لكن كل المواضيع التي تتعلق بأصدقائي تنتقدها أحيانا ولا تحبّذها وتأخذ الأمر بأنه شيء عادي في الوقت الذي أكون فيه متحمسة... دون أن تجرحني أو تمنعني من الخروج معهم أو التكلم معهم ولا تتدخل بأي من هذه الأمور. ولعل عدم التدخل هذا يرجع لوثوقها بي كثيرا ((أنا على علم بأنها على ثقة تامة بي, فحقا لا أكذب عليها ولا أخجل منها بعرض سبب تأخّري على البيت...مثلا...)) وبالعكس كثيرا ما تلجأ إليّ أو إلى أخي لكي نساعدها في تناسي بعض الأمور المؤلمة...
الحمد لله على كل حال فهي أولا وأخيرا أم رائعة وهي مثال لي بالصبر والتحمل...
لذا عندما قلت:.... إلا أنت! فإنني أقولها بصدق. ليس بالضروري الرد سريعا, لا أريد أن أشغلك على شيء أهم.
أتمنى لك التوفيق والتيسير الدائم لك ولأحبّائك.
أعتذر إذا طال حديثي... لكن لم أطرح مشكلة لي إنما رأيي وجواب لسؤال.
شكرا جزيلا على إعطائي كمّا كبيرا من التفاؤل وحقا استفدت من القصة التي أرسلتها لي, حقا جميلة, ستكون مثالا لي.
شكرا لنصحك لي.
طلب أخير: ادع لي بالثبات.
ماريا
2/4/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "ماريا" أهلا وسهلا بك على مجانين لم يشأ مجيبك د.ملهم الحراكي أن يعلق على متابعتك هذه وإنما أرسل يقول: لتظهر على الموقع كمتابعة لمشكلة: بين الحياء والخجل: تمشي على استحياء،
وفي البداية تساءلت لماذا لكنني عندما أعدت قراءة نص المشكلة الأصلي ورده عليك ومتابعتك هذه وجدت أنه محق في عدم الاحتياج لتعليق بارك الله فيك وما أكملك يا ابنتي...
ليس لدي إضافة لك إلا أن أنصحك بمتابعة ما يظهر على باب توكيد الذات بانتظام وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.