عذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة
والمصحف أنا كمان حصلي زيك;
ويعتبر زيك أنا كمان حاسة أن قلبي بيوجعني أوي
30/3/2008
رد المستشار
أختي العزيزة؛
تساءلت وأنا أقرأ سطورك لماذا كتبت لنا؟ هل كتبت لنا لأجل أن نجد طريقة لأجل أن لا تفترق عنك صديقتك، أم كتبت لنا لأنك تشعرين أن تعلقك بهذا الشكل بصديقتك أمر غير متزن، وتريدين منا أن نساعدك على التوازن؟
فلو كنت تدركين أن أحاسيسك غير متوازنة، وأنك لا بد أن تساعدي نفسك على التوازن فهذا جيد، وإن لم يكن كذلك، فالحل يبدأ من إدراكك العقلي والنفسي لهذا الأمر، أي حب في حياتنا إن لم يكن في حجمه الصحيح، وتغلب علينا، بحيث يجعلنا ضعفاء، نهمل حقوق أنفسنا سواء على مستوى العمل والإنجاز أو مستوى التقدير الصحيح للذات، وأن نشعر بالكرامة التي لا نقبل معها أن تستنزف أوقاتنا، وأحاسيسنا، بشكل يسلبنا الاستقرار النفسي، والإنجاز الحياتي.
كل حب في حياتنا إن لم يكن يشعرنا أننا أفضل على مستوى علاقتنا بأنفسنا، فلا يصح أن نسميه حبا، هو تعلق مرضي، هو خلل شعوري، ولو كان هذا التعلق بوالدينا..
تعلمين؟ ذكرني كلامك بحب صحابة رسول الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف كان؟ كان حبا إيجابيا، يجعلهم أكثر استقرارا وعطاء.. إذن؟ لحد امتى هتفضلي بهذه النفسية، لا أحد يستطيع مساعدتك إن لم تساعدي نفسك أولا، وتصممي إنك تنقذي نفسك، وتنتشليها من ذل الهوى، هوى النفس..
عزة نفسك لازم تخليك أقوى، مش بس مع صحبتك دي، بل مع كل علاقة في حياتك الحالية أو المستقبلية.. تحركي بإيجابية، واقطعي مادة التعلق من نفسك، اشغليها بحاجات حقيقية وصادقة، طوري نفسك، ابحثي عن مجالات لمساعدة الناس المحتاجة، وساعديهم.
كل أحد ممكن يتعرض للمشاعر التي تعصف بك سواء لنفس الجنس أو للجنس الآخر، وفي ناس بتسقط في اختبار التوازن، والعزة، والقوة، بتسقط مش عشان هي غير قادرة على النجاح، لكن لأنها لم تتخذ الوسائل اللي تساعدها على النجاح.
وأول تلك الوسائل التصميم على النجاح، والاستعانة بربنا، الدعاء بصدق وبصفاء كامل عشان ربنا يساعدها، بعد ذلك ومعه تتنوع الوسائل، تغيير البرنامج اليومي، في النوم والاستيقاظ وممارسة الهوايات، ومشاهدة التلفزيون مثلا، واستحداث نشاطات جديدة في حياتك، أيضا التفكير في تحسين علاقتك بأهلك، لأنهم الدفا الحقيقي، ولأن برهم، سبب لرضا ربنا، وفتحه، ورحمته، وتوفيقه، وهذا كله لازم له تخطيط، ووقت، وصبر، ومجاهدة، وعزيمة.
ساعدي نفسك، واملكيها، ووجهيها، ولا تدعيها تملكك، واصرفي مشاعرك القوية تجاه صديقتك تجاه إنجازات قوية في حياتك في علاقتك بنفسك وأهلك وصداقات تجعلك أكثر صداقة مع نفسك، وأكثر نجاحا في حياتك. وطمنيني عليك.