السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا أعاني من السكوت بل كثرته، لدرجة أني أفضله خاصة مع زوجتي وأهلي وأقاربي إلا إذا كان الحديث والتكلم عن العمل فأنا أتكلم طبيعي وأجد إسهاباً في التكلم عنه، لكن أجد في نفسي تعبيراً عن الحب لزوجتي فهي تتذمر مني لعدم إظهار ذلك بالكلام، وأنا أجد هناك عوامل لهذه المشكلة ولكن البحث يكمن في كيفية التخلص من الصمت رغم هذه العوامل ولعلي ألخص هذه العوامل فيما يأتي:
1- تصرفات الزوجة في حدة كلامها ويأسي منها؛ حيث كلما تكلمت معها بكلام حب وعاطفة ترجع إلى مشاكل سابقة وكأنها تقتنص فرصة للحديث عن مشكلة ما، فأصبحت أكتم حبي لها بل وصل هذا التصرف منها حتى بعد الجماع وأنا لم أفرغ منه ورغبتي في في العودة إليه أصبحت أخاف من إن تكلمت بكلام عاطفي ترجع إلى موضوع طوي قيده ولم يذكر فتعود إليه على أنه مشكلة لم تحل بعد.
2- الديون والالتزامات المالية.
3- ضيق الوقت؛ بحيث أني أعمل من الفجر وحتى بعد الظهر بساعتين ثم العودة إلى المدرسة إلى الليل.
4- أفقد السيطرة على بعض تصرفات الأطفال وألجأ إلى العصبية والضرب لأن زوجتي لا تتحمل عبأهم في تلطيف الأجواء لهم بل تلقي باللوم عليّ بأني أنا الأب وهذا دوري وأنا أعجز عن ذلك لضيق وقتي.
5- مشاكل سابقة بين زوجتي وأهلي؛ لم أتدخل فيها لأنني خارج المنطقة وأقوم بزيارتهم كل 3 أشهر على الأقل ولم تكن زوجتي معي فإذا قدمت إلى أهلي أذهب أحضر زوجتي إلى بيت والدي ونسكن سوياً عند والديّ لأنني لا أستطيع الاستقلال نظراً لظروفي المادية، وهذا في السابق ولكن وجدت أثره في الوقت الحالي.
هذا باختصار للعوامل المؤثرة والمسببة للصمت، والمطلوب كيف أتخلص من الصمت؟ وكيف أستطيع الحديث مع زوجتي وأقاربي وأهلي؟ علماً بأني لا أجد في نفسي خوفاً ولا أشعر بالرهاب أو ما شابه.
06/04/2008
رد المستشار
أخي الحبيب؛
تعاني من مشكلات أسرية وليست مشكلات نفسية حيث أن ما تعانيه من العصبية والأعراض الأخرى ناتج عن غياب التواصل الزواجي واختلال العلاقة الزوجية والنفسية بالزوجة، فالزواج يهدف إلى إقامة أسرة وحياة أسرية مستقرة ودائمة وبناء عليه يكون لكلاً الزوجين حقوق وعليهما واجبات تجاه الشريك وتجاه المجتمع.
• والزواج السعيد هو الزواج الذي يستطيع أن يعطي الطرفين بيئة مليئة بالحنان والفهم ويهيئ للطفل الفرصة لكي يتعلم النظام والقواعد التي تهيئة للعيش في المجتمع والتكيف معه وهو يستطيع أن يعطي الفرصة للزوجين لوجود علاقة دافئة والحصول على الإشباع البيولوجي والنفسي وتحقيق الذات والحفاظ على كرامة الإنسان، وحتى مع وجود الاختلافات الزوجية وما يتبعها من انفصال أو طلاق ويساعد على النمو السوي للشخصية.
• وبالتالي فإذا كانت العلاقة الزوجية دافئة شعر الزوجان بالنجاح والتقدير والانتماء بعضهما لبعض وأعطى هذا لكل منهما الأمان والراحة ويخفف من واقع الضغوط الواقعة عليهم وبالتالي يقلل من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية ويؤدي بهم إلى تحقيق دورهم الاجتماعي في الحياة العامة بصورة أفضل ويحققوا نتائج أفضل.
• أما إذا حدثت اضطرابات زوجية مختلفة وبصورة مستمرة فإن ذلك يؤدي إلى فقد الدفء العاطفي ويؤدي إلى التباعد في العلاقة ويترك آثارا سيئة على الزوجين وعلى الأطفال وتتحول العلاقة الزوجية نفسها إلى مصدر من مصادر التعب الأساسية في الحياة وعدم التأقلم الاجتماعي والعملي والنفسي الذي يقابله الزوجان والأطفال.
أهم أسباب اضطراب العلاقة الزوجية :
1- التوقع غير الواقعي لنموذج الزواج المثالي :
• يشكل عثرة في سبيل إشباع الأطراف حيث يتوقع كل طرف من الآخر ما لا يستطيع تقديمه مما يجعل الخلاف يتحول إلى أزمة مستمرة. ويتضمن حل هذا الصراع تعديل التوقيعات لكلاً الشريكين لتكون واقعية.
2- عدم انسجام الرغبات :
• يمر الزواج بمراحل مختلفة تبدأ بالانسجام ومحاولة تقديم كلا الطرفين لرغبات الآخر على رغبته ثم يدخل في مرحلة إثبات الذات ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المكاسب ثم يصل الطرفان إلى معادلة أنه لابد أن تعطي لكي تأخذ فيحاول كل طرف مساعدة الآخر ومشاركته في رغباته واهتماماته والاهتمام بما يحب. وتترك الأحداث المختلفة آثارا على الزواج قد تؤدي إلى اضطرابه "مثل ولادة طفل جديد" كذلك عدم تناسب سرعة نمو أطراف العلاقة بحيث يتجاوز أحدهما الآخر بشدة فيؤدي إلى خلل العلاقة بينهما. ويحدث أيضا إذا لم يتقبل أحد الطرفين اختلاف الآخر عنه واحترام رغباته أو تهميش دوره وعدم احترام مشاعره وهو ما يحدث غالبا في حالتك
3- سوء الاختيار :
• هو أشيع أسباب اضطرابات العلاقة الزواجية ويكون نتيجة سوء تقدير أحد أطراف العلاقة أو كليهما. قد يكون سوء الاختيار مجرد حكم شخصي: عندما يشعر أحد أطراف العلاقة أن الآخر فشل في أن يتغير كما يتوقع هو له. وقد يكون بناءً على حكم موضوعي للمعالج: عندما يرى المعالج أن أحد أطراف العلاقة أو كلاهما فشل في النمو ليصبح قادراً على حل مشكلة سوء الاختيار أو إذابتها أو عدم القدرة على الالتزام بالاتفاقيات الزواجية الجديدة التي تحافظ على حيوية الزواج.
4- صراع الأدوار بين الزوجين أو غموض الأدوار
أحيانا يحاول طرف أن يغير من شكل العلاقة الزوجية بتغيير دوره فيها أو محاولة استلاب جزء من دور الآخر أو إعطائه جزءً من دوره الذي اتفق عليه سابقا مما يولد مشكلات
ويمكن تلخيص عوامل الشدة في تاريخ حياة الأسرة إلى:
1- داخل الأسرة نفسها وبسببها:
• الغياب الطويل للزوج خارج الأسرة - عمل - سفر.
• زيادة النزعات بين الأب والأبناء.
• زيادة مشكلات المراهقة في الأسرة.
• زيادة مشكلات الأبناء في الدارسة 6-12 سنة.
• وجود صعوبات في الأطفال حديثي الولادة والرضع.
• وجود مشكلات حول أحد الأصدقاء أو الأقرباء المترددين على الأسرة.
• وجود عدم انتماء إلى الأسرة الصغيرة والانتماء إلى أسرة الأصل أو المنشأ.
2- العلاقة الزوجية نفسها :
• توتر العلاقات الجنسية .
• وجود علاقة خارج الزواج.
• وجود طرف غير مرغوب فيه يعيش مع الزوجين "الحماة - الأخت- الأب".
• مشاكل مادية طارئة.
3- مشكلات الولادة :
• وصول السيدة إلى سن اليأس.
• وجود حمل غير مرغوب فيه.
• عدم إمكانية الحمل والإنجاب.
4- مشكلات مادية :
• وجود مشكلات مادية مثل أخذ سلفة من البنك.
• تغير في الحالة الخاصة بالأسرة من ناحية المادة.
• مشروعات جديدة - أراضي زراعية.
5- مشكلات متعلقة بالعمل :
• أحد أفراد الأسرة غير عمله.
• أحد أفراد الأسرة رُفِد من العمل.
• أحد أفراد الأسرة أحيل إلى التقاعد أو المعاش.
• عدم الإشباع من العمل.
• شخص أخذ أشياء أكثر في عمله "عمل أكثر".
6- المشكلات المرضية في الأسرة :
• مرض أحد أفراد الأسرة بأشكال المرض المختلفة.
• ظهور بعض الأمراض المزمنة لأحد أفراد الأسرة.
7- انفصال أحد عن الأسرة :
• سواء بالزواج.
• أو السفر إلى الخارج.
وبالتالي أنت وزوجتك تحتاجان إلى مساعده مهنية متخصصة من معالج زواجي ليوضح لكما نمط العلاقة بينكما والأدوار المتبادلة داخل العلاقة والعدوان المتبادل بينكما أثناء العلاقة الزوجية وغيرها من المشكلات ووضع برنامج لعلاج هذا دون اتهام أحدكما للآخر ووضع قواعد لبناء علاقة متينة مرة أخرى، وإلي أن يتم هذا إليك بعض النصائح:
تفقد مواطن راحتها سواء بالحركة أو الكلمة، واسعَ إليها بروح جميلة متفاعلة.
كن سلسا في الحوار والنقاش وابتعد عن الجدال والإصرار على الرأي.
افهم القوامة بمفهومها الشرعي الجميل والذي تحتاجه الطبيعة الأنثوية، ولا تفهمها على أنها ظلم وإهدار لرأي المرأة.
احرص أن تجتمعا سويا على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر فإنها تضفي عليكما نورا وسعادة ومودة وسكينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
عليك بالهدوء الشديد لحظة غضبها ولا تنم إلا وهي راضية عنك… زوجتك جنتك ونارك.
أشعرها بالرغبة في ارتداء ملابس معينة واخترْ لها ملابسها.
كن دقيقا في فهم احتياجاتها ليسهل عليك المعاشرة الطيبة دون إضاعة وقت.
لا تنتظر أو تتوقع منها كلمة أسف أو اعتذار بل لا تضعها في هذا الموضع إلا إذا جاءت منها وحدها ولشيء يحتاج اعتذاراً فعلا.
لا تنتظر مقابلا لحسن معاملتك لها فإن كثيرا من الأزواج ما ينشغل فلا يعبر عن مشاعره بدون قصد.
عدم التردد أو التباطؤ عندما تطلب منك شيئا بل احرص على تقديمه بحيوية ونشاط.
أشعرها باحتياجك دائما لأخذ رأيها في الأشياء المهمة والتي تخصك وتخص الأولاد دون اللجوء إلى عرض الأمور التافهة.
وفقك الله وعاونك.