السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي في الرّهاب الاجتماعي والوسواس القهري اللذان يشلان حياتي؛ فكلما أقدمت على عمل أضع أسوأ الاحتمالات وأسعى بنفسي لتطبيقها!... تعالجت من الوسواس الذي هو سبب الرّهاب لكن لا جدوى فالعلاج مؤقت، أخذت أدوية مثل "الليثيوم" و"أنافرانيل" وقد شعرت بتحسن لا بأس به فترة تناولي الليثيوم وقطعته بمعرفة الطبيب بعد التحسن.
الآن أنا منعزلة عن الناس بسبب الرّهاب والوسواس وخاصة رجفة اليدين التي تشل حياتي الاجتماعية، حياتي الأسرية غير مستقرة وربما كانت علاقة أبي وأمي الفاشلة هي السبب، لكل هذه الأسباب أخاف من الزواج..
خاصة وأنني لم أعتد الاختلاط بالناس ولا الحياة الاجتماعية وأعيش في صراع لأني أخاف أن أندم،
أريد فقط أن أوقف دوامة التفكير المتواصل.. الخوف من الزواج والفشل، أم الخوف من الندم؟
هل زواج المرضى النفسيين ممكن؟؟.
وشكراااا
20/04/2008
رد المستشار
الأخت العزيزة "الماضي لا يعود" أهلا وسهلا بك على مجانين وعذرا لتأخري في الرد عليك فقد صرت سيء الذاكرة أخيرا منذ مدة... وبصراحة أعطي وأنا أوزع المشكلات على المستشارين من داخل تطبيق المشكلات الإليكتروني كل مستشارٍ ما أحسبُ أنه يحب وغالبا أرسله له، وآخذ لنفسي أيضًا ما أحب أن أجيب عليه... ولكن المشكلة أنني أنسى بعض ما اخترته لنفسي أحيانا داخل التطبيق لأنني أستغرب فكرة أن أرسله لنفسي... وأظل ناسيا... حتى تذكرني الأستاذة نانسي رئيس التحرير بعد ما شاء الله لنا من الوقت: يا دكتور حضرتك متأخر على ناس من داخل الأبليكيشان Application (التطبيق).... وأحسب أنك أحدثُ من نسيت مشكلتها داخل التطبيق... فسامحيني يا أخت "الماضي لا يعود"... وأتمنى أن نسياني أنا لمشكلة داخل التطبيق لا يعود... بينما أمتلك الماضي في ذاكرتي وأستطيع أن أجعله يعود..
لا أستطيع إعطاء تشخيص لحالتك... ولكنني أرجح أنها خلطة بين اضطراب مزاج والوسوسة والرهاب الاجتماعي الذي أحيانا يأخذ شكل الوسوسة وإلا فلست أعرفُ مكانا لعقَّار الليثيوم كمثبت مزاج يعالج الهوس غالبا والاكتئاب أحيانا أو يضاف لتعزيز عقَّار الاكتئاب أو الوسوسة... كذلك هناك ما كان يسمى بحالات الوسواس النوبية Periodic Obsessional States وهناكَ حالاتُ وسواس قهري تتميزُ بسرعة ظهور الأعراض القهرية، وكذلك سرعة زوالها تمامًا بعد فترة من المعاناة ثم ظهورها مرةً أخرى، أي أنها تتخذُ مسارًا نوابيا حادًّا مما يذكرُ بمسار الاضطراب الوجداني الثنائي القطب Bipolar Affective Disorder ، وما يزيدُ الأمورَ تداخلاً هو عدم استجابة هذه الحالات للعلاج بالماسا بينما تستجيبُ للعلاج بالليثيوم أو الصدمات الكهربية أي أنها تستجيب لعلاج الاضطراب الثنائي القطب وليس لعلاج الوسواس التقليدي، بل إنه في بعض الحالاتِ يؤدي استخدامُ الم.ا.س أو الم.ا.س.ا إلى ظهور نوبات هوسٍ لأول مرةٍ في حياة المريض
أوقفت عقَّار الليثيوم بأمر الطبيب بعد أن عالجك من الوسواس... ومعلوماتي يا ابنتي أن استخدام عقَّار الليثيوم لا يصح إلا أن يكون استخداما طويل الأمد أي خمسة سنوات... وإن كنت تابعت مرضى عليه لثلاث سنوات وبعدها سبعة وإن كنت أعالج فقط دوروية المزاج في هؤلاء... ما علينا يعني مفروض أنك أخذت الليثيوم لمدة 3-5 سنوات؟؟؟ هل هذا صحيح؟.... أحتاج كثيرا من المعلومات لفهم تاريخك المرضي..؟؟؟
ولا أتخيل أنك الآن دون علاج ولا حتى علاقة علاجية بطبيب أو طبيبة نفسانية ؟؟؟؟
أنت الآن تعانين أكثر ما تعانين من الخوف من الآخرين تقولين (الآن أنا منعزلة عن الناس بسبب الرّهاب والوسواس وخاصة رجفة اليدين التي تشل حياتي الاجتماعية)... إذن كيف لا تطلبين العلاج؟
(حياتي الأسرية غير مستقرة وربما كانت علاقة أبي وأمي الفاشلة هي السبب، ... لكل هذه الأسباب أخاف من الزواج).. العلاج يا أخت "الماضي لا يعود" أهم الآن وأبدى وأولى من الزواج!
(أعيش في صراع لأني أخاف أن أندم)
(دوامة التفكير المتواصل.. الخوف من الزواج والفشل، أم الخوف من الندم؟)
هذه أعراض مرضية بالتأكيد ولا بد من إيقافها عقَّاريا ولابد من كطبيب نفساني يقرر ما تحتاجين؟
هل زواج المرضى النفسيين ممكن؟؟.
ممكن طبعا ولكن بعلم الطرف الآخر وبالحرص والاتفاق على تناول العلاج اللازم أو المتابعة اللازمة مع الطبيب النفساني وبدهي أنه في الحالات التي تكون أعراض المرض فيها ناشطة في المريض لابد أن يعالج أو يتم تهدئة أعراضه على الأقل ليكون صالحا للزواج وتبعاته.... ثم أن الحالات النفسية كثيرة الصنوف والأشكال ولكل مقام يا أستاذة "الماضي لا يعود".
واقرئي على مجانين:
وسواس قهري فاضطراب وجداني: معاناةٌ طويلة!
زواج موسوس من موسوسة؟ هل يصح؟!
زواج موسوس من موسوسة: الطيب أحسن!
متى أخبره: الوضع الصحي قبل الزواج