ما زلت أحن بعض الشيء للطب النفسي
الدكتور العزيز ملهم الحراكي،
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
أنا صاحب مشكلة "أنا والطب النفسي والصور". دكتور، لقد قُبلت في كلية الهندسة المعلوماتية– جامعة دمشق، ولا أخفيك أني ما زلت أحنّ بعض الشيء للطب النفسي الذي تمنيت دراسته ولكن الحمد لله على ما يسر لي، خاصة وأني أحب تخصصي. دكتور أنا الآن أعيش في بيت جدي لأبي وقد كنت قبل شهر أعيش في بيت أهل أمي ولكن حدثت مشكلة على إثرها طلب مني أهلي الانتقال إلى أهل أبي، دكتور أعاني من مشكلة عدم التوافق مع المجتمع والأقارب وكذلك البعد عن أهلي، صحيح أني أسكن مع أقاربي لكن للأسف لم يكونوا كما توقعت وحدثت معهم العديد من المشكلات سببها أنهم يريدون أن يفرضوا عليّ نمطاً معيناً من المعيشة وأن أنفّذ ما يأمروني به وأكون على مزاجهم وإلا فالويل لي، فماذا أعمل يا دكتور؟، هل أتجنّبهم على حساب نفسيتي أم أواجههم؟! وللأسف أمي وأبي يرفضون فكرة معيشتي في بيتي لوحدي خوفاً عليّ.
دكتور، كذلك أعاني من مشكلة أني لا أستطيع الدراسة ما لم تكن نفسيتي مرتاحة وهذا ما يصعب تحقيقه دائماً، فماذا أعمل؟ وكذلك فقدت الحماس للدراسة لأنه قد تحدد مصيري، كما أعاني من انغماسي في المعاصي والذنوب ولا أستطيع الانفكاك عنها- وإن كان غالبها من الصغائر-.
دكتور، لي عم مصاب بالفصام منذ عدة سنوات وأخذناه للعديد من الأطباء في السعودية وسوريا وكل طبيب يكتفي بتغيير أدوية الطبيب السابق، حالته مؤلمة فهو طوال اليوم نائم ولا يقوم بأي عمل سوى أنه يومياً يتمشى بمفرده، كما أنه لا يتفاعل مع غيره، فهل يمكن لي أن أقوم بمساعدته بأي طريقة؟ خاصة أن عبأه واقع على عمتي غير المتزوجة والبالغة من العمر 45 عاما، فهي متكفلة بكل أموره وهي تعاني من كثرة المسؤوليات الملقاة عليها فجدي متوفى من سنين وجدتي كبيرة في السن. أيضاً دكتور، لي خالة مصابة بالاكتئاب منذ حوالي 12 عاماً وهي غير متزوجة وتبلغ من العمر 45 عاما وتعتمد على الأدوية فقط، فهل يمكن لي مساعدتها؟ وهل هذا مؤشر على احتمال كبير لإصابتي أنا وإخوتي بالأمراض النفسية بسبب السيرة العائلية؟!
دكتور، سؤال أخير؛ هل لك عيادة خاصة؟ وأين موقعها؟.. لقد تمنيت أن أحضر محاضرتك عن المخدرات ولكن لم يتيسر لي.
أرجو منك تحمّل أسئلتي العديدة والكثيرة، وجزاك الله خيراً.
20/04/2008
رد المستشار
أهلاً بالأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسعدني وجودك في سوريا وأنك بدأت تخطو الخطوات الأولى في حياتك العملية التخصصية..
أولاً: حبك للطب النفسي كما قلت لك في استشارة سابقة ينبع من رغبة صادقة في مساعدة الآخرين، وبإمكانك أن توظف تلك الرغبة في مجال آخر غير الطب النفسي فمجال الخير واسع والأبواب مفتّحة..
بإمكانك يا عزيزي أن تتابع هوايتك في الطب النفسي وعلم النفس ووعي الذات من خلال المطالعة وحضور الدورات المتعلقة بهكذا مواضيع..
ثانياً: بالنسبة لمشكلة سكنك مع أقاربك وعلاقتك بهم..
من الطبيعي أن يتعرض الإنسان لمصاعب تغير البيئة والأشخاص لما ينتقل من مكان لآخر، حتى في الطب النفسي هنالك اضطراب نفسي يدعى باضطراب التأقلم Adjustment Disorder. ولا أظنك وصلت لمستوى هذا الاضطراب.
بالنسبة لسؤالك:
هل أتجنبهم على حساب نفسيتي أم أواجههم معهم؟!
لا هذا ولا ذاك، ألا يوجد حل وسط ما بين التجنّب و المواجهة؟!، أنا أقول التعاطف والتفهم للآخر أراه هو الحل ، فجرّب هذا الطريق وهو محاولة تفهم دوافع الآخرين.
ثالثاً: أما تعليقي على قولك ((أعاني من انغماسي في المعاصي والذنوب ولا أستطيع الانفكاك عنها وإن كان غالبتها من الصغائر))
أقول لك يا أخي متعجباً..
ما أرحم الله وما أغفره وما أكرمه وأحلمه على عباده التائبين..
فهل تصدق أن مجرد أن تكرر لثلاث مرات ((أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)) غفر الله ذنبك ولو فررت من زحف، طبعاً إذا قيلت بحقها..؟!!
نعم بهكذا بساطة
واقرأ على مجانين:
تائب ماشفش حاجة!
رابعاً: بالنسبة لعمك المصاب بالفصام وسؤالك ((فهل يمكن لي أن أقوم بمساعدته بأي طريقة خاصة))، وكذلك بالنسبة لخالتك المصابة بالاكتئاب وسؤالك فهل يمكن لي مساعدتها؟ وهل هذا مؤشر على احتمال كبير لإصابتي أنا وإخوتي بالأمراض النفسية بسبب السيرة العائلية؟!
والجواب:
أهم ما يُقدم لمريض الفصام هو العلاج الدوائي بشكل أساسي والبيئة العائلية والأسرية الطيبة المريحة البعيدة عن الشدة النفسية، ثم بعد تحسن الأعراض الإيجابية وخروج المريض من الطور الحاد للمرض يجب يدخل في التأهيل المهني المناسب بالعمل بتحقيق أهداف حياتية ذات قيمة لتحقق له الانشراح والرضا والشعور بالإنجاز.
وبالنسبة لخالتك المصابة بالاكتئاب فعلاجها ذو شقين دوائي ونفسي (كلامي)، ومن المفيد أن تدخل معها في علاقة داعمة تستطيع من خلالها خالتك أن تجد فيك ذلك المستمع الجيد لها والقادر -حسب ما أمكن- أن يساعدها على حل مشاكلها.
واقرأ هذه العناوين على مجانين:
الفصام المزمن وأعراضه السالبة م
الصوفية والفصام : محاولة للفهم ، ودعوة للاجتهاد
عند شعوبنا.. الشرطي ولا الطبيب النفسي!
تابعنا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير.