أغار على خطيبتي بشدة
أولاً، أحب أن أشكركم على هذا الموقع الجميل جداً، أنا أنتظر منذ بضعة أيام فتح الباب حتى أستطيع مراسلتكم والحمد لله أخيراً تم فتحه وأتمنى من الله الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين -أن يجعلكم سبب في إيجاد حل لمشكلتي– اعذروني، فقد أكون غير مرتب في الكلام وأكتب بالتفصيل، لكن من أجل أن أوضح كل شيء.
أنا شاب عندي 28 سنة، خطبت من 6 شهور بنت عندها 24 سنة، تمّ التعارف عن طريق الأهل -زواج صالونات–، أنا متدين وحججت لبيت الله والحمد لله، ملتزم قدر المستطاع؛ لا أسمع أغاني ولا أشاهد الفضائيات وليس لي علاقات مع البنات، والحمد لله مستقر في عملي. يظهر من بيت خطيبتي التدين أيضاً ولكن لأن التعارف صالونات جاءت الخطوبة بسرعة ثم بدأ التعارف بعدها واكتشفت:
1- ضعف الدين لدى خطيبتي؛ فهي تسمع أغاني وتشاهد الفضائيات وبرنامج "عهر أكاديمي" الذي يشعرني بالاشمئزاز وحالة من القرف، أنا لم أشاهد سوى حلقتين عندها في بيتهم، برنامج يعلّم الرجال الدياااااااااثة ويعلم البنات العهرررررررر واسمحوا لي استخدم هذين اللفظين مع أنهما لا يعطيان البرنامج حقه، وتقول لي: "أنا لا أستطيع العيش من غير الفضائيات" هذه نقرة. وجدتها تلبس بناطيل -هي على لبس طويل بصراحة- وتضع مكياجاً خفيفاً لكني لا أحب ذلك، وحاولت معها لكن بصراحة كنت شديداً وقاسياً، قلت لها أنا كاره لتلك التصرفات، أعجبك هذا أم لم يعجبك، وبعدها أخذتها واحدة واحدة حتى قللت منه - هي تقول أنها اقتنعت وأني حين تكلمت معها في الأول كنت قاسياً.
بالنسبة لملبسها قلت لها: ملابسك والحمد لله ليست كاشفة –عريانة- لكن أحياناً ترتدين ملابس تفصّل ذراعك وهو ما أكرهه، فهذا حرام و و و... وتعبت من الكلام حتى تراجعت من الصيف الفائت، لكنها لبست قبل بضعة أيام لباساً ضيقاً وبصراحة كنت أمشي بجانبها متضايقاً جداً، وهي -من نفسها- قالت لي:"أنا لن أذهب للشغل الآن، سأعود للبيت"، ورجعت وغيّرت ملابسها تلك لأجلي.. وبعدها غضبت مني لأني كنت أمشي بجانبها وأنا لا أطيقها، قالت لي:"قل لي غيّري ملابسك من البداية أفضل من أن تمشي معي متجهماً وتجعلني أشعر أني من رميت نفسي عليك"، مع أني حين أكلمها تشعرني بأني أخنقها وقد تختلي بنفسها وتبكي بعد مغادرتي، إخوتها أخبروني بذلك!. أنا أقابلها صباح كل يوم حين ذهابها لشغلها، فكلانا يخرج للعمل في نفس الموعد، هي ليست جارتي لكنها تسكن في الطريق إلى عملي.
2 - بصراحة أنا أغار عليها جداً؛ لدرجة أني أريدها أن تترك العمل لكنها رفضت! وقالت لي: "أنا أحب مساعدة الناس ولا أعمل من أجل المال أو لأثبت نفسي ولا لأي سبب آخر، وأنت خطبتني وأنت تعرف أني أعمل" أنا أشعر أن هذا الأمر سيسبب مشاكل كثيرة وكبيرة جداً جداً بعد الزواج، خصوصاً أنني أريد أن تكون مهتمة بي ومتفرغة لي، عدا عن أني أتخيل أن أحداً قد ينظر إليها نظرة سيئة أو يعاكسها أو يضايقها، حتى أنني في مرة كنت في "الميكروباص" وجلس أحدهم بجانب بنت والتصق في رجلها، أتدري.. بقيت طيلة اليوم مكدراً ولم أستطع أن أعمل وأتخيل أن لو حصل هذا مع خطيبتي وهي ذاهبة لعملها، وسيطرت عليّ الفكرة وحين عدت من العمل قلت لها: "حين تركبي الميكروباص لا تجلسي بجانب الرجال" وأوصلتها في اليوم التالي بنفسي وتأخرت على عملي، ومرة ثانية ضغطي ارتفع حين نظر سائق ميكروباص إلى رجلها وهي تركب مع أنها كانت ترتدي تنورة طويلة وحشمة في ذلك اليوم..... كنت أحس أن دماغي سينفجر وكل زملائي في الشغل سألوني عما بي وإن كان هناك من مشكلة.
ومرة حكت لي عن شباب عاكسوها بالسيارة وهي خارجة من الشغل، حينها لم أستطع أن أكلمها ليومين، ليس لأني غاضبٌ منها لكن لا أدري ما السبب! مرة ثانية كانت تركب تاكسي وكان سيخطفها ومشى بها في منطقة غريبة وهي صرخت، حدث هذا قبل الخطوبة وحين عرفت منعتها أن تركب تاكسي وحدها. ولما كنت أتصل بها على الجوال لا ترد عليّ وحين سألتها قالت لي: "عندما أكون في الشغل أترك الجوال في الحقيبة فلا أسمعه حين يرن"، صدّقوني كنت لما أسمع من أحد أصحابي أن خطيبته ترغب في أن يتصل بها أثناء عملها كنت أقول في نفسي: "لم خطيبتي ليست كذلك" وقلت لها: "عندما تخرجين من الشغل اتصلي بي موعد خروجك" خروجها الساعة 3، أتدري... إذا تأخرت 10 دقائق عن موعد اتصالها أقلق وأكتئب لا أدري لماذا؟ لكن حين يرن الجوال أفرح، ولو تأخرت نصف ساعة أو ساعة أسألها أين كنت؟ وما الذي أخّرك؟ وأفتح تحقيقاً. أيضاً حين تخرج مع أهلها أكون متضايقاً جداً لكن لا أظهر لها ذلك. أرجوكم قولوا لي كيف أقنعها بترك عملها.
3- حين أكون عندهم في البيت كانت تتكلم عن لاعبي الكرة وكم تحب فلان والمطرب الجميل و... وأنا بصراحة تضايقت جداً من هذا الكلام وقلت لها: "توقفي عن قول هذه الأشياء لأنها تثير غيرتي" وهي فعلاً توقفت، لكن أحياناً في معرض حديثها أجدها تتكلم بتلقائية عن جارها المتزوج الذي جاء لزيارتهم وتقول: "ياخسارة، لم أكن موجودة فقد كنت أتمنى أن أراه" أو "فلان كانت البنات تنتظر أن يمر في الشارع حتى يرينه".. هي قللت هذا النوع الكلام بصراحة، ولم تعد تتكلم عن أي رجل أو مطرب في حضوري،
مرة حكت لي أنها كانت تحب زميلاً لها في الكلية وأنها اتفقت معه أن يتقدم لها بعد النتيجة وحين طلبت منه أن يتقدم لها قال لها:"وهل صدقت نفسك؟"، لم أكلمها ليومين وبعدها اتصلت بي فقلت لها:"أنا مشغول الآن" وكلمتها بطريقة سيئة جداً، بعدها قالت لي: "أنا عرفت أنك ستفسخ الخطوبة، وأنك كنت تظنني أني قضيت أيام الكلية في غراميات" وبعثت لي رسالة تقول أني أول واحد في حياتها ولم تحب أحداً غيري ولأنها تخجل من قولها قلت لها: "أنا أحب أن أسمع منك اي حاجة عن أي رجل آخر"، مع أنها خجولة جداً جداً. أيضاً لا أشعر أنها تغار عليّ عكسي أنا!.
4- أصبحت كئيباً جداً مع أصحابي؛ لا أخرج معهم كما في السابق، لم أعد ألعب رياضة، صرت حساساً جداً لأي كلمة وأبكي بشدة حين أسمع القرآن وأتأثر به أكثر من قبل.. ساعات -بصراحة- أتمنى أن أموت وأخلص من هذه الدنيا، وعندما أقرأ عن البيت المؤمن والسعيد وكيف من المفترض أن يكون والزوجة الصالحة كيف تكون، والكارثة حين قرأت موضوعات ع النت عن النقاب وعن الخمار وفرضه أو عن زوجة تقوم الليل وتشكو أن زوجها ليس متديناً أو بنت متدينة جداً وخطيبها لا يساعدها على التدين، حينما قرأت تلك الموضوعات بدأت أنتبه للبنات اللواتي في الشارع ممن يلبسن الأسدال والخمار والنقاب والعباءات الواسعة وأتمنى أن تكون خطيبتي مثلهن، وأكتئب كلما أتذكر أنها تخشى أن ألبسها أسدال بعد الزواج؛
لقد قالت لي ذلك مرة، ومرة قلت لها: "البسي عباءة"، فقالت لي: "لا، أنا أشعر أنها ليست لمن هن في سني، وأنني أبدو بلهاء وأنا ألبسها". وهذا الاكتئاب يلازمني يومين أو أكثر أكون خلالها لا أريد أن أراها أو أكلمها بسبب موضوع قرأته أو بنت ملتزمة رأيتها في الشارع، وأقول ليتها كانت حافظة للقرآن وهي (تسمع أغاني)، يا ليتها تلبس خمار وهي (تلبس بنطلون)، يا ليتها تقر في بيتها وهي (تريد أن تشتغل)، بدل إحساسي بمعاناة في إقناعها أن تلتزم باللبس أو الشغل، ويا ليت بعد هذه المعاناة تقتنع، تعمل ذلك لترتاح من إلحاحي أو ممكن لترضيني فلا أتضايق.
وبدأت أتمنى لو أني لست ملتزماً، وأحس أني مخطئ فكل من حولي يقولون دعها تشتغل، دعها تلبس طالما محتشمة، دعها ودعها.... أحس أني أخنقها، أحياناً أتخيّل الحياة بعد الزواج كئيبة، ولما أسمع أن أحدهم طلّق زوجته أو تشاجر معها وأن الحياة ضنك، أتخيّل أن حياتي ستكون بذلك الشكل، حتى أي مشكلة صغيرة أحس أنها قد تحصل معي، يعني مرة قرأت أن نسبة كبيرة من النساء يشعرن بآلام شديدة أثناء الجماع، تخيّلت أنها من الممكن أن تكون من هذا النوع، وخصوصاً أنها تكون مرهقة جداً جداً جداً ويظهر عليها تعب شديد يمنعها من الخروج في أيام الدورة –أنا لاحظت أنها تتعب كثييراً في أيام معينة كل شهر، وهو ما يزيد من إحساسي بالقلق بعد الزواج خصوصاً أن هذه الفترة تطول معها إلى 15 يوماً- أو تكون باردة أو تهمل بيتها أو أو أو أو... كل هذا بدون سبب أو مؤشر يدل على أن أي شيء من هذا سيحصل.
ساعات أتخيل أنها تقول لي: "أنا أريدك"، وأقول أن لو حصل هذا فلن أفكر بالارتباط بأي بنت أخرى، وأيضاً حين أحس أني "مدلوق" عليها جداً أضغط على نفسي وأقرر أني لن أكلمها وفعلاً لا أكلمها ليوم أو يومين فتكلمني هي وتكون عاتبة وغاضبة مني لأني لم أكلمها. بصراحة أهلي يقولون لي: "أتريد أن تمتلكها، هذا ليس حباً.. البنت تغيّر من نفسها لأجلك؛ لم تعد تلبس بناطيل (إلى حد ما)" ويغلّطوني عندما أكلمها بطريقة جافة ويقولون أنها مطيعة وبعد الزواج ستصبح كالخاتم في أصبعي وأنني أخيفها بطريقتي هذه بدلاً من تقريبها مني، مع أني أصارحها بمشاعري كثيييراً، أنا أقول لها أحبك في اليوم أكثر من 10 مرات، وأشتاق لك وأتمنى أن نكون معاً، وهكذا يعني...
وأحياناً أكون منتظراً منها أن تقوم بعمل أو موقف معين أو كلمة حلوة، أي أن تكلّمني في وقتٍ ما أكون أفكر فيها أو لو خرجت وهي مع أهلها تشعرني أنها تفكر بي كما أفعل أنا معها.. يعني أكلمها وأنا مع أصحابي لتعرف أن لا أحد يستطيع أن يشغلني عنها. بالنسبة لأهلها؛ أنا أحبهم وخصوصاً أمها في سيدة عاقلة وتحبني، وهذه من الأسباب التي تجعلني أرغب في الارتباط بها. بصراحة أنا أحبها، فهي رقيقة وجميلة وخجولة وهادئة وأتمنى أن دينها يزداد قليلاً وتكون مطيعة لي في ما يرضي ربنا، أنا لا أريد أن أتركها لكني أريدها -لا أدري، أريدها- أن تصبح متدينة حقاً، كثييراً -جداً- أدعو الله:"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً".
استطراد:
أكتب إليكم بعد الرسالة الأولى، وأنا الآن في حالة أتمنى أن أموت، أتدري لم؟
من يومين اشترت بنطلون جينز وتلبس عليه "تونيك" يصل الركبة بالضبط، وأنا أقول لها: "حين تجلسي سينكشف البنطلون وهو ملتصق بك من فوق الركبة"، أنا لم أقل لها لا تلبسيه لكن كان ظاهراً عليّ أني متضايق، أنا أعرف أنها مسألة صغيرة و"عبيطة" لكن صدّقوني تتعبني جداً جداً، وقد بدأت أشعر بالقرف فقلت لها: البسي ما تريدين، أنا لن أتكلم في مسألة اللباس هذه مرة أخرى، لكن بعد الزواج حين يكون لي كلمة عليك ستلبسي ما أريده، هذه الكلمة أخافتها جداً جداً وغضبت مني لأننا اتفقنا أن لو أحدنا يريد من الآخر شيئاً أو متضايق منه في شيء أن يبينها من الآن حتى بعد الزواج لا نكتشف أشياء تضايقنا من بعض، وأنا أقول لها أي حاجة تضايقني منها وهي قالت لي: "أنا لن ألبس هذا التونيك على البنطلون، سألبسه على تنورة".
اشتريت لها تنورة وأهديتها إياها وقالت لي: "شكراً على الهدية" لكن ما ضايقني جداً اليوم أنها كانت ترتدي البنطلون، أنا أحس أن هذه غلطتي لأني تنازلت من قبل قراءة الفاتحة حين سألتني أمها: "أينفع أن تلبس بنطلون لكن عليه حاجة طويلة تحت الركبة؟" وأنا وافقت رغم أني كنت كارهاً تماماً لفكرة البنطلون تلك وهي الآن تلبس عليه لبس طويل تحت الركبة لكنها خائفة مني بعد الزواج أن أتغير رغم أنها تقول لي:"أنا أعرف أنك تظهر الجوانب السيئة فيك حتى لا تصدمني فيك بعد الزواج".
هناك شيء نسيت قوله قد يكون لها معنى عندكم وهو أن الخطوبة بدأت مع انتقالي لشغل جديد، وهذا الشغل الجديد أقضي فيه وقتاً طويلاً بلا عمل حقيقي، مجرد أني قاعد على المكتب وأمامي النت مفتوح، قد تصل ساعات فراغي في اليوم إلى3 ساعات، ودائماً أفكر فيها مادمت قاعداً في فراغ، وحين يسيطر التفكير عليّ لا أستطيع التخلص منه وكله تفكير في أشياء تضايقني– وعملي السابق كان ضاغطاً وكثيراً واليوم لا يكفي لإنجاز كل العمل.
أيضاً الناس الذين كانوا معي كثر سواء حين اشتغلت في السعودية (سنة واحدة فقط) أو لما كنت هنا في مصر، كنت أشتغل في مجموعات، أما الآن أشتغل مع فرد واحد فقط-. ساعات أفكر في السنة التي قضيتها في السعودية وأقول كانت أيام جميلة، كنت مع أصحابي هناك وكنت بعيداً عن الزحمة والمواصلات والبنات العريانة التي هنا وبعيد عن القرف الذي يراه الواحد في الشوارع هنا وسب الدين والألفاظ البذيئة التي تجرح يي واحد محترم هنا– ما الذي أعادني إلى هنا مرة أخرى، مع أنها سنة واحدة فقط!
أعرف أني أزيدها قليلاً، كما وأنظر للحياة نظرة سوداء، وأني أخطئ، ولما أسألها: "ما الشيء غير الجيد فيّ؟" تقول لي:"دماغك التي تحتاج لأن تنظف، وطريقة كلامك عندما تتعصب عليّ، أحس أنك شخصاً آخر". لكن هذا الموضوع أثّر جدياً بالسلب على شغلي وصحتي لدرجة أن وزني نقص 10 كجم في شهر واحد فقط، وتعبت جداً، أفكر فيها في كل وقت حتى وأنا أصلّي وأول ما أصحو من النوم وفي أي وقت، لم أعد أحس بأي حاجة حولي لاحاجة حلوة ولا سيئة، حتى وأنا مع أصحابي ليس هناك غيرها في دماغي! وأنا لا أعرف هل هذه الحالة التي أنا فيها من الخطوبة؟ أم أني أعلق همومي عليها؟.
أرجوكم دلوني على الخير، لا أريد أحداً يقول لي أنت شخصية بارونية أو أي عقدة، لكن قولوا لي إن كنت مخطئاً لأصلح نفسي وكيف حتى أستطيع العيش مع خطيبتي.
أنتظر ردكم بفارغ الصبر
جعله ربنا في ميزان حسناتكم.
20/04/2008
رد المستشار
أخي وصديقي "محمد".... تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على موقعك؛
قرأت رسالتك أكثر مرة، ولاحظت أنها لا تحتوي أي معلومات عن طباعك وشخصيتك وبالذات عيوبك، وهذا الأمر يهم الطبيب النفسي؛ فأنت قد عددت عيوب خطيبتك، وعدم التزامها دينيا من وجهة نظرك أنت، ولم تذكر لنا تفاصيل عن نفسك ولا عن أهلك وأقاربك، أنت أخي الفاضل مجرد خاطب، والخطبة فترة تقويم لكلا الطرفين، "فدع ما يريبك إلا ما لا يريبك"، وليس من حق الخاطب أن يفرض شروطه ويملي رغباته على خطيبته وأهلها، ولكن له الحق في مجرد لفت نظر الطرف الآخر إلى ما يحبه وما يكرهه، فإن استجاب الطرف الآخر فمن فضل الله، وإن لم يستجب الطرف الآخر فليفارق الطرف الكاره بالمعروف، أما أن ينقص وزنك عشر كيلوجرامات وأن تكون مهموما وحزينا بهذه الخطبة، وقلقا على خطيبتك من عيون ذئاب البشر، ومفكرا في تصرفاتها ليل نهار، فهذا أمر مبالغ فيه، وتحميل للأمور بأكثر مما تستحق، والحل هنا هو أن تكرر الاستخارة أكثر من مرة، وإن ارتحت لقرار الفراق فبه ونعمت، وليُغني الله كلا من فضله بعد هذا الفراق، يقول الشاعر الحكيم:
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وإن شئت فارق، ولكن بالتي هي أحسنُ
فإن لم تسترح لقرار الفراق بالمعروف؛ لأنك ترى مميزات كثيرة في خطيبتك، مثل حبها وطاعتها لك وجمالها وذكائها وطيب أصلها وطيبة قلبها وحسن معاملة أهلها لك وتحملهم لطلباتك الكثيرة وعصبيتك على ابنتهم -كما تقول خطيبتك عنك- فهنا لابد وأن تجد حلا لغيرتك الزائدة عليها، وهي غيرة قد تتناسب مع المجتمع الخليجي الذي عشت فيه لمدة عام واحد فقط، ولكنها بالتأكيد لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المصري الذي تعيشا فيه، والحل هنا هو تقديم التنازلات من كل منكما؛
بمعنى أن تتنازل أنت عن بعض طلباتك ومحاولة ضبط أعصابك –بالتزام التَّحلُّم- وعدم غيرتك الزائدة عليها، وهي في المقابل لا تحاول استفزاز هذه الغيرة فيك بمراعاة الحشمة في ملابسها وعدم سماع الأغاني الخليعة ولا مشاهدة ستار أكاديمي، وعدم ذكر محاسن أي رجل أمامك ولو كان أخاها!!، وأرى من كلامك أنت أنها تجتهد إلى حد كبير في هذا المضمار، فيبقى تقديم بعض التنازلات من جانبك، وأحب أن أخبرك أن وفاء المرأة لزوجها وحسن خلقها لا يعتمد كثيرا على مظهرها، وما تقوله هي لك بلسانها، ولكن المهم هو ما تربت هي عليه ورأته في بيت أهلها، فإن كان بيت أهلها مستقرا، والعلاقات طيبة بين والديها فستبذل أقصى جهدها كي تكون العلاقة بينكما مثل العلاقة بين أبيها وأمها، فالمقياس الصحيح لديك هو ما يجري في بيت حمواك، وتستطيع بكل سهولة أن تحققه أنت بعد ذلك في بيتك، أما إن كان بيت من تناسبهم غير سار بالنسبة لك وتبغضه ولا تحبه –وأنا لا أظن ذلك– فالنصيحة عندئذ هي الفراق بالمعروف.
أخي "محمد"
إن لم تستطع بعد كلامي هذا كله أن تتفهم خطيبتك، وتقلل من غيرتك عليها، وتسعد بقضاء أجمل الأوقات معها في أجمل فترات عمركما، وهي فترة الخطبة، فأنصحك بزيارة طبيب نفسي والجلوس معه، وإن وصف لك علاجا لتقليل الغيرة وعلاج الاكتئاب والقلق لديك فخذه وأنت الكاسب.
أطيب دعواتي وتمنياتي لك بحياة زوجية سعيدة هانئة، وتابعنا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: أغار على خطيبتي بشدة مشاركة