وساوس وقرف.. أم اضطراب انشقاقي
السلام عليكم ورحمة الله
وجزاكم الله خيرا كثيرا على خدماتكم المتعددة في هذا الموقع الرائع وكلي أمل أن تسرعوا بالرد عليّ نظرا لما أعانيه من اضطراب كبير بسبب مشكلتي هذه تحدث لي مشكلة في الذاكرة وقد يكون هذا نوع من فقدان الذاكرة الجزئي كما قرأت عبر موقعكم هذه هي مشكلتي كما رواها لي زوجي لأني لا أذكر ما يحدث لي.... حدث هذا الآمر حوالي خمس مرات تقريبا يبدأ الأمر بأن أتعرض لمشكلة غالبا ما تكون صادمة بالنسبة لي يعني أثناء المشكلة أكتشف أشياء لم أكن أعرفها أو أكتشف أن لدى أحد ما شعور بالكراهية أو العدوان نحوي أو حتى أكتشف عيبا خطيرا في نفسي المهم أنه غالبا تكون المشكلة من النوع الصادم والمفاجئ ويحدث بعدها أن أصاب بحالة من فقدان الذاكرة.
فبعد الإصابة بما وصفته بأنه مشكلات صادمة وبعد أن أنجح في تهدئة نفسي أو يقوم زوجي مثلا بتهدئتي وأستسلم للنوم قليلا أصحو بعد دقائق وأنا أعيش في مرحلة معينة مضت من حياتي كما يقول زوجي فذات مرة استيقظت من النوم وأنا مقتنعة أنني ما زلت في مرحلة الحضانة ومرة وأنا في الصف الإعدادي ومرة وأنا في بداية زواجي ومرة بعد مرور عام مثلا على زواجي وهكذا ويخبرني زوجي أنني أتعامل بكل كياني مع تلك المرحلة فحينما أكون مثلا في مرحلة الحضانة فإنه يستطيع إقناعي بما يمكن به إقناع طفل الحضانة ويقول بأن ذاكرتي تكون جيدة جدا وقتها وأتذكر أدق التفاصيل عن المرحلة العمرية أو الوقتية التي أكون فيها.
ولمزيد من التوضيح فسوف أروي لكم آخر ما حدث وهو أنني استيقظت بعد نوم قصير عقب أحداث مؤلمة حدثت لي وتعاملت مع الجو المحيط بي على أننا في شهر ديسمبر منذ عامين وحينما استيقظت طبعا وجدت أشياء غريبة في المنزل تاريخ وجودها بعد هذا التاريخ فكنت أنكرها وأتساءل عن سبب وجودها في المنزل وأتذكر أدق التفاصيل عن هذا التاريخ بالرغم من أنني الآن وأنا في كامل وعيي لا أذكر تلك التفاصيل الدقيقة.
ملخص الأمر زوجي يقول أنني أتعامل بشكل طبيعي جدا وواعي جدا ولكن في مرحلة أخرى غير التي نحيا فيها وأستمر على هذه الحالة لعدة ساعات وحينما أنام مرة أخرى أصحو وأنا في حالتي الطبيعية ولا أتذكر شيئا عما يحكيه زوجي من أنني قلته أو فعلته وكل ما أشعر به أنني نمت نوما عميقا.
وغالبا يصاحب هذه الحالة حدوث صداع شديد و يقول زوجي أنني أثناء فقدان الذاكرة هذا أيضا أشكو من الصداع وأنا أذكر أنني أيضا حينما أصحو من النوم أشعر بصداع شديد جدا وتحليل زوجي لما يحدث وهو بالمناسبة مهتم بهذه المجالات هو أن عقلي الباطن لم يكتمل نضجه النفسي بشكل كافي يتناسب مع عقلي الواعي وهو يعلل ذلك بأن ما يحدث لي يحدث بشكل متدرج يعني في كل مرة يحدث هذا أنتقل لمرحلة أخرى من التذكر متقدمة عن المرة السابقة علما بأنه ذات مرة شخص الطبيب أن لدي حالة من الهستيريا وكانت هذه هي ملابسات هذا التشخيص بعد حدوث مشكلات أو ضغط نفسي معين كانت أطرافي تبدأ بالرعشة ثم التنميل ثم تتوقف عن الحركة وهذا يحدث إما لذراعي أو قدمي أو الاثنين معا أو الذراعين أو الساقين وفى بعض المرات حدثت رعشة في فكي وفمي ثم فقدت القدرة على النطق لعدة ساعات وأحيانا لعدة أيام.
وذات مرة كنت قد فقدت فيها النطق لعدة أيام وخلالها كانت تأتيني موجات من الشعور بالبرد الشديد ورعشة في جسدي وذهبت إلى الطبيب فقال أن هذه الحالة تسمى هيستيريا وكتب لي بعض المهدئات التي تناولتها لفترة ما واستطعت أن أنطق وأتحرك بشكل طبيعي وفي إعادة الكشف أخذ يتحدث معي عن أنني لابد أن أتعامل مع المشكلة بعقلي وليس بمشاعري لأن هذا ما يسبب لي مثل هذه الحالات وأوصى زوجي وأهلي بأن لا يضخموا الأمر في مثل هذه الحالة ويتعاملون معها بشبه تجاهل ودون انزعاج وأن هذا في صالحي،، وارتحت لكلام الطبيب إلا أن شيئا واحدا ضايقني في حديثه أنني شعرت بأنه يحملني مسئولية ما يحدث لي وكأني أتسبب في الألم لنفسي، المهم أنني توقفت الآن عن أخذ المهدئات بعدما تحسنت وقد سافر الطبيب للخارج ولم أتمكن من المتابعة معه مرة أخرى هذا تقريبا ملخص هذه التجربة في علاج ما أسماه الطبيب بالهستيريا،،
وقد دخلت إلى النت وبحثت عن كل ما يتعلق بهذا المرض وأصبحت الآن أكثر قدرة على التعامل معها فحينما أرى مقدماتها أستطيع أن أقوم بتهدئة نفسي فبمجرد أن أشعر ببداية التنميل مثلا أحاول أخذ نفس عميق أو الانشغال بشيء آخر وهكذا حتى أنني أصبحت في أغلب الأوقات أستطيع أن أتحكم في نفسي وأقاوم هذه الحالات ولمزيد من التفاصيل عني وعن حالتي النفسية فأعتقد أنني مصابة بمرض الوسواس القهري كما أخبرتموني في استشارة سابقة ولكنى لا أتناول دواء له فهل يمكن أن يكون هذا من ضمن الأسباب التي تؤدي لحدوث ذلك أم أن الأمر مرتبط بحالة الهستيريا أم هو حالة من الزهايمر مثلا أم هو شيء آخر غير كل ذلك؟؟
وهذا رابط مشكلتي السابقة التي أرسلتها إليكم وكانت بعنوان: وساوس وقرف ورهابات نوعية وسؤال آخر هل يمكن أن أكون مصابة مثلا باكتئاب وهستيريا ووسواس قهري واضطرابات قلق كما وصفتموها في استشارة سابقة؟؟ هل هذه متلازمة مثلا تحدث بتجمع هذه الأمراض معا أم أن أحدها يؤدى للآخر أم ماذا؟؟
ولا أدري أيضا لماذا لدى شعور بأنني لو ذهبت لطبيب في أنه يستطيع أن يتعامل مع كل تلك الأشياء أم أنكم تنصحون بأن أذهب للطبيب لعلاج مشكلة واحدة فقط وأعالج المشاكل الأخرى تباعا؟؟ أنا بالفعل أشعر بتشويش رهيب في عقلي وأخشى جدا من أن أفقد الذاكرة تماما في يوم ما وأصبح لدى وسواس شديد من هذا الأمر فهل يمكنكم مساعدتي في فهم هذه الخلطة التي توجد لدي؟ وكيف أستطيع أن أفكر في حل تلك المشكلات بشكل سليم؟؟؟
20/04/2008
رد المستشار
عزيزتي "سلمى"؛
أهلا بك ضيفة عزيزة على الموقع، تبدو معاناتك منذ أمد بعيد لم تذكريه، ولم تحددي هل حدث قبل الزواج أم بعده، ولقد رجعت إلى استشارتك السابقة وردي عليها ووجدت أنها كانت مختلفة عن استشارتك الحالية حيث كانت كلها تتحدث عن اضطرابات القلق المختلفة من رهاب ووسواس وغيرها وأعتقد أنك لم تستطيعي تنفيذ بعض وصاياي في ردي على الاستشارة الخاصة بالعلاج أو مرافقة الزوج لك فيه.
ورسالتك الحالية تختلف عن السابقة في محتواها وتلتقي معها في شكلها، حيث أعتقد أن العلاقة بينك وبين زوجك لا زالت بها بعض المشكلات نتيجة لمشكلات الوسواس وبالتالي بدأت حالتك تأخذ منحنى جديد وهو الأعراض التحولية التي تحدث لك مع التعرض للضغوط الشديدة وهو ما نسميه الشراد النفسي (يعّرف هذا الاضطراب بأنه فقدان أو تغيّر في الوظيفة الجسدية بدون وجود سبب بدني ظاهر. بمعنى أن الفرد يظهر عليه فقدان في جهازه الحركي أو الحسي أو تغير في الوظائف الفسيولوجية لعضو أو أكثر من أعضاء جسمه، في غياب وجود سبب بدني أو عضوي واحد).
وقد يحدث أيضاً شعور بالارتباك والتوهان (disorientation) وعندما تزول هذه الحالة لا يتذكر المصاب الأحداث التي جرت أثناء فترة الشُّراد.
في بعض الحالات يتبنى المصاب شخصية متكاملة بجميع أبعادها، وقد تكون متناقضة مع شخصيته السابقة، فقد يصبح اجتماعيا منطلقاً متحرراً من القيود رغم أنه معروف عنه الهدوء والتحفظ، ويتخذ اسما جديداً وسكناً جديداً وصداقات جديدة. ولا يشك فيه أي شخص بأنه مختل عقلياً، ولكن معظم حالات الشُّراد لا تصل إلى هذا الحد ولا تتجاوز فترة مؤقتة يتجنب فيها المريض الاحتكاك مع الناس. ولا تكون الشخصية متكاملة، ومن حين لآخر قد يتخللها نوبة عدوانية على الآخرين أو الممتلكات، لكن تصرفات المصاب تظهر هادفة أكثر منها في حال المصاب بفقدان الذاكرة النفسي (psychogenic amnesia) وتأتي بصورة نموذجية بعد التعرض لصدمة نفسية كبيرة مثل الشجار الزواجي/الطرد من المنزل، معركة حربية أو كارثة طبيعية.
وعادة لا تطول الحالة أكثر من ساعات أو أيام. وتشفى هذه الحالة بسرعة ونادراً ما تتكرر، وهذا هو الاحتمال الأول لحالتك والأقرب إلي الصواب تبعا لتسلسل حالتك وعدم تنفيذ برنامج علاجي مقنن.
وهناك احتمال أكثر أهمية من الناحية الطبية ولابد من استبعاده قبل الركون إلى التشخيص الأول وهو أن ما تعانينه هو إحدى نوبات الصرع النفسي (صرع الفص الصدغي) وهناك في رسالتك ما يؤيد هذا مثل الصداع قبله والنوم بعده وعدم تذكر الخبرة ووجود اضطرابات نفسية غير نمطية مما قد يشير إلى وجود خلل عضوي وبالتالي نصيحتي لك أن يتم فحصك عصبيا وأن تقومي بعمل تخطيط للمخ وقد نحتاج إلى عمل أشعة مقطعية.
وفي النهاية أرجو أن تتوجهي للعلاج المقنن والممنهج تحت إشراف طبي وهو ضروري جدا جدا وننتظر استمرار تواصلك