التزنيق في المواصلات عظيمة يا...مشاركات
أرسل محمد المسلم (28 سنة، مصر) يقول:
أولا أحب أسجل إعجابي الشديد بالدكتور وائل وبالموقع الرائع ده، وبسبب حبي وتقديري وإعجابي للدكتور أرجو أنه يوضح رده على مشاركة "رجل يتمنى الصلاح" والذي جاء فيه:
"طيب يا أيها الرجل الذي يتمنى الصلاح ماذا يفعل غير المتزوجين والذين لا يستطيعون إليه في بلادنا سبيلاً؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا بالله عليك يفعلون؟؟؟ بعضهم بالفعل تتملكه شهواته فلا يعبأ لا باشمئزاز الضحية ولا بانتهاك الحرمة ولا يحزنون"
أنا من الرد ده فهمت أنك لا ترى أن المتحرش مخطئ وأن له مبررات في هذه الفعلة الغير سوية.
أرجو التوضيح وتقبل مني خالص احترامي.
4/5/2008
وجاءنا من عادل سليمان (35 سنة، محامي، مصر) يقول:
رغم البشاعة التي تتصف بها عملية التزنيق في المواصلات وشناعتها إلا أننا عند بحث الحل يجب آن لا نغفل أشياء مثل: تخيل شخص يسهر للفجر يشاهد فضائيات مغرقة في التحررية أو في الانبساط اعتمادا على إثارة الشهوة بدلا من تجشم عناء المتع العقلية الراقية ثم يفقد المثل الأعلى في مديره أو الكبار حوله ليس بالضرورة من الناحية الجنسية ثم يخرج يوميا يفترسه التليفزيون ويفترسه الصفيقون ويفترسه الزحام يوميا، ورغم أن هذا ليس عذرا على الإطلاق لارتكاب هذه الفاحشة إلا أننا نلاحظ أيضا أن معظم المتحرشين ليسوا بدرجة من حسن الطوية لنصنفهم مجبرين لكن ربنا يحلها من عنده، لكن هذا شيء مقزز جدا وخاصة إذا تخيله أحد يحدث لقريبته.
ونلاحظ في بعض المناطق أصبح هذا التحرش هو المألوف بينما العفة هي الشيء المستغرب،
ربنا يطلعنا منها على خير.
6/5/2008
رد المستشار
أبدا يا "محمد" ليس المقصود تبريرا بقدر ما هو محاولة لنفي صفة الحيوان وعدم الاهتمام بنظرة الاشمئزاز وهو ما اختاره "رجل يتمنى الصلاح" لوصف المزنقين حين قال: (والبنت مش قادرة تعمل حاجة وتلاقي المتحرش ده حيوان ولا همه نظرتها ليه أو اشمئزازها أو انتهاكه لحرمتها وحرمة غيرها)... فالحقيقة أنني أرثي لحال المراهقين والشباب وأعرف أن كثيرين منهم تلهيهم شهوتهم المتأججة وحاجاتهم الملحة غير الملباة والتي لا ينتظرُ أن تلبى في القريب بأي حال ما دامت طرق الزواج مسدودة أمام الغالبية العظمى منهم... هؤلاء الذين نجلدهم بالصور والأفلام والمعروض في الشوارع وبالفراغ والخواء المجتمعي العام الذي يعيش فيه أغلبنا... وفي نفس الوقت نطالبهم بغض البصر!....
لابد أن ندرك أن الطريقة التي تقدم بها مجتمعاتنا ثقافتها ومعطياتها وحلالها وحرامها اليوم -الطريقة كلها- تحتاج إلى مراجعة وتصويب لأننا بصراحة أصبحنا مضحكة في عيون النابهين من أبنائنا وبناتنا..... وأكثر من ذلك لن أطيل!
الذين يزنقون في المواصلات يا "محمد" كما ذكرت من قبل في مدونة التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟: يندرجون في فئة من ثلاثة:
(1) الأولى تضم صنفا من الذكور يفعل ذلك بسبب الكبت أو الانفلات الجنسي (في الشباب غير المتزوجين) أو الانفلات الجنسي(في المراهقين)، أي أن دوافعه التفريغ أو التجريب، وتضم مع الأسف بعض المتزوجين من أصحاب الشخصيات غير السوية، وهؤلاء هم أغلب المزنقين في بلادنا وكلهم أناس غير أسوياء بسبب العواقب النفسية للكبت وعدم الفهم أو الانفلات الجنسي ربما يحتاجون علاجا وأخلاقا... لكن غير المتزوجين منهم محرومون من أساسياتٍ لحياة الإنسان أليس كذلك؟؟ وليس هذا تبريرا وإنما هو هنا للتذكير.
(2) والثانية تضم المرضى بتفضيل التزنيق أو الاحتكاكية Frotteurism ، ولا يشترطُ أن يعاني أحدهم من كبت جنسي فقد يكونُ متزوجا ورب أسرةٍ ولكن تلك النزوة ترغمه على ممارستها، ويفشل في كبح جماع وسوسته بهذا النوع من السلوك الجنسي المنفلت الحرام، وهؤلاء يعتادون تكرار فعل التزنيق ومعظمهم مدمنوه، وقد يجدُ المريض الرغبة في فعل ذلك أعتى من مجرد التفكير في مقاومتها لكنه رغم ذلك يتحمل المسئولية القانونية عن أفعاله، فهو مريض يجب علاجه وعقابه في نفس الوقت لأنه مسئول رغم مرضه عن فعله، وهؤلاء قلة في مجتمعاتنا "يا محمد" ما يزالون وإن كثروا في الغرب، ويبدو أننا بهم لاحقون مع شديد الأسى والخجل!
(3) وأما الثالثة فنضع فيها من يفعلون ذلك الفعل لأنهم مرضى باضطراب عقلي أعمق وأشمل كبعض مرضى الفصام، ومرضى السبه (عته الشيخوخة)، حيث يكونُ مثل هذا الفعل ناتجا عن خلل أشمل في ضوابط السلوك ومنها تقييمه، أي أن المسئولية هنا غير موجودة لأنهم فاقدون للتمييز والأهلية، وهؤلاء أيضًا قلة ونادرا ما يكررون الفعل!
لا أحد من هؤلاء يصح أن نصفه بأنه حيوان..... وتذكر أن معظم من يزنقون في بلادنا من الفئة الأولى التي تقصر مجتمعاتنا في حقها أبشع تقصير فبعضهم يعصمه الله لأنه يقترب من ربه ملتزما متعففا وبعضهم لا يجد له أي عاصم فهو على الأكثر ضال علينا المساعدة في هدايته ولعل في قصة أبي خالد ما يبين كيف يبقى الإنسان إنسانا حتى ولو مارس التزنيق في المواصلات...... وأشكرك على مشاركتك.
في نفس اتجاه تعليقي هذا تأتي مشاركتك يا أخ "عادل سليمان" فكل ما وصفته بقولك: (يجب أن لا نغفل أشياء مثل: تخيل شخص يسهر للفجر يشاهد فضائيات مغرقة في التحررية أو في الانبساط اعتمادا على إثارة الشهوة بدلا من تجشم عناء المتع العقلية الراقية ثم يفقد المثل الأعلى في مديره أو الكبار حوله ليس بالضرورة من الناحية الجنسية ثم يخرج يوميا يفترسه التليفزيون ويفترسه الصفيقون ويفترسه الزحام يوميا) كلها مقدمات تحول كثيرين من المحرومين والمكبوتين جنسيا إلى مزنقين من الصنف الأول إلا من رحم ربي طبعا مع إضافة أشياء كثيرة وعوامل متداخلة........ أهمها غياب التكوين الفقهي السليم عند الغالبية وتقصير الفقهاء في مواكبة عواقب ما يحلون وهو الغياب الذي يكاد يجعل ثقافتنا تبدو غبية في عيون النشء إلا من رحم ربي!
ليس أحدٌ من المزنقين يا "عادل" يصنف مجبرا على فعله الفاحش، كلهم مسئول قانونا وشرعا عما يفعل باستثناء عديمي الأهلية من الفئة الثالثة.......... وبالتالي فإن كل ما قدمناه وفصلنا في بعضه لا يقال تبريرا بقدر ما يقال تبصيرا بمواطن الخلل... أشكرك على مشاركتك.