السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد؛ أود شكر موقعكم الذي لطالما كان وما يزال يقدّم أفضل ما لديه
مشكلتي ليست محددة ولا أدري كيف أرويها لكم... المهم أنا فتاة مراهقة أعيش بإحدى مدن المغرب الصناعية، لدي حالات عصابية أو هوس؛ حيث أبدأ في بعض الأوقات بتخيل قصة معينة ويكون ذلك مترافقاً بحالات اهتياج شديدة، فأصير كالمجنونة أسير في الغرفة أتحرك بشدة وأتكلم بلسان شخصيات القصة وهذا الأمر ليس جديداً- فقد كان سارياً منذ الطفولة (ربما بسبب عنف أمي والتفاتها لكل من أخي وأختي الصغيران اللذان أكنّ لهما مشاعر سلبية، فأنا لا أحتمل وجودهما بالغرفة معي أو الخروج برفقتهما!)، أو ربما المسبب الآخر؛ تحرّش أحد أقربائي من جهة أمي بي منذ سن الخامسة أو السادسة لحد الآن.
لدي اكتئاب بين بسيط لمتوسط وإذ كان اليوم خانقاً لي فقد يصبح شديداً (المزاج يتحكم بالأمر غالباً)، كما أنني قد أكتب خواطر وقصائد تمجد الحزن والانتحار (هل يدل الأمر على شيء؟؟)، كما أنني أشعر بأنني فاشلة وساقطة ولا أدري لماذا؟؟؟ رغم أن أساتذتي يستشهدون بقدرتي على التحليل ومعرفتي بأمور ثقافية وسياسية.
وآخر شيء لدي هو عدم قدرتي على الالتزام رغم معرفتي بالأمور الدينية، كما أنني أحياناً أشعر بأنني مراقبة وكل أفعالي معروفة ومفضوحة، وهناك شعور بفراغ عاطفي داخلي.
أرجو أن تكون فكرة مشكلتي قد وصلت كون الأفكار مفككة وربما مبهمة، وشكراً في كل الأحوال، أرجو أن تردَوا سريعاً.
وأكرر شكري الجزيل لكم ولمجهودكم.
04/05/2008
رد المستشار
أختي العزيزة... أهلا ومرحبا بك على موقعنا الذي يزداد مكانه بمشاركتك وأخريين.
أرى عزيزتي أن أفكارك ليست مبهمة أو مفككة بقدر ما هي غير مرتبة وبها الكثير من القرارات والأحكام التي أود أن أناقشها معك مثل:
1ـ تقولين لدي حالات عصابية أو هوس فمن أين لك بهذا التشخيص؟ هل من طبيب أم من قراءتك أو......؟ فالمرض النفسي أختاه يحتاج إلى عدة شروط هي:
أ. وجود خلل وظيفي (إهمال دراسي) أو اجتماعي (زيادة النشاط الاجتماعي أو قلته)، أو معاناة ذاتية (كما في مرض الوسواس أو القلق).
ب. وجود مجموعة من الأعراض المرضية (أساسية ومصاحبة) تستمر لمدة زمنية محددة. (مثلا أسبوع أو أقل أو أكثر) حسب المواثيق الطبية.
2 ـ أبدأ في بعض الأوقات بتخيل قصة معينة, ويكون ذلك مرافَقا, بحالات اٌهتياج شديدة, فأصير كالمجنونة أسير في الغرفة أتحرك بشدة وأتكلم بلسان شخصيات القصة.
فهل هذه أحلام يقظة تكون بوعي كامل منك (وهو ما أتوقعه) وأعتقد أنها تدور حول أشخاص تكرهينهم (المتحرش / أخوتك / أبويك) وبالتالي تحدث حالات الهياج كرد فعل للحديث الدائر حولك. ويؤكدها أيضا أنها منذ الطفولة. أم أن هذه نوبات صرعية (الفيصل هل تكونين واعية أم لا بما يحدث / هل تتذكرين الأحداث بعدها) وهو ما ينفي أنها نوبات صرعية.
3ـ أشعر بأنني مراقبة وكل أفعالي معروفة ومفضوحة، أرى أن هذا يعكس التوتر الشديد بداخلك وأنك لا تجدين من تثقين فيه وتتحدثين معه عن أحلامك وطموحاتك ورغباتك وغير ذلك، ويؤكد هذا نوبات الاكتئاب التي تحدث لك بين حين وأخرى.
4ـ أكتب خواطر وقصائد قد تمجد الحزن والانتحار (هل يدل الأمر على شيء؟؟),كما أنني أشعر بأنني فاشلة وساقطة, ولا أدري لماذا؟؟؟
هذا يعكس صغيرتي نوبات الاكتئاب التي تحدثت عنها في رسالتك فمريض الاكتئاب يشعر بالحزن وأنه لا فائدة من الحياة حيث أنه يرى أنها لن تتغير وأن المستقبل مظلم وأن الحل هو الموت (أحد الأفكار اللاعقلانية في مرضي الاكتئاب).
5ـ أساتذتي يستشهدون بقدرتي على التحليل ومعرفتي بأمور ثقافية وسياسية.
نقطة أخرى مضيئة كتبت في غفلة منك في وسط كثير من الغيوم والضباب قدرة رائعة غير مستغلة وغير بارزة، مثلها مثل الكتابة والشعر والخواطر.
لماذا صغيرتي لا تكتبين تحليلاتك وتحتفظين بها أو تراسلين بعض المجلات والجرائد أو تضعينها على شبكة الإنترنت في المواقع المختلفة ومنها مجانين.
عزيزتي...
دائما ما ننظر لنصف الكوب الفارغ ننظر إلى عيوبنا وعيوب الأخريين وننسى إيجابياتنا وقدراتنا ومهاراتنا، الآخرون يرفعون لنا قبعاتهم عند نجاحنا وليس عند فشلنا، أجعلي الآخرين يخطبون ودك بتفوقك وتميزك لا باستجداء عطفهم، القوي دائما مرغوب وأنت لديك قدرات غير مستغلة ومهارات مدفونة أخرجيها إلى النور اتركي لنفسك الفرصة ثم قيمي حياتك بعدها لا قبلها كما تفعلين الآن، عودي إلى قراءة رسالتي لك وفكري في تساؤلاتي وقرري هل تحتاجين مساندة متخصصة (في حالة السؤال الأول) أم لا، ستصلين وننتظر متابعتك.