عايش وحيد: تعال إلى مجانين- م1
عايش وحيد: تعال لمجانين- م. مستشار
أحمد عايش وحيد
R03;السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ الشكر لسيادتكم جزيل د.مصطفى ولك أريد تعقيبا، أتمنى أخذه باعتبار الصداقة وليست رفض تام لتحليلك الذي ربما يكون صحيحا لأن الأصم لا يري نفسه أصماً ولكن الناس يروا فيه ذلك، ما أريد قوله أحيانا ننزعج من صوت الذبيحة وهى تبكى على موتها ونتهمها بالإزعاج ولكن لا نعرف ما بداخلها لأننا نظرنا للأمر من وجهة نظرنا نحن وليس من وجهة نظر الذبيحة ربما شعرت باستهانة الأمر بداخلي ولكن ليس من الضروري من كلامي أن اعبر عن هذا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لجمالها إذن الجمال ليس شيء مهمل يا دكتور وأخطأ إبليس في إطاعة أمر الله له فعاقبه بان جعله رجيماً وأبعده عن رحمته فعقاب الله للمخطئ أمر وارد وربما يتعلم من أخطائه لشيء ربما يكون أهم ونحن لا ندركه بعقولنا ولا يستطيع أن ينكر القبول؛
أنا معك في أن السقف عندي عالي جدا ولكن ما الحل وإذا أردت أنزل بالسقف ماذا أفعل؛ في رأيك أنا مازلت كما أنا وبصراحة أنا نزلت بالسقف لكن من الواضح أنى نزلت أوي فواجهت معارضات قوية جدا من الأهل كل ما أوافق على فتاة أهلي يرفضونها!!!، أعمل إيه أطلع للسقف تاني ولا أترك الخيار لهم ولا أقول هي جوازة والسلام.
عيب خطيبتي السابقة هي المناكفة والاعتراض، الاعتراض من مبادئها دائما أن تعترض، وأنا إنسان!!، كنا نتصالح اليوم من مشادة أمس لنختم بمشادة جديدة اليوم، ثم نتصالح مرة أخرى غدا.
أتمنى منكم الرد على رسالتي هذه ربما تكون غير مفيدة للآخرين ولكني أراها مشكلة كبيرة، وهي كيفية الاختيار ماذا نفعل هل نرجح العقل أم القلب أم الاثنين معا؟؟!، هل نؤيد الأهل أم نرفض؟!، هل كارثة الحب الأول وضياعه ممكن أن تسبب انهياراً لصاحبها؟!،
ربما أكون ملخصا لكل هذه الأمور بصورة معقدة بمعنى أصح،
ولسيادتكم جزيل الشكر.
2/5/2008
رد المستشار
أخي "أحمد"؛
أهلا ومرحبا بك بعد وقت طويل من نشر مشاركتي وكتابتي لوجهة نظري في موضوعك والخاص باختيار "عروس المستقبل"، رسالتك مفيدة جداً لقطاع كبير من الشباب طالبي الزواج والعفة من الجنسين، فالشباب لهم مواقف مختلفة من موضوع الزواج منها على سبيل المثال لا الحصر:
- رفض فكرة الزواج نهائيا، مع نقص الرغبة في ممارسة الجنس، مع الانشغال بأمور ومتع أخرى في الحياة.
- الرغبة في الزواج، ولكن هناك عجز مادي شامل، فلا مكان لبيت الزوجية ولا مال يمتلكه الشخص للإنفاق على شريك الحياة، ولا قدرة على تحمل أبسط نفقات هذه المسئولية الاجتماعية.
- تأجيل الزواج لمرحلة متأخرة من العمر (بعد الأربعين مثلاً) بأي حجة مثلا يُكوِّن الشخص نفسه، أو يبحث ويدقق في العروس المناسبة أو العريس المناسب.
- الاستغناء عن الزواج واستبداله بممارسة العادة السرية فقط.
- الزواج العرفي أو زواج المتعة أو المسيار أو زواج المصالح المادية فقط.
- الاستغناء عن الزواج بالدخول في علاقات متعددة عند الحاجة (الزنا)، بلا ضابط ديني، ولا رادع أخلاقي.
- ممارسة الشذوذ بأنواعه المختلفة، مع عدم الحاجة للزواج.
- خلطة من العلاقات المذكورة سابقاً.
أخي العزيز
يبقى من كل العلاقات السابقة علاقة واحدة مرغوبة ألا وهي الظفر بذات الدين كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من أن تكون بعد ذلك جميلة ساحرة فاتنة وغنية وذات حسب ونسب، لكن أخي العزيز لا تنس أنك أنت نفسك، ولا أنا نفسي أمتلك كل هذه المقومات والمؤهلات، ولو امتلكت عروس كل تلك المقومات فصدقني سأخاف أن أتقدم لخطبتها مخافة أن يرفضني أهلها!!، وهناك مزحة لطيفة تقول: "مسكين زوجها أحب شعرها الطويل فوجد لسانها أطول"، فاحذر أخي من أن تقع في واحدة من هؤلاء، فساعتها لن ينفعك جمال: مارلين مونرو أو ريتا هيوارث أو راكيل ويلش وهن من ملكات الإغراء في السينما العالمية!!!.
ما أطلبه منك ومن أهلك هو تخفيض سقف مطالبكم بعض الشيء في عروس المستقبل، واعلم أخي العزيز أنك لن تجد عروسا تجتمع فيها كل المواصفات التي يتمناها أهلك في عروسك، فنحن يا أخي العزيز خلقنا الله عز وجل ناقصين، وجعل عز وجل الكمال والجلال والجمال والكبرياء والعظمة مجتمعين له وحده، وليس لأحد من مخلوقاته الضعيفة مثلنا، فلنرض بنقصنا وعجزنا النسبي أخي الفاضل، يقول حكيم في اختيار المرأة المناسبة: "إذا أردت أن تفهم حقيقة المرأة فانظر إليها وأنت مغمض العينين"، أي جرد نفسك من جمالها وسحرها أولا، ثم فكر بعقلك في سلوكها وتصرفاتها، هل ستحب أن تعيش مع صاحبة هذا العقل والسلوك تحت سقف واحد باقي أيام عمرك أم لا؟!.
ويُقال لما أراد قاضي مرو المسلم أن يزوج ابنته استشار جارا له مجوسيا، فقال المجوسي: عجيب؟ الناس يستفتونك وأنت تستشيرني، قال لا بد أن تشير علي، فقال المجوسي: إن رئيس الفرس كسرى يختار المال، ورئيس الروم قيصر يختار الجمال، ورئيس العرب كان يختار الحسب، ورئيسكم محمد كان يختار الدين، فانظر لنفسك بمن تقتدي؟!!!، ولا تنس أخي هذه المقولة الشهيرة: "الزواج يأتي بدون سابق إنذار كما تقع نقطة من الحبر الأسود على ملابس الإنسان"، فلا يهم عندئذ إذا كانت هذه الزوجة هي حبك الأول أم الثاني، ولكنها لو كانت حبك الأول فهذا أفضل وأجمل، ويعجبني قول لقمان الحكيم ناصحا ولده: "يا بني إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، إن أقمتها كسرتها، وإن تركتها تعوجت، إلزمهن البيوت، فإن أحسن فاقبل إحسانهن، وإن أسأن فاصبر، إن ذلك من عزم الأمور".
ويُحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح وله زوجة دينة تقية ذات رأي وحزم فأوحى الله تعالى إلى نبي الزمان: أن قل لذلك العبد الصالح أني قدرت له أن يمضي نصف عمره بالغنى ونصفه بالفقر فإن اختار أن يكون غناه في شبيبته أغنيناه وإن اختار أن يكون في شيخوخته قدرنا له ذلك فيسرناه له.
لما أعلم الرجل ذلك أخبر به زوجته وقال لها قد جاء خطاب من الله تعالى وقص عليه ما سمعه وقال لها ما تريد فقالت له الاختيار إليك فقال الرجل قد رأيت الفقر في الشبيبة فإذا كنت شاباً فقيراً احتملت وصبرت عليه فإذا صرت كبيراً غنياً كان لي ما أتقوت به وأشتغل بطاعة ربي وعبادته فقالت المرأة أيها الرجل إذا كنا في الشبيبة في ضنك ولم نقدر على طاعة ربنا تعالى ولم تصل أيدينا إلى فعل الخيرات وإعطاء الصدقات فالواجب أن تختار الغنى في زمان الشباب فيكون لنا شباب وغنى وطاعة فنقدر حينئذ على عبادته بأجسامنا وأموالنا فقال الرجل نعم ما رأيت وكذلك نفعل فنزل الوحي على ذلك النبي عليه السلام فقال قل لذلك الرجل إذا آثرت طاعتنا واستفرغت جهدك في عبادتنا واتفقت نيتك ونية زوجتك على طاعتنا فقد قضيت وقدرت أن أقضي جميع عمرك في الغنى!، وكن أنت وزوجتك على عبادتي ومهما رزقتكما فتصدقا به على بريتي ليكون لكما حظ الدنيا والآخرة.
أقول: أن من فوائد هذه القصة أهمية الدين والعقل في المرأة، وقد أنقذت هذه الزوجة بتدينها وحكمتها زوجها من أن يعيش نصف عمره فقيرا معدما.
أخي الفاضل؛
سعادتك في الرضا بأفضل المتاح بالنسبة لك، لقد أضعت فتاة طيبة من بين يديك من قبل، بلا مبررات منطقية، وأقول هذا نصيب، وقد يكون ذلك من حظها وحظك، وبدون زعل يا سيدي الفاضل، فالجمال أمر نسبي، وليس أهم شيء في زوجة المستقبل، لذا تختلف مقاييس الجمال من شخص لآخر، أما أن أتزوج على المسطرة والبيكو وشريط قياس (مزورة) لطول العنق واتساع الصدر مع ضيق الخصر، فهذا وسواس يحتاج للعلاج!!، وإصرارك على كلامك السابق، وتبريرك أن أهلك أيضا لا يقبلون نزولك بسقف طلباتك في عروس المستقبل، يجعلني أطلب منك أن تزور طبيبا نفسيا قريبا منك؛ كي يساعدك على الاختيار السليم المعقول، وأنهي كلامي بالدعاء لي ولك وللقراء الكرام بأن يجعلنا الله عز وجل من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وتابعنا بأخبارك.