اضطراب أسبرجر
السلام عليكم ورحمة الله، يا دكتور مصطفى أنا آسف أني ببعتلك استشارتي بالطريقة دي لكن معلش ياريت تتحملني
أنا شاب عندي 23 سنة أعاني طول عمري من عدم التآلف مع الناس مبقدرش أندمج في وسطهم كنت لحد فترة قريبة بخاف جدا أني أتعامل مع حد حتى قرايبي واضطرتني ظروف الدراسة أني أسافر لمحافظة غير محافظتي وأسكن مع زمايلى علشان الكلية بس بصراحة مقدرتش كنت بتخنق بمجرد ما أوصل البلد دى مكنتش بحبها ولما كنت ببقى هناك كنت ببقى هموت علشان أرجع ومكنتش بقدر أنسجم خالص مع زمايلي في السكن إلا لو حد قريب مني ويعرفني من زمان، لدرجة أن اللي ساكن معايا كان ممكن ما يحس بوجودي خالص لأني مبتكلمش غير قليل جدا معاهم لدرجة أنهم فكروني متكبر وقالوا لي كده وفضلت في المعاناة دي لحد ما خلاص مبقتش قادر أتحمل وقررت أنا وأسرتي والدكتور اللي كنت بتابع معاه أن أنسب حل لي أني أسيب الكلية دي وأحول كلية تانية في نفس محافظتي وفعلا بعد تلت سنين من عمري والحمد لله حولت؛
والمشكلة أني حتى بعد حولت من كليتي اللي كانت كلية قمة لكلية تانيه في نظر الناس عادية أنا مش مرتاح مش بسبب أني زعلان على الكلية لكن مش حاسس بارتياح نفسي أعرف أنا عندي إيه بالضبط يا دكتور مع العلم أني طول عمري بشتكي من وساوس قهرية وطول عمري شديد الغضب والعناد لدرجة أني مكنتش بروح المدرسة في ابتدائي في السنوات الأولى غير لما والدي ييجى معايا ولازم حد تانى يرجعني وطول عمري مبتحملش أي ضغط خالص من أي حد وممكن تحت أي ضغط أغضب غضب عارم وأكسر في الحاجات اللي في إيدي، لدرجة أني لما كنت في أولى ابتدائي في الامتحان رفضت أني أقعد في مكان غير مكاني الصف الأول ولما حاولوا يقنعوني أن الامتحان له وضع مختلف رميت الورقة والأقلام ومهدتش غير لما قعدت في مكاني.
كمان بحب مكان معين جدا بحس فيه بالأمان لدرجة أني لما كنت ببقى في سنوات الدراسة اللي كنت فيها بعيد عن محافظتي كنت ببكي علشان أروح المكان دا كل اللي فات دا أنا قلته لحضرتك علشان أنا بعد ما قرأت أغلب الاستشارات والمقالات اللي موجودة عل النت في كل المشاكل علشان أعرف أنا بعاني من إيه آخر حاجة وصلت لها أني مصاب "باضطراب اسبيرجر" بس مش متأكد أنا بتعالج دلوقتى في جروب ثيربي وبعمل تدريبات في الجروب وكده بس لو محدش فتح كلام معايا مبتكلمش خالص مع أني بقى للي أكتر من 10 مرات بحضر
أنا ببعتلك دلوقتى وأنا خلاص منهار معتش عارف أذاكر ولا أعمل أي حاجة
آسف لأني كتبت بالعامية لأني كنت مستعجل.
27/4/2008
ثم أرسل لي رسالة أخرى تقول:
أحب أضيف كمان أني عندي مشكلة في الجهاز العصبي ظهرت في شكل التهاب في عصب الساق ورحت لدكاترة أعصاب كتير واحد يقلي انزلاق غضروفي عنقي والتاني يقلي قطني وغيره يقلي مفيش انزلاق أو غضروف صغير ومن صغري وانا بيجيلي صداع رهيب كنت مبقدرش أتحمله ومصادفة كده اكتشف الدكتور اللي بيكشف عليا اني عندي ارتفاع في الضغط وضربات قلبي زياده ولما بكون مضطرب وخايف جسمي كله بيرتعش فعملت تحليل الغدة وطلعت سليمة والإيكو والقلب طلع سليم ودلوقتي دكتور الباطنة والقلب دا وصف لي Concor cor 2.5 أداوم عليه على طول بالإضافة لاني عندي زيادة في العرق
يا ريت مكنش أزعجت حضرتك بالطريقه البايخة دي بس معلش اتحملني،
وآسف مرة تانية.
27/4/2008
رد المستشار
ولدي العزيز؛
بالفعل الأعراض في حالتك فيها شيء من الغرابة، فهي لا تتفق تماما مع اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب أو القلق الاجتماعي، والذي يتنافى مع هذا التشخيص هو نوبات الغضب التي تصيبك عندما يتغير النظام الذي اعتدت عليه، ولذلك أنا أرجح معك تشخيص أسبيرجر وهو نوع بسيط من أنواع التوحد أو الذاتوية الطفلية، ولكنه يكون ناجحا في أحد المجالات وبتفوق مثل الكومبيوتر أو الموبيلات أو الشطرنج أو علم الفلك أو الرسم أو الرياضيات أو الموسيقى أو..... كما يتميز أصحاب هذه المتلازمة بصعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الزملاء وحتى مع الأهل، مع وجود اضطراب في التعبير عن الانفعالات بصورة سليمة ومقبولة من المحيطين بالشخص.
تشخيص حالات الأسبيرجر في ضوء معايير الدليل الإحصائي (D.S.M-IV) :
فيما يلي نص تلك المعايير التي وضعتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بهذا الدليل عام 1994:
أولاً: عدم ظهور أي قصور أو تأخير في النمو اللغوي أو المعرفي وأن يكون الطفل قد بدأ يستخدم كلمات مفرده للتعبير قبل أن يصل إلى عمر سنتين.. ويستطيع تكوين جمل من كلمتين أو أكثر قبل الوصول إلى عمر 3 سنوات على الأكثر، وفي خلال تلك السنوات الثلاث الأولى يجب أن تكون مهارات رعاية الذات وحب الاستطلاع لظواهر وأحداث البيئة المحيطة ومتطلبات النمو وفق قواعد السلوك التوافقي لهذه المهارات قد تم اكتسابها بما يتناسب مع مراحل نموه ومعدل نمو ذكائه على مدى تلك السنوات الثلاث إلا أن نموه الحركي قد يعاني من تأخر أو سلوك فظ وغليظ كثيراً ما يلاحظ على أطفال الأسبيرجر؛ فهو شيء عادي ولكنه ليس من شروط التشخيص.
ثانياً: قصور كيفي في نمو القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي المتبادل ويتطلب تشخيص الحالة على أنها أسبيرجر وجود هذا القصور في ثلاث على الأقل من خمس نواحي القصور التالية:
1ـ الفشل أو العجز عن التواصل غير اللفظي عن طريق التعبير بالعين (تبادل النظرات) أو بتعبيرات الوجه أو أوضاع أو حركات الجسم أو الأيدي أو الأصابع أو الرأس... إلخ في إثراء التواصل و التفاعل الاجتماعي.
2ـ الفشل في تكوين وتنمية علاقات مع الأقران تتناسب مع العمر وتوفر الفرص المتاحة لذلك والتي تؤدي إلى الاشتراك المتبادل في الاهتمامات والأنشطة المشاركة الوجدانية أو العاطفية والانفعالية.
3ـ من النادر أن يلجأ إلى الآخرين طلبا للراحة أو حل مشكلة أو تخفيف همومه الشخصية أو استجداء الحب أو العطف من الآخرين.
4ـ غياب اهتمام الطفل أو الشاب المصاب بمشاكل أو متاعب أو أحزان أو أفراح الآخرين أو الإحساس بالاستمتاع بمشاركتهم أو الرغبة في تلك المشاركة.
5ـ الفشل في المشاركة والتبادل الاجتماعي والوجداني، كما يتمثل في شذوذ أو قصور الاستجابة لعواطف وانفعالات الآخرين، مع غياب القدرة على تطويع السلوك ليتناسب مع ظروف وطبيعة المواقف الاجتماعية، أو بمعنى آخر غياب القدرة على تحقيق تكامل سلوكيات التواصل الاجتماعي الانفعالي.
ثالثا: الاندماج في سلوكيات وأنشطة محدودة نمطية أو طقوس تتكرر لفترات طويلة دون ملل مع عدم الاهتمام بما يدور حوله أثناءها، أو الاهتمام بأشياء تافهة والتعامل معها بشكل غير هادف مثل فحص أجزاء زهرة أو جهاز أو حلقة مفاتيح أو جزء يدور مثل ريش المروحة أو الغسالة أو غيرها أو بشكل التصاق بعادات حركية فيها تكلف أو غرابة. ونلاحظ أن الأعراض اللازمة لتشخيص متلازمة أسبيرجر تشير إلى نفس الأعراض اللازمة لتشخيص التوحد بدون الاختلال اللغوي.
ولدي العزيز؛
جميل جداً أن تشارك في جلسات العلاج الجمعي (الجروب ثيرابي)، وأنك أتممت عشرة جلسات حتى الآن ولكن المهم الاستمرار، حتى ولو كنت تشعر بفائدة بسيطة جدا من تلك الجلسات؛ فأنت في الحقيقة محتاج لإتقان المهارات الاجتماعية البسيطة؛ كالتفاعل مع أفراح وأحزان الآخرين ولو كنت تمثل ذلك تمثيلا متقناً، ولا تشعر بأن تلك المشاعر نابعة من داخلك.
يتبقى ولدي الغالي استخدام بعض الأدوية النفسية لعلاج الأعراض التي تضايقك وتبعدك عن الناس؛ لذلك أنصحك باستخدام "الفافيرين" بجرعة 50 مجم يوميا قابلة للزيادة فيما بعد، بالإضافة إلى "الريسبريدال" بجرعة تبدأ من نصف لواحد مجم مساءً يوميا وتحت إشراف طبيب نفسي، والمهم في العلاج الدوائي أيضا الاستمرار لفترات طويلة، مع استخدام القاعدة الذهبية الشهيرة: "نبدأ بجرعة صغيرة ونزيدها ببطء مع مرور الوقت"، والأفضل من الكونكور في حالتك هو استخدام مثبطات البيتا مثل التنورمين أو الإندرال؛ لأنها تُحسِّن من حالتك والأعراض النفسية الموجودة لديك أيضا بالإضافة إلى خفض ارتفاع ضغط الدم وخفض الزيادة غير الطبيعية في النبض؛ ويمكنك مناقشة ذلك مع طبيب الأمراض الباطنية أو القلب المعالج.
ولدي الحبيب؛ دعواتي لك بالشفاء التام، وأظن أن حالتك من الحالات البسيطة نسبياً كحالة أسبرجر، ولكنها تحتاج للصبر والمتابعة مع طبيبك المعالج وبدون ملل منك، وتابعنا بأخبارك.