هاربات وقديسات: القذارة التي نعيشها!!
I m a Saudi girl ,but I write with English cause that’s what I know now , that’s what I belong to i can say in English what I like without fear of being judge cause they don’t do that as Arabs do first of all I m 30 , a woman who has a good career but that all from outside of me ,I ve send my issue to many American websites and they all told me to go to shrink but I didn’t ,its hard in our society to go there ,they will accuse me and I wont be able to marry or have dignity or respect ever again see what kind of filth we live in !
my issue is that compulsive eater turned from 169lb to 80lb diets and work out I m 5.1ft,,,period still comes sometimes I hate what I used to like when I was fat , I feel guilty after I eat sweet so I just stopped it ,I eat sometimes junks when I don’t want to eat a meal and that’s how my life goes everyone is giving me hard time my mother cant leave me alone with food and my relation with her is very fragile I don’t trust her choices she wasn’t the woman that anyone can depend on ,though she is a saint out her house but inside her house she has her moody way to deal with her children’s problem as if we are nothing but things she can control sometimes I tell her mom I m 30 get out of my food when you have a trouble you ask my help and you say how wise I m now I m not wise when I need some help I will ask and sure I wont ask her my mother has lost many bounds to me and I actually know that no matter how I try to make her happy she wont feel happy unless I m one of my brothers ,eastern way to how we worship males and put them on the top of the list even if they were rude
I liked your website and saw something different in it ,honesty ,open mind and good way to express Islam don’t think that I don’t pray or I m so away of my religion I love and respect everything that Islam did to us as people and women but the way we deal with things is not the real way I should say it represent us as Muslims
Another thing Lately I started to be away emotionally from people ,no eye contact ,no relations or friendship even my mobile is always off I m happy with that but again my mother is start to nag how I must do the right things I've been acting for decades I want to live as I want cant I have this space??
I want to stand up for myself I want to be strong and able to live in the proper way I think its proper if I want to eat its my right if I want to do things its my life and how can I make people stand behind their limits???? I m sorry if I wrote much if you don’t reply I will understand cause I m so aggressive but I m frank that’s it
18/05/2008
رد المستشار
أعود إلى إجابة الاستشارات بعد غياب طويل، ومع هذا المقطع الحي من حياتنا، أو بالأحرى من حياة نسائنا العربيات أو بعضهن على الأقل، في الخليج وغيره!!
مشهد نعيشه اليوم حيث تعلمت البنات وصارت لديهن اللغة الأجنبية والصلة بثقافات وحضارات وأساليب حياة أخرى أكثر تحررا وانفتاحا، بل وتحللا أحيانا من كل قيد أو أفكار مسبقة أو تقاليد بالية، ثقافات انسلخت من الأديان بمفهومها وممارستها وقيودها التقليدية ليعيش كل إنسان كما يحب ويختار حياته ومساراتها!!
وبدلا من أن نراجع نحن أنفسنا وسط هذه المعمعة ونضبط أشرعتنا وسط رياح شتى متضاربة وضاربة، بدلا من أن نفرز ما لدينا فنتخلص من قمامة وتخاريف كثيرة تعودنا عليها حتى صارت منا، وكأنها من الدين، وهي ليست كذلك، بدلا من دفن أوضاع مزرية دمرت نفوسنا وأضاعت حياتنا، ما زلنا مترددين خائفين متخبطين نطلب من الأجيال الأصغر الانصياع لإرادة الكبار فيزدادون عنادا وتمردا وخروجا وهروبا من هذا الجحيم وشعارهم في هذا: انجُ بنفسك سعد، فقد هلك سعيد، وآخر ما سمعته من طرائف يتناقلها المصريون تندرا على حملة رسمية تديرها السلطة في مصر لتنظيم النسل تحت شعار "نحكم عقلنا... نأكل كلنا"، فكان الرد الشعبي له رأي آخر بالقول: "نحكم عقلنا... نهاجر كلنا"!!
إذن نحن أمام شعوب وأجيال تهجر وتهاجر وتهرب من هذه السفينة الفارقة برمتها، ومع ذلك فإن الأمهات في البيوت، والمعلمون في المدارس، والمشايخ والوعاظ على المنابر، والسياسيون في المجالس، والإعلاميون في وسائل مخاطبة الناس، كلنا بحسب المكان أو الوظيفة جميعا نندرج في حالة من الكذب العام وخداع الذات ومحاولة إحكام السيطرة على واقع منفلت بطرق خائبة منتهية الصلاحية، ولكنها هي كل ما لدينا!!
أختي هنا لم تجد ما تتحقق من خلاله أو تشعر بوجودها وكيانها وحريتها سوى الأكل في مجتمع ما زال يتحاور حول قيادة المرأة للسيارة بين المنافع والأضرار!!!
ولنا أن نتصور المساحات المتاحة لحركة المرأة كما وكيفا، وتفاعل النساء هناك مع هذا المسموح به، وتكيفهن مع ما لا فكاك منه، وجهودهن في التميز العلمي والأدبي والشخصي رغم العقبات، ومحاولة البعض منهن إبداع صيغ وابتكار أساليب ـ والحاجة أم الاختراع ـ لتحقيق الذات وبناء الشخصية وممارسة التنفس، ولو "تحت الماء" كما في استعارة "نزار قباني" البليغة!!!
كل هذه الصورة غائبة عن كثير منا، وتبدو غائبة عن أختنا هنا وعن أمها على السواء، فلا تبقى أمامنا إلا معركة الأكل: البنت تريد أن يتركوها في حالها تأكل ما تشاء، ومتى تشاء، وكيف تشاء!!
والأم تريد مصلحة البنت على طريقة أن معتدلات القوام يتأخر زواجهن حاليا، فما بالنا بالبدينات!!
والأم تتمنى للابنة أن تتزوج وتعيش حياة سعيدة، مثل كل أم، ثم هي مسكينة تعيش بوجهين كما نعيش بالملايين من المحيط للخليج، ملايين الرجال والنساء لدينا ـ يا رب لا أريد أن أقول الأغلبية ـ يعيش ويعيشون بعدة شخصيات: واحدة للمجتمع، وأخرى للبيت، وربما ثالثة للمسجد، وربما رابعة حين نسافر إلى أوروبا، وهذه التعددية في الشخصيات أو الأقنعة هي رد الفعل، وأسلوب التكيف المرضي، والحل الشائع لضغوط مجتمعات منهكة فكريا ومتآكلة نفسيا ومضغوطة روحيا، ومتسلط عليها باسم الدين أو أقنعة الاستبداد أو الاستعلاء الجاهلي للذكر!!
أمك يا أختي مثل الملايين فلماذا هذه القسوة في النظرة إليها؟!!
وأنت أيضا مثل الملايين في رفضك لهذه القذارة التي نعيشها، والأفضل أن تبحثا عن صيغة أكثر حكمة وإنسانية للتفاهم بين ضحية تأكل، وضحية تنهر وتلوم!!
أنا واحد ممن يعتقدون أنه لا يمكن علاج المشكلات النفسية إلا في إطار خطة علاجية أوسع على مستوى العلاقات الأسرية، وأحيانا الدائرة الاجتماعية الملاصقة لصاحبة المعاناة!!
وبدلا من لعبة القط والفأر، وحوارات: "سيبوني في حالي / يا بنت لا تدمري نفسك"!
بدلا من هذا التبديد والهدر أقترح عليك ما يلي:
1 ـ عرض نفسك على طبيب أو طبيبة مختصة في طب النفس، ووصمة مراجعة الطبيب النفسي تخففت كثيرا، ثم إنك ـ ولحسن الحظ ـ ذاهبة للاستشارة بشأن مشكلة غذائية، وليس جنسية أو فصامية ولا شيء من "الأهوال والكبائر" كما في ميزان تقييم أغلبنا للأمور!!!
إذن حالتك يمكن وضعها في إطار اجتماعي مقبول، وكأن الطبيب النفساني هنا سيكون بمثابة استشاري معاون للرجيم.
2 ـ تفيدك نصائح أخي د. وائل أبو هندي فيما يختص بالنظام الغذائي السليم، وطريقة الأكل، وحقائق وأساطير الرجيم، وله في هذا مقالات على "مجانين"، وكتاب رصين رائع يمكنك الحصول عليه بسهولة كما أعتقد!!
3 ـ معركتك الحقيقية هي في بناء نفسك وتحقيق إنسانيتك، لا مناوشات أهلك، ولا لعبة الأكل تمردا أو تنفيسا!!
أوصيك باكتشاف ذاتك ومعرفة وتحديد ما تحبين من هوايات وإبداعات وعطاءات.
أنا واثق من أنك إنسانة جميلة وقادرة على العطاء فلا تحرمي نفسك من الحياة بل انتزعي حقك فيها عقلا وشعورا ونضجا ووعيا وسعادة!!
4 ـ إذا ضاقت عليك الدوائر المحيطة بك أقصد في تعريفك برجال، فلا بأس من أن تستخدمي مواقع التعارف للزواج، ومنها مواقع محترمة ورصينة، فهل جربت؟!!
نظرتك السلبية للرجال تنعكس في نظرتك وموقفك من جسدك الذي من المفترض أن يكون موضع سعادة لك ولمن تتزوجين فكأنك تحتقرين الرجال بتضخيم جسد ليس هو كل هويتك طبعا، ولكنه يظل شيئا منها، ونظرتك السلبية لجسدك تفسد عليك حياتك.
فتأملي داخليا في نفسك بعمق لتحددي ماذا يمثل الإفراط في الأكل بالنسبة لك، ولا بأس من أن نتواصل بالمتابعة منك بعد حين.
5 ـ بدلا من غلق المحمول والعزلة عن الناس يمكنك اختيار صديقات بانتقاء شديد، وعناية فائقة.
أنا واثق أننا دائما يمكن أن نجد بشرا يفهمون نتواصل معهم، رغم اتساع مساحة التخلف والمتخلفين!!
فلا تحرمي نفسك من هذه، وكفي أرجوك عن التحدي الطفولي لكل ما يأتي من الوالدة، بل حاولي إقامة علاقة أنضج معها، لو أنصفت لرأيت أنها تستحق منك شفقة أكثر واحتراما وتفهما، كما تستحقين أنت منها أفضل من مجرد التأنيب!!
6 ـ تذكري أن موقفك من الأكل سيتغير عندما يتغير موقفك من نفسك وحياتك وأنشطتك وعلاقاتك، فلا تحرمي نفسك من هذا التغير الذي تستحقينه وتستطيعينه.
يا أختي تظل في الحياة مناشط ومباهج ومدارات يرشدنا إليها الشرع، ويهدي إليها العقل، وتتوق لها النفس السوية، وأعرف أن عوائقَ كثيرةً تحول بين أغلبنا وبين الاستمتاع بحياة طيبة، لكننا في كل الأحوال سنكسب أنفسنا إن لم نكف عن المحاولة، ربما بعضنا سيلقى الله بوجه ناضر، وقلب سليم، وموقف نبيل، وكل حصاده في دنياه هو شرف المحاولة، وإلى لقاء!