عائد من الخليج! طيب... ولكن م2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب مشكلة عائد من الخليج أفيدكم بآخر التطورات مرت 5 أشهر على أخر رسالة كتبتها زوجتي حالتها المزاجية متأرجحة.. مازالت تعتقد في قريبتنا التي تخاوي جنياً من شهر أخبرتها بالحقيقة وهي أنني كنت أمد تلك السيدة بأخبار زوجتي وبالتالي كانت تنبهر زوجتي بها وتسمع كلامها وتنفذه، سبب إقدامي على ذلك أنني وجدت تلك الطريقة مجدية مع زوجتي، كنت أتحكم في تصرفاتها وأنفذ ما أريد وأوصل لها ما أريد بهذه الطريقة غير المباشرة،
وكانت زوجتي لا تتناول أدوية وعادت بقوة لحفظ القرآن وهي أملت 7 أجزاء. كنت كمن يستخدم الريموت كنترول في التحكم بسلوكياتها وتصرفاتها وكانت تلك القريبة هي جهاز الريموت الذي استخدمته. هدفي نبيل وهو إصلاح زوجتي. والغاية تبرر الوسيلة ولكن قد تتساءلون ما الذي دفعني للأعتراف بذلك لزوجتي وبذلك فقد الريموت كنترول وللأبد؟؟
هناك سببان.. الأول: أن زوجتي بدأت تعتقد في هذه السيدة وهذا الجان بشدة ولذلك خشيت عليها من سلامة عقيدتها وهي التي تحفظ القرآن وتدرس بجانبه في معهد لإعداد معلمات القرآن.
السبب الثاني: أن تلك السيدة شعرت أنها تستمتع بحكاياتنا وتتسلى وكانت زوجتي تكلمها وأنا أكلمها بدون علم زوجتي ويتطرق كلامنا إلى حياتي الجنسية وتفاصيلها.. والهدف من جانبي أن تؤثر عليها لتتجاوب معي لأن زوجتي كانت في غااااااية البرود الجنسي معي.
كانت توجيهات تلك السيدة لها بأن الجني وتسميه "الحاج محمود" يخبرها بأنه حدث بينك وزوجك كذا بالأمس وهو يطلب منك أن ترضي زوجك كما كنت تفعلين أيام ما كنت تدخنين. ونصائح من هذا القبيل. كانت تثمر نتائج إيجابية ليوم أو يومين ويعود الحال من جديد..
لكني وجدت أن تلك السيدة تتلذذ بأحاديثي تلك وكانت تطلب مني عدم أخبار زوجتي بأنني أكلمها وفي مرة طلبت مني أن أحدثها ليلاً لو أمكن وتحججت وتهربت منها.."هي قي الخمسينات.. وأرملة منذ سنوات طويلة.. وجدة... وتسكن في بلدة أخرى ولم أرها في حياتي سوى مرة واحدة لمدة 15 دقيقة.
شرحت ذلك كي لا يظن أحد أنني أطمع في علاقة معها بأي شكل.. ربما تلذذت بتأثير حديثي عليها وكيف تطورت أحاديثنا بهذا الشكل ولكني كنت أتألم لأن ذلك نوع من الخيانة لزوجتي قد أكون قبلت بها كرد فعل لحديثها مع رجل أثناء مرضها" هذه هي أسبابي التي دفعتني للاعتراف لزوجتي بأن هذه السيدة تدعي قدرات ليست لها وأن كان هناك أمرين تما قبل ذلك تثبت أن لها قدرة على تسخير الجن.
منها شيء حدث أمام زوجتي حيث تناولت منها خاتم وبعد برهة طلبت من زوجتي أن تأخذ خاتمها من تحت الوسادة!!! كيف انتقل الخاتم من يد السيدة لمكان آخر بعيد عنها وفي لحظات؟؟؟ حتى أنا لا أجد تفسيراً لذلك.. ولكني من النوع الذي إذا واجهته ظاهرة مستعصية على الفهم أطرحها جانبا ولا أنبهر بها حتى لا أوقف عقلي الذي وهبني الله اياه.. ولذلك استخدمت عقلي في تجنيد تلك السيدة -أيا كانت قدراتها- في التأثير على زوجتي وتوصيل ما أريده منها بطريقة غير مباشرة.
ولكن السؤال الآن كيف صارحت زوجتي وما رد فعلها؟ في أحد مناقشاتي معها قالت أن الجني يعرف عنا كل شيء فقلت لها كفاكِ سذاجة وأخبرتها أنني أنا الذي كنت أنقل أخبارها للسيدة ومنها كذا وكذا.. وهي مصدومة وتكاد تجن.. قلت لها من الأفضل لي أن تكون زوجتي مريضة نفسيا من أن تكون كافرة أو مهووسة بالجن. وقلت لها تخلي عن تلك السيدة التي أوهمتك بقدراتها وبدلا من تبديد الأموال في مكالمتها على الهاتف اذهبي للطبيبة النفسية لأنها ستساعدك بطريقة علمية.. صحيح أن تلك السيدة أثرت عليها إيجابا بأن تركت الأدوية ولم يحدث لها انتكاسة.. كما عادت بقوة لحفظ القرآن الكريم.. ولكنها بين فترة وأخرى كانت تبكي وتثور بلا سبب وتريد البقاء وحيدة. فتتصل بتلك السيدة وتهدئ من روعها وتساعدها.. ثم تنتكس مرة أخرى..
منذ شهر كانت زوجتي مضغوطة في الامتحانات وساءت حالتها فنصحتها بزيارة طبيبتها النفسية.. كتبت لها على أدوية.. استخدمتها ليوم واحد وأثرت على تركيزها فقررت وقفها.. توقفت عن الأدوية وبين الحين والحين تأخذ حبة منوم.. تحسنت علاقاتها معي ما عدا الجنسية.. شكرتني على وقوفي بجوارها في محنتها.. وشكرتني على دعمي لها في دراستها بدورة إعداد معلمات القرآن بل وساندتها في التقديم لمعهد إعداد الدعاة.. أنا سعيد بتحسنها وسعيد بمصارحتي لها.. مازلت أتذكر الماضي وأتألم في نفسي.. اليوم مر عام على يوم طلاقنا.. نحن الآن زوجان متفاهمان نوعاً ما.. أحمد الله الذي أخرجنا من الأزمة التي عصفت بحياتنا وأرجو أن يغفر لي ولها.
أشكركم على دعمكم لي وأكرر شكري للأساتذة العظام القائمين على هذا الموقع
وأنتظر منكم إرشاداتكم كي تستمر حياتنا نحو الأفضل.
18/05/2008
رد المستشار
أخي الحبيب...
تستمر سعادتنا معك بتحسن زوجتك وبمساندتك إياها، وبنوعية تفكيرك ورجاحة عقلك، فما أسلفته في رسالتك أخي ليس ضد العلم بل يؤكد ما حاول أساتذتنا العظام وأخص منهم رائد الطب النفسي د. محمد شعلان حين تحدث عن دور الاعتقاد في شفاء المريض فزوجتك اعتقدت في معالجتها اعتقادا جازما وأجاب عن سؤال يدور في خلدها ما سبب ما أنا فيه؟ وكانت الإجابة شافية وهي أنك ممسوسة، وأراحتها الإجابة وأخلت مسئوليتها فاطمأنت نفسها وغيرت من إدراكها للأمور فقلت الضغوط التي كانت ترسب من حدوث النوبات ووجدت الصدر الحنون الذي تهدأ انفعالاتها وتمنع من ارتفاع درجات التوتر لديها مما يمنع من إغلاق دائرة المرض ويمنعها من اجتيازها لعتبته (فحدوث المرض يحتاج إلى عوامل أربعة الاستعداد الوراثي والتغير البيولوجي والتغير الفسيولوجي والضغوط الاجتماعية) وزوجتك العزيزة تم حمايتها من العامل الرابع مما أدى إلى تحسن مرضها وخفت نوباتها.
ما أختلف معك فيه هو وقت وطريقة كشفك لما تم حيث أنك لم تستفيد منها الاستفادة القصوى حيث كان يمكنك أن تخبرها عن أهمية إدراك واعتقاد الشخص حيث أنها عندما اعتقدت في هذه المرأة وصدقتها تحسنت وعادت حياتكما الزوجية إلى السواء وهكذا يؤكد أن هناك جانبا كبيرا يتوقف على الإنسان وطريقة حكمه على الأمور ورغبته في التحسن.
عموما أنا أرى أن تستمر زوجتك مع طبيبتها وأن تطلعها على كل شيء بما في ذلك تواصلك معنا فكما يبدو أن زوجتك تحتاج إلى الجانب الإنساني أكثر من الجانب الدوائي الذي لا ننكر أهميته في حالتها بل ونصر على وجوده ولو في وقت الأزمات.
أما أنت أخي فهنيئا لك ما أنت فيه من سعادة واستمر في مساندتك لها وحاول أن تتغلب على نوازعك الشخصية تجاه ما مرت به زوجتك من مغالطات أثناء فترة مرضها وفقك الله وننتظر متابعاتك.