غريب منعزل محبط..!؟
بسم الله الرّحمن الرّحيم، وبالله نستعين،
أعزائي المستشارين؛ أشكركم أولاً على مجهوداتكم الكبيرة وعملكم للخير تجزون عليه إن شاء الله. سأتكلم عن نفسي وعن عائلتي بشكل تفصيلي وزمني إن شاء الله.
سأبدأ بأبي وأمي.. ولد أبي في دولة مجاورة للسعودية وتوفيت والدته فور إنجابه.. بعد ذلك جاء به جدي إلى السعودية وهو بعمر 5 سنوات وجعله يعمل عند أحد أصدقائه، نشأ أبي مع عائلة هذا الرجل وكانت عائلة كبيرة عمل معهم، وكان يعمل باجتهاد ويقوم بكل شيء يطلب منه وقد عومل بقسوة بعض الأحيان كضرب الوجه والإهانة النفسية لو قصّر في عمله أو أخطأ، وكان مع نهاية كل شهر يعطي جدي ما يتقاضاه من مرتب أو أجر. مرّت الأيام والسنين وأبي على نفس الحال لا أب ولا أم ولا حنان إلا القليل من الاهتمام العادي من الرجل الذي يعمل لديه، فكبر أبي وهو تقريباً كأنه فرد من أفراد هذه العائلة التي كان يعمل لديها ومن وجهة نظري أعتقد أنه تزوج أمي ليربط نفسه تماماً بهذه العائلة التي يعتبرها عائلته.. وللعلم؛ أبي لم يزر بلده الأصلي بتاتاً مذ جاء إلى السعودية.
بعض من صفات وأحوال أبي التي هي شبه راسخة لديه:
* لا يوجد لديه أصدقاء كثر بمعنى الصداقة.. إلا رجلين تقريباً، يوجد عشرة بينهم وهم من الوسط الذي عاش فيه.
* كتوم في مشاعره جداً وهمّه يبقى له.
* يتأثر كثيراً إذا شاهد مشهداً عاطفياً في مسلسل وقد يتهيّأ للبكاء.
* لو غبت عنه أنا أو إخوتي أو أمي فإنّه لا يتصل بنا! وقد يطول ذلك إلى شهر أو شهرين ولا يسأل أو يطمئن.
* أبي إنسان عاش حياته كالآلة؛ عمل فقط، لا يوجد أي إدراك لأهمية الترويح عن النفس خصوصاً في السنوات الأخيرة.
* أبي يعمل طوال العام ولا يوجد يوم للراحة أبداً إلا في الحالات الطارئة حيث يقتطع جزءاً من وقته ثم يعود للعمل.
أمّا أمي؛ فعندما ولدت شعر أبوها (جدي) بالضيق كونه كان يتمنى ولداً ولكن جاءته بنتٌ. كانت تحب التعلم والدراسة لكن أكرهت على الخروج من المدرسة بعد الابتدائية وتم تزويجها وهي بسن 13 سنة من رجل متعلم وأنجبت منه طفلين خلال عامين، بعد ذلك حصل طلاق بينهما -وذلك بتدخل من أسرتها أيضاً- فأعطت المحكمة حق رعاية الأبناء للأب وهذا أثّر على أمي كثيراً وبشكل كبير، فقد كانت تعيش معاناة بسبب بعد طفليها عنها، لكن أبوها (جدي) حريص على مراعاة وضعها لكنها لم تسلم من مضايقات قريناتها ومعايرتها بطلاقها. كان جدي دائم السفر ويصطحبها معه في الغالب لتروّح عن نفسها وقد تقدم لخطبتها العديد من العرسان ولكنها رفضتهم إلى أن تقدّم لها أبي ولم تكن موافقة في البداية إلا أنّ أهلها ضغطوا عليها ووافقت وتزوجت أبي.
بعض من صفات أمي:
* العصبية الشديدة والزعيق والصراخ المتكرر.
* في حال الغضب تفضّل الامتناع عن الكلام والمقاطعة.
* لحوحة جداً في طلباتها وتتذمر كثيراً ولا ترى إلا السلبيات في الغالب.
* حريصة على أبنائها بشكل شديد يصل إلى شبه التملك والسيطرة، خصوصاً في الأشياء المهمة كاختيار الزوجة.
* لديها شعور دائم بعدم الأمان.
* تسهر كثيراً.
* لديها قدرة عجيبة على إحباط الآخر.
أبي وأمي؛ الحياة من أجل العمل، لا مكان للعاطفة ولا مكان للراحة ولا مكان للتغاضي عن توافه الأمور، والإحباط بسرعة والتصور السلبي للمستقبل مع قليل من الأمل، لا يوجد حب أو تفاهم والنقاش بينهما يكون متوتراً وكل طرف يسعى لإسقاط الخطأ على الآخر، عدم ثقة من طرف أمي في أبي خصوصاً بعد تدهور أوضاعه المادية بشكل كبير.. لم أرَ في حياتي أبي يحضن أمي ولم أره يقبّلها أبداً وأشعر أنهما لا يميلان لبعضهما كثيراً وكل ما يجعل ارتباطهما قائم هو وجودنا أو انشغالهما بالعمل.
أنا؛ أنا أكبر إخوتي، بدأت حياتي وحيداً لمدة ثلاث سنوات حتى رزق الله أمي وأبي بأخ لي. كل وقتي كان في البيت ولا أشعر بوجودهم ولا أحمل ذكريات كثيرة إلا عن شعوري بالوحدة والملل، بعض الأوقات في طفولتي كنت أنظر من النافذة لأرى الأولاد يعلبون الكرة في الشارع وكنت أقوم بتكسير الألعاب بعد الملل منها لمعرفة ما يوجد بداخلها وكيف تعمل. لم أنشأ في وجود أناس كثر؛ فقط أمي وبعض الأوقات أبي، وأتذكر أول موقف شاهدت فيه أطفالاً بنات في بيت خالتي وكنّ أكبر مني سناً وقد أحطن بي وبدأن يسألنني عن اسمي ويضحكن مما سبب لي قلقاً وخوفاً شديداً.
في سن الخامسة دخلت روضة الأطفال وأتذكر أنه لم يكن لي تفاعل مع باقي الأطفال، وأتذكر أيضاً أنّ أحد الأطفال كان يقوم بخنقي بعض الأوقات مما سبب لي خوفاً جعلني أخبر أمي وبعد ذلك انتهى الموضوع بسلام. في سن السادسة دخلت الابتدائية ولا أتذكر الكثير عن تلك الفترة، لكن في المرحلة الثانية من الابتدائية أتذكر سلوكيات كثيرة؛ كان بجواري طالب مشاغب، وكنت أنا أيضاً مشاغباً قليلاً وكان اسمي يكتب على السبّورة ونعاقب بعد ذلك، فشعرت أني قوي ولا أخاف، وبدأت أشتم وأشعر بمتعة في ذلك لكن المتعة الأكبر كانت في تعرية بعض الطلاب من ملابسهم فكنت أنظر إلى بعض الطلاب ومن يعجبني منهم أقوم بمحاولة تعريته لرؤية أعضائه الأمامية أو الخلفية.
في سن السابعة أو الثامنة، أحببت لعب كرة القدم وزاد ولعي الشديد بها وكانت كل شيء بالنسبة لي، فهي حياتي وهي متنفسي وهي ما أفكر به وأحلم به وتشتاق له نفسي من سن التاسعة وحتى الحادية عشرة تقريباً.. بدأت ألعب كرة القدم في الشارع وتعرفت على صديق أكبر مني سناً وبدأ يُفهمني كيف وُلدتُ وما هو الجماع وما هي الأعضاء وما يطلق عليها، وأيضاً أنه توجد علاقة بين الرجل والرجل والمرأة والرجل، وبدأت أفهم قليلاً اللغة الدارجة للجنس وللأسف أن العلاقات السائدة هي بين شاب وشاب، وكان الفاعل يعتبر شخصاً مميزاً وله جاذبية خاصة جعلته يحصل على ما يريد من المفعول به.
وفي تلك الفترة أيضاً دخل حياتنا أحد أبناء أمي من زوجها السابق وكانت سعيدة بذلك بدرجة كبيرة تمنعها حتى من توبيخه لو أخطأ، وكان يتحدث عن حجم مؤخرتي بطريقه تجعلني أقلق، وأيضاً كان يخيفني بكلامه أنه قد يفعل بي وقد حاول ذلك مرة ولكن من فوق الملابس وأصبحت أصرخ طالباً النجدة من أمي لكنها لم تهتم، وهذا أكثر شيء فعله لي ولم يكن بقصد المتعة بشكل تام أكثر من كونه كان تخويفاً ولحظة من سيطرة الشهوة على العقل..
في ذلك السن كانت أمي من يقوم على حمّامي -الاستحمام-، وبعد ذلك أخبرت شقيقي (ابنها من زوجها السابق) أن عضوي الذكري صغير جداً وأنها قلقة لذلك، وبعد ذلك فتح الموضوع شقيقي وبدأ حديثاً فيه من السخرية وفيه من الإساءة ما جعلني أشعر بطعنات شديدة في قلبي ولوم شديد لنفسي على وضعي، كانوا يقولون بسخرية وضحك "يوجد أمل.. في أمل"، ولقد بقي ذلك راسخاً في ذاكرتي وقلبي وعقلي.. أيضاً كان أخي يتحدث عن عظم حجم قضيبه بفخر واعتزاز، وأيضاً قال لي مرّة أني إذا جلست فإن أفخاذي تصبح مثل النساء وكأنه لا يوجد عضو لي وذلك ضايقني وأثّر في نفسي كثيراً، أيضاً كان أمي تلحّ عليّ في إنزال القميص على مؤخرتي لإخفائها والقيام بذلك سريعاً كلما ارتفع القميص أو "التيشرت" حتى أن ابن خالتي هزئ مني مرة وقال لي: "أرخي التيشرت".
كنت أخاف جداً أن يعتدي عليّ أحد، وكنت أتضايق جداً من عبارات بعض الأشخاص حيث قال أحدهم وأنا أمشي في الشارع "مؤخرتك جميلة" وكنت أحب الحديث بلغة الجنس والتباهي بمعرفتها مع الطالب الذي يجلس بجواري وقد وصلت بي أن حاولت أن أحك عضوي بفخذ زميلي وشاهدني المدرس ولطمني على وجهي بقوة..
وبقيت معي دائما تخيلاتي أن أمارس الجنس مع شاب بسني يعجبني شكله وطبعاً أكون أنا الفاعل وليس المفعول به ولكن ذلك لم يحدث معي، كنت فقط ألتصق وأزنّق في من يعجبني من الطلاب.. أيضاً في هذه الفترة كنت أتعرّض لإكراه شديد على المذاكرة لدرجة يضيق فيها صدري وإن رفضت أضرب وأوبخ وأعاقب بالحرمان من المصروف لفترة معينة، كان ذلك يتكرر ودائماً هناك وعيد وتهديد بالعقاب في حال لم أحقق الدرجة الكاملة في سن الثانية عشر حتى الخامسة عشر..
تعرفت على العادة السرية وبدأت أمارسها لكن ليس بشكل كامل وقد آذيت نفسي عدة مرات إثر استخدام الشامبو أو الصابون، وبدأت تزداد صداقتي بابن خالتي وكوّنت عدداً من الصداقات في المدرسة وأغلبها جاءت عن طريق الكرة ولعبها وليس مهارة مني، بعد ذلك كنا نبيت في بيت جدتي نحن وباقي أبناء خالاتي واتفقنا في الليل أنا وابن خالتي على أن نمارس اللواط مع ابن خالتي الآخر وهو يصغرنا سناً بثلاث سنوات، فقد سمعنا أن السائق قد اعتدى عليه عدة مرات وهذا ما زاد شجاعتنا على محاولة فعل ذلك معه فأخبرته ليلاً ونحن ننام بجانب بعضنا بأن نلعب عريس وعروس فوافق وبدأت أفعل به ولما انتهيت فعل ذلك معه ابن خالتي وأخذنا نكرر ذلك، بعد ذلك حاولنا مع ابن خالتي الآخر وفعلنا به، وثم أخيه وفعلنا به، أيضاً كنا نحاول مشاهدة الأفلام الإباحية لكن لا نحصل عليها فيكفينا مشاهدة امرأة بزي السباحة حتى نشعر بإثارة كبيرة.
الأجواء في المدرسة كانت مطابقة؛ فكان الطلاب إما فاعل أو مفعول به -وعليك أن تختار أحد الطريقين، وبعد ذلك حصلت على فلم جنسي من أحد أصدقائي، أول مره شاهدته فيها كنا جماعة ونشاهد معاً وبعد ذلك مارست العادة وحدي.. كنت دائماً أسعى لإثبات رجولتي وفق ما تلقيته من البيئة التي حولي.. وهذا طبعاً بإثبات فحولتي؛ فحديثي مع أصدقائي يكون عن الجنس وبلغة الجنس، حياتي في تلك الفترة عبارة عن جنس وكرة حتى بدأت أحب ابنة خالي فهي أول شخص في نقاشي معه قال لي حبيبي وكانت خلوقة ومؤدبة جداً ومجتهدة ومطيعة، وقد أحببتها كثيراً ولكني أخفيت ذلك إلا عن أعز أصدقائي، الوحيد الذي كنت أتحدث معه عن هذا الموضوع، لكن ذلك لم يمنعني من الميل نحو شاب أصغر مني- بسنة أو اثنتين تقريباً - في المدرسة.. كنت أحب التلصص بعيني على جسده ومؤخرته وأستمتع بملامح وجهه، كان يعود لبيته من نفس طريق بيتي وكنت أسير خلفه وأنا أحب النظر إليه والشعور بوجوده لكني لم أجرؤ على التعرف إليه، لكني كنت أمارس العادة السرية وأنا أفكر في طريقة استدرجه بها وأفعل به.
في سن السادسة عشر وحتى الثامنة عشر.. بدأ تدريجياً يختفي تفكيري باللواط خصوصاً مع مشاهدات الأفلام الإباحية والتلذذ بمشاهدة النساء، وبدأت أسمع عن قصص جنسية مع الخادمات وكأن هذا الشيء ألهمني لممارسة الجنس مع الخادمة، ولكنها لم تكن تعجبني كثيراً واكتفيت فقط بأن تمسك بعضوي الذكري، ولكنها أيضاً طعنتي بقولها لي "أن العضو صغير ويا ليته كان أكبر لأستمتع معك"، لقد كنت أحزن كثيراً لأن عضوي قصير وصغير، وحتى أصدقائي عندما أتلصص عليهم أجد أن أعضاءهم أكبر من عضوي بكثير فيصيبني إحباط كبير يزيد معه إصراري على إثبات كفاءتي الجنسية ومدى قدرتي وبراعتي.
بعد ذلك جاءتنا خادمة جديدة كانت أكبر مني بعام فقط وكانت جميلة جداً وتعتني بنفسها جيداً، فكرت في أن أمارس الجنس معها وحبكت الخطة وبدأت بفكرة الحب حتى استدرجتها قليلاً قليلاً وببطء شديد وبدأت بقبلة وارتجفت بين يديّ، وكنت أمارس العادة تقريباً بشكل يومي وأخبر أصدقائي في اليوم التالي بذلك، وبعد ذلك بدأت أحاول أن تريني جسدها حتى تمكنت من ذلك ولكني كنت أخاف أن أفعل بها (أجامعها) فتحمل فكنت أبتعد عن ذلك ولكني كنت أفعل ذلك بالحك وبطريقة غير مباشرة، وبقيت أنا وهي كالزيت والنار على نار هادئة حتى زادت شجاعتنا وقويت رغبتنا فجامعتها مع واقٍ ذكري.. واستمررت بعد ذلك بمجامعتها ولكن دون واقٍ وبقيت سنة ونصف على هذه الحال حتى عادت إلى بلادها.
كان لذلك أثر كبير على دراستي وبدأت الوم نفسي كثيراً وأقلع عنها فترة ولكن أعود مرة أخرى، وسبق أن تحدثت عن حبي لبنت خالتي وكان حباً من طرف واحد، كان يكبر معي وكنت أحلم بالزواج منها وكنت أيضاً ألوم نفسي على خيانتها وأني لا أستحقها رغم حبي الشديد لها.
في سن التاسعة عشرة وحتى الآن؛ بعد أن تخرجت من الثانوية بمعدل ليس كافياً لدخول الجامعة، كان قلق أبي وأمي شديد وإحساسي بالإحباط والخذلان كبير رغم إحساسي بقدراتي وأني أستطيع التفوق لكن لا أقبل على المذاكرة وإذا فعلت فإني أجد نتائج ممتازة سريعاً، بعد ذلك دخلت إحدى الكليات المتواضعة وفي نفس الفترة سمعت عن خطبة بنت خالي التي أحبها جداً فكان ذلك الخبر عليّ كالسيف قصمني وبدأ مشوار من الحزن اللا منتهي وعدم الرغبة في شيء والإحساس بعدم الكفاءة في شيء سوى في كرة القدم، فكان أبي يكرر دائماً قوله بأننا لا نستطيع الاعتماد على أنفسنا وغير مفيدين في شيء وهو في نفس الوقت لا يعطينا فرصة لنثبت جدارتنا.
كانت الكلية في مدينة أخرى غير المدينة التي تسكنها عائلتي وهذا ما جعلني حراً كفاية، فلم أكن أعتن بدراستي إلا قليلاً وبدأت أعتاد الغياب وإن سألني أهلي عن الدراسة أخبرتهم أن كل شيء بخير والحمد لله وبقيت مهملاً لدراستي غير متحمس لها، بل إن نظرة المجتمع لكليتي كانت نظرة دونية وأنها لغير الأكفاء والأذكياء وأن ليس لها مستقبل فكنت غير مقبل على المذاكرة ومنشغل فقط بكرة القدم ومتابعتها والجنس والبحث عن الحب وسماع الأغاني واللعب واللهو، كنت أفوت بعض أوقات صلاتي وأكذب وأقول لصديقي أني صليت وأنا لم اًصلِّ، لكن كنت أصلي بشكل غير ثابت.
بعد ذلك بدأت أستخدم الانترنت وتعرفت على بعض المنتديات الرياضية ووضعت كل طاقتي فيها وكل وقتي وتركيزي وكل عاطفتي على الفريق الذي أحبه واستمررت في حلقة الجنس والتشجيع والإهمال الدراسي حتى تعقدت ظروفي الدراسية وتأخرت في التخرج وكل من جاء بعدي تخرج وأنا لم أتخرج، كنت أقول في نفسي أن عدم التوفيق هذا سببه هو معاقبة من الله لي على الزنا وأيضاً من سخط أمي ودعائها عليّ بعض الأوقات.
بعد ذلك قررت خداع أهلي والانتقال إلى مدينة أخرى يتواجد فيها نفس الكلية التي أدرس فيها بحجة أن فرص العمل في تلك المدينة أفضل، وذهبت هناك وبقيت في شقة نملكها ولكن أنا لم أنتقل من الكلية أساساً وبقيت أعيد حساباتي وأفكر ليلاً ونهاراً فيما فعلته بنفسي وكم أضعت من الوقت وكم تأملت الأفضل ولكن الواقع مختلف حتى قررت أن أدخل الجامعة من جديد، فما كنت أحتمل أن يقال عني أني فشلت. في تلك الفترة أيضاً بدأت أقرأ كثيراً حتى أدمنت القراءة، وبدأت أفهم خلجات نفسي وأسباب مشكلاتي وقررت أن أدخل الجامعة بنظام المنازل -عن بعد- مقابل بعض المال وفعلت ذلك وأصررت على تدارك أخطائي والاستفادة منها ونجحت في تخطي فشلي في الكلية السابقة واخترت تخصصاً أحبه وترضى به نفسي ولدي طموح كبير فيه.
علاقتي مع إخوتي وأمي وأبي في البيت على عجالة؛ هي علاقة لم تكن متفاهمة كثيراً لكن بدأت تتحسن قليلاً وكانت أتعارك باستمرار مع أخي الأصغر وأحس دائماً بتفضيل أمي له وذلك من خلال المعاملة والتعامل، بعض الأعراض التي أراها على إخواني وتقلقني:
- أخي الأوسط شديد الانطوائية؛ لا أصدقاء له، لا يبوح بأسراره ولا يناقش مشاكله ويتضايق لو ناقشته في شيء يخصه، ورغم أنه متفوق دراسياً على مدى سنوات طويلة إلا أنه ومنذ سنة ونصف لا يذهب إلى الجامعة ويدّعي فقط أنه يذهب يومياً وأعرف ذلك ومتأكد منه دون أن يخبرني، وتأكدت أيضاً- خلسةً- عبر موقع الجامعة الالكتروني، وهو لا يسمح لأحد بمعرفة ذلك مهما كلّفه الأمر. كان متعقلاً جداً ونظامياً جداً جداً ويرفض أي علاقة بين شاب وفتاة إلا أنه الآن متعلق وعلى علاقة مع بعض الفتيات تعرف عليهن من الانترنت.
- أخي الأصغر يسير في نفس الطريق.
ما أعاني منه حالياً قليل ولكني أخاف أن يكون بي شيء لا أعرفه فيزيد ويتضخم. أيضاً لدي بعض الأشياء تزعجني مثل تهربي من إقامة صداقات؛ فأنا لا يوجد لدي صديق حالياًَ وأخاف تكوين صداقات فيكون ذلك على حساب دراستي ومستقبلي، لا أريد أن أكون كباقي الشباب. لا أخرج من البيت إلا قليلاً ولا أعمل، عملت فترة بسيطة لمدة ثلاثة أشهر ثم تركت العمل لخوفي أن تتأثر دراستي وأفشل مرة أخرى. أنا أفكر كثيراً وأحس أن تركيزي ضعيف في بعض الأوقات خصوصاً أني من مدمني الانترنت. أيضاً، أخاف أن يكون اعتقادي وثقتي في نفسي أكبر من حجمها الطبيعي.
أحب أن أخبركم أني بعد قرأت العديد من المواضيع والمقالات عن حجم القضيب، فأنا الآن مؤمن جداً بأن حجم القضيب لا يهم مقابل الانتصاب والعوامل الأخرى كالمداعبة والملاطفة.. كما أعاني من السمنة، وقد حاولت التخلص منها كثيراً ولكني أخفقت، وحجم ثديي غير طبيعي ويسبب لي حرجاً، وسمنتي كسمنة النساء مع العلم أن شعوري نحو نفسي أني رجل كامل الرجولة. أنا متقلب المزاج ولا أستمر على نمط حياة ثابت بل تقلبات؛ فتارة أنا ملتزم بالصلاة في المسجد ثم فجأة قد لا أصلي فرضاً أو فرضين ثم أصلي في البيت ثم أعود للمسجد، ودائم التقلبات.. وتارة أكون في السماء وأخرى أكون في الوحل، وأعاني من الشراهة بعض الأوقات والنهم في الأكل لتصحيح المزاج أو الخروج من حالة الملل.
18/05/2008
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك معنا؛
لا أعلم هل هذه أطول رسالة وردت لبريد مجانين أم هناك أطول منها وعلى طول مشكلتك وتفاصيلها المتعددة لم تقل لنا ماذا تريد فكأنك تقصص علينا قصة طويلة دون أن تعلمنا إلى ماذا تصبو؟ تهمنا وجهة نظرك أنت فنحن نستطيع أن نقرأ ما وراء السطور.
فبداية من طفولة والديك إلى الساعة التي كتبت فيها شكوت لنا كل سلبيات الحياة ونقدك والديك ولم تقل فيهم ميزة واحدة ونقدت نفسك ولم تذكر ميزة واحدة أيضا.
أخي الكريم يلزمك إعادة ترتيب لعناصر حياتك وأن تخطط لها وتعلم مغزى وجودك في هذا الحياة عليك أن تراقب اللغة التي تتحدث بها عن نفسك فأنت بهذا تبرمج عقلك ومشاعرك على ما تريد، أعد قائمة بما تريد أن تتخلص منه من سلوكيات وقائمة أخرى بما تراه جميلا فيك ويلزمك أن تحسنه.
اشغل نفسك بما هو مفيد فالحياة فيها أشياء فعالة كثيرة هل فكرت أن تواجه انجرافك الجانح نحو الجنس بالصلاة فعلا لا ادعاءا؟؟ أو أن تمارس رياضة بدنية منها تقلل من طاقتك هذه وأيضا تخلصك من الشحوم التي تلفك، كما لاحظت مدى إحساسك بالنقص ومحاولاتك الجاهدة لتكملة النقص هذا فكل من ينتقدك في شيء تركض وراء الشيء الذي يثبت انك لست كذلك ويا ليتك تفعل الشيء الصحيح، بدلا من تواجه انتقادات الناس بصدهم أو البعد عن مثل هؤلاء المحطمون وعدم الاهتمام بوجهات نظرهم فليس كل ما يقوله الناس عنا هو بالضرورة يمثل ما نحن عليه، اترك الناس وانتقاداتهم لك واسعَ وراء هدفك وحدده مسبقا واسأل نفسك ماذا أريد وكيف سأصل إلى ما أريد؟ ماذا فعلت اليوم لأصل إلى ما أريده؟
وأنصحك بالزواج والتوقف عن هذه الأفعال التي تحط من قدرك أمام نفسك وأمام الله، ابحث عن الزوجة المناسبة وانس ابنة خالك فضياع الحب ليس نهاية الكون بل ضياع النفس هو الكارثة الكبرى.
خالط أناسا ملتزمين واجعلهم أصدقاءك وحسن علاقتك بأهلك وإخوتك فسوف ينعكس كل هذا بالسلام على نفسك، واستعن بالله فأنا أستبشر فيك خيرا وأرى فيك بعض العزيمة ظهرت في تفوقك في التخصص الذي تريده وكونك مهتم بأخويك وبمشكلاتهم يؤهلك لأن تكون أبا عطوفا حنونا إن شاء الله.
تعلم من كل هذا ومن تجربتك وحاول أن تحقق الأفضل لأبنائك، اترك كل ما كتبته لنا خلف ظهرك وابدأ من جديد بتفاؤل وبعزيمة.