مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء
قبل الزواج كنت بنتاً ملتزمةً جداً ومتدينةً جداً؛ لم أنجرف في دوامات المراهقة التي مرّت بها أقرب صديقاتي، كنت أرفض العلاقات السهلة والسريعة التي تعرض عليّ باستمرار، كنت أرى في نفسي فتاةً أكبر من الباقيات، كنت مقتنعة أنّه سيأتي يوم أسلم فيه قلبي وحياتي إلى شخص يستحق ذلك، وهذا الشخص حتماً هو زوج المستقبل....
جاء اليوم الذي كنت أنتظره عندما تعرّفت إلى محامٍ زميل لي فاتحني بموضوع الزواج منذ أول يوم... لا أنكر أني أحببته من أول يوم.. تمّت تفاصيل الخطوبة بسرعة وخلال شهرين فقط، لم أطلب منه ما يعجزه عن مشروع زواجنا، كنت متحمّسة لفكرة البيت والزوج والأولاد فأنا أحب الأطفال كثيراً... وجاء يوم زواجنا، كان الفرح يملأ كل لحظة في يومي منذ الصباح بل منذ فجر ذلك اليوم، بل أني لم أنم يومها...إلى أن انقلبت هذه الفرحة إلى مصيبة في نهاية اليوم؛ عندما تركنا الجميع ورحلوا اكتشفت أني... لست عذراء.. كنت متفاجئة أكثر منه لأنه قد يظن بي ما يظن، لكني كنت واثقة جداً من أني لم أخطئ يوماً!!.
منذ تلك اللحظة بدأ مشواري مع الهمّ والحزن والشك والاتهام، تعبت من المرات التي ناقشت فيها الموضوع بعقلانية معه ومن الأسئلة التي أجبت عليها مراراً، سألته للمرة المليون: هل كان من الصعب عليّ أن أعالج الموضوع قبل أن تكتشف ذلك؟؟ هل أنا غبية لدرجة أن أضع نفسي وسمعتي تحت رحمتك وأنت شخص غريب عني؟؟؟ لست بقريب لنا، ولست شخصاً أحببته قبل الزواج يمكنه أن يغفر لي إن صارحته بالأمر... هل عملية جراحية تكلّف مبلغاً بسيطاً كان من الصعب عليّ أن أقوم بها وأرحم نفسي من هذا العذاب؟؟؟ لكن المشكلة أني لم أقم بكل هذا لأني لم أخطئ يوماً مع أحد لا في الحرام ولا في الحلال..
اقترحت عليه منذ أول يوم أن نفترق لكنه رفض وقال أنّه واثق مني، لكني كنت أحس بداخله شيئا آخر... كنت أحس أنّه يشك بصدقي. تجاوزت الموضوع بصبري وإرادتي، ويوماً بعد يوم كانت الأمور تكبر بيننا.. لم يستطع نسيانه رغم أني كنت أحبه وحاولت جاهدةً أن يستمر زواجنا، وتغاضيت عن مشاكل كثيرة لم أكن فيها المخطئة بل اعتذرت عن أخطاء لم أرتكبها لأني أحسست دوماً أنّه المتفضِّل عليّ لتغاضيه عن مصيبتي التي لم أرتكبها.. أصبح عندي عبد الله وفاطمة وكنت أقول أن الأولاد سينسوننا المشاكل.. لكن بات الأولاد عبئاً آخر على عاتقي.. فكرت مرة بالانتحار، وبدأت فعلاً بتنفيذه لكني خفت في اللحظة الأخيرة، لم أخف من الموت لأنه كان راحة بالنسبة لي، بل خفت على أولادي من الكلام الذي يمكن أن يقال لهم عن أمهم يوماً ما وأني لن أكون موجودة لأدافع عن نفسي أمامهم..
كان يطردني من البيت أنا وأطفالي في عز الليل، وإذا فكّرت أن أشتكي لأهله أو لأهلي كان يلوّح بفضح كل شيء أمامهم وكنت أرجع إليه كل مرة دون أن يطلب مني ذلك. بقيت على هذه الحال 5 سنوات إلى أن جاء اليوم الذي طردني فيه وقررت ألا أعود هذه المرة؛ بدأت حياتي من جديد وعملي من جديد، كل همّي في الحياة أصبح أولادي وكيف أوفر لهم الحياة التي أتمنّاها لهم.. ووفقني الله لذلك والحمد لله، تقدّم لي رجال كثر لكني رفضت رغم أني ما زلت صغيرة- أنا الآن عمري 30 عام- لكن فكرة الزواج بالنسبة لي تشعرني بالاختناق. لم أكتب لكم لأني أريد حلاً فلم تعد لدي مشكلة، بل أكتب لكم لأقول: لماذا حوسبت على ذنب لم أقترفه..؟؟ لماذا لم يغفر لي حبي وتضحيتي خطيئة لم ارتكبها؟؟ لماذا تحول حلم البيت المثالي إلى كابوس لا أصحو منه؟؟ مرات كثيرة أعيش كابوساً أني عدت إلى بيته وأظل أسأل نفسي في الحلم: لماذا رجعت إليه؟؟ كيف جئت إلى هنا ثانية؟؟؟ وأصحو وأنا كلّي خوف وحزن وكأني فعلاً في بيته مجدداً!.
شكراً لأنكم أكملتم قراءة رسالتي هذه.. وكما ذكرت لكم فأنا لا أريد حلاً،
فقط أردت أن أتكلم ويسمعني شخص... شخصٌ ربما يكون قد صدّق ما قلته.....قد صدق أني.. بريئة!.
18/05/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "ندى" حفظك الله؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
لقد أجدتِ يا أيتها الأخت المحامية البارعة! فقد استطعتِ بمرافعتك الجميلة أن تحركي مشاعرنا، وأن تستخلصي منا حكم الظلم على زوجك المنهزم، وحكم البراءة على أنوثتك وعفتك وطهارتك.
كما واستطعتِ أن تثيري سخطنا على الجهل الذي استطاع أن يثير حولك عناصر الاتهام. لأن مَن يتزوج في مجتمعنا لا يمر ولو بساعة تثقيف زواجي طبي وديني ونفسي لكي يعرف أصول المسير في طريق الحياة الزوجية الطويلة.
فالزواج عندنا هو تكملة نصف الدين، وكيف نستطيع تكملة ما نجهل تفاصيله؟ أليست المعرفة هي الأساس؟ خاصة إذا ما تعرضنا لمثل مشكلتك. والمعلوم أن هنالك نوع من أنواع أغشية البكارة "الغشاء القمري" الذي قد يسمح بدخول العضو الذكري بدون أن تسيل الدماء.
في كل الأحوال لقد آلت الأمور إلى ما آلت إليه، وسررنا بتخلصك من الاتهام، إلا أننا شعرنا ببعض الأسى بالنسبة للحكم على هذين الطفلين البريئين، بفقدان الأبوة، وعطف ورعاية الأب. لم يسألهما أحد منكما رأيهما في الحل. وكان الأجدر فعل ذلك.
كما وأننا تأسفنا لحكمكِ على كل الرجال بالظلم، وعلى نفسك بالحرمان من حب وغطاء ورحمة الرجل الصادق والواعي والمتفهم.
يا أخت "ندى"، لا زلتِ في مقتبل العمر، ونرجو منكِ أن تعطي لنفسك الفرصة لتغيير الرأي وللتلذذ في جمالات الحياة بمرّها وحلوها، بعسلها وبصلها، بسعادتها و... صبرها.
محاميتنا البارعة: لو سألتِ كل الزوجات عن حياتهن لوجدتِ مثل قصتك قصص، ومثل مرارتك مرارات، ولكن الزوجة البطلة تبقى مَن تنتصر في ميدان المعركة وليس في الانسحاب.
في كل الأحوال، إننا نهنئك بانتصارك الذي ارتضيت ونطلب من الله أن يوفقك للسير دائماً نحو الأفضل والأكمل والأسعد.
وقد كتبنا رأينا لنسمعك إياه لا لكي نعطي الحل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع:>>>>>>>>>>>> مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة