السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
موضوعي باختصار حكيته قبل كده أني أعاني من خلل في الهوية الجنسية وهذا الموضوع معي منذ الصغر واتصلت بحضرتك قبل كده ووجهتني باني اذهب إلى إحدى مستشفيات الجامعي قسم الطب النفسي، بس بصراحة أنا شايف أنه مفيش فايدة لكني حاولت وذهبت لأكثر من دكتور نفسي ولكن بدون جدوى، وأنا الآن بدور على دكتور لأجراء العملية (التحول الجنسي) لأن مفيش مفر منها.
أنا عندي 30 سنة ولغاية دلوقت مش عارف أعيش حياة بشكل صحيح ونفسي أتزوج من إنسانة بحبها جدا وهي كمان بتحبني ومستنياني مع العلم باني عملت كذا تحليل هرمونات وكانت نسبة هرمونات الذكورة عالية وشكلي الخارجي والداخلي أنثي مع وجود شعر كثيف جدا في الوجه في منطقة اللحية والشارب وفي أجزاء متفرقة من الجسم ولكني أحيض وكم أكره هذه الدورة الشهرية ولكن أنا لست بأنثي فكل شكلي ومشاعري وتصرفاتي تقول أني ذكر وأميل إلى الذكورة بشكل كبير (شكلي وتصرفاتي) فلو لي حل داخل مصر يا ريت توصلوني له ولو ماليش هدور على حل خارج مصر في إيران مثلا هناك طبيب يجري هذا النوع من العمليات بشكل بارع أرجو منكم الإطلاع على موقع (أكتب في جوجل موقع خاص لمن يعانوا من اضطراب الهوية الجنسية) وفعلا الموقع ده هيساعدك كتير لفهم الحالة أكتر بكل عذابها ومشاكلها.
أرجو منك متابعة الرد على الميل للسرية، وأنا أسف جدا للإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9/5/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
لا أعرف كيف وصلت مشكلتك لبريدي ولكن بما أننا هنا لنتبادل كلمتين. تعرفين قبل أن تسألي أن شرعنا وقانوننا لا يبيح مثل هذه العمليات التحولية ولا حتى مجتمعنا.
أول شرط لنجاح المعالجة النفسية هي اعتراف المريض بمعاناته ورغبته الصادقة وتعاونه التام للتخلص من هذه المعاناة وهو ما لم يتوفر في حالتك حين كنت تذهبين هادرة للوقت والمال والجهد مبلغة من تحبينها بخطوات هذه المعالجة متفاعلة من خلال موقع مع معاناة فئة تهاجم كل رافض لها فأي عقل هذا وأي صدق في طلب المعالجة.
من رحمة رب العالمين أنه منحنا كبشر حرية الاختيار فاختاري لنفسك ما شئت فأنت وحدك من سيتحمل وزر تبعات الاختيار ولكن كلمة أخيرة لك أقول أن هرمونات الذكورة ليست مسئولة عن تحديد هويتك وأنت تعرفين وكذلك درجة كثافة أو خفة الشعر في الجسم عبارة عن سمات وراثية وليست جنسية فقط ولا يمكن أن تكون نسبة الهرمونات الذكرية لديك أعلى من الطبيعي وإلا كانت أوقفت حيضك.
لن أقول لك عزيزتي بل يا هذا اختر أن تكون من شئت ولكني أذكرك بأن الشواذ في الدول المتقدمة أقصد المتفسخة التي تعطيهم أعلى درجات الحرية والتقبل والدعم ما زالوا ينتهون مرضى نفسيين ومنتحرين وإن كان لا بد من المرض والمعاناة فأفضل لك أن تعاني ضمن فئتك الطبيعية عسى أن تكسبي آخرتك بدل أن تغامري بالدنيا والآخرة.
إحقاقا للحق نظرا لما تعانيه النساء في مجتمعاتنا من قهر من بداية حياتها وفي معظم مراحلها لا يبدو غريبا أن تكره ذاتها ولكن تذكري أنك تختارين الانتماء لفئة معذبك الأول وما من ضحية سوية ترغب في الانتماء لجلادها فهو ليس انتقاما منه بل استمرار لاحتقار ذاتها. إلا إن كان كرهك لذاتك لأن معذبتك كانت امرأة فتغيير نوعك عنها لا يقهرها بل يعطيها فرصة أوسع للتفرد.
مجرد كلمات قد تنفعك إن أردت أن تخوضي مرة أخرى معركة صادقة ضد أفكارك المتلوية المسئول الحقيقي عن عذابك وشقائك في حياتك.