الغيرة والتفوق

رد المستشار

عزيزتي "سلوى"؛
قرأت رسالتك السابقة وهذه الرسالة.. وكلاهما يتحدث عن نفس الموضوع.. عزيزتي الغيرة في بعض الأحيان تكون محمودة.. فغيرة العبد المؤمن من عبد أكثر إيماناً منه شيء جيد ما دامت تحثه على التقرب من الله أكثر كي يصبح مثل من يغير منه.

هكذا الحال في طلب العلم.. فلا مانع من الغيرة المحمودة كي تصبحي في مثل مستوى من تغيرين منهم.. ولكن الغيرة تكون محمودة إذا خلت من الحقد وتمني زوال النعم من عند الشخص الآخر فهنا تتحول لحقد وحسد.

وتعالي معي نبحث سر تفوق الآخرين.. لقد خلقنا الله جميعا نملك عقولا وهكذا فضل الإنسان عن جميع المخلوقات الأخرى.
فجميعنا نملك نعمة العقل التي وهبنا الله إياها.. ولكن منا من طورها ونماها؛ وأصبح له عقلا يقظ يفهم ويتفهم كل شيء.. يتعامل معه على إنه نعمة يجب الحفاظ وشكر الله عليها كي لا تزول..

وهناك من أهملها ولم يطورها وتعامل معها على إنها شيء عادي ليس له قيمة.. هنا يحدث للعقل صدأ إن لم يخونني التعبير.. ويصبح كالحديد بعد صدئه لا قيمة له بل عند استخدامه قد يدمر الشيء الذي دخل في تكوينه.

عزيزتي.. لا يوجد فروق في التكوين الجسدي بين الذكي والغبي.. بين المتفوق والفاشل.. ولكن هناك فروقا في القدرات؛ فهذا استطاع تطوير عقله وهذا جعله يصدأ... فلكِ حرية الاختيار إما أن يصدأ عقلك أو يُنمى وتنتفعين به.

وهناك سبب آخر لتفوق البشر على بعضهم.. وهو الهدف؛ فالهدف يجعل الشخص يفعل كل ما بوسعه كي يصل له ويحققه.. فالمتفوق له هدفا دائما أم الفاشل تجدينه مشتت لا هدف له ولا غاية. فيجب أن يكون لكِ دائماً هدفا تسعين لتحقيقه وكلما اقتربت منه ومن تحقيقه لابد من وجود هدف آخر كي تواصلي التفوق والتقدم.

وتجدين صفتين موجودتين في المتفوق والمتميز مهما اختلفت مجالات تفوقه.. وهما الثقة في النفس والاجتهاد في أداء المطلوب منه. فثقة الإنسان في نفسه وقدراته تجعل كل من حوله يثقون فيه أكثر مما يثق هو في نفسه, واجتهاد الشخص في أدائه كل ما يطلب منه يجعله مميزا عن من حوله لأنه مجتهد.

أما عن موضوع الرسم.. فهذا أمر ثانوي وليست له أهمية فيما بعد؛ ففي الثانوي لا يوجد مادة للرسم وأنا أرى أن مرحلة الثانوي أهم بالنسبة للطالب.. فاجتهدي في باقي المواد كي لا تنقصي إلا في الرسم.. ويمكن تعلم بعضا من أساسيات الرسم لعلها تفيدك في امتحانه.. مع أني أشك في تعلم الرسم فهو موهبة وليس بشيء يمكن تعلمه ولكن لا مانع من تعلم بعض أساسياته كي لا تفقدي الكثير من الدرجات فيه.

وعن سؤالك عن كونك مريضة أو لا؟ أظن أني وضحت لكِ متى تكون الغيرة محمودة ومتى تكون حقدا وحسدا.. ووحدك من تعرف أي نوع من الغيرة تمتلكين...

وأما بالنسبة للمذاكرة والجدول فاقرئي على مجانين:
جدول للمذاكرة والنوم وربنا يوفق
حسد المذاكرة: الأسباب والتفاصيل  

وفقك الله ويسر لكِ أمرك.

المستشار: أ. رحاب شكري