السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عمري20 سنة، طالب جامعي من مصر، حياتي مليئة بالأحداث الكثيرة المؤلمة وفيها قليل مفرح. نظراً لاحتياجكم للمعلومات الخاصة لحل المشكلة سوف أذكر بعض الأحداث التي حدثت لي:
لي 8 أخوة أنا أصغرهم؛ 4 منهم أشقائي (2ولد+2بنت) والباقي إخوتي من الأب (3ولد+بنت)، أبي يعمل خارج مصر وقد ولدت وأمي هي التي تربيني، فقد كان أبي يأتي في إجازاته التي لا تزيد عن شهر. نشأت في عائلة كلّهم مختلفون ولا يحبون بعضهم البعض، وتلك كانت عائلة أمي التي دوماً ما كانت تسبهم وفي شجار معهم. عائلة أبي كانوا فلاحين أقل منا في المستوى الاجتماعي، وكانت أمي تبعدنا عنهم فقليلاً ما نراهم، كما أبعدتنا عن إخوتنا غير الأشقاء، فقد كانت تتكلم عنهم بسوء. وأبويا أمي كانت دايما تشتم فيه وتقول عليه كلام وحش عشان كده أنا ماكنتش بشوفه كثير.
إخوتي الكبار هم من ربّاني، وقد كانوا -إخوتي الصبيان- يعاقبونني بالضرب دائماً عندما أخطئ أو لو ضايقتهم، وكانوا في أغلب الأوقات يقسون عليّ مما يشعرني دائماً بالاضطهاد والظلم الأمر الذي يدفعني للتفكير في الانتقام منهم حين أكبر وكنت أدعو الله أن ينتقم منهم، وهذا الشعور كان يدوم في لحظة الغضب وكان يتلاشى بسرعة وأسامحهم حين أصفو مع نفسي. هكذا كانت حياتي داخل المنزل من ضرب من إخوتي ومن معاملات أخرى حتى تعودت على هذا النمط من الحياة وأقلمت نفسي عليه، كنت أحس دائماً بالخوف وعدم الاطمئنان، كنت أخشى أني تصرفت بطريقة تغضب إخوتي مني فيضربوني.. من الآخر؛ كان أخواي الصبيان يعتبران الحاكمان في البيت نظراُ لبعد أبي وضعف وطيبة أمي.
أما خارج المنزل مع أصحابي فقد لاحظت خلال مراحل حياتي أن جميع أصحابي كانت تحدث معي ومعهم مشاكل كبيرة والله أعلم العيب مني أم منهم مما أدخل في شعوري عدم حب أصحابي لي وأن الناس لا تحبني، وبقيت محصوراً في دائرة من الخوف وكره الآخرين لي، مع أنه كانت تأتيني لحظات أكتشف أن فلان -الذي ظننته يكرهني- يحبني! لذلك بقيت في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار النفسي. كنت مؤدباً وأصلّي، بعدها تغيّرت وتعلّمت سلوكيات "الصياعة"، أبسطها الشتائم البذيئة ثمّ تطورت معي الأمور لأشياء أكثر منها حتى قررت أن أصبح إنساناً محترماً وأجعل الناس يحبونني ويحترمونني. بدأت أصلي وأضع لنفسي أهدافاً ووضعت لنفسي جدولاً زمنياً لتحقيقها، وقلت لنفسي أني يجب أن أغير من نفسي وأصير إنساناً مختلفاً، يجب أن يكون لي شخصية قوية أقدر بها أن أقف وسط الناس بقلب قوي فلا أخافهم.
هذه فكرة عامة عن حياتي، ومشكلتي هي إحساسي الدائم وأنا أمشي في الشارع أن كل الناس ينظرون إليّ يقولون كلاماً سيئاً عني؛ مثلاً:
1- أن شكلي سيء، وقد تغلبت تقريباً على هذا الوسواس الذهني والنفسي بأن من المستحيل أن جميع الناس ينظرون إلي، أنهم حتى لو تكلموا عني فإن ذلك يؤثر عليّ!.
2- عندي شعور دائم بالخوف، لا أدري مصدره لكني أكون قلقاً ومتوتراً؛ ربما من الناس أو من الظلام أو العفاريت، أومن إخوتي!.
3- لا أشعر أن لي إخوة أو أب أو أمّ أو أقارب أو أصدقاء! حاول أخي التقرّب مني لكني صددته.
4- أتمنى أن أجد فتاة أحبها وتحبني لأشكو لها وتشعر معي وأشعر معها، وأقدر معها أن أحقق أحلامي، وأشعر أن الدنيا ملك يدي.
5- أتمنى أن تكون شخصيتي قوية بين الناس، وأن أجعلهم يحترمونني ويحبونني. كما أتمنى لو أكلمهم وأعبر عما في داخلي دون خوف من أنهم سيسخرون مني أو من كلامي أو من شخصيتي.
6- أتمنى أن أُحِب وأُحَب، وأن يكون لي مكانتي وسط الناس، وأن أعمل شيئاً يجعلني كبيراً في أعينهم.
7- أنا متسرّع دائماً ومتردد جداً ولا أستطيع أخد قرار سليم، مما يدفعني للمغامرة والتسرّع وعدم الصبر.
8- أحاول كثيراً أن أبحث داخلي على مشاكلي، وأحاول حلّها لكني أتوه في نفسي وفلا أعرف إن كنت أريد أن أكون محترماً أم صعلوكاً فأرتكب أخطاءً لتحسب الناس لي ألف حساب وتلتمّ من حولي. إنّما لو كنت محترماً فسيقولون عني "غلبان وعبيط" ويبتعدون عني.
كل هذه الأحاسيس تتردد داخلي، وحين أفكر بعقلي أعرف حلّها وأنها أشياء خاطئة مما يجعلني أقع ما بين حالتين متناقضتين: أحاسيسي النفسية وعقلي الذي يحاربها.. أتمنى التخلص منها ولأكون إنساناً متزناً واثقاً من نفسه قويّاً شجاعاً ذكياً قوي التركيز وفيه كل المميزات التي تجعله مميزاً بين الناس.
أنتظر بفارغ الصبر رأيكم
ولكم شكري وتقديري
02/06/2008
رد المستشار
الابن العزيز
هناك شعرة بين تأكيد الذات والعدوان على الآخرين، وليس تأكيد ذاتك بالعدوان والعنف مع الآخرين كي يهابوك، فأنت من حقك أن يحترمك الناس، ومن أجل تحقيق ذلك عليك أن تحسن إلى الناس وتساعدهم كي يحترموك، أنت محتاج للمزيد من القراءة عن تأكيد الذات، ولديك على الموقع عشرات الحلقات في هذا الموضوع.
بالنسبة للتسرع والاندفاع يمكنك أخذ رأي من حولك من العقلاء سواء زميل أو قريب أو جار، وذلك قبل أن تقدم على تنفيذ خطوة ما، وكذلك يمكنك أن تؤدي صلاة الاستخارة قبل القيام بفعل أي شيء يتعلق باتخاذ قرار حاسم في حياتك.
الابن الفاضل؛
من المهم أن تعرف إمكاناتك وقدراتك وبناء على ذلك اجتهد في المجال الذي ترى نفسك ستنجح وتبدع فيه، بالتأكيد أن الله عز وجل قد أعطاك بعض المهارات والقدرات التي تميزك عن غيرك فحاول استغلال هذه القدرات في حياتك قدر استطاعتك.
بعد أن تقوم بعمل كل ذلك وتقرأ في مجالات التنمية البشرية وتأكيد الذات، وتنفذ النصائح والتعليمات الواردة في هذه المجالات –بإذن الله- ستكون قادرا على مواجهة الكثير من مشاكلك النفسية والتوتر والقلق والخوف من الناس الذي بداخلك، والذي نشأ عن المشاكل الأسرية التي مررت بها أثناء مراحل حياتك المختلفة، وقد تحتاج لزيارة طبيب نفساني في فترات المعاناة فقط من حياتك كي يضع معك الأسس والخطوات الهامة التي تساعدك على تقليل التوتر والقلق الذي بداخلك، ولو استلزم ذلك أحياناً استخدام بعض العقاقير النفسية بجرعات بسيطة ولفترات محددة.
تمنياتي ودعواتي لك بدوام راحة البال والسعادة والهناء مع الزوجة الصالحة، وتقبل فائق تحياتي وتقديري، وفي انتظار حدوث المزيد من التطورات إلى الأفضل في حالتك.