السلام عليكم،
أختي عمرها 24 سنة وهي مصابة بالوسواس. قبل حوالي خمس سنوات صارت توسوس من السحر، فإن لنا جارة معروف عنها أنها تسحر، كنا كلنا نخشاها ونحتاط منها لكن أختي كانت تبالغ في احتياطاتها، كنا ندعوها الموسوسة وأخذنا الموضوع بمزاح وبعد ذلك أصبحت تقوم بعادات (لم نكن نعلم أنها طقوس الوسواس اللعين)، فمثلاً: قبل الخلود إلى النوم تفتح الخزانة وتتحقق من أغراضها، كنا ننتقدها حين تفعل ذلك وحين نطلب منها التوقف عن هذه العادات ونذكّرها بأنها مقبلة على الزواج ويجب عليها ترك هذه العادات قبل الزواج، كانت دوماً تجيبنا أنها عندما تتزوج ستتوقف عن هذا خاصة وأنها توسوس من أن تسحرها جارتنا فلا تتزوج!.
إذن إن تزوجت فلن يظل هناك وسواس فبقيت على هذا الحال بعد ذلك، وقبل 6 أشهر توفيت صديقتي الحميمة وموتها كان صدمة لنا ولكل من يعرفها خاصة وأنها ماتت بعد عام بالضبط من زواجها، بعدها ماتت قريبة خطيبها (ماتت وهي تلد)، أذكر حينها أن أختي كانت تقول بمزاح أنها لن تتزوج، فكل من تتزوج تموت بعد عام من زواجها.
تغيّرت أختي فلم تعد تخف من السحر ولم تعد تكترث لجارتنا الساحرة بل ومع مرور الوقت وبعد معاناتها في صمت صارت لا تكترث لا لخطيبها ولا للزواج من أصله، رغم أن العرس من المفروض أن يكون هذا الصيف- إن شاء الله-، صارت تغسل يدها عدة مرات وقلّت شهيتها للأكل وأصبحت لا تلمس أغراض أي أحد في البيت ولا تدع أحداً يقترب من أغراضها ولا حتى منها- خصوصاً أنا-، ولا تأكل من طبخ البيت (كانت تخرج مرة في الأسبوع مع خطيبها وتحضر معها الأكل وأحياناً لا تأكل).
صارت لا تعتني بنفسها ولا بنظافتها إلا بنظافة يديها، كنا دوماً نطلب منها التوقف عن هذه العادة، لم نكن نعلم أن هذا ليس بيدها فوصلت إلى حد أنها لا تنهض من الفراش إلا مرة واحدة وذلك بعد استيقاظها من النوم صباحاً لتذهب إلى الحمام ثم تبدأ في غسل يدها لمدة ساعة (لا تبقى ساعة كاملة في الحمام بل تذهب وتعود إلى الغرفة عدة مرات لمدة ساعة وأحياناً أكثر، وهي على هذا النظام لغاية اللحظة)، فقررنا أخذها إلى الطبيب النفسي لكنها رفضت وكانت تقول لخطيبها أنها ليست مريضة بل هناك شيء في الغرفة يقلقها وإن أزيل هذا الشيء فستعود إلى طبيعتها (والدليل حسب قولها أنها في بيت أهل خطيبها تكون طبيعية جداً)، لكنها لم تقل ما هو!..
وذات يوم أخبرته أن ذلك الشيء هو صور صديقتي التي كنت أحتفظ بها فأخبرني هو، وحين تكلّمت معها في الموضوع غضبت جداً فلم تحتمل حتى التحدث عنهم (الصور) وساءت حالتها، حيث بقيت بلا أكل لمدة 5 أيام وصارت تبكي ولا تريد التحدث مع أحد وتهددنا أنها سوف تقتل نفسها وأنني أنا من جننتها (حسب قولها)، وفي الأخير استطعنا- نحن في البيت وخطيبها- بإقناعها أنها مريضة ويجب أن تذهب إلى الطبيب، وأنه إن كانت حقاً مشكلتها في الصور كما تقول فلم لم يحصل لي أنا ولا أختي الكبرى ما حصل لها مع أننا نتقاسم نفس الغرفة؟ فاقتنعت وأخذها خطيبها إلى طبيب نفسي وأعطاها دواءً تأخذه لمدة شهرين.
أعطاها(3 مرات في اليوم) ANAFRANIL 10، (مرة واحدة قبل النوم) LAROXYL 25، (مرة واحدة في اليوم) LYSANXIA 10، بدأت أخذ الدواء في 12/04/2008 بعدها بأيام قليلة طلبت مني حرق الصور بعيداً فأحرقتها وطلبت مني أن أحلف على المصحف أنني فعلت حقاً، وحين حلفت قالت أنها الآن ارتاحت ووعدتنا أنها سوف تنهض من الفراش وتمارس حياتها الطبيعية وتتخلص من كل الطقوس لا سيما غسيل اليدين، ولكن لن يحصل هذا إلا بعد أسبوع (بعدما تقوم بطقوس معينة-حسب قولها- لا ندري ما هي)، وفي أحد الأيام غضبت وصارت تبكي واكتأبت فصرت أشجعها وأفهمها أنه مرض يزول وأن هذا الدواء يأخذ وقتاً في إعطاء النتيجة وأنها سوف تشفى وتتزوج - وهذا بفضل نصائحكم- فهدأت لتخبرني أن سبب هذا الغضب هو اضطرارها لتغيير موعد نهوضها من الفراش إلى يوم 29/05/2008 لأنها خربطت في طقوسها! لأكتشف أن سبب الخربطة هو أنها قرأت اسماً على التلفزيون هو نفسه اسم صديقتي المتوفية، بعدها غيّرت موعد نهوضها مرة ثانية إلى 08/06/2008. والآن نحن نقوم بكل احتياطاتنا فلا نذكر صديقتي المتوفاة أمامها ولا أحد من أهلها ولا حتى اسم شخص آخر له نفس اسمها كي تشفى وتنهض من الفراش في الموعد الذي حددته وتباشر في تحضيرات العرس الذي حدد مبدئياً في أواخر الشهر السابع وهي لازالت في الفراش.
إذا نهضت فهل هذا بفضل الدواء أم ماذا (فهي وعدت بالنهوض بعد أيام قليلة من أخذها الدواء)، بماذا تنصحنا إن لم تستطع النهوض؟ هل نصبر على الدواء أم نغيّر الطبيب؟ في حالة أن نهضت وتخلّصت من كل طقوسها- خاصة غسل اليدين المبالغ فيه- وأصبحت تمارس حياتها الطبيعية، فهل ستواصل أخذ الدواء؟ وهل بنفس المقدار؟ هل نعتبرها قد شفيت تماماً؟ وكيف تنصحنا في التعامل معها، هل سنبقى نعمل على عدم تذكيرها بصديقتي المتوفاة؟ وبماذا تنصحها هي؟ وهل يجب في حالتها هذه مختص في العلاج السلوكي المعرفي؟ ففي منطقتنا لا يوجد هذا التخصص، هل تستطيع أن تقوم به هي بنفسها أم أنا؟ وكيف ومتى سيأتي ذلك اليوم الذي يعود فيه ذكر اسم صديقتي المتوفاة أمامها لا يزعجها؟ هل زواجها في هذا الوقت شيء إيجابي بالنسبة لها؟.
موعدها مع الطبيب يوم 11/06/2008 لكن طبيبها لن يكون موجوداً في ذلك اليوم بل سيكون طبيب آخر يعوضه، هل تستطيع أن تشتري الدواء نفسه وتشربه إلى أن يأتي طبيبها أو تذهب عند ذلك الطبيب الآخر في الموعد المحدد وتأخذ الدواء الذي يصفه لها؟ هل هذا المرض وراثي؟ فأمي مصابة بالوسواس القهري المتعلق بالوضوء والصلاة، ومن بين الطقوس التي تقوم بها البصق، أحياناً أراها تحرك شفتيها لا أدري ما تقول، تنظر كثيراً إلى يديها وتتحقق من أن لا شيء عالق بهما...
أظنني لاحظت بوادر الوسواس على أختي حين كانت في 13 أو 14 من عمرها لكني لست أكيدة من هذا (لم نكن نعلم أن هناك مرض اسمه الوسواس القهري)، إن كان هذا صحيحاً فهل نسبة الشفاء ضئيلة؟ عند تحسنها سأسألها عن هذه المعلومة وأرسل لكم رسالة أخرى. أختي عمرها 24 سنة ومستواها التعليمي متوسط وترتدي الحجاب لكنها لا تصلي وهي ماكثة بالبيت.
02/06/2008
رد المستشار
الأخت السائلة
إن ما تعانيه أختك هو اضطراب الوسواس القهري المصحوب بأعراض اكتئابية وتتمثل الوساوس لديها في الأتي:
0 الشك والتردد الوسواسي
0 مخاوف وسواسية من الموت والسحر
0 وسواس النظافة والعدوى
أما الأعراض الاكتئابية فهي: اضطراب النوم ونوبات البكاء والكسل
ومع هذا يجب ألا نتشاءم وما عليك إلا أن تسانديها وتذهبي بها للطبيب للحصول علي الرعاية الطبية التي تستحقها ورأيي ألا تغير الطبيب إلا إذا كانت غير مرتاحة معه لأن من خصائص العلاج النفسي تكون علاقة صحية بين الطبيب ومريضه تحثه علي مواصلة العلاج والالتزام بالعلاج ومن الأفضل ألا تنقطع عن العلاج الدوائي لأنها حتى لم تصل مع طبيبها للجرعات الكافية للتخلص التام من الأعراض
وأما عن مآل المرض فهو بصورة مبسطة: أنه لو قصد المريض الطبيب للعلاج فإن التحسن هو النتيجة المتوقعة بإذن الله أما الشفاء التام فإنه يتطلب عدة عوامل في المريض ترجح من الشفاء بإذن الله ومنها عدم إنكار المرض أو بالأحرى عدم الاستسلام للوساوس, وجود ضغط نفسي مصاحب لظهور الأعراض, عدم الإصابة بعيوب الشخصية (كالشخصية الوسواسية أو الشخصية الانطوائية), طبيعة الأعراض ومدي شدتها ووجود شبكة اجتماعية مساندة وعدم وجود تاريخ مرضي بالأسرة وأحب أن أطمئنك أن نسبة حوالي % 75 يكون مآلهم إما الشفاء التام أو الجزئي وبالنسبة للزواج الآن فلا أنصح به إلا بعد الانتظام في العلاج لأنه يمثل ضغطا جديدا نحن في غني عنه الآن والله الشافي.
ويتبع.......... وسواس واكتئاب واستسلام مشاركة