إنه الجزر!!! م
بسم الله الرّحمن الرّحيم،
أختي الحبيبة أميرة بدران، في المرة السابقة تحدثنا معاً وقلت لي: "يا ترى كم مرة أخطأتِ أو أصبتِ؟"، يا حبيبتي إن دورك في التوجيه والإرشاد رائع، والقرار مسؤولية متخذة، وتعلمين يا غاليتي أنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، والله سبحانه هو العالم بالبشر وبأحوالهم وهو مقدر الأرزاق والخير وموزع النعم سبحانه.
هذه الرسالة في الواقع لأشكرك لوقوفك بجانبي خلال الفترات السابقة حين شكوت لكِ ضجري، وحين طلبت منك أن تكوني بجواري فتبصّرينني بما قد لا أبصر، فأشكرك كثيراً لمساندتني، والله فعلت ما استطعت فبارك الله فيكِ يا حبيبتي ألف مرة.
منذ شهرين تقريباً فقدت وظيفتي في المؤسسة الكبيرة التي أعمل بها فالظروف هناك شائكة وتغيّرت كثيراً، مما جعل الاستمرار فيها صراعاً بين ما يجوز وما لا يجوز، بالإضافة إلى خسارتها المستمرة نتيجة لارتفاع الأسعار المفاجئ في الفترة الماضية. خطيبي تغيّر بعدها، غضب مني لأني لم أستمر في وظيفتي وصار يختلق معي المشكلات، فيما حاول والدي أن يجد له وظيفة أفضل براتب أعلى يضمن لنا المعيشة هنا سوياً في مستوى جيد دون الحاجة إلى أحد، غير أنّه خاف الوظيفة ومسؤوليتها وأراد أن يستمر في وظيفته البسيطة براتبه القليل، كأنه عديم الطموح! من منّا يجد فرصة للعمل في وظيفة يثبت فيها ذاته ونجاحه فيرفضها؟؟
وبالمناسبة فإن له أختاً كبرى تعمل بوظيفة ذات راتب جيد، بينما زوجها كسول لا يفعل أي شيء ولا يستمر في عمل ولا فائدة ترجى منه ومع ذلك فإنها تبذل الجهد الكبير في الإنفاق على البيت حتى يظل قائماً، وهو يرى أن أخته تلك نموذجاً ناجحاً! مما لفت نظري أنه لا يجد غضاضة في أن نقلب الأدوار؛ فأصير التي أكدّ وأتعب وهو مستريح بوظيفته البسيطة ومعتمدُ ًعليّ، كأنني الرجل وهو المرأة..! وأرادني أن أبحث عن عمل وإلا فإنه عليّ أن أتوجه إلى بلده الريفي الصغير جداً بعد الزفاف وأن أعيش هناك مع والدته وأن يرسل إليّ مصروفي في نهاية كل شهر، علماً بأن راتبه كله إن قمنا بترجمته بعملة بلدنا فإنه لن يكفي أيضاً لحياة بها ملبس ومشرب ومأكل وكهرباء وغاز وعلاج.. وما إلى ذلك، ثم إنّه ذكر لي بشكل غير مباشر أني طالما مع أمّه فإنني لن أحتاج إلى شيء لأنها لن تبخل عليّ! مما يعني أنه يريد أن يتزوجني حتى يقال أنه تزوج ثم أن يرميني هناك وأن يأتي حين تسمح الظروف لزيارتي، ولا داعي للمال!.
حاولت أن أجد عملاً حفاظاً على علاقتي به، ولكني لم أفلح في ذلك ففسخ الخطبة. أحياناً أشعر أني أخطأت حين وافقت على شخص بيني وبينه كل هذا الفارق في كل شيء، لكن الحمد لله، فاختلاف البيئة والمستوى يجعلان الشخصين يتحدثان لغتين مختلفتين مما يصعّب تفاهمهما، وأريد أن أوجه نصيحتي للفتيات إن تقدم لكِ من لا يناسبك ولا يكافئك فلا تقبليه، بدلاً من أن يضيع من عمرك سنة أو ما يقاربها دون فائدة..! يجب على كل فتاة أيضاً أن تتأكد جيداً أن خطيبها أو زوجها قادر على تحمل المسؤولية بشكل كامل فلا يعتمد عليها لتصير هي الرجل المتحمّل لمسؤولياته بالإضافة إلى مسؤولياتها، بينما يركن هو إلى الظل وينام مستريحاً قرير العين هانئ البال!!.
شكراً لكِ يا أختي الحبيبة،
وجزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ..
02/06/2008
رد المستشار
جزاكم الله خيراً يا صديقتي، والحمد لله الذي أكملك بعقلك ورأيت منه ما يجعلك تقولين "لا" باقتناع وأحييك على شجاعتك وكذلك قدرتك على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فكم باتت قلوب مكلومة لعجزها عن اتخاذ قرار مناسب في وقت مناسب وكان الثمن فادحاً،
وهنيئاً لي بك صديقة جديدة، وأضم صوتي لصوتك في نصيحتك الأخيرة وأسأل الله عز وجل أن يوفقك لما فيه الخير.