بحب اتنين .!؟
مشكلتي إن أنا وواحد مرتبطين ببعض والمفروض إننا متفقين على الزواج وأهلي يعلمون ارتباطي بهذا الشخص، ولكن ظهر في حياتي شخص آخر وقال لي أنه يحبني مش عارفه ليه قلت له أنى كمان ببادله نفس الشعور.
ومع الوقت اكتشفت أني فعلا بحبه ومبقتش أقدر أستغنى عنه مع إني بشك كثير اوى إنه بيكدب عليا وعلى الرغم من كده الشخص الأول أنا برده بحبه وهو إنسان كويس اوى وعمري ما شكيت فيه للحظة وعمره ما كدب عليا وكان عاوز يتقدم لي بس في مشاكل حصلت أجلت الموضوع.
مش عارفة أتصرف ازاى هو ممكن حد يحب اتنين؟
07/12/2003
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، في كثير من الاستشارات السابقة حاولنا أن نكشف لأصدقائنا المعنى الحقيقي لكلمة "حب"، وجاءت رسالتك تلك تدعونا لتؤكد ونكرر لك ولأصدقائنا ما ذكرناه من قبل..
بعض الناس تتعامل مع الحب كما تتعامل مع المكسرات والفول السوداني واللب!! للتسلية والمتعة وكسر الملل، فيضع أحدهم حبة اللب في فمه ويفصل قشرتها عن جسدها ثم يقذف بالقشرة في الهواء ويلتهم الجسد، ثم يضع الحبة التالية ثم التالية.. وأحيانا يضع حبتين في الوقت نفسه..!! وربما ما تفعلينه قريب من هذا يا ابنتي..
يبدو أن البعض يظن أن الفرق بين "الحب" و" اللب" بسيط جدا، وهو حرف واحد فقط، فإذا وضعنا "اللام" بدلا من "الحاء" لأصبح "الحب" هو "اللب" !! أمر بسيط فعلا!! لذلك فأنا لم أعد أصنِف الحب إلى أنواع كما كنت أعتقد من قبل، وإنما أصبحت أصنِف "المحبين" أنفسهم إلى أنواع حسب نظرتهم للحب وأسلوبهم في تطبيقه..
لذلك يا ابنتي فإن مشكلتك ليست مشكلة "اختيار" كما تظنين، وليست المشورة التي تحتاجين إليها هي أن أدلك علي الشخص المناسب المرشح لاختيارك ـ بما أنك طبعا لا يمكن أن تختاري الاثنين معا!! ليست هذه هي مشكلتك، فهناك خطوة قبل الاختيار وهي أن تقفي مع نفسك وقفة جادة وترسمي وتحددي المعنى الحقيقي للحب عندك.. فهل تسمحين لي أن أساعدك في رسم هذه الملامح؟؟
الحب الحقيقي عاطفة فياضة تدفع صاحبها ـ إن كان جادا ـ نحو الشعور بالمسؤولية تجاه من يحب وتجاه الحب نفسه.. يخطئ من يظن أن الحب هو مجرد اشتياق للحبيب، أو شعور بالسعادة عند لقائه أو الائتناس عند الحديث إليه.. فالحقيقة أنه إحساس ينبغي أن يدفع للعمل، وقول يصدق عندما يؤكده الفعل..
هو إحساس بأن هناك رباط وعهد يجمع بين الطرفين تترجمه الأفعال قبل الأقوال إلى مقاومة وإصرار من أجل المحافظة على هذا الحب، والسير به في الطريق الشرعي الذي لا يغضب الله، وتكوين البيت المستقر الدافئ الذي يقوم كل طرف فيه بمسؤولياته نحو الطرف الآخر، ويصبر على عيوبه ونقائصه، ويتحلى بالوفاء له حتى يلقى الله تعالى, "وليسعه بيته" كما وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أقول لك يا أختي.. حددي مع نفسك: أي هذين الشابين تشعرين تجاهه بهذه المشاعر أو لديك الاستعداد لذلك؟ هذا هو الذي تحبينه فعلا.. فالمرأة ربما تلهو مع رجل أو أكثر, ولكنها لا يمكن أن تجمع بين "حب" اثنين..، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.