السلام عليكم
بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وفّق الله القائمين على هذا الموقع ورزقهم الفردوس الأعلى.
عندي مشكلة لا أعلم أهي عضوية أم نفسية وهي كالتالي:
منذ قرابة ثلاث سنوات طرأت عليّ أعراض غريبة وليست مزعجة، وتتمثل بالتالي: سوء هضم، والإحساس بالامتلاء قبل الشبع، وأحياناً صعوبة في الإخراج.
استمرت هذي الأعراض خلال الثلاث سنوات الماضية، أحياناً استشير من هم حولي فيفتيني بما تملي عليه ثقافته: منهم من يقول قولون عصبي، ومنهم من يقول جرثومة معدة.... الخ، لكن بعض الأعراض الغريبة بدأت بالظهور منذ 7 أشهر تقريباً وهي عندما أريد أن أقوم بعمل معين- مثلاً إذا أردت أن أشارك مع الدكتور بالجامعة- أحس بدقات قلبي تتسارع وكأني أقوم بعمل رياضي، مع العلم أني لا أخاف من الدكتور لكن يأتيني هذا الشعور!
وهناك مواقف أخرى، مثل: إذا أتى الدكتور يعلن الدرجات أحس بدقات قلبي تتسارع حتى أني أستأذن من القاعة في بعض الأحيان، وأحياناً تأتيني عندما أريد أن أستفسر عن شيء من موظف معين وخاصة في وقت انتظار الموظف، بمعنى أنه ينهي مكالمة أو ينهي حديثه مع شخص آخر وعندما أبدأ التحدث معه تزول تلك الأعراض!.
لكن المشكلة الحقيقية هي قبل 3 أسابيع، تعبت وصار عندي استفراغ وقلة شهية للطعام وأحسسن بخفقان في القلب، وذهبت لأحد الأطباء وطبعاً قبل أن أقابل الدكتور كاد قلبي أن يتوقف من الخفقان- مع العلم أني في قرارة نفس مقتنع أنه لا يوجد شيء يستحق كل هذا الخفقان لكن لا أستطيع إيقاف الخفقان، وبعد الكشف وأخذ بعض الفحوصات وتخطيط للقلب قال بأن التخطيط سليم لكن توجد عندي جرثومة في المعدة وصرف لي أدوية وتحسنت حالتي من ناحية الاستفراغ وقلّة الشهية، لكني أحس بتعب في جسمي وخمول وأحياناً تأتيني رعشة في اليدين والجسم، لكن بمجرد تفكيري الذهاب للطبيب يأتيني شعور غريب؛ يعني أحس بنبضات قلبي!!
أرجوك يا دكتور ساعدني هل هذا مرض عضوي أم نفسي أم كلاهما؟ وهل هذي الأعراض طبيعية؟ وهل أحتاج للذهاب إلى طبيب نفسي؟ مع العلم يا دكتور أني إنسان اجتماعي وأحب المرح لكن هذي الأعراض بدأت تضايقني. آسف جداً جداً على الإطالة، لكني لم أجد سوى موقعكم المتميّز لأبث لكم مشكلتي وأرجو الرّد عليها. دمتم بخير.
08/06/2008
رد المستشار
الأخ الفاضل:
من رسالتك علمت انك زرت الطبيب الباطني ووصف لك علاجا ولكنك لم تتحسن كما أن ارتباط خفقان القلب عندك بموقف معين (عند التعامل مع الناس بالذات من لهم مكانة رفيعة من وجهة نظرك) يبعدنا كل البعد عن الأمراض العضوية إن ما تعاني منه أعراض جسمانية مرتبطة بحالتك النفسية ولا تتعجب من ذلك لأننا نحن الشرقيين نأبى أن نشتكي من همومنا ومشاكلنا النفسية فإذا عجز لساننا عن التعبير عن آلامنا النفسية كان الجسد لسان حالنا في ذلك فنشعر بالأعراض الجسمانية التي هي في الأصل منفذ للهموم والمشاكل أو حتى صعوبات الحياة اليومية.
كأن أعضاءنا تحتج بدلا عنا على صعوبات الحياة وذلك ليس بغريب لأن أحشاءنا تعمل بأوامر من الجهاز العصبي اللاإرادي والذي يخضع في الأصل للمراكز العليا بالمخ (بما فيها من مراكز خاصة بالانفعالات والعواطف) فبدلا من أن تقول للناس أنك خائف من مقابلة عادية مع الدكتور وما يترتب عليه من استنكار الآخرين يبدأ قلبك في الخفقان.
وفي الخوف المرضي يكون المثير (سبب الخوف) أقل بكثير من أن يسبب خوفا ويكون الشخص على علم بذلك إلا أنه في كل مرة يتعرض للمثير يشعر كما لو أن خطرا حقيقيا محدقا بحياته فتنتابه الأعراض الجسمانية نتيجة لتحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي وهي أعراض مزعجة للشخص وليس لديه تفسير كافي لحدوثها مما يجعله يتجنب المثير ويدخل في خوف مرضي منه.
وبالنسبة لحالتك فإن أعراضك الجسدية هي غالبا مظهر للقلق لديك وترتبط بعض هذه الأعراض (الخفقان) بالتعامل مع الناس خوفا من أن تفعل أو تتكلم بما يؤخذ عليك أو خوفك من الحرج من طريقة كلامك أو أدائك أمام الناس وهذا ما نطلق عليه الخوف الاجتماعي وتحتاج طبعا للطبيب النفسي والذي من مقابلتك معه يستطيع وضع خطة علاجية مناسبة لحالتك تتكامل فيها العلاجات النفسية مع الأدوية ويكون شفاؤك بإذن الله والله معك.
واقرأ على مجانين:
المعدة والقولون : والرهاب والظنون
المعدة العصبية؟ أم رهاب ساحة
دوامة الهلع: أين حقوق المريض العربي