السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أعرض عليكم مشكلتي. أبلغ من العمر15 سنة، مرضت بالوسواس القهري وقد بدأ بسيطاً، لكن معاناتي بدأت منذ عام تقريباً حيث زادت عندي الوساوس في الطهارة والصلاة، وقد ذهبت لعدد من الأطباء وتناولت بعض الأدوية لمدة 3 أشهر تقريباً ثم أوقفتها بمعرفة الطبيب بسبب الأعراض الجانبية لها: مثل الرغبة الشديدة في النوم- وقد كنت بحاجة للتركيز في المذاكرة-، ثمّ توقفت عن الذهاب للأطباء. قلّت الوساوس نسبياً خلال هذا العام- والحمد لله-.
لكن بمجرد أن انتهت فترة امتحانات آخر العام حتى عاودتني هذه الوساوس وكانت شديدة للغاية وأصبحت أفقد القدرة على السيطرة عليها بل أستسلم لها ولا أستطيع التركيز في أي شيء أبداً! فمثلاً؛ عندما أقرأ الفاتحة أشعر بأن الحروف ثقيلة وأشعر بصعوبة في القراءة رغم أني درست قواعد التجويد، كما أصبحت أشكّ في نظافة الملابس والأماكن من حولي، واشتدت الوساوس كثيراً حتى أني نادراً ما أجلس أو أقوم بأي عمل آخر خلال اليوم، ومن كثرة الشك في الوضوء والصلاة والتي يترتب عليها الإعادة حتّى أنّي قد أصلي الصلاة بعد وقتها أو قبل الصلاة التي تليها بوقت قليل.
أنا أشعر بالتعب جداً ولكني ألجأ إلى الله بالدعاء وأريد أن أسأل: هل يجب الذهاب إلى الطبيب وتناول الأدوية أم ماذا؟ فهل هذا مرض أم أنها مجرد وساوس عادية؟ فأنا شخصيتي ليست وسواسية؛ فلست دقيقة أو منظّمة، ولكني أصبحت كذلك فيما يخص الطهارة والصلاة وغيرها، وهذا يشغلني عن أمور أخرى مثل قراءة القرآن وحفظه وطلب العلم.
وهناك مشكلة أخرى لا أعلم هل هي من الوسواس أم لا؛ فأنا أخشى أن أغتاب أحداً أو أسيء إليه بأي صورة، وهذه ليست بمشكلة ولكن المشكلة أني أشك دائماً في أنّي أسأت إلى أحدهم أم لا! وأسأل الناس عن ذلك وهذا يصيبني بإحراج مع الناس لأنه يكون زائداً عن الحد- مع أن بعض أصحابي اعتادوا على ذلك-، كما أني أشعر بالذنب كثيراً عندما أرى أحد أصحابي يفعل معصية، فأشعر أني أنا السبب بأي طريقة وأسأل من حولي باستمرار بصورة متكررة هل هم غاضبون مني؟ وهل ضايقتهم بأي كلمة؟ حتى أني أفكر أحياناً ألا أكلّم أحداً! وأخشى عندما أتكلم أن تكون الكلمة بها معصية أو أن أتسبب في الضرر لأحد! فهل هذا من الوسواس أم أنه شيء طبيعي؟.
أعتذر عن الإطالة، وأرجو بمشيئة الله تعالى أن تفيدوني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
08/06/2008
رد المستشار
الابنة الفاضلة :
ما تعانين منه بلا شك وسواس قهري وهو اضطراب نفسي يتميز بأفكار تسلطية من شأنها أن تفرض نفسها على ذهن المريض وبالرغم من معرفته بتفاهتها أو عدم منطقيتها إلا أنها لا تلبث أن تلح على ذهنه وربما تصاحبها أفعال قهرية متعلقة بطبيعة الوساوس وهي أيضا من شأنها إزالة الوساوس مؤقتا ومثال ذلك:
عدم نظافة الأيدي بعد غسيلها ←← تكرار الغسيل مرات عديدة
(وساوس) (أفعال قهرية)
ولا يلزم أن تكوني شخصية وسواسية كي تصابي بالوسواس القهري وما تعانينه من شك في الوضوء والصلاة والنظافة الشخصية كلها مظاهر للوسواس وأيضا إحساسك المتكرر بالذنب هو جزء من المرض وسؤالك لأصحابك هل أغضبتهم أم لا هو أفعال قهرية من شأنها أن تقلل إحساسك بالذنب.
أما شعورك بأنك مذنبة عندما يذنب أحد أصدقائك فهو غير صحيح وكأنك تملكين قدرة سحرية للتأثير في أفعال الآخرين وهو أحد أنواع التفكير الشائعة في الموسوسين ويسمى بالتفكير السحري (Magical Thinking) ويميز هذا التفكير الأطفال وليس البالغين ويجب أن تذهبي للطبيب النفسي وتأخذي العلاج لمدة لا تقل عن 8 أشهر حتى لا يصبح الوسواس القهري مزمنا لديك. وفقك الله
واقرئي على مجانين:
أنواع الوسواس خناس ولا خناس
وسواس الطهارة: هلك المتنطعون مشاركة
أثناء العلاج هل الفعل القهري ذنب؟
وسواس تكبيرة الإحرام له علاج