السلام عليكم ورحمة الله
أشكر لكم مجهودكم في خدمة المسلمين، وأسأل الله العليّ القدير أن يجعله في ميزان حسناتكم.
قررت أن آخذ بمشورتكم بعد أن قرأت عنكم الرأي السليم. نشأت في أسرة متعلّمة ومحافظة، وأتممت تعليمي الجامعي قبل سنة ولازلت أبحث عن عمل، عمري 25سنة، وقبل أن أسرد مشكلتي أحب أن أوضح أنني ولله الحمد مؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره، وأعلم تماماً أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني.
مشكلتي هي: عندما كنت صغيراً- تقريباً في سن 10 أو 11 سنة- مارس ابن عمي الذي يكبرني بسنة اللواط معي وكنت لا أعلم خطورة عملنا. وأنا بدوري مارست مع ابن عمتي الذي يصغرني بثلاثة أعوام هذا العمل المشين. واستمرت الحال على ذلك النحو حتى أدركنا خطورة الأمر وتوقفنا- أي تقريباً وعمري 17 أو 18 سنة-. علاقتي مع ابن عمي وابن عمتي ممتازة ولا نذكّر بعضنا بما مضى بل نعيش حاضرنا لمستقبلنا.
عندما كنت صغيراً كنت أرتاح لابنة عمتي- التي مارست مع أخيها هذا العمل المشين-، وعندما كبرنا أيقنت بأني أحبها فقد رأيت فيها مواصفات الزوجة الصالحة.. أسرتي وأسرة عمتي متقاربتان جداً، وتقدمت لخطبتها وفعلاً تمت الخطبة، وخطيبتي مثقفة ومحترمة وجداً وخلوقة، عشت معها أجمل أيام عمري وها نحن على وشك الزواج- أحبها وتحبني. بعد تخرجي- قد تكون مشكلتي الفراغ لأن "الفاضي يعمل قاضي" كما قال المثل فتبدأ تصفية حسابات الماضي- بدأت أحاسب نفسي على الماضي فندمت على ماضينا أنا وابن عمتي وقررت أن أتحدث معه وأبرر موقفي، وفعلاً تحدثت معه فقال: "كنا أطفالاً!"، وسألته: "هل أنت موافق على زواجنا؟" قال لي: موافق وراضٍ تمام الرضا. أريد حلاً لأن التفكير في تلك المسألة أتعبني وأرهقني، ولا أريد أن أظلم خطيبتي فهي رائعة.. علماً أنّ من عاداتنا أن الرجل لا ينظر إلى خطيبته ولكن أخاها جعلني أنظر إلى أخته، فهذا دليل على أنه راضٍ!.
أنا قلق من:
1. أن أظلمها.
2. أن يؤثّر الماضي على حياتنا وبالذات علاقتنا الجنسية.
أريد حلاً، لا أريد أن أخسر خطيبتي ولا أريد أن أظلمها أو أخسر أخاها، ولا أريد أن أخسر أسرتهما، فأسرتهما أسرة محترمة، ولا أريد أن يؤثر ذلك الماضي على حياتنا الزوجية. كيف أضمن حياة جنسية طبيعية؟ أريد حياة زوجية صافية لا تشوبها أي شائبة، أريد نسيان الماضي لكن كيف!!! إن كان نسيان الماضي في أن أترك خطيبتي فهذا ليس بحل لأن أسرتينا متقاربتان وبعد الخطبة صارتا عائلة واحدة. أنا نادم على عمل طفل لا يدرك ما يفعل، هل حين تحدثت مع ابن عمتي أخطأت أم لم أخطئ؟. أرجو أن أجد عندكم الحل الشافي والكافي، علماً بأنني طبيعي ولا أميل إلى الذكور وكذلك ابن عمتي وابن عمي.. وأنّ علاقتي بخطيبتي ممتازة وعلاقتنا كانت محادثات عبر الهاتف ونحن على وشك الزواج، وأن ابن عمتي تقدم لخطبة أختي ولكنها رفضته.
أرجو منكم السرية التامة،
وشكرا.ً
08/06/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بارك الله لك في زوجك وجمعكما على خير. ليس الفراغ فقط هو المحرك لمثل هذه الأفكار والتساؤلات بل قد يكون كذلك القلق الطبيعي المصاحب لأي خطوة وتغيير هام في حياة الإنسان.
تعلم بما أنك متعلم وملتزم بأن التوبة تجب ما قبلها إذا كانت مستوفية الشروط وهي كراهية المعصية والتوقف عنها والندم عليها ولزوم مكفرات الذنوب وعلى رأسها الاستغفار.
يفضل ألا تخوض مع أحد بما كان واحذر أن تطلع زوجتك عليه ولن تظلم زوجك إن أوفيتها حقوقها الشرعية والنفسية طالما تعرف عن نفسك سواء ميولك الجنسية ورغبتك فيها مع ما تحمله لها من تقدير واحترام ولعل هذه الزوجة الرائعة هي مكافأة من رب العالمين لك على صدق توبتك وندمك على ما كان.
يبقى الماضي حاضرا طالما أبقيناه حيا بالتفكير المستمر والعيش في تفاصيله ويذوي حين يحل مكانه التفكير في حياتنا الحاضرة والقادمة فنسيان الماضي لا يعني محوه من ذاكرتك ولكن يعني وقف التفكير فيه فكلما خطر على بالك ما كان استغفر الله وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن استطعت وقف التفكير فيه بهذه الطريقة فخير وإن لم يكن قد يكون تفكيرك فيه درجة من الوسواس فاقرأ ما كتب عن الموضوع كي تعرف طبيعة تفكيرك.
بارك الله لك في توبتك وتقبلها منك قبولا حسنا ستعيش حياة مستقرة إن شاء الله طالما تثق من ميلك نحو زوجك وحرصك على أن تحيا في طاعة الله ضمن شرعه فما شيء سوى شريعة الله يضمن لنا السعادة في الدنيا والآخرة ويهون علينا ما نجد.