السلام عليكم وبعد،
الأخوة الأفاضل أتمنى أن لا تزعجكم رسالتي الثانية فهي اجتماعية أكثر منها نفسية فإنني أعمل في شركة قطاع خاص وقبل فترة توظفت عندنا بنت جميلة ورقيقة جدا وقليلة الكلام وهذا ما أحبه في البنات، الالتزام على الرغم من لبسها غير الشرعي.
المشكلة أنني أعجبت بها لدرجة الحب وطلبت من مديرها أن يخبرها بذلك، وبأنني ذو نية شريفة مع العلم بأنه كان هنالك استلطاف كبير بيني وبينها متبادل، ولكنني فوجئت بأن زميلي وهو مديرها يخبرني بأن البنت معقدة من شيء اسمه زواج وأنها ترى في نفسها أنها صغيرة مع أن عمرها 20 سنه وأنها تحترمني لكنها لا تريد الزواج!
أنا أخذت الأمور طبيعية وبقيت معاملتي معها كما هي وبقيت المودة بيننا وهذا ما لا أراه في معاملتها مع أي شخص ثاني، الذي أريده تحليل نفسي للوضع القائم الآن وكيف لي أن أعيد طلبها بشكل يؤدي إلى نتائج إيجابية ومتى مع أن مدة معرفتي بها ثلاثة شهور وطلبتها عن طريق زميلي منذ أسبوعين.
ولكم جزيل الشكر
وأتمنى أن لا تزعجكم رسالتي هذه.
09/12/2003
رد المستشار
جاءني أحدهم إلى المركز وهو يعاني من حالة حزن لأنه يحب ابنة خاله والتي هي جارته في نفس الوقت وبعث إليها بأخته لتعرض عليها رغبته في الارتباط بها ففوجيء بأن ابنة الخال ترفض رغم ما كان يشعر به من استلطاف متبادل ومن اهتمام في التعامل معه مما شجعه على إرسال أخته ليحصل على موافقتها قبل التقدم الرسمي لوالدها، ولم يكن يتصور أن الأمر سيقابل بالرفض حيث بررت رفضها بأنها مازالت صغيرة ولا تفكر في الزواج وأنها تفكر فيه مثل أخيها...
وأنه من يومها وهو يشعر بالحزن والإحباط وجاءني لإعطائه علاج لحالة الإحباط والحزن على أساس أن من يحبها قد رفضته وليس لديه ما يفعله.... قلت له لن أعطيك علاجا ولكن سأعطيك حلا.... فقال لي أي حل قلت له أن سبب رفض ابنة خالك لك هو أنك أرسلت لها أختك فتصورت أنك لا تحبها أو لا تريدها لشخصها، وإنما لمجرد أنها ابنة خالك التي عندما بحثت عن الارتباط تلفت حولك فوجدتها فأرسلت أختك لطلبها وهذا أشعرها أنها كأي فتاه بالنسبة لك....
إنها تريد منك أن تعلمها أنك تحبها ولهذا اخترتها دون كل الفتيات، وأنك تبذل نفسك من أجلها وهي في الغالب تحبك وتخشى ألا تكون محبا لها وأنك تعاملها بطريقة عادية.... تعجب الشاب وقال وماذا علي أن أفعل.... قلت أن تحدثها بنفسك فهي ابنة خالك ولكما حديثٌ مع بعضكما فلا حرج أن تحدثها وتعبر عن مشاعرك وحبك وأن دافعك للارتباط هو هذا الحب وذلك من خلال كلمات ملتزمة توصل رسالتك دون أي تجاوز في الفعل أو اللفظ....
انفرجت أسارير الرجل.... وعاد بعد أسبوع والفرح يغمره ويقول لي خرجت من عندك وأنا غير مصدق ولكنتك أعطيتني الأمل الذي كان لابد أن أتمسك به وذهبت وتحدثت لابنة خالي لأفاجأ بأنها تكن لي مشاعر أعمق مما أكنها لها، ولكنها كانت تخشى أن تكون من طرف واحد خاصة وأنني لم يبدُ مني أي شيء يدل على مشاعري، وسأتقدم لوالدها في نهاية الأسبوع....
هل فهمت ما أريد أن أقول من خلال سردي لهذه القصة.... إنها زميلتك في العمل... تعرفك وتعرفها، بل كما تقول بينكما استلطاف فلماذا يدخل زميل بينكما خاصة وأنه رجل مثلك أي أن احتمال تحرجها منك مساوٍ لتحرجها منه، ولكن الحقيقة هي أن الرسالة التي وصلتها من خلال تصرفك بهذه الطريقة هو أنك تتعامل معها كأي فتاة رأيتها فأعجبت بها فأرسلت واسطة للتقدم لها....
كل ما عليك هو أن تتحدث إليها بنفسك معبرا عن تقديرك لها هي بالذات وحبك لها هي بالتحديد وليس أي فتاة أخرى تصلح للارتباط.... وأنك تعطيها الفرصة للاختيار والاختبار... وأنك تود دخول البيت من بابه وتريد أن تتقدم لها... فإعجابك وحبك تترجمه بصورة ملتزمة إلى رغبة في الارتباط وليس أي شيء آخر عندها ستسمع إجابة مختلفة.... لأنها أيضا يهمها أن ترى فيمن ترتبط به شجاعة أدبية تمكنه من الحديث معها بصورة لائقة دون الحاجة لأي وسيط....
لم يكن أمام أية فتاة يحدثها رئيسها في العمل عن رغبة أحدهم في الارتباط بها، إلا أن تجيب مثلما أجابت زميلتك فهذه طريقة لم تعد تعجب الكثير من الفتيات فضلا عن أن ما ننصحك به هو صحيح أيضا طالما أنه في إطار العمل والالتزام ودون أي تجاوز شرعي.... وفقك الله في مسعاك.