إحساس مستمر بالموت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا إنسانة عادية جدا وتخرجت من كليتي بشكل طبيعي وعلاقاتي اجتماعية بشكل جيد ومتدينة وكنت سعيدة في حياتي ومرحة وضحوكة وما إلى ذلك حتى جاءت لي لحظة من حوالي 4 شهور وأحسست أني سوف أموت في هذه اللحظة بالذات، وتملكني الفزع والرعب وخفقان غير عادى بالقلب ورعشة ودوخة وكل شيء ولم أهدأ إلا بعد أن أحسست أن أمي معي وأخي وأني صليت لله ودعيت وقرأت قرآن وهكذا وذهب والحمد لله.
ثم بعد شهر أو شهرين جاء مرة أخرى وكلمت أخي ويجب أن يحضر ليراني وهكذا وذهب مرة أخرى، ولكن المشكلة هي أني من حوالي شهر ونصف وأنا أعاني من هذا الإحساس المستمر يوميا، أفكر فيه وأنا أصلي وأنا آكل وأنا مع الناس وأنا أفعل أي شيء ويا إلهي مع تعدد حالات الوفاة هذه الأيام الحالة أسوأ وأنا في مشروع خطوبة ولا أستطيع الإحساس بالسعادة بأي شيء وأستكثر على نفسي السعادة وألوم نفسي لأني من المفترض أن أكون أؤدي واجبي الديني تجاه الله وإني مقصرة بشكل كبير وكلما أحاول أن اخرج نفسي من هذا الإحساس وألهي نفسي بأي عمل أو أي شيء مضحك أو إلى ذلك يرجع لي الإحساس بقوة أكثر.
لقد تعبت لا أستطيع السيطرة على نفسي والبكاء الحار أصبح من أساسيات حياتي والمرض والإحساس بأي تغيير على جسدي يزيد الإحساس بالموت عندي لا أدري ماذا أفعل؟؟
أرجوك أفدني،
وجزاكم الله خيرا.
09/12/2003
رد المستشار
إن تذكر الموت كتنفيذ لوصية الرسول صلي الله عليه وسلم من أجل العظة والعبرة وعدم الاغترار بالحياة حتى لا نتكالب عليها وتسيطر على نفوسنا وقلوبنا.... كأي أمر أو وصية للرسول عليه الصلاة والسلام يحكمه منهج الوسطية وهو المنهج الإسلامي في التعامل مع الأمور كلها والمقصود الحقيقي من الآية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا"... بحيث تستقيم حياة الإنسان وإذا جاءت وصية الرسول مفسرة وموضحة لهذا المنهج في التعامل مع الموت والآخرة فكان التوجيه العظيم" أن اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ".... فنحن نسعى في الأرض معمرين لها، خلفاء لله على ظهرها ولكن نملك الدنيا في أيدينا ولا نتملك قلوبنا.... ويكون ذكر الموت أحد أدواتنا في ذلك ولكن دون أن يعوقنا عن رسالتنا التي خلقنا من أجلها....
أما إذا تجاوز الأمر هذه الحدود وتحول الموت إلى سبب للموت والفزع يفقد الإنسان الإحساس بالسعادة أو أن يستكثر إحساسه بالسعادة ويلوم نفسه لأنه لم يؤدي واجباته الدينية.... إذا وصل الأمر إلى نوبات الرهاب حيث سيتملك الإنسان إحساسه بأنه سيموت مع خفقان غير عادي في القلب والرعشة والدوخة كما تصفين في رسالتك فنحن بصدد حالة مرضية من أنواع الخوف المرضي والتي تسمي "خوف الموت المرضي" Phobia Death وهنا يحتاج الأمر للتدخل الطبي والعرض على الطبيب النفسي....
لأنه بجانب العلاج المعرفي القائم على التعامل مع هذه الأفكار حول الموت كما قدمنا في بداية الحل والعلاج السلوكي للسيطرة والتخلص من هذه المشاعر فإن الأمر يحتاج إلى علاج دوائي للمساعدة في التخلص من هذا الخوف المرضي وهو أمر لا يستطيع الطبيب تقريره إلا من خلال اللقاء المباشر معك لتقييم أولا صحة التشخيص ومدى وجود أعراض أخرى مصاحبة حيث يستطيع الحسم هل هي مخاوف مرضية أم أفكار وسواسية وهل القلق هو المسيطر أو الإحساس بالاكتئاب حيث تبدو هذه الأمور كلها مختلطة في رسالتك وتحتاج للاستيضاح من خلال المزيد من الأسئلة والحوار في المقابلة الاكلنيكية المباشرة وبعدها يستطيع الطبيب وضع الخطة العلاجية بشقيها النفسي والدوائي بناء على ذلك من خلال المتابعة يستطيع تحديد الفترة العلاجية المطلوبة....
ونطمئنك أنه من خلال خبرتي السابقة في التعامل مع هذه الحالات فإن الشفاء التام يكون من نصيبها شرط الاستجابة للتعليمات الطبية بدقة والصبر حتى تنتهي فترة العلاج المطلوبة... ونحن معك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي : الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، لقد فصَّل الأخ الزميل المستشار عمرو أبو خليل، في رده عليك، ولكنني أود فقط إحالتك إلى إجابة سابقة لنا تحت عنوان: نوبات الهلع: الشعور بالموت وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.
ويتبع ..............: خوف الموت المرضي مشاركة