دواء لمنع الاستمناء! يرحمك الله
السلام عليكم
المشكلة كما رآها الدكتور العظيم وائل هي مشكلة الدوافع الجنسية القاهرة فوق العادة تجد الفرد يفعل أشياء وهو ذاهل لا يصدق أنه يفعلها أو يجتر لفيفا من التبريرات يسكن بها آلامه بعدها ويخرج على الناس بوجه شاحب متوقعا الشر والأذى من الكل. لماذا هذا كله؟ إنه إنسان بائس.
وأدعو الأطباء النفسيين ألا يترددوا إطلاقا في وصف مهدئات جنسية لأن الجنس أصل الأمراض النفسية ويضع عقبات لا تنتهي أمام مستقبل الفرد.
إذا كان الموضوع بهذا الوضوح فلماذا تستفحل هذه المشكلة ولا يلجأ الشخص إلى علاجها؟
السبب الفن الهابط الذي ينزل علينا كأمطار مشئومة
حتى تحولت بلادنا إلى جاهلية بنفس الإنسان ومعايير الصواب والخطأ فيه.
3/6/2008
رد المستشار
الأخت العزيزة "رضوى شامل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وتقديرك وتذكري أن العظمة لله وحده.... ليست كل الدوافع الجنسية قاهرة فوق العادة فهناك دوافع جنسية عادية إلا أنها قد تصبح مهيأةً للسلوك الجنسي الاندفاعي أو الإدماني أو القهري، بسبب ما أشرت إليه "بالفن الهابط" وما أسميه بمناخ التعهير العام...
فأنا أرى أن الفن الهابط أقل إسهاما في ذلك المناخ من الفقه الهابط الذي تغيب طويلا عن الدخول في المعركة التي قد تفيد وهي تعليم الناس أن الأصل في الجنس أنه حلال وأن الأصل في الشرع هو التيسير على الناس وأن ظروف مجتمعاتنا ومفاهيمها كلها تحتاج إلى إصلاح ولسنا في وضع تصلح فيه المقولات الفقهية السائدة فيما يتعلق بفقه العلاقات بين الجنسين... فهل نرى الفقه الذي يحل مشكلات طالبي الزواج الضائعين من الجنسين... وأنا أضم عوانس البنات والأولاد، ومن دونهم من المحرومين المحروقين بلظى الشهوات من كل صوب وحدب.... الفقهاء أو معظمهم حتى الآن اكتفوا بتحريم كل شيء تقريبا على من لا يجد الزواج إلا أن يحتلم نائما!
وبعضهم يصل رعبه من الجنس إلى حال ما أسميناه معضلة: زملة الاستمناء الليلي.
من المستحيل أن أقبل يا رضوى شخصيا على الأقل فكرة حل مشكلة كهذه باستخدام عقّاقير الم.ا.س.ا أو غيرها... ربما يحتاج واحد من مرضى اضطرابات التفضيل الجنسي أو الشذوذات الجنسية الذين يؤذون أجانب عنهم إلى عقاقير مثلها أو حتى عقٌّار البينبيريدول Pinperidole وهو من مضادات الذهان... ولكن هؤلاء حتى الآن في عيادتنا نادرون ونسأل الله أن يكون هكذا الحال مجتمعيا.
طبيا ونفسيا يحتاج الاستعلاء على غريزة الجنس ما لا يطيقه الشخص الطبيعي خاصة في بلادنا التي لا تعده أصلا لشيء إلا التعليم -إن كان ما يزال تعليم- ثم لا تقدم له بعد ذلك إلا البطالة ظاهرةً أو مقنعة إضافة إلى الخواء المعرفي الثقافي ومناخ ترفيهي تعهيري عامٍ بامتياز... إذن لا أحد بسهولة يستطيع الاستعلاء على هذه الغريزة المستثارة بالضرورة المناخية يا أستاذة رضوى فماذا ترى فقهاءنا فاعلون؟؟
لا يا ابنتي ليس (الجنس أصل الأمراض النفسية) هذا الافتراض غير صحيح ولابد هنا من نفي التهمة عن هذه النعمة التي أودعها فينا الله وجعل سرورنا بها عظيما وحرماننا منها أليما... أصل الأمراض النفسية يا ابنتي (ومن الآخر) غير معروف علميا على وجه الدقة..... وأما أنه (يضع عقبات لا تنتهي أمام مستقبل الفرد)... فإن ما يضع العقبات هو مناخ الغباء الفقهي الاجتماعي الذي نعيش
أعتذر إذن عن كبح شهوات الناس بالعقَّاقير وأراها مشاركة في إخصائهم وتماشيا مع الغباء العام، وأطالب الفقهاء بالكف عن فقه الرعب من الجنس، وأحيلك إلى شعر طاووس عن لعبة عروس وعريس وأعلن رفضي لغباء أمة ضحكت من جهلها الأمم!...... شكرا يا "رضوى" يا ابنتي!