إدمان التزنيق الحقوني: طفرة أنثوية؟
إدمان التزنيق الحقوني
المشكلة هذه وما يشابهها من التورط في مشاكل جنسية يجب أن يعرف الفرد قيمة ستر الله عليه وفي حالات كثيرة يؤجل الله حسابه إلى يوم القيامة، لكن كثير من حالات الانفلات الجنسي يكون بسبب مرضي لا يتحكم الفرد في نفسه بل يندفع مثل الحصان الذي تقرعه ضربات الكرباج........
لكن ما أدهشني ضعف فاعلية الأدوية النفسية في التقليل من الاندفاع الشبقي والتحكم في الذات حسبما قرأت، والإرشاد النفسي يجعلنا نحاول تغيير الاتجاه بتغيير الأصدقاء والقراءات وتجديد الحياة والتوبة النصوحة وآليات تغيير الاتجاه والإرشاد الديني العقلاني.
13/6/2008
رد المستشار
كلام جميل يا أستاذة "رضوى" فتح الله عليك..... ولكن ليس كثيرٌ من حالات الانفلات الجنسي يكون بسبب مرض نفسي... بل هذا نادر... ويقتصر على مرضى اضطرابات التفضيل الجنسي وهم في القانون مسئولون عن أفعالهم، وفي الطب النفسي هم يملكون منع أنفسهم ولو غالبا من فعل الانفلات الجنسي!
يا رضوى الكثير من الانفلات الجنسي الذي ترين هو بسبب مرض نفس اجتماعي.... يعني مثلا كحالنا الذي ترين: مناخ إعلامي تعهيري عام مع حرمان كامل من الحق في الزواج.. لأسباب وأسباب وأسباب تجدينها في كتاباتي وكتابات ابن عبد الله مثلا:
في المدارس والبيوت والمواصلات: أزمة مكان
الحوار حول الجنس: متى ستمارسون؟
فعلا يا "رضوى" أحيانا تكون العقاقير النفسية ضعيفة التأثير في التقليل من الاندفاع الشبقي والتحكم في الذات، وهي بالتالي ضعيفة التأثير العلاجي في مرضى اضطرابات التحكم في الاندفاعة Impulse-Control Disorders أو اضطرابات العادات والنزوات Habit and Impulse Disorders وكذلك في بعض مرضى البارافيليا Paraphilia أو اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders والذين عولجوا على مدار التاريخ بصورٍ فيها كثيرٌ من القسوة وصلت إلى الإخصاء الجراحي Surgical Castration يا رضوى وهو ما لم يعد جائزا كإجراء علاجي في معظم دول العالم لا طبيا ولا قانونيا.... وإن كان الإخصاء الكيميائي Chemical Castration مسموحا ومعمولا به في كثير من الدول...
والإخصاء الكيميائي هو محاولة لتقليل الدافع الجنسي عند المرضى وتبدأ المحاولات باستخدام العقاقير النفسانية بدءٍا بعقَّاقير الم.ا.س.ا أو عقَّار الم.ا.س أي الكلوميبرامين (وهو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة القديمة) أو مثبتات المزاج كعقار الليثيوم أو بعض مضادات القلق كعقَّار البوسبيرون... وكل هذه العقَّاقير تجرب في محاولات علاج حالات الانحرافات الجنسية في الذكور وصولا إلى الإخصاء الهرموني باستخدام مضادات هرمون الذكورة (وحديثا يستخدم عقار مدوكسي بروجيستيرون Medroxyprogesterone ) وحتى هذه تفشل في مساعدة نسبة تتراوح من 20% إلى 40% من المرضى باضطرابات التفضيل الجنسي كالاستعراء Exhibitionism والتزنيق Frotturism والسادية Sadism وغيرها من الانحرافات الجنسية ذات العلاقة بالجريمة.
لكن العقاقير النفسانية لها للأسف آثارها الجانبية من الناحية الجنسية بما يمكنُ أن يقلل في كثير من الأحيان من القدرة على الأداء الجنسي المطلوب، وهذه المشكلة تشكل واحدة من المشكلات التي بدأنا نكتشف أخيرا أنها أحيانا تضيف عقباتٍ كثيرة في طريق العلاج من اضطرابات كالوسواس القهري وغيره من الاضطرابات النفسية... ففي العقود الأخيرة فقط بدأت الدراسات العلمية تتوالى عن أثر العقاقير النفسانية السلبي على الأداء الجنسي لمرضى الاكتئاب والوسواس والفصام، يعني باختصار يا رضوى تفشل العقاقير في علاج كثير من مرضى الانحرافات الجنسية لكنها مع الأسف تفسد الأداء الجنسي في كثير من الأسوياء في سلوكهم الجنسي كأثر جانبي لعلاجهم العقَّاري من مرض نفسي!
أنا أتكلم في كل ما سبق عن المرضى يا رضوى مرضى انحرافات جنسية معظمهم ذكور على مستوى كبير من الخطورة الاجتماعية و/أو المعاناة النفسية وهؤلاء قلة ومرضى آخرون أسوياء من ناحية السلوك الجنسي لكنهم مصابون باضطرابات نفسية..... لكن حضرتك تريدين ماذا؟ تريدين أن نخصي شعبا بأكمله أو ثلاثة أرباعه على الأقل؟ من المحرومين جنسيا؟؟ أي قسوة تلك يا أستاذة؟ أنا شخصيا أرفض أن أشارك في هذا وأظن مثلي كل طبيب نفساني فهل يفعلها أهل القانون باعتبارك ممثلة لهم؟؟
أختتم تعليقي على مشاركتك الصادمة بالتذكير بأن معظم كلامي ينطبق على الذكور! ولكن أنت تشاركين في مشكلة أنثوية فهل هناك مشكلات أخرى تتعلق ببناتنا وإناثنا غير ما أشير إليه في التقرير البناتي وفي واحدة من بناتنا؟ عل يحفظها الله... وتتأسفين على ضعف قوة العقاقير النفسية في التقليل من الاندفاع الشبقي والتحكم في الذات وعلى طول وصعوبة طريق الإرشاد النفسي... هل هناك مشكلة خاصة بالبنات أو النساء يا أستاذة؟